ندوة تناقش تفاعل الأدب العالمي مع حادثة الإسراء والمعراج

mainThumb

24-06-2025 03:54 PM

printIcon

أخبار اليوم - ناقش أستاذ الأدب العربي في الجامعة الهاشمية، الباحث الدكتور جمال مقابلة، حادثة الإسراء والمعراج وتفاعلها مع الأدب الإنساني أو العالمي بفنونه المتعددة عبر العصور، وذلك في الندوة الثانية التي عقدها مجمع اللغة العربية الأردني، اليوم الثلاثاء، في مقره ضمن موسمه الثقافي الـ43.


وفي الندوة، التي حملت عنوان "الإسراء والمعراج وقلق التأثر"، وحضرها رئيس المجمع المؤرخ الدكتور محمد عدنان البخيت، وأدارها عضو المجمع الدكتور محمد السعودي، استحضر الدكتور مقابلة نظرية "قلق التأثر" التي صاغها الكاتب والناقد الأميركي هارولد بلوم، وأردفها بكتابين موضّحين ومكمّلين لها، هما: خريطة للقراءة الضالة (1975)، والتقليد الأدبي الغربي: مدرسة العصور وكتبها (1994).


وتناول في الندوة كيفية تأثّر العرب والمسلمين، ومن ثمّ الغربيين المحدثين، بحادثة الإسراء والمعراج النبوي، مستعرضًا عددًا من الكتابات العربية والإسلامية والغربية التي تناولت هذه الحادثة، ثم العربية الحديثة، على هدًى من نظرية بلوم (قلق التأثّر، والخريطة الضالة للقراءة، والتقليد الأدبي الغربي) بدقائقها النقدية المفصّلة.


وأشار في معرض حديثه، إلى رسالة الغفران للمعري، ومعارج المتصوّفة لدى ابن عربي وفريد الدين العطار وغيرهما، ومن المحدثين محمد إقبال، وكذلك معراج ابن عباس ومعراج النبي محمد في نسخته الشعبية.
وتطرّق إلى "الكوميديا الإلهية" لدانتي أليغيري، و"الفردوس المفقود" لملتون، والأعمال الأدبية لكل من غوته، وهرمان هِسّه، وجان كلود كاريير وبيتر بروك في مسرحية مؤتمر الطيور، وبورخيس، وباولو كويلو، وصولًا إلى نماذج من الروايات العربية الحديثة، منها: "رحلة ابن فطومة" لنجيب محفوظ، و"كتاب التجليات" للغيطاني، و"سيرة المشتهى" لواسيني الأعرج، و"فتنة الغفران" لحمود الشايجي، ورواية فهرس لسنان أنطون.


وأبرز علاقة الأديب الألماني يوهان غوته، الذي اتخذت فكرة الإسراء والمعراج جانبًا عميقًا في تفاعله مع الإسلام، يتجاوز الإعجاب السطحي إلى تأمل وجودي وجمالي في طبيعة العلاقة بين الإنسان والمطلق، مشيرًا إلى أن غوته وجد في هذه الرحلة النبوية مثالًا خالداً لمسيرة الروح الباحثة عن النور، وجسرًا بين ثقافتين طالما ظنّهما الناس متباعدتين، بينما رأى فيهما غوته لقاءً حقيقيًا بين الشرق والغرب على أرضية الروح الكونية الواحدة.


واستعرض عددًا من الأعمال لأدباء وفلاسفة غربيين، وأخرى لأدباء عرب، تجلّى فيها موضوع التأثر بحادثتي الإسراء والمعراج.
وخلص الدكتور مقابلة إلى أن "قلق التأثر" ليس عائقًا للإبداع، بل محفّز له، لكنه يمرّ عبر صراع داخلي مع سلطة الماضي.
وفي ختام الندوة، جرى حوار عميق مع الحضور حول الموضوع.