أخبار اليوم - تتابع المستويات الرسمية في دول الخليج تطورات الأوضاع في المنطقة على ضوء استهداف إسرائيل للمنشآت الإيرانية واغتيال كبار المسؤولين والعلماء، ورد طهران على الهجوم الذي تعرضت له بإطلاق صواريخ ومسيرات طالت العمق الإسرائيلي.
وتخشى الأوساط الرسمية كما الشعبية من أي تفاعل سلبي لهذا التوتر بسبب سياسات بنيامين نتنياهو التي تهدد بجر المنطقة لحرب إقليمية لا يريدها أي طرف، ما عدا أركان صقور حكومة تل أبيب.
وإن كانت السلطات في العديد من دول الخليج تتابع الأحداث، لكنها في نفس الوقت ترصد الأنباء والمعلومات المتداولة في منصات التواصل الاجتماعي، والكثير منها ليس دقيقاً، ويتم تداول معلوماته المغلوطة، وهو تحد يساهم في نشر المعلومات المضللة.
وغزت منصات التواصل الاجتماعي في دول مجلس التعاون الخليجي آلاف الرسائل التي تعتبرها السلطات مقلقة، لما تبثه من معلومات من شأنها بث الذعر، وتحديداً التي تتحدث عن تسريبات نووية وكوارث بيئية تهدد الخليج والمنطقة بأكملها، دون سند علمي أو مصدر موثوق.
وتعتبر السلطات الرسمية في دول الخليج أن الأولى هو نشر الأخبار المتعلقة بالتحذيرات من مصادرها الرسمية، وليس الأخبار المتداولة في مجموعات الواتساب.
واستقبلت “القدس العربي” العديد من الأخبار المتداولة دون سند، والتي تتضمن مبالغات، وإن كان بعضها ينطلق من معلومات يتم جمعها من مصادر مختلفة، لكنها توضع في سياقات غير دقيقة. وتحرص السلطات الرسمية على متابعة تطورات الأحداث، وتقديم المعلومة المنطقية، دون تهويل. وعبّر عدد من المسؤولين في دول الخليج بشكل صريح عن مخاوف تهدد حياة السكان حيال ضرب منشآت إيران النووية، واستنكرت بشكل مباشر العمليات التي نفذتها سلطات الاحتلال في الأيام الأخيرة، وهي تقلق الجميع القريب كما البعيد.
وتلاحظ وتراقب دول الخليج التطورات من زوايا عدة، وتستعد وتتأهب لأي تطور، حيث ترصد ما تعتبره بعض الأوساط خطراً قريباً من فنائها الخلفي وربما يتسلل لبيتها.
أعربت دول مجلس التعاون، في بيانات منفصلة، عن الإدانة الشديدة للهجمات، واعتبرتها “تمثل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية”.
وتخشى الشعوب الخليجية أن تصحو على أخبار ضرب إسرائيل لمفاعل “بوشهر” الواقع جنوب إيران على الساحل الشرقي للخليج، لإدراك الجميع تداعياته السلبية على دول الخليج، حيث ستصدر منه إشعاعات تلوث مياه البحر التي تحليها دول الخليج للشرب.
وتعتبر قطر من أوائل الدول التي تشدد على حل الإشكالات بشأن برنامج إيران النووي عبر طاولة المفاوضات، وعبّرت عن دعمها لجهود الوساطة التي تقوم بها جارتها سلطنة عُمان بين طهران وواشنطن.
وعبّرت الدوحة من مخاوف بشأن أي عمل متهور ضد إيران سيقود المنطقة ويجرها نحو المجهور، ويتسبب في تفاقم الأزمات الإقليمية في منطقة مشحونة.
وكان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، حذر في وقت سابق من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن “يلوث بالكامل” مياه الخليج ويهدد الحياة في قطر والإمارات والكويت. وأوضح المسؤول القطري أنه من شأن هكذا هجوم أن يترك الخليج “بلا مياه (صالحة للشرب) ولا أسماك ولا شيء… لا حياة”.