بين التقاليد والمظاهر المستجدة .. الأردنيون يُراجعون عادات العزاء والمناسبات الاجتماعية

mainThumb
بين التقاليد والمظاهر المستجدة.. الأردنيون يُراجعون عادات العزاء والمناسبات الاجتماعية

01-06-2025 10:17 AM

printIcon

أخبار اليوم - عواد الفالح - أثارت بعض الممارسات الحديثة في مناسبات العزاء والفرح جدلاً واسعًا في الأوساط الأردنية، بعد أن تحوّلت بعض المبادرات المجتمعية إلى منابر للظهور الشخصي والتكلف غير المبرر، على حساب البُعد الإنساني والروحي الذي يفترض أن تحمله مثل هذه المناسبات.

وأبدى عدد من المواطنين استياءهم من تحوّل بعض مظاهر العزاء إلى عروض اجتماعية، تبدأ بـ "فنجان الكرتون" وتنتهي بتبادل رسائل التعزية على "الواتساب"، معتبرين أن الأمر ابتعد عن جوهره الإنساني وتحوّل إلى تقليد شكلي، أفقد حتى هيبة الموت وكرامة الإنسان هيبته بعد رحيله.

وانتقد آخرون محاولات بعض "أصحاب المبادرات" فرض نمط معين على المجتمع المحلي دون أن يلتزموا به أنفسهم، مما جعلها مبادرات لا تخدم إلا أغراضًا شخصية، وتُسهم في تأجيج الفجوة بين الطبقات والقدرات.

وتطرّق مواطنون إلى أن بعض العادات المستجدة – كتحمّل أهل المتوفى كلفة الولائم – باتت عبئًا لا يستند إلى سند ديني أو عُرفي، مشيرين إلى أن الأصل أن يُصنع الطعام لأهل المتوفى من قبل الأقارب والجيران وليس العكس، مستنكرين كذلك حصر العزاء في المقابر بدعوى أنها سنة.

في السياق ذاته، شدّد مواطنون على أهمية الحفاظ على العادات الأصيلة المرتبطة بالكرام والاحترام، لا تلك التي تحوّلت إلى أعباء اقتصادية واجتماعية تُثقل كاهل الناس، خاصة في ظل تفاوت الأوضاع المعيشية بين الناس، مؤكدين أن كل فرد حرّ في الالتزام بما يستطيع دون تكلف أو تبذير.

ويخلص المتحدثون إلى أن العبرة ليست في المظاهر ولا الولائم، بل في المواساة الصادقة، واحترام الخصوصية، ومراعاة مشاعر الآخرين، مع ضرورة رفض العادات البالية التي لا تتناسب مع الواقع، ودون فرض أي سلوك اجتماعي قسري على الآخرين.