أخبار اليوم - تالا الفقيه - أكدت دكتورة الهندسة البشرية، رولا عواد بزادوغ، أن الخوف من مراجعة المختص النفسي لا يزال حاجزًا كبيرًا أمام الكثير من الأفراد في المجتمع، رغم الوعي المتزايد بأهمية الصحة النفسية، مشيرة إلى أن النظرة المجتمعية الخاطئة تجاه هذا الموضوع ما زالت تحرم كثيرين من حقهم في الدعم والعلاج.
وقالت بزادوغ في تصريح لها: “للأسف، لا يزال هناك من يخاف أو يخجل من الذهاب إلى المختص النفسي، وكأن الأمر عيب أو حرام، مع أن الصحة النفسية باتت اليوم محورية بقدر أهمية الصحة الجسدية. لكن ما زالت بعض المفاهيم القديمة تربط الاضطرابات النفسية بمفاهيم مغلوطة كالمس أو الحسد أو قلة الإيمان، مما يزيد من معاناة الأفراد بدل أن يمد لهم يد العون.”
وأضافت أن الكثير من الأشخاص يعانون بصمت من القلق والاكتئاب ونوبات الهلع وحتى الأفكار السوداوية، لكنهم يختارون الكتمان خوفًا من وصمة المجتمع، أو من أحكام حتى أقرب الناس إليهم. وأشارت إلى أن التعامل مع من يعاني نفسيًا بعبارات مثل “شد حالك” أو “استغفر ربك” يعكس عدم فهم لطبيعة الاضطرابات النفسية وأسبابها البيولوجية والبيئية الحقيقية.
كما انتقدت بزادوغ الطريقة التي يتم بها تصوير المرض النفسي والمختصين النفسيين في بعض الأعمال الإعلامية والدرامية، معتبرة أنها “تعمق الصورة النمطية التي تربط المريض النفسي بالجنون والخطر”، ما يعزز من مخاوف الناس تجاه اللجوء للعلاج النفسي.
وقالت: “الناس الذين يراجعون المختص النفسي هم أقوياء، لأنهم اختاروا المواجهة لا الهروب، وطلبوا المساعدة بدل الضياع في الصمت. هم ليسوا مجانين، بل في كثير من الأحيان هم ضحايا تصرفات المجتمع والمحيط.”
ودعت بزادوغ إلى كسر هذا الحاجز الثقافي بالتدرج، من خلال البدء بأنفسنا، والانفتاح على فكرة الحديث والاستماع والدعم المتبادل، واحترام من يطلب المساعدة، مؤكدة أن زيارة المختص النفسي ليست عيبًا ولا دليل ضعف، بل “هي أشجع خطوة نحو التعافي والاستقرار”.
وختمت رسالتها بالقول: “الراحة النفسية ليست رفاهية، بل حق إنساني أساسي لكل فرد، ويجب أن نكون جزءًا من التغيير لا العائق أمامه.”