في الذكرى السادسة والعشرين لوفاة القاضي المرحوم موسى الساكت

mainThumb

04-02-2025 02:07 PM

printIcon
أخبار اليوم - صادف قبل أيام الذكرى السادسة والعشرين لوفاة المرحوم القاضي موسى الساكت الرئيس الأسبق للسلطة القضائية، والذي خدم القضاء لخمسين عاماً، وأدى خلالها واجبه في خدمة الحق والعدالة على أفضل وجه وبكل نزاهة وأمانة؛ مما جعل الثقة كبيرة بالقضاء الأردني والذي كان يحرص على ترسيخ استقلاله ونزاهة وعدالة أحكام المحاكم وتكريس سيادة القانون وبحق المواطن في الحصول على عدالة ناجزة وحياة كريمة. لقد كان العدل والفكر والضمير والاستقامة كلها قيم ومفاهيم آمن بها، وتجسدت في المرحوم القاضي موسى الساكت وحيث ارتبط معنى فضيلة العدل باسمه، فغدا كل منهما عنواناً للآخر وليظل عدله وفكره ومسلكه قدوة للجميع. ولقد كان المرحوم القاضي موسى الساكت ضميراً وطنياً صادقاً أحب وطنه الأردن، وأخلص لفلسطين وديار العروبة، وكان يتحدث بألم واستنكار عن الظلم الذي لحق بشعب فلسطين وبحقوقه المشروعة على يد قوى الشر والعدوان والاحتلال. لقد كان المرحوم يؤكد بأن الأمة التي تكون لها كرامة عند نفسها ينبغي أن تعنى بقضائها العناية الفائقة، وأن تحافظ على استقلاله كما وأنه على القاضي أن يكون نموذجاً يشرف الحياة بكل نواحيها، وأن يكون سلوكه أنوفاً أبياً وبالحق عزيزاً قوياً، وفي تعامله مع الناس شريفاً وفياً؛ ولهذا كان يرى بأن الخدمة العامة التي يؤديها القضاة تعتبر من أهم الخدمات العامة إن لم تكن أقدسها وهي بلا ريب من دعائم النظام الاجتماعي بأسره كما وأن العناية اللائقة بالمحاماة، فهي تؤمن قيام المحامين أيضاً بواجبهم في الدفاع عن الحق، وذلك كله اهتداء بما جاء في كتابه العزيز "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا، وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ" صدق الله العظيم. إن خدمة المرحوم القاضي موسى الساكت القضائية لنصف قرن وتحمله لرسالة القضاء والتزامه بمتطلباتها ومبادئها وإحساسه بواجب خدمة الوطن والجمهور، فإنها تجعله على الدوام خليقاً وأهلاً للذكرى الطيبة ولصادق الوفاء والتكريم وفقيداً في ذاكرة الوطن والمواطنين