عايش لـ"أخبار اليوم": آن الأوان لوضع خطة وطنية شاملة لمواجهة الأزمات والاضطرابات القادمة

mainThumb
عايش لـ"أخبار اليوم": آن الأوان لوضع خطة وطنية شاملة لمواجهة الأزمات والاضطرابات القادمة

25-06-2025 07:02 PM

printIcon

أخبار اليوم - عمّان - صفوت الحنيني - دعا الخبير الاقتصادي حسام عايش إلى استخلاص العبر من الأزمات التي مرت بها المنطقة والعالم خلال السنوات الخمس الماضية، وضرورة تحويل تلك الخبرات إلى سياسات واستراتيجيات واضحة تُفعَّل في أوقات الأزمات، وتُبنى عليها خطط للتعامل مع الطوارئ على مختلف الأصعدة، وفي مقدمتها الأمن الغذائي وأمن الطاقة والاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.

وأكد عايش في حديثه لـ"أخبار اليوم" أن الحكومة مطالبة بوضع سيناريوهات استباقية للتعامل مع الأحداث المستجدة، وليس الاكتفاء بردود الفعل بعد وقوع الأزمات، مشدداً على أهمية امتلاك خطط واضحة للتعامل مع الانقطاعات المحتملة في سلاسل الإمداد، والارتفاعات المفاجئة في أسعار الشحن والتأمين والطاقة.

وأشار إلى أن الزراعة والصناعات الغذائية يجب أن تحظى بأولوية وطنية قصوى، مع التركيز على المحاصيل الأساسية مثل الحبوب، وتعزيز الصناعات الغذائية الإحلالية بهدف تقليل الاعتماد على الواردات التي تتجاوز 4 إلى 5 مليارات دولار سنوياً. ولفت إلى أن التحول الواضح في توجه المستهلك الأردني نحو المنتجات المحلية يمثل فرصة استراتيجية يجب البناء عليها.

وحذر عايش من أن استمرار الاعتماد على مصدر وحيد لاستيراد السلع الأساسية، خاصة الحبوب والطاقة، يشكل خطراً كبيراً، داعياً إلى تنويع الشركاء التجاريين وتقليص طول سلاسل الإمداد الخارجية، بما يضمن وصول السلع الحيوية في أوقات الأزمات دون تأخير أو ارتفاع كبير في الأسعار.

وتحدث عايش عن أهمية إدارة المشهد الداخلي في حالات الطوارئ، لا سيما في ما يتعلق بتنظيم استهلاك الطاقة وحركة النقل، وإنشاء مراكز توزيع لتقليل التهافت على الأسواق، مع ضرورة تحسين التواصل مع المواطنين لضمان فهمهم لآليات إدارة الأزمات.

وفي الشق السياحي، دعا عايش إلى إعادة النظر في استراتيجية السياحة، التي ما تزال تعتمد بشكل كبير على السياح الأجانب، مؤكداً أن الوقت قد حان لجعل السائح الأردني محوراً أساسياً في خطة التكيف الاقتصادي، في ظل الاضطرابات الإقليمية والدولية المتكررة.

كما شدد على أهمية الثقة بين الحكومة والمواطنين، وإشراك القطاع الخاص في إدارة الملفات الاقتصادية والتنموية، وتوسيع استخدام التكنولوجيا في الخدمات، مما يقلل الحاجة إلى الحركة أثناء الأزمات.

واختتم عايش حديثه بدعوة الحكومة إلى أن تكون أكثر استباقية في مواجهة التحديات، قائلاً: "لا ينبغي أن ننتظر حتى تقع الكارثة، بل علينا أن نستعد لها مسبقاً بكل الوسائل الممكنة".