أخبار اليوم - في كل ليلة، يغفو الطفل سمير زقوت (11 عامًا) على أمل أن يرى نفسه كما كان من قبل: يركض بقدميه، يفتح ذراعيه للريح، ويضحك وسط أصدقائه في ساحة اللعب.
لكنه ما إن يستيقظ حتى يتلاشى الحلم، ويعود الواقع القاسي يثقل قلبه الصغير، فحرب الإبادة سرقت منه ساقه ويده، وتركت جسده مليئًا بالجراح، لكنه لا يزال يحمل حلمًا واحدًا: تركيب طرفين صناعيين والعودة إلى الحياة.
وفي ظهيرة يوم الـ27 مايو 2025، وبينما كان 'سمير' جالسًا على أريكة منزله في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، اخترقت طائرة مسيّرة إسرائيلية الغرفة التي كان بها وانفجرت وتحول المكان في لحظات إلى ركام ودخان.
دماء على الأرض
ويقول والده، محمد زقوت، بصوت يملؤه الألم: 'كنت قريبًا من المنزل، وعندما سمعت صوت الانفجار هرعت فورًا، فرأيت ابني ملقى على الأرض، والدماء تغطي جسده، ويده اليمنى مبتورة من فوق الكوع، وساقه رجله اليسرى مقطوعة من وفوق الركبة، لم أكن أعلم إن كان لا يزال حيًا.
حمله الأب بسرعة إلى سيارة الإسعاف، وظل طوال الطريق يخشى أن يكون قد فقده إلى الأبد، وفق ما قاله لـ 'فلسطين أون لاين' بعد نقله إلى مستشفى الشفاء – الذي أعيد افتتاحه جزئيًا رغم تعرضه للدمار – خضع 'سمير' لساعات طويلة من العمليات الجراحية المعقدة.
ويضيف الأب بحزن: ورغم محاولات الأطباء إنقاذ ما يمكن، كانت الإصابات بالغة، بتر في ساق رجله اليسرى فوق الركبة، وبتر في اليد اليمنى، وكسور في الجمجمة، وثقوب في المعدة والقولون، إضافة إلى كسور في كلا الذراعين، واضطر الأطباء إلى تثبيت بلاتين في يده المبتورة.
حلم بسيط
ورغم معاناته، لا يزال 'سمير' يتمسك بحلمه الصغير الكبير، يقول بصوت خافت: 'نفسي أركب طرف صناعي وأجري مع أصحابي، وأروح المدرسة زي الأول'.
لكن الواقع لا يرحمه، فالحرارة المرتفعة تسبب له ألمًا دائمًا في مواضع الإصابة، ما يدفعه إلى غمس يده في صحن ماء إلى جواره، علّه يجد بعض الراحة، بينما يتناوب أفراد عائلته، والدته دعاء ووالده وإخوته، على تهويته باستخدام الكرتون، لمحاولة تخفيف حرارته، في ظل عدم توفر الأدوية والمسكنات اللازمة والكهرباء.
وتقول دعاء زقوت، والدة الطفل 'سمير'، بعينين دامعتين: 'ابني لا يتحرك من الفراش، أحيانًا أحمله بنفسي وأتنقل به بين غرف البيت، لكنه سرعان ما يطلب العودة إلى مكانه، لم يعد يرغب بالخروج أو رؤية أحد'.
وتضيف الأم لـ 'فلسطين أون لاين': 'نحاول التهوية عليه وتبريده، لأنه يشعر كأن نارًا تشتعل داخله، فالأعصاب تهتكت، والألم لا يفارقه، وتوقفت بعض الأدوية، لأنه لم يعد يتحمل آثارها الجانبية، فصار يقضي اليوم متعبًا ومنهكًا'.
وتواجه العائلة التي تتكوّن من أربعة أطفال، صعوبات بالغة في توفير الغذاء الصحي الضروري لحالة 'سمير'.
وتقول والدته: 'جسده لا يتحمل الطعام العادي، وإذا أكل شيئًا غير مناسب، يصرخ من الألم ثم يتقيأ، فهو بحاجة لغذاء غني بالبروتين كالسمك واللحوم، لكن هذه غير متوفرة في غزة بسبب الحصار والحرب'.
فرصة للعلاج
وناشدت عائلة الطفل زقوت، كل المؤسسات الإنسانية والدولية أن تُمنح 'سمير' فرصة للعلاج خارج غزة، فالأب محمد، يغالب دموعه وهو يقول: 'ابني يحتاج تركيب طرفين صناعيين، وعلاج متقدم لإزالة الشظايا من جسده، والرعاية الغذائية والطبية التي لا تتوفر هنا، متسائلًا: لماذا يُحرم طفل من حقه في الحياة؟ ما ذنبه؟'.
ويتابع زقوت بحرقة: 'نريد فقط أن نرى ابننا يبتسم مجددًا، يركض، يلعب، ويعود إلى المدرسة، ليس أكثر من ذلك'.
ومنذ اندلاع الإبادة الجماعية على غزة في أكتوبر 2023، يعاني القطاع من تدهور شامل في القطاع الصحي، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب المجازر بحق سكان القطاع وعلى رأسهم الأطفال والنساء.
أخبار اليوم - في كل ليلة، يغفو الطفل سمير زقوت (11 عامًا) على أمل أن يرى نفسه كما كان من قبل: يركض بقدميه، يفتح ذراعيه للريح، ويضحك وسط أصدقائه في ساحة اللعب.
لكنه ما إن يستيقظ حتى يتلاشى الحلم، ويعود الواقع القاسي يثقل قلبه الصغير، فحرب الإبادة سرقت منه ساقه ويده، وتركت جسده مليئًا بالجراح، لكنه لا يزال يحمل حلمًا واحدًا: تركيب طرفين صناعيين والعودة إلى الحياة.
وفي ظهيرة يوم الـ27 مايو 2025، وبينما كان 'سمير' جالسًا على أريكة منزله في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، اخترقت طائرة مسيّرة إسرائيلية الغرفة التي كان بها وانفجرت وتحول المكان في لحظات إلى ركام ودخان.
دماء على الأرض
ويقول والده، محمد زقوت، بصوت يملؤه الألم: 'كنت قريبًا من المنزل، وعندما سمعت صوت الانفجار هرعت فورًا، فرأيت ابني ملقى على الأرض، والدماء تغطي جسده، ويده اليمنى مبتورة من فوق الكوع، وساقه رجله اليسرى مقطوعة من وفوق الركبة، لم أكن أعلم إن كان لا يزال حيًا.
حمله الأب بسرعة إلى سيارة الإسعاف، وظل طوال الطريق يخشى أن يكون قد فقده إلى الأبد، وفق ما قاله لـ 'فلسطين أون لاين' بعد نقله إلى مستشفى الشفاء – الذي أعيد افتتاحه جزئيًا رغم تعرضه للدمار – خضع 'سمير' لساعات طويلة من العمليات الجراحية المعقدة.
ويضيف الأب بحزن: ورغم محاولات الأطباء إنقاذ ما يمكن، كانت الإصابات بالغة، بتر في ساق رجله اليسرى فوق الركبة، وبتر في اليد اليمنى، وكسور في الجمجمة، وثقوب في المعدة والقولون، إضافة إلى كسور في كلا الذراعين، واضطر الأطباء إلى تثبيت بلاتين في يده المبتورة.
حلم بسيط
ورغم معاناته، لا يزال 'سمير' يتمسك بحلمه الصغير الكبير، يقول بصوت خافت: 'نفسي أركب طرف صناعي وأجري مع أصحابي، وأروح المدرسة زي الأول'.
لكن الواقع لا يرحمه، فالحرارة المرتفعة تسبب له ألمًا دائمًا في مواضع الإصابة، ما يدفعه إلى غمس يده في صحن ماء إلى جواره، علّه يجد بعض الراحة، بينما يتناوب أفراد عائلته، والدته دعاء ووالده وإخوته، على تهويته باستخدام الكرتون، لمحاولة تخفيف حرارته، في ظل عدم توفر الأدوية والمسكنات اللازمة والكهرباء.
وتقول دعاء زقوت، والدة الطفل 'سمير'، بعينين دامعتين: 'ابني لا يتحرك من الفراش، أحيانًا أحمله بنفسي وأتنقل به بين غرف البيت، لكنه سرعان ما يطلب العودة إلى مكانه، لم يعد يرغب بالخروج أو رؤية أحد'.
وتضيف الأم لـ 'فلسطين أون لاين': 'نحاول التهوية عليه وتبريده، لأنه يشعر كأن نارًا تشتعل داخله، فالأعصاب تهتكت، والألم لا يفارقه، وتوقفت بعض الأدوية، لأنه لم يعد يتحمل آثارها الجانبية، فصار يقضي اليوم متعبًا ومنهكًا'.
وتواجه العائلة التي تتكوّن من أربعة أطفال، صعوبات بالغة في توفير الغذاء الصحي الضروري لحالة 'سمير'.
وتقول والدته: 'جسده لا يتحمل الطعام العادي، وإذا أكل شيئًا غير مناسب، يصرخ من الألم ثم يتقيأ، فهو بحاجة لغذاء غني بالبروتين كالسمك واللحوم، لكن هذه غير متوفرة في غزة بسبب الحصار والحرب'.
فرصة للعلاج
وناشدت عائلة الطفل زقوت، كل المؤسسات الإنسانية والدولية أن تُمنح 'سمير' فرصة للعلاج خارج غزة، فالأب محمد، يغالب دموعه وهو يقول: 'ابني يحتاج تركيب طرفين صناعيين، وعلاج متقدم لإزالة الشظايا من جسده، والرعاية الغذائية والطبية التي لا تتوفر هنا، متسائلًا: لماذا يُحرم طفل من حقه في الحياة؟ ما ذنبه؟'.
ويتابع زقوت بحرقة: 'نريد فقط أن نرى ابننا يبتسم مجددًا، يركض، يلعب، ويعود إلى المدرسة، ليس أكثر من ذلك'.
ومنذ اندلاع الإبادة الجماعية على غزة في أكتوبر 2023، يعاني القطاع من تدهور شامل في القطاع الصحي، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب المجازر بحق سكان القطاع وعلى رأسهم الأطفال والنساء.
أخبار اليوم - في كل ليلة، يغفو الطفل سمير زقوت (11 عامًا) على أمل أن يرى نفسه كما كان من قبل: يركض بقدميه، يفتح ذراعيه للريح، ويضحك وسط أصدقائه في ساحة اللعب.
لكنه ما إن يستيقظ حتى يتلاشى الحلم، ويعود الواقع القاسي يثقل قلبه الصغير، فحرب الإبادة سرقت منه ساقه ويده، وتركت جسده مليئًا بالجراح، لكنه لا يزال يحمل حلمًا واحدًا: تركيب طرفين صناعيين والعودة إلى الحياة.
وفي ظهيرة يوم الـ27 مايو 2025، وبينما كان 'سمير' جالسًا على أريكة منزله في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، اخترقت طائرة مسيّرة إسرائيلية الغرفة التي كان بها وانفجرت وتحول المكان في لحظات إلى ركام ودخان.
دماء على الأرض
ويقول والده، محمد زقوت، بصوت يملؤه الألم: 'كنت قريبًا من المنزل، وعندما سمعت صوت الانفجار هرعت فورًا، فرأيت ابني ملقى على الأرض، والدماء تغطي جسده، ويده اليمنى مبتورة من فوق الكوع، وساقه رجله اليسرى مقطوعة من وفوق الركبة، لم أكن أعلم إن كان لا يزال حيًا.
حمله الأب بسرعة إلى سيارة الإسعاف، وظل طوال الطريق يخشى أن يكون قد فقده إلى الأبد، وفق ما قاله لـ 'فلسطين أون لاين' بعد نقله إلى مستشفى الشفاء – الذي أعيد افتتاحه جزئيًا رغم تعرضه للدمار – خضع 'سمير' لساعات طويلة من العمليات الجراحية المعقدة.
ويضيف الأب بحزن: ورغم محاولات الأطباء إنقاذ ما يمكن، كانت الإصابات بالغة، بتر في ساق رجله اليسرى فوق الركبة، وبتر في اليد اليمنى، وكسور في الجمجمة، وثقوب في المعدة والقولون، إضافة إلى كسور في كلا الذراعين، واضطر الأطباء إلى تثبيت بلاتين في يده المبتورة.
حلم بسيط
ورغم معاناته، لا يزال 'سمير' يتمسك بحلمه الصغير الكبير، يقول بصوت خافت: 'نفسي أركب طرف صناعي وأجري مع أصحابي، وأروح المدرسة زي الأول'.
لكن الواقع لا يرحمه، فالحرارة المرتفعة تسبب له ألمًا دائمًا في مواضع الإصابة، ما يدفعه إلى غمس يده في صحن ماء إلى جواره، علّه يجد بعض الراحة، بينما يتناوب أفراد عائلته، والدته دعاء ووالده وإخوته، على تهويته باستخدام الكرتون، لمحاولة تخفيف حرارته، في ظل عدم توفر الأدوية والمسكنات اللازمة والكهرباء.
وتقول دعاء زقوت، والدة الطفل 'سمير'، بعينين دامعتين: 'ابني لا يتحرك من الفراش، أحيانًا أحمله بنفسي وأتنقل به بين غرف البيت، لكنه سرعان ما يطلب العودة إلى مكانه، لم يعد يرغب بالخروج أو رؤية أحد'.
وتضيف الأم لـ 'فلسطين أون لاين': 'نحاول التهوية عليه وتبريده، لأنه يشعر كأن نارًا تشتعل داخله، فالأعصاب تهتكت، والألم لا يفارقه، وتوقفت بعض الأدوية، لأنه لم يعد يتحمل آثارها الجانبية، فصار يقضي اليوم متعبًا ومنهكًا'.
وتواجه العائلة التي تتكوّن من أربعة أطفال، صعوبات بالغة في توفير الغذاء الصحي الضروري لحالة 'سمير'.
وتقول والدته: 'جسده لا يتحمل الطعام العادي، وإذا أكل شيئًا غير مناسب، يصرخ من الألم ثم يتقيأ، فهو بحاجة لغذاء غني بالبروتين كالسمك واللحوم، لكن هذه غير متوفرة في غزة بسبب الحصار والحرب'.
فرصة للعلاج
وناشدت عائلة الطفل زقوت، كل المؤسسات الإنسانية والدولية أن تُمنح 'سمير' فرصة للعلاج خارج غزة، فالأب محمد، يغالب دموعه وهو يقول: 'ابني يحتاج تركيب طرفين صناعيين، وعلاج متقدم لإزالة الشظايا من جسده، والرعاية الغذائية والطبية التي لا تتوفر هنا، متسائلًا: لماذا يُحرم طفل من حقه في الحياة؟ ما ذنبه؟'.
ويتابع زقوت بحرقة: 'نريد فقط أن نرى ابننا يبتسم مجددًا، يركض، يلعب، ويعود إلى المدرسة، ليس أكثر من ذلك'.
ومنذ اندلاع الإبادة الجماعية على غزة في أكتوبر 2023، يعاني القطاع من تدهور شامل في القطاع الصحي، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب المجازر بحق سكان القطاع وعلى رأسهم الأطفال والنساء.
التعليقات