أخبار اليوم - تحت أشعة الشمس اللاهبة غربي مدينة غزة، تجلس هداية المطوق قرب خيمتها البسيطة المطلة على شاطئ البحر، تحتضن طفلها محمد زكريا البالغ من العمر عامًا ونصف العام. لم يعد جسد محمد يشبه أجساد الأطفال في عمره، بل تحول إلى ما يشبه 'هيكلاً عظميًا' كما تصفه والدته، بعد أن فقد وزنه بشكل حاد نتيجة سوء التغذية والمجاعة التي تضرب القطاع منذ شهور.
تروي هداية، وهي أم نازحة من جباليا فقدت زوجها في قصف إسرائيلي أواخر أكتوبر 2024، تفاصيل مأساة صغيرها: 'ابني محمد كان وزنه قبل النزوح 9 كيلوغرامات، اليوم صار وزنه 6 كيلو فقط. العظم صار بارز من جسمه، وكل هذا بسبب قلة الأكل والمجاعة.'
وتقول هداية بصوت يمتزج بالألم، وهي تحدّق بطفلها لصحيفة 'فلسطين': 'محمد محتاج للحليب وللغذاء الصحي حتى يرجع زي ما كان، وحتى يوقف على رجليه لازم علاج طبيعي، لكن وين ألاقي كل هذا وإحنا بلا مساعدات والمعابر مسكرة؟'.
محمد لم يكن طفلًا سليمًا تمامًا منذ ولادته، فقد وُلد بارتخاء في العضلات، ولم يتمكن من الوقوف على قدميه في أشهره الأولى، وفق ما تحكي والدته التي لاحظت تلك التغيّرات وهو في شهره الثالث.
لم يكن أمام هداية سوى التنقل بين المستشفيات، إلى أن استطاعت بعد فترة طويلة توفير جلسات علاج طبيعي ساعدت على تحسين حالته الصحية: 'صار يوقف ويمشي على رجليه مثل باقي الأطفال.'
لكن هذا التحسن لم يدم طويلًا، حسبما تقص والدته: 'كل ما تحقق من تقدم انهار مع إغلاق المعابر وتفشي المجاعة. وزاد الأمر صعوبة مع النزوح المتكرر، حتى أصبح سوء التغذية ينخر بجسده الصغير ويعيده إلى نقطة البداية.'
الألم يتضاعف أكثر لدى هداية، كونها فقدت زوجها وأصبحت المُعيلة الوحيدة لطفليها: 'بعد استشهاد زوجي، صرت أنا المعيلة الوحيدة لمحمد وأخوه. ما في معيل ولا حد يساعد، ولا نتلقى المساعدات. والقليل الذي يصل منها لا يكفي، وأنا ما بقدر أروح على أماكن توزيع المساعدات قرب منطقة زيكيم أقصى شمال القطاع بسبب خطورتها. كل يوم بشوف ابني عم يضعف قدامي، وما بقدر أعمل شي.'
ورغم كل الألم، لا تزال هداية تحمل في كلماتها أملًا خجولًا بأن يجد محمد من ينقذه: 'رسالتي للناس والإنسانية كلها: شوفوا محمد واللي زي محمد. إحنا مش طالبين الكثير، بس أقل الأشياء—حليب، غذاء صحي، علاج—ممكن تنقذ حياتهم. محمد اليوم وزنه بنزل يوم عن يوم، وأنا مش قادرة أشوفه يذبل بيدي.'
في شمال القطاع، حيث نزحت هداية مع طفليها، تتفاقم المأساة مع انقطاع المساعدات بشكل شبه كامل، إذ يصعب وصول الشاحنات الإنسانية إلى تلك المناطق. ومع غياب الغذاء والرعاية الصحية الأساسية، أصبح الأطفال هم الضحايا الأبرز للمجاعة.
وأشارت تقارير لمنظمة اليونيسف إلى أن مئات الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت الوشيك بسبب سوء التغذية الحاد، ما يجعل قصة محمد المطوق صورة مصغرة عن واقع كارثي شامل.
بين ركام النزوح والحصار، يقف جسد محمد الصغير شاهدًا على جريمة صامتة اسمها المجاعة، وعلى معاناة أم تكافح وحدها في ظل غياب الزوج والخبز والدواء. قصته ليست استثناء، بل واحدة من آلاف القصص التي تختصر مأساة الطفولة في غزة المحاصرة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت مرارًا من أن غزة تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث يواجه أكثر من مليون ونصف المليون طفل خطر الجوع، بحسب تقارير منظمات دولية، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد إلى مستويات غير مسبوقة. الحصار الطويل وإغلاق المعابر، إلى جانب الدمار الواسع للبنية التحتية والمخازن الغذائية، أدت إلى ندرة الحليب والمواد الأساسية التي يحتاجها الأطفال للنمو.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن المجاعة وسوء التغذية إلى 263 حالة، من بينهم 112 طفلًا.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - تحت أشعة الشمس اللاهبة غربي مدينة غزة، تجلس هداية المطوق قرب خيمتها البسيطة المطلة على شاطئ البحر، تحتضن طفلها محمد زكريا البالغ من العمر عامًا ونصف العام. لم يعد جسد محمد يشبه أجساد الأطفال في عمره، بل تحول إلى ما يشبه 'هيكلاً عظميًا' كما تصفه والدته، بعد أن فقد وزنه بشكل حاد نتيجة سوء التغذية والمجاعة التي تضرب القطاع منذ شهور.
تروي هداية، وهي أم نازحة من جباليا فقدت زوجها في قصف إسرائيلي أواخر أكتوبر 2024، تفاصيل مأساة صغيرها: 'ابني محمد كان وزنه قبل النزوح 9 كيلوغرامات، اليوم صار وزنه 6 كيلو فقط. العظم صار بارز من جسمه، وكل هذا بسبب قلة الأكل والمجاعة.'
وتقول هداية بصوت يمتزج بالألم، وهي تحدّق بطفلها لصحيفة 'فلسطين': 'محمد محتاج للحليب وللغذاء الصحي حتى يرجع زي ما كان، وحتى يوقف على رجليه لازم علاج طبيعي، لكن وين ألاقي كل هذا وإحنا بلا مساعدات والمعابر مسكرة؟'.
محمد لم يكن طفلًا سليمًا تمامًا منذ ولادته، فقد وُلد بارتخاء في العضلات، ولم يتمكن من الوقوف على قدميه في أشهره الأولى، وفق ما تحكي والدته التي لاحظت تلك التغيّرات وهو في شهره الثالث.
لم يكن أمام هداية سوى التنقل بين المستشفيات، إلى أن استطاعت بعد فترة طويلة توفير جلسات علاج طبيعي ساعدت على تحسين حالته الصحية: 'صار يوقف ويمشي على رجليه مثل باقي الأطفال.'
لكن هذا التحسن لم يدم طويلًا، حسبما تقص والدته: 'كل ما تحقق من تقدم انهار مع إغلاق المعابر وتفشي المجاعة. وزاد الأمر صعوبة مع النزوح المتكرر، حتى أصبح سوء التغذية ينخر بجسده الصغير ويعيده إلى نقطة البداية.'
الألم يتضاعف أكثر لدى هداية، كونها فقدت زوجها وأصبحت المُعيلة الوحيدة لطفليها: 'بعد استشهاد زوجي، صرت أنا المعيلة الوحيدة لمحمد وأخوه. ما في معيل ولا حد يساعد، ولا نتلقى المساعدات. والقليل الذي يصل منها لا يكفي، وأنا ما بقدر أروح على أماكن توزيع المساعدات قرب منطقة زيكيم أقصى شمال القطاع بسبب خطورتها. كل يوم بشوف ابني عم يضعف قدامي، وما بقدر أعمل شي.'
ورغم كل الألم، لا تزال هداية تحمل في كلماتها أملًا خجولًا بأن يجد محمد من ينقذه: 'رسالتي للناس والإنسانية كلها: شوفوا محمد واللي زي محمد. إحنا مش طالبين الكثير، بس أقل الأشياء—حليب، غذاء صحي، علاج—ممكن تنقذ حياتهم. محمد اليوم وزنه بنزل يوم عن يوم، وأنا مش قادرة أشوفه يذبل بيدي.'
في شمال القطاع، حيث نزحت هداية مع طفليها، تتفاقم المأساة مع انقطاع المساعدات بشكل شبه كامل، إذ يصعب وصول الشاحنات الإنسانية إلى تلك المناطق. ومع غياب الغذاء والرعاية الصحية الأساسية، أصبح الأطفال هم الضحايا الأبرز للمجاعة.
وأشارت تقارير لمنظمة اليونيسف إلى أن مئات الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت الوشيك بسبب سوء التغذية الحاد، ما يجعل قصة محمد المطوق صورة مصغرة عن واقع كارثي شامل.
بين ركام النزوح والحصار، يقف جسد محمد الصغير شاهدًا على جريمة صامتة اسمها المجاعة، وعلى معاناة أم تكافح وحدها في ظل غياب الزوج والخبز والدواء. قصته ليست استثناء، بل واحدة من آلاف القصص التي تختصر مأساة الطفولة في غزة المحاصرة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت مرارًا من أن غزة تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث يواجه أكثر من مليون ونصف المليون طفل خطر الجوع، بحسب تقارير منظمات دولية، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد إلى مستويات غير مسبوقة. الحصار الطويل وإغلاق المعابر، إلى جانب الدمار الواسع للبنية التحتية والمخازن الغذائية، أدت إلى ندرة الحليب والمواد الأساسية التي يحتاجها الأطفال للنمو.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن المجاعة وسوء التغذية إلى 263 حالة، من بينهم 112 طفلًا.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - تحت أشعة الشمس اللاهبة غربي مدينة غزة، تجلس هداية المطوق قرب خيمتها البسيطة المطلة على شاطئ البحر، تحتضن طفلها محمد زكريا البالغ من العمر عامًا ونصف العام. لم يعد جسد محمد يشبه أجساد الأطفال في عمره، بل تحول إلى ما يشبه 'هيكلاً عظميًا' كما تصفه والدته، بعد أن فقد وزنه بشكل حاد نتيجة سوء التغذية والمجاعة التي تضرب القطاع منذ شهور.
تروي هداية، وهي أم نازحة من جباليا فقدت زوجها في قصف إسرائيلي أواخر أكتوبر 2024، تفاصيل مأساة صغيرها: 'ابني محمد كان وزنه قبل النزوح 9 كيلوغرامات، اليوم صار وزنه 6 كيلو فقط. العظم صار بارز من جسمه، وكل هذا بسبب قلة الأكل والمجاعة.'
وتقول هداية بصوت يمتزج بالألم، وهي تحدّق بطفلها لصحيفة 'فلسطين': 'محمد محتاج للحليب وللغذاء الصحي حتى يرجع زي ما كان، وحتى يوقف على رجليه لازم علاج طبيعي، لكن وين ألاقي كل هذا وإحنا بلا مساعدات والمعابر مسكرة؟'.
محمد لم يكن طفلًا سليمًا تمامًا منذ ولادته، فقد وُلد بارتخاء في العضلات، ولم يتمكن من الوقوف على قدميه في أشهره الأولى، وفق ما تحكي والدته التي لاحظت تلك التغيّرات وهو في شهره الثالث.
لم يكن أمام هداية سوى التنقل بين المستشفيات، إلى أن استطاعت بعد فترة طويلة توفير جلسات علاج طبيعي ساعدت على تحسين حالته الصحية: 'صار يوقف ويمشي على رجليه مثل باقي الأطفال.'
لكن هذا التحسن لم يدم طويلًا، حسبما تقص والدته: 'كل ما تحقق من تقدم انهار مع إغلاق المعابر وتفشي المجاعة. وزاد الأمر صعوبة مع النزوح المتكرر، حتى أصبح سوء التغذية ينخر بجسده الصغير ويعيده إلى نقطة البداية.'
الألم يتضاعف أكثر لدى هداية، كونها فقدت زوجها وأصبحت المُعيلة الوحيدة لطفليها: 'بعد استشهاد زوجي، صرت أنا المعيلة الوحيدة لمحمد وأخوه. ما في معيل ولا حد يساعد، ولا نتلقى المساعدات. والقليل الذي يصل منها لا يكفي، وأنا ما بقدر أروح على أماكن توزيع المساعدات قرب منطقة زيكيم أقصى شمال القطاع بسبب خطورتها. كل يوم بشوف ابني عم يضعف قدامي، وما بقدر أعمل شي.'
ورغم كل الألم، لا تزال هداية تحمل في كلماتها أملًا خجولًا بأن يجد محمد من ينقذه: 'رسالتي للناس والإنسانية كلها: شوفوا محمد واللي زي محمد. إحنا مش طالبين الكثير، بس أقل الأشياء—حليب، غذاء صحي، علاج—ممكن تنقذ حياتهم. محمد اليوم وزنه بنزل يوم عن يوم، وأنا مش قادرة أشوفه يذبل بيدي.'
في شمال القطاع، حيث نزحت هداية مع طفليها، تتفاقم المأساة مع انقطاع المساعدات بشكل شبه كامل، إذ يصعب وصول الشاحنات الإنسانية إلى تلك المناطق. ومع غياب الغذاء والرعاية الصحية الأساسية، أصبح الأطفال هم الضحايا الأبرز للمجاعة.
وأشارت تقارير لمنظمة اليونيسف إلى أن مئات الأطفال في غزة يواجهون خطر الموت الوشيك بسبب سوء التغذية الحاد، ما يجعل قصة محمد المطوق صورة مصغرة عن واقع كارثي شامل.
بين ركام النزوح والحصار، يقف جسد محمد الصغير شاهدًا على جريمة صامتة اسمها المجاعة، وعلى معاناة أم تكافح وحدها في ظل غياب الزوج والخبز والدواء. قصته ليست استثناء، بل واحدة من آلاف القصص التي تختصر مأساة الطفولة في غزة المحاصرة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت مرارًا من أن غزة تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث يواجه أكثر من مليون ونصف المليون طفل خطر الجوع، بحسب تقارير منظمات دولية، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد إلى مستويات غير مسبوقة. الحصار الطويل وإغلاق المعابر، إلى جانب الدمار الواسع للبنية التحتية والمخازن الغذائية، أدت إلى ندرة الحليب والمواد الأساسية التي يحتاجها الأطفال للنمو.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن المجاعة وسوء التغذية إلى 263 حالة، من بينهم 112 طفلًا.
فلسطين أون لاين
التعليقات