بقلم د سلطان ابراهيم العطين
في حضرة الكبار تصمت التصنيفات وتتوارى القوائم وتبقى الافعال هي البرهان ولعل من اصدق الامثلة على ذلك الدكتور خالد عبد العزيز الكركي رئيس الجامعة الاردنية الاسبق الذي تسلم صرحا وطنيا وارتقى به لا كأرقام تسجل بل كحياة تصنع واجيال تبعث ومكانة تترسخ
كنت آنذاك طالبا في الجامعة الاردنية استظل في رحابها واتتلمذ على فكر هذا الرجل الذي لم يكن رئيسا بالمعنى الاداري البارد بل كان راعيا للمعنى ومهندسا للرؤية وسادنا للهوية الوطنية الجامعية لم يحدثنا يوما عن الترتيب العالمي بل حدثنا عن الوطن عن اللغة عن العدالة عن الحلم وعن ان تكون الجامعة عقل الدولة لا ذيلا لها لقد كان الكركي يعرف ان الجامعات العظيمة لا تقاس بما تنقله التصنيفات بل بما تنقله الى الناس من قيم ومبادئ وقادة
وحده الكركي في يوم تخريج جعل منصة الحفل منبرا للتاريخ لا منصة عابرة لتهنئة شكلية القى الوصايا السبع على مسامع الخريجين لا كخطاب تنتهي فقراته مع التصفيق بل كوصية للاجيال وخارطة طريق لمئة عام من البناء الجامعي والوطني تلك الوصايا التي ينبغي اليوم ان تدرس لا ان تنسى انطلقت من الايمان بان الجامعة ليست جهة تمنح الشهادات بل مشروع وطني لصناعة الانسان الذي يعرف كيف يكون حرا مثقفا صادقا محبا لوطنه وعادلا في رأيه
خالد الكركي لم يكن يلهث خلف تصنيف دولي يعلقه على الجدران لانه كان مشغولا ببناء جدار الوعي في نفوس الطلبة كانت الجامعة في عهده اشبه بواحة فكرية تفيض بمبادرات ثقافية ومنتديات طلابية وبيئة تشجع على النقد والنقاش والتساؤل لم يكن يخشى ان يخرج الطالب عن المألوف بل كان يشجعه على ان يصوغ مألوفه الخاص وان يخط مساره المستقل
واليوم اقولها بوضوح لا لبس فيه المكان لا يزال شاغرا ومن قال ان المكان لا يفقد على احد اخطأ فمكان الكركي لم يملأ بعد لا لان لا احد اتى بعده بل لان احدا لم يأت مثله ادعو من يهوى الانصاف ان يزور ارشيف الجامعة الاردنية في تلك الحقبة ليرى كيف تبنى الجامعات بالعقول لا بالعقود وبالرسالة لا بالموازنات سيجد هناك سجلا من العطاء وسيرة لرئيس لم يكن اداريا فحسب بل كان مفكرا وشاعرا ومربيا يرى في كل طالب مشروع امة
خالد الكركي لم يغادر الجامعة يوما حتى وان غادر موقعه بقي حاضرا في ضمائرنا في ممرات الكليات في ذاكرة اللغة وفي وجدان كل من حلم ان يكون في يوم ما خريجا ذو قيمة كما اراد لنا ان نكون
امد الله في عمرك فان امثالك لا ينسون ولا يستبدلون
بقلم د سلطان ابراهيم العطين
في حضرة الكبار تصمت التصنيفات وتتوارى القوائم وتبقى الافعال هي البرهان ولعل من اصدق الامثلة على ذلك الدكتور خالد عبد العزيز الكركي رئيس الجامعة الاردنية الاسبق الذي تسلم صرحا وطنيا وارتقى به لا كأرقام تسجل بل كحياة تصنع واجيال تبعث ومكانة تترسخ
كنت آنذاك طالبا في الجامعة الاردنية استظل في رحابها واتتلمذ على فكر هذا الرجل الذي لم يكن رئيسا بالمعنى الاداري البارد بل كان راعيا للمعنى ومهندسا للرؤية وسادنا للهوية الوطنية الجامعية لم يحدثنا يوما عن الترتيب العالمي بل حدثنا عن الوطن عن اللغة عن العدالة عن الحلم وعن ان تكون الجامعة عقل الدولة لا ذيلا لها لقد كان الكركي يعرف ان الجامعات العظيمة لا تقاس بما تنقله التصنيفات بل بما تنقله الى الناس من قيم ومبادئ وقادة
وحده الكركي في يوم تخريج جعل منصة الحفل منبرا للتاريخ لا منصة عابرة لتهنئة شكلية القى الوصايا السبع على مسامع الخريجين لا كخطاب تنتهي فقراته مع التصفيق بل كوصية للاجيال وخارطة طريق لمئة عام من البناء الجامعي والوطني تلك الوصايا التي ينبغي اليوم ان تدرس لا ان تنسى انطلقت من الايمان بان الجامعة ليست جهة تمنح الشهادات بل مشروع وطني لصناعة الانسان الذي يعرف كيف يكون حرا مثقفا صادقا محبا لوطنه وعادلا في رأيه
خالد الكركي لم يكن يلهث خلف تصنيف دولي يعلقه على الجدران لانه كان مشغولا ببناء جدار الوعي في نفوس الطلبة كانت الجامعة في عهده اشبه بواحة فكرية تفيض بمبادرات ثقافية ومنتديات طلابية وبيئة تشجع على النقد والنقاش والتساؤل لم يكن يخشى ان يخرج الطالب عن المألوف بل كان يشجعه على ان يصوغ مألوفه الخاص وان يخط مساره المستقل
واليوم اقولها بوضوح لا لبس فيه المكان لا يزال شاغرا ومن قال ان المكان لا يفقد على احد اخطأ فمكان الكركي لم يملأ بعد لا لان لا احد اتى بعده بل لان احدا لم يأت مثله ادعو من يهوى الانصاف ان يزور ارشيف الجامعة الاردنية في تلك الحقبة ليرى كيف تبنى الجامعات بالعقول لا بالعقود وبالرسالة لا بالموازنات سيجد هناك سجلا من العطاء وسيرة لرئيس لم يكن اداريا فحسب بل كان مفكرا وشاعرا ومربيا يرى في كل طالب مشروع امة
خالد الكركي لم يغادر الجامعة يوما حتى وان غادر موقعه بقي حاضرا في ضمائرنا في ممرات الكليات في ذاكرة اللغة وفي وجدان كل من حلم ان يكون في يوم ما خريجا ذو قيمة كما اراد لنا ان نكون
امد الله في عمرك فان امثالك لا ينسون ولا يستبدلون
بقلم د سلطان ابراهيم العطين
في حضرة الكبار تصمت التصنيفات وتتوارى القوائم وتبقى الافعال هي البرهان ولعل من اصدق الامثلة على ذلك الدكتور خالد عبد العزيز الكركي رئيس الجامعة الاردنية الاسبق الذي تسلم صرحا وطنيا وارتقى به لا كأرقام تسجل بل كحياة تصنع واجيال تبعث ومكانة تترسخ
كنت آنذاك طالبا في الجامعة الاردنية استظل في رحابها واتتلمذ على فكر هذا الرجل الذي لم يكن رئيسا بالمعنى الاداري البارد بل كان راعيا للمعنى ومهندسا للرؤية وسادنا للهوية الوطنية الجامعية لم يحدثنا يوما عن الترتيب العالمي بل حدثنا عن الوطن عن اللغة عن العدالة عن الحلم وعن ان تكون الجامعة عقل الدولة لا ذيلا لها لقد كان الكركي يعرف ان الجامعات العظيمة لا تقاس بما تنقله التصنيفات بل بما تنقله الى الناس من قيم ومبادئ وقادة
وحده الكركي في يوم تخريج جعل منصة الحفل منبرا للتاريخ لا منصة عابرة لتهنئة شكلية القى الوصايا السبع على مسامع الخريجين لا كخطاب تنتهي فقراته مع التصفيق بل كوصية للاجيال وخارطة طريق لمئة عام من البناء الجامعي والوطني تلك الوصايا التي ينبغي اليوم ان تدرس لا ان تنسى انطلقت من الايمان بان الجامعة ليست جهة تمنح الشهادات بل مشروع وطني لصناعة الانسان الذي يعرف كيف يكون حرا مثقفا صادقا محبا لوطنه وعادلا في رأيه
خالد الكركي لم يكن يلهث خلف تصنيف دولي يعلقه على الجدران لانه كان مشغولا ببناء جدار الوعي في نفوس الطلبة كانت الجامعة في عهده اشبه بواحة فكرية تفيض بمبادرات ثقافية ومنتديات طلابية وبيئة تشجع على النقد والنقاش والتساؤل لم يكن يخشى ان يخرج الطالب عن المألوف بل كان يشجعه على ان يصوغ مألوفه الخاص وان يخط مساره المستقل
واليوم اقولها بوضوح لا لبس فيه المكان لا يزال شاغرا ومن قال ان المكان لا يفقد على احد اخطأ فمكان الكركي لم يملأ بعد لا لان لا احد اتى بعده بل لان احدا لم يأت مثله ادعو من يهوى الانصاف ان يزور ارشيف الجامعة الاردنية في تلك الحقبة ليرى كيف تبنى الجامعات بالعقول لا بالعقود وبالرسالة لا بالموازنات سيجد هناك سجلا من العطاء وسيرة لرئيس لم يكن اداريا فحسب بل كان مفكرا وشاعرا ومربيا يرى في كل طالب مشروع امة
خالد الكركي لم يغادر الجامعة يوما حتى وان غادر موقعه بقي حاضرا في ضمائرنا في ممرات الكليات في ذاكرة اللغة وفي وجدان كل من حلم ان يكون في يوم ما خريجا ذو قيمة كما اراد لنا ان نكون
امد الله في عمرك فان امثالك لا ينسون ولا يستبدلون
التعليقات