أخبار اليوم - حين صليتُ يومًا مأمومًا خلف 'القارئ الصغير' في أحد مساجد غزة، سارعت كغيري من المصلين لرؤية ذلك الوجه النوراني، صاحب الصوت النديّ المنبعث من حنجرة ذهبية لإمام صاعد، كان يبدو أن له مستقبلاً واعدًا.
كان حينها عمر إسحاق مطر خمسة عشر عامًا، وقد أخرجته عائلته المتدينة إلى المجتمع لتكشف عن الابن الثاني الحافظ لكتاب الله، والقارئ المتقن.
بدأ إسحاق رحلته من مساجد مخيمه النصيرات، ثم جاب وسط القطاع وشماله وجنوبه إمامًا للمصلين، حتى اختارته جمعية دار القرآن الكريم والسنة لاحقًا مبعوثًا للصلاة في مساجد إندونيسيا.
حمل 'سفير غزة' القرآن في قلبه وعقله، وسافر به آلاف الكيلومترات، ممثلاً صورة غزة المشرقة، حيث اعتاد قرّاؤها وحفّاظها ختم القرآن في جلسة واحدة.
لا يتوقف والده، الحاج موسى مطر، عن الدعاء له بالرحمة، متمسكًا برضاه عنه وفخره به: 'هكذا هم أبنائي.. أملُنا أن يرضى الله عنا.'
أما والدته، التي لا يزال الحزن يعصر قلبها، فتواسيه كل يوم بتسجيلات صوتية لقراءة إسحاق، يصدح بها صوت ابنها صباحًا ومساءً في بيتٍ غاب عنه الجسد، لكن الروح ما زالت حاضرة.
قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، كان إسحاق قد تخرّج في كلية الدعوة الإسلامية بتخصص الشريعة الإسلامية. يتذكر والداه فرحتهم يوم عودته من إندونيسيا، ويوم ختمه للقرآن الكريم، وكيف كانت فرحة العائلة مضاعفة.
أتمّ إسحاق عشرات الدورات في الفقه، وأحكام التجويد، إلى أن نال السند المتصل برسول الله ﷺ، وكان قد اختير مؤخرًا لتسجيل القرآن الكريم بصوته الجميل في استوديوهات جمعية دار القرآن الكريم والسنة.
بكاه شيخه الإمام غسان الشوربجي في رثائه قائلًا: 'يا لوجع قلبي على فراقك يا حبيب! لا أدري كيف سيغمض لي جفن، أو ينقطع لي دمع.. كنت نِعم الطالب الخلوق، ونِعم القارئ المتقن، ونِعم الصديق البارّ الوفي.'
'هادئ، خفيف الظل، كريم، بارّ بوالديه'، هكذا وصفه شقيقه الأكبر إسماعيل، الحافظ لكتاب الله، مضيفًا: 'هذه تربية القرآن، وتربية والدينا.. إسحاق كان أنموذجًا في الأدب والالتزام.'
يشيد إسماعيل بشقيقه الأصغر الذي كان يقضي ساعات طويلة في مراجعة القرآن، وخاصة خلال الحرب، حيث سرد المصحف الكريم مرات عدة خلال جلسة واحدة، حتى في أيامه الأخيرة كان يلازم غرفته ليلًا ونهارًا يثبت حفظه.
يقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'كلما دخلنا عليه وجدناه منشغلًا بمراجعة الآيات والسور. لم يكن يفتر عن القرآن.'
ويختم إسماعيل حديثه بكلمات تفيض وجعًا وفخرًا: 'هنيئًا لك يا إسحاق الشهادة.. وهنيئًا لك بمنزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها، كما قال ﷺ: 'اقرأ وارْتَقِ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.'
رغم رحيله يوم 2 يوليو الجاري إثر استهدافه بصاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية، إلا أن صوته ما زال يملأ كل بيت وهاتف، في غزة وخارجها، شاهداً على شابٍ عاش للقرآن، ومات على طريقه.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - حين صليتُ يومًا مأمومًا خلف 'القارئ الصغير' في أحد مساجد غزة، سارعت كغيري من المصلين لرؤية ذلك الوجه النوراني، صاحب الصوت النديّ المنبعث من حنجرة ذهبية لإمام صاعد، كان يبدو أن له مستقبلاً واعدًا.
كان حينها عمر إسحاق مطر خمسة عشر عامًا، وقد أخرجته عائلته المتدينة إلى المجتمع لتكشف عن الابن الثاني الحافظ لكتاب الله، والقارئ المتقن.
بدأ إسحاق رحلته من مساجد مخيمه النصيرات، ثم جاب وسط القطاع وشماله وجنوبه إمامًا للمصلين، حتى اختارته جمعية دار القرآن الكريم والسنة لاحقًا مبعوثًا للصلاة في مساجد إندونيسيا.
حمل 'سفير غزة' القرآن في قلبه وعقله، وسافر به آلاف الكيلومترات، ممثلاً صورة غزة المشرقة، حيث اعتاد قرّاؤها وحفّاظها ختم القرآن في جلسة واحدة.
لا يتوقف والده، الحاج موسى مطر، عن الدعاء له بالرحمة، متمسكًا برضاه عنه وفخره به: 'هكذا هم أبنائي.. أملُنا أن يرضى الله عنا.'
أما والدته، التي لا يزال الحزن يعصر قلبها، فتواسيه كل يوم بتسجيلات صوتية لقراءة إسحاق، يصدح بها صوت ابنها صباحًا ومساءً في بيتٍ غاب عنه الجسد، لكن الروح ما زالت حاضرة.
قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، كان إسحاق قد تخرّج في كلية الدعوة الإسلامية بتخصص الشريعة الإسلامية. يتذكر والداه فرحتهم يوم عودته من إندونيسيا، ويوم ختمه للقرآن الكريم، وكيف كانت فرحة العائلة مضاعفة.
أتمّ إسحاق عشرات الدورات في الفقه، وأحكام التجويد، إلى أن نال السند المتصل برسول الله ﷺ، وكان قد اختير مؤخرًا لتسجيل القرآن الكريم بصوته الجميل في استوديوهات جمعية دار القرآن الكريم والسنة.
بكاه شيخه الإمام غسان الشوربجي في رثائه قائلًا: 'يا لوجع قلبي على فراقك يا حبيب! لا أدري كيف سيغمض لي جفن، أو ينقطع لي دمع.. كنت نِعم الطالب الخلوق، ونِعم القارئ المتقن، ونِعم الصديق البارّ الوفي.'
'هادئ، خفيف الظل، كريم، بارّ بوالديه'، هكذا وصفه شقيقه الأكبر إسماعيل، الحافظ لكتاب الله، مضيفًا: 'هذه تربية القرآن، وتربية والدينا.. إسحاق كان أنموذجًا في الأدب والالتزام.'
يشيد إسماعيل بشقيقه الأصغر الذي كان يقضي ساعات طويلة في مراجعة القرآن، وخاصة خلال الحرب، حيث سرد المصحف الكريم مرات عدة خلال جلسة واحدة، حتى في أيامه الأخيرة كان يلازم غرفته ليلًا ونهارًا يثبت حفظه.
يقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'كلما دخلنا عليه وجدناه منشغلًا بمراجعة الآيات والسور. لم يكن يفتر عن القرآن.'
ويختم إسماعيل حديثه بكلمات تفيض وجعًا وفخرًا: 'هنيئًا لك يا إسحاق الشهادة.. وهنيئًا لك بمنزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها، كما قال ﷺ: 'اقرأ وارْتَقِ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.'
رغم رحيله يوم 2 يوليو الجاري إثر استهدافه بصاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية، إلا أن صوته ما زال يملأ كل بيت وهاتف، في غزة وخارجها، شاهداً على شابٍ عاش للقرآن، ومات على طريقه.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - حين صليتُ يومًا مأمومًا خلف 'القارئ الصغير' في أحد مساجد غزة، سارعت كغيري من المصلين لرؤية ذلك الوجه النوراني، صاحب الصوت النديّ المنبعث من حنجرة ذهبية لإمام صاعد، كان يبدو أن له مستقبلاً واعدًا.
كان حينها عمر إسحاق مطر خمسة عشر عامًا، وقد أخرجته عائلته المتدينة إلى المجتمع لتكشف عن الابن الثاني الحافظ لكتاب الله، والقارئ المتقن.
بدأ إسحاق رحلته من مساجد مخيمه النصيرات، ثم جاب وسط القطاع وشماله وجنوبه إمامًا للمصلين، حتى اختارته جمعية دار القرآن الكريم والسنة لاحقًا مبعوثًا للصلاة في مساجد إندونيسيا.
حمل 'سفير غزة' القرآن في قلبه وعقله، وسافر به آلاف الكيلومترات، ممثلاً صورة غزة المشرقة، حيث اعتاد قرّاؤها وحفّاظها ختم القرآن في جلسة واحدة.
لا يتوقف والده، الحاج موسى مطر، عن الدعاء له بالرحمة، متمسكًا برضاه عنه وفخره به: 'هكذا هم أبنائي.. أملُنا أن يرضى الله عنا.'
أما والدته، التي لا يزال الحزن يعصر قلبها، فتواسيه كل يوم بتسجيلات صوتية لقراءة إسحاق، يصدح بها صوت ابنها صباحًا ومساءً في بيتٍ غاب عنه الجسد، لكن الروح ما زالت حاضرة.
قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، كان إسحاق قد تخرّج في كلية الدعوة الإسلامية بتخصص الشريعة الإسلامية. يتذكر والداه فرحتهم يوم عودته من إندونيسيا، ويوم ختمه للقرآن الكريم، وكيف كانت فرحة العائلة مضاعفة.
أتمّ إسحاق عشرات الدورات في الفقه، وأحكام التجويد، إلى أن نال السند المتصل برسول الله ﷺ، وكان قد اختير مؤخرًا لتسجيل القرآن الكريم بصوته الجميل في استوديوهات جمعية دار القرآن الكريم والسنة.
بكاه شيخه الإمام غسان الشوربجي في رثائه قائلًا: 'يا لوجع قلبي على فراقك يا حبيب! لا أدري كيف سيغمض لي جفن، أو ينقطع لي دمع.. كنت نِعم الطالب الخلوق، ونِعم القارئ المتقن، ونِعم الصديق البارّ الوفي.'
'هادئ، خفيف الظل، كريم، بارّ بوالديه'، هكذا وصفه شقيقه الأكبر إسماعيل، الحافظ لكتاب الله، مضيفًا: 'هذه تربية القرآن، وتربية والدينا.. إسحاق كان أنموذجًا في الأدب والالتزام.'
يشيد إسماعيل بشقيقه الأصغر الذي كان يقضي ساعات طويلة في مراجعة القرآن، وخاصة خلال الحرب، حيث سرد المصحف الكريم مرات عدة خلال جلسة واحدة، حتى في أيامه الأخيرة كان يلازم غرفته ليلًا ونهارًا يثبت حفظه.
يقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'كلما دخلنا عليه وجدناه منشغلًا بمراجعة الآيات والسور. لم يكن يفتر عن القرآن.'
ويختم إسماعيل حديثه بكلمات تفيض وجعًا وفخرًا: 'هنيئًا لك يا إسحاق الشهادة.. وهنيئًا لك بمنزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها، كما قال ﷺ: 'اقرأ وارْتَقِ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.'
رغم رحيله يوم 2 يوليو الجاري إثر استهدافه بصاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية، إلا أن صوته ما زال يملأ كل بيت وهاتف، في غزة وخارجها، شاهداً على شابٍ عاش للقرآن، ومات على طريقه.
فلسطين أون لاين
التعليقات