أخبار اليوم – رباب دوله - أكد الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة أن نظام "البيتك" (BTEC) يمثل تحولاً نوعياً في بنية التعليم الثانوي في الأردن، ويشكّل فرصة حقيقية أمام الطلبة الراغبين بالانخراط في سوق العمل مباشرة بعد الثانوية أو متابعة تعليمهم العالي بمؤهلات معترف بها دولياً.
وأوضح أبو عمارة أن هذا النظام، الذي أُطلق بالتعاون مع مؤسسة Pearson البريطانية، لا يُعد مجرد بديل عن المسارات التقليدية كالصناعي والزراعي والتمريضي، بل هو نموذج متكامل يجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، ويراعي ميول الطلبة وقدراتهم العملية، ضمن إطار تعليمي حديث ينسجم مع متطلبات الاقتصاد المعاصر.
وأشار إلى أن "البيتك" يمنح الطلبة شهادة مهنية دولية في تخصصات متعددة مثل تكنولوجيا المعلومات، الهندسة، الضيافة، الإعلام الرقمي، إدارة الأعمال، التجميل، الزراعة، والسفر والسياحة، ويخضع الطالب خلال دراسته لاختبارات تقييمية دقيقة تُشرف عليها شركة Pearson مباشرة، ما يضفي على النظام مصداقية عالية واعترافاً رسمياً على مستوى العالم.
وبيّن أن الأردن، ومنذ تعديل نظام الثانوية العامة قبل عامين، بدأ يُقسّم التعليم الثانوي إلى مسارين رئيسيين، أكاديمي ومهني، بحيث يتيح للطلبة خيارات متوازنة بين التعليم الجامعي المباشر أو المهني التطبيقي، مشدداً على أن البيتك لا يُقصي الطالب من التعليم العالي، بل يمنحه مدخلاً مرنًا للدراسة الجامعية، محليًا أو خارجيًا، لمن يرغب باستكمال تعليمه.
واعتبر أبو عمارة أن هذا التوجه يصب في صميم رؤية التحديث الاقتصادي التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني، عبر ربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل، وتقليص فجوة البطالة من خلال إعداد كوادر شابة مؤهلة وقادرة على الإنتاج لا الانتظار.
وأكد أن إدخال هذا النظام إلى عدد متزايد من المدارس الحكومية والخاصة يدل على وعي وطني متنامٍ بأهمية التعليم المهني والتقني، داعياً إلى إزالة الصورة النمطية السلبية عن التعليم غير الأكاديمي، ومشدداً على أن الكفاءة والإنتاجية يجب أن تكونا معيار التقييم في المرحلة المقبلة، لا المسار الذي يسلكه الطالب.
وختم الدكتور محمد أبو عمارة حديثه بالقول إن "البيتك" ليس مجرد نظام تعليمي، بل هو فلسفة جديدة في بناء الإنسان الأردني؛ فلسفة تعترف بمهارات الطلبة، وتدفعهم ليكونوا شركاء في صناعة مستقبلهم، عبر تعليم يلامس الواقع ويخدم التنمية.