أخبار اليوم - 'بابا بدي حاجة..'، قالتها 'لين' (ثلاثة أعوام) بصوتها الطفولي البريء، بينما كانت تجر قدميها نحو البقالة الخاوية بفعل المجاعة في غزة، لعلها تجد فيها قطعة حلوى أو بسكويت تسد بها رمق طفولتها.
لكن قبل أن تنال ما تمنت، خطفها القصف الإسرائيلي، ولم يعثر والدها على جثمانها حتى الآن.
محمود التلمس، الأب المكلوم، فقد زوجته تسنيم (21 عاما) وطفلته الوحيدة 'لين' في غارة مباغتة على منزل عائلة زوجته بمدينة غزة، في 25 يونيو/حزيران.
'احنا كنا 3 أنفار.. استشهدت البنت والزوجة، ضليت أنا'، يقول محمود لصحيفة 'فلسطين'، تحت وطأة وجع مضاعف، ووداع لم يكتمل.
كانت العائلة تسكن حي النصر بغزة، تنعم بلحظات بسيطة من الفرح، إلى أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومعها بدأت رحلة نزوح ومعاناة وفقد.
عن محطات النزوح القسري، يقول: 'نزحنا على الشيخ رضوان، وبعدين طلعنا على خانيونس، ومنها على رفح، وبعدها رجعنا على دير البلح، وبعدين روحنا على غزة'.
نزوح متكرر، وخطر يتعقبهم حيثما ذهبوا، حتى وصلت التهديدات إلى أقصى مداها.
يشرح محمود كيف صارت منطقة سكن عائلة زوجته 'خطيرة' بفعل أوامر التشريد القسري الاحتلالية، التي أجبرتها على النزوح من منزلها، ثم عادت إليه بعد فترة.
'لما رجعوا ضربوا الدار.. وزوجتي كانت رايحة زيارة عندهم.. واستشهدت هي والبنت'، يقول بصوت يعلوه الذهول حتى اللحظة.
أما هو، فكان وقت الضربة العدوانية على بعد حوالي 500 متر، يعمل في حي الشيخ رضوان.
'كنت في منطقة الكرامة، توجهت على الشيخ رضوان عشان شغل، ورنت علي والدتي، وقالتلي: ضربوا دار عمك (بيت أهل زوجتي)، روح شوف، كمان بنتك وزوجتك كانوا هناك'.
ركض محمود إلى المكان، فتلقى الخبر الذي حطم قلبه. 'رحت.. دورنا.. لقينا جثمان زوجتي هي وأمها وأخوها وأختها.. والبنت ما لقيناها حتى الآن'، يتابع، في وصف صادم لفاجعة لم تكتمل ملامحها.
ولين هي واحدة من 19 ألف طفل شهيد في غزة منذ بدء الاحتلال حرب الإبادة الجماعية، التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 195 ألف شهيد وجريح ومفقود.
وتشمل حرب الإبادة استخدام الاحتلال التجويع والتعطيش سلاحا. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن (650,000) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء.
حرمان من الوداع
لكن ما يحفر الألم في قلب محمود أكثر هو ذلك المشهد الأخير، الذي ما زال يدور في باله صباح مساء: 'آخر فترة، كنت مارق طريق على موْتُسْكِل (دراجة نارية) وشفتها، كانت رايحة على الدكانة، بتنادي: بابا بدي حاجة.. وسحبت حالها وراحت'.
خرجت 'لين' إلى البقالة وهي تحلم بـ'شيء صغير' تطفئ به جوعها، ربما قطعة حلوى، أو مجرد أمل.
ولا يزال والدها يبحث عن جثمانها منذ ذلك اليوم، كما لو أن الفقدان لم يكتف بأخذها، بل أراد أن يحرم الأب من الوداع الأخير أيضا.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - 'بابا بدي حاجة..'، قالتها 'لين' (ثلاثة أعوام) بصوتها الطفولي البريء، بينما كانت تجر قدميها نحو البقالة الخاوية بفعل المجاعة في غزة، لعلها تجد فيها قطعة حلوى أو بسكويت تسد بها رمق طفولتها.
لكن قبل أن تنال ما تمنت، خطفها القصف الإسرائيلي، ولم يعثر والدها على جثمانها حتى الآن.
محمود التلمس، الأب المكلوم، فقد زوجته تسنيم (21 عاما) وطفلته الوحيدة 'لين' في غارة مباغتة على منزل عائلة زوجته بمدينة غزة، في 25 يونيو/حزيران.
'احنا كنا 3 أنفار.. استشهدت البنت والزوجة، ضليت أنا'، يقول محمود لصحيفة 'فلسطين'، تحت وطأة وجع مضاعف، ووداع لم يكتمل.
كانت العائلة تسكن حي النصر بغزة، تنعم بلحظات بسيطة من الفرح، إلى أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومعها بدأت رحلة نزوح ومعاناة وفقد.
عن محطات النزوح القسري، يقول: 'نزحنا على الشيخ رضوان، وبعدين طلعنا على خانيونس، ومنها على رفح، وبعدها رجعنا على دير البلح، وبعدين روحنا على غزة'.
نزوح متكرر، وخطر يتعقبهم حيثما ذهبوا، حتى وصلت التهديدات إلى أقصى مداها.
يشرح محمود كيف صارت منطقة سكن عائلة زوجته 'خطيرة' بفعل أوامر التشريد القسري الاحتلالية، التي أجبرتها على النزوح من منزلها، ثم عادت إليه بعد فترة.
'لما رجعوا ضربوا الدار.. وزوجتي كانت رايحة زيارة عندهم.. واستشهدت هي والبنت'، يقول بصوت يعلوه الذهول حتى اللحظة.
أما هو، فكان وقت الضربة العدوانية على بعد حوالي 500 متر، يعمل في حي الشيخ رضوان.
'كنت في منطقة الكرامة، توجهت على الشيخ رضوان عشان شغل، ورنت علي والدتي، وقالتلي: ضربوا دار عمك (بيت أهل زوجتي)، روح شوف، كمان بنتك وزوجتك كانوا هناك'.
ركض محمود إلى المكان، فتلقى الخبر الذي حطم قلبه. 'رحت.. دورنا.. لقينا جثمان زوجتي هي وأمها وأخوها وأختها.. والبنت ما لقيناها حتى الآن'، يتابع، في وصف صادم لفاجعة لم تكتمل ملامحها.
ولين هي واحدة من 19 ألف طفل شهيد في غزة منذ بدء الاحتلال حرب الإبادة الجماعية، التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 195 ألف شهيد وجريح ومفقود.
وتشمل حرب الإبادة استخدام الاحتلال التجويع والتعطيش سلاحا. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن (650,000) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء.
حرمان من الوداع
لكن ما يحفر الألم في قلب محمود أكثر هو ذلك المشهد الأخير، الذي ما زال يدور في باله صباح مساء: 'آخر فترة، كنت مارق طريق على موْتُسْكِل (دراجة نارية) وشفتها، كانت رايحة على الدكانة، بتنادي: بابا بدي حاجة.. وسحبت حالها وراحت'.
خرجت 'لين' إلى البقالة وهي تحلم بـ'شيء صغير' تطفئ به جوعها، ربما قطعة حلوى، أو مجرد أمل.
ولا يزال والدها يبحث عن جثمانها منذ ذلك اليوم، كما لو أن الفقدان لم يكتف بأخذها، بل أراد أن يحرم الأب من الوداع الأخير أيضا.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - 'بابا بدي حاجة..'، قالتها 'لين' (ثلاثة أعوام) بصوتها الطفولي البريء، بينما كانت تجر قدميها نحو البقالة الخاوية بفعل المجاعة في غزة، لعلها تجد فيها قطعة حلوى أو بسكويت تسد بها رمق طفولتها.
لكن قبل أن تنال ما تمنت، خطفها القصف الإسرائيلي، ولم يعثر والدها على جثمانها حتى الآن.
محمود التلمس، الأب المكلوم، فقد زوجته تسنيم (21 عاما) وطفلته الوحيدة 'لين' في غارة مباغتة على منزل عائلة زوجته بمدينة غزة، في 25 يونيو/حزيران.
'احنا كنا 3 أنفار.. استشهدت البنت والزوجة، ضليت أنا'، يقول محمود لصحيفة 'فلسطين'، تحت وطأة وجع مضاعف، ووداع لم يكتمل.
كانت العائلة تسكن حي النصر بغزة، تنعم بلحظات بسيطة من الفرح، إلى أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومعها بدأت رحلة نزوح ومعاناة وفقد.
عن محطات النزوح القسري، يقول: 'نزحنا على الشيخ رضوان، وبعدين طلعنا على خانيونس، ومنها على رفح، وبعدها رجعنا على دير البلح، وبعدين روحنا على غزة'.
نزوح متكرر، وخطر يتعقبهم حيثما ذهبوا، حتى وصلت التهديدات إلى أقصى مداها.
يشرح محمود كيف صارت منطقة سكن عائلة زوجته 'خطيرة' بفعل أوامر التشريد القسري الاحتلالية، التي أجبرتها على النزوح من منزلها، ثم عادت إليه بعد فترة.
'لما رجعوا ضربوا الدار.. وزوجتي كانت رايحة زيارة عندهم.. واستشهدت هي والبنت'، يقول بصوت يعلوه الذهول حتى اللحظة.
أما هو، فكان وقت الضربة العدوانية على بعد حوالي 500 متر، يعمل في حي الشيخ رضوان.
'كنت في منطقة الكرامة، توجهت على الشيخ رضوان عشان شغل، ورنت علي والدتي، وقالتلي: ضربوا دار عمك (بيت أهل زوجتي)، روح شوف، كمان بنتك وزوجتك كانوا هناك'.
ركض محمود إلى المكان، فتلقى الخبر الذي حطم قلبه. 'رحت.. دورنا.. لقينا جثمان زوجتي هي وأمها وأخوها وأختها.. والبنت ما لقيناها حتى الآن'، يتابع، في وصف صادم لفاجعة لم تكتمل ملامحها.
ولين هي واحدة من 19 ألف طفل شهيد في غزة منذ بدء الاحتلال حرب الإبادة الجماعية، التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 195 ألف شهيد وجريح ومفقود.
وتشمل حرب الإبادة استخدام الاحتلال التجويع والتعطيش سلاحا. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن (650,000) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء.
حرمان من الوداع
لكن ما يحفر الألم في قلب محمود أكثر هو ذلك المشهد الأخير، الذي ما زال يدور في باله صباح مساء: 'آخر فترة، كنت مارق طريق على موْتُسْكِل (دراجة نارية) وشفتها، كانت رايحة على الدكانة، بتنادي: بابا بدي حاجة.. وسحبت حالها وراحت'.
خرجت 'لين' إلى البقالة وهي تحلم بـ'شيء صغير' تطفئ به جوعها، ربما قطعة حلوى، أو مجرد أمل.
ولا يزال والدها يبحث عن جثمانها منذ ذلك اليوم، كما لو أن الفقدان لم يكتف بأخذها، بل أراد أن يحرم الأب من الوداع الأخير أيضا.
فلسطين أون لاين
التعليقات