أخبار اليوم - بين جدران متشققة وآيلة للسقوط، تقيم الأربعينية إسلام شنن مع 11 فردا من عائلتها بينهم أخوها المصاب بمتلازمة داون، في منزل صار مجرد أنقاض، بعدما كان يبدو كتحفة معمارية وسط مدينة غزة.
لكن إسلام التي نزحت قسرا 40 مرة في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواجه الآن تهديدا إضافيا يتمثل بالخطط الإسرائيلية لاحتلال المدينة التاريخية شبه المدمرة.
وتحتضن مدينة غزة حاليا أكثر من مليون مواطن، على وقع قصف جوي ومدفعي لا يتوقف، وظروف تنعدم فيها مقومات المعيشة. ويواجه قرابة 1.9 مليون غزي، أي ما يعادل 90% من إجمالي أهالي القطاع، أوضاعا إنسانية كارثية بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح مع استمرار العدوان، وفق معطيات أممية.
'مكنتش أتخيل هدا التدمير'، وسط الركام وقفت السيدة لتروي بملامحها قبل كلماتها، لصحيفة 'فلسطين'، حكاية طفولة تبعثرت في أتون الحرب، ومدينة تحدى أهلها الحصار الطويل، إلى أن باتت تباد على الهواء مباشرة.
وتتشارك إسلام، التي أكلت الحرب من وزنها وصحتها، مع أهالي مدينة غزة والنازحين قسرا داخلها معاناة إنسانية تؤكد الأمم المتحدة بلوغها حد الكارثة، بما يشمل القتل والتجويع والتشريد. والجمعة، أعلنت الأمم المتحدة حالة المجاعة رسميا في غزة.
'عريقة وحضارية'
هذه المدينة المهددة بالاحتلال رغم ما أصابها من تدمير إسرائيلي، يصفها المتحدث باسم بلدية غزة م.عاصم النبيه بأنها 'عريقة جدا وحضارية منذ آلاف السنين'.
وتبلغ مساحة مدينة غزة 55 كم²، وتعد صغيرة مقارنة بالمدن حول العالم، لكن رغم ذلك كان يسكنها قبل الحرب نحو 800 ألف مواطن، ويزورها يوميا 200 ألف آخرون من مختلف محافظات القطاع، إذ إنها كانت تحتضن أبرز الجامعات والمقرات الحكومية والمؤسسات الدولية وغير ذلك من المرافق المهمة.
يقول النبيه لصحيفة 'فلسطين': كانت غزة مدينة مركزية وتعد ملتقى للقوافل والتجارة بين القارات الثلاثة، ومر عليها الكثير من الشخصيات والقيادات منذ آلاف السنين، وفيها مبان قديمة وأثرية مثل المسجد العمري الكبير، والكنائس، والبلدة القديمة، وقصر الباشا، وغير ذلك.
وتأسست بلدية غزة عام 1893، وتعد واحدة من أكبر البلديات وأقدمها في الشرق الأوسط، وهي تعمل منذ عقود وفق قوانين وأنظمة.
لكن واقع المدينة بات مختلفا بسبب حرب الإبادة، إذ يفيد النبيه بأن الاحتلال دمر معظم البنى التحتية والمرافق الحيوية في غزة، ولم يقتصر ذلك على المنازل والمساكن بل طال أيضا المستشفيات والمدارس والجامعات وحتى الحدائق العامة وآبار المياه ومضخات الصرف الصحي ومراكز الأطفال والمكتبات.
ويتابع: كل ذلك تعرض للتدمير والحرق من آلة الخراب والقتل (الإسرائيلي) لكن استمرار الاحتلال باجتياح المدينة يعني تدمير ما تبقى من روحها وجعلها غير قابلة للعيش في محاولة لطرد سكانها وتهجيرهم قسرا.
ويحذر النبيه من أنه إذا استمر الاحتلال في خطته نحو اجتياح مدينة غزة فإن ذلك لا يمثل خطر فقدان المدينة فقط وإنما 'لا سمح الله سقوط أعداد هائلة من الضحايا'.
وفي المقابل، فإن لدى بلدية غزة مجموعة من الأفكار وخطط التعافي وإعادة الإعمار في حال توقف عدوان الاحتلال، تقسم إلى ثلاثة مراحل: الأولى هي الطوارئ والتعافي المبكر والثانية التعافي والثالثة إعادة الإعمار وتطوير وتنمية المدينة.
ويوضح أن هذه الأفكار نوقشت مع المؤسسات الدولية والجهات ذات العلاقة ولكن يجب أن يتوقف العدوان كخطوة أولى نحو تنفيذ هذه الخطط وأيضا يجب أن يسبق ذلك كله مرحلة إزالة الركام من داخل المدينة حتى تتمكن البلدية والجهات المختصة من عمليات إعادة الإعمار.
صورة قاتمة
بين التهديد الإسرائيلي وخطط البلدية للتعافي وإعادة الإعمار، لا تزال الصورة قاتمة أمام المواطنة إسلام، والواقع مأساوي على الصعيد الإنساني، كما تصفه المنظمات الدولية المعنية.
ورفضت إسلام النزوح إلى جنوب القطاع على مدار أشهر الحرب الجارية، رغم التهديدات الاحتلالية، وتنقلت داخل مناطق شمال القطاع، تحت النيران الكثيفة.
وفي حين تختلط عليها المشاعر على وقع خطط احتلال المدينة والعدوان الذي يتصاعد ويتدحرج ضد أحيائها، تقول السيدة إن الاحتلال أحرق أيضا منزلها في بلدة بيت لاهيا، ودمره جزئيا، وهي لا تعلم مصيره الآن، لعدم تمكنها من الوصول إلى المنطقة.
وبينما كانت تتوسط الركام، نزل عليها نبأ استشهاد عمها وزوجته وأبناؤهما كصاعقة في إثر قصف الاحتلال منزلهم في بلدة جباليا، ليزيد ذلك من حجم الفاجعة التي تجتاحها، مع استمرار آلة الإبادة الإسرائيلية في حصد أرواح المدنيين.
وكان الاحتلال قصف منزل عائلتها الذي تقيم الآن فيما تبقى منه وسط مدينة غزة، في بداية حرب الإبادة، وقد عملت على استصلاح جزء منه لتتمكن من مواصلة العيش في ظل انعدام المأوى.
'الحياة صعبة (بسبب تدمير الاحتلال المنازل)... كما ترى نعيش بين جدران تتساقط أجزاء منها فوق رؤوسنا خصوصا كلما يشن الاحتلال الغارات... وعلى مدار الوقت نتشاهد (نقول لا إله إلا الله)، ولا نعرف ما الذي سيحصل لنا'، تحاول إسلام وصف الحالة التي تعيشها مع عائلتها.
ويرافق ذلك ما يترتب على استهداف الاحتلال للبنية التحتية، من عرقلة ومنع وصول المياه للمواطنين، وما يتركه ذلك من آثار لاإنسانية عليها، وسط مجاعة تضرب القطاع مع منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية وانتهاجه 'هندسة التجويع' في غزة، كما يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في بياناته المتتالية.
ومنذ بداية حرب الإبادة، استشهد وأصيب أكثر من 219 ألف مواطن، جلهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة.
وأمام التهديد الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة وتشريد من فيها مجددا، تحاول إسلام بالكاد أن تستجمع قواها، وتنظر إلى أفراد عائلتها ومعظمهم نساء، بعين من الترقب لما سيؤول إليه حالهم، بينما يعجز العالم عن نجدتهم، أو إنقاذ مدينتهم.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - بين جدران متشققة وآيلة للسقوط، تقيم الأربعينية إسلام شنن مع 11 فردا من عائلتها بينهم أخوها المصاب بمتلازمة داون، في منزل صار مجرد أنقاض، بعدما كان يبدو كتحفة معمارية وسط مدينة غزة.
لكن إسلام التي نزحت قسرا 40 مرة في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواجه الآن تهديدا إضافيا يتمثل بالخطط الإسرائيلية لاحتلال المدينة التاريخية شبه المدمرة.
وتحتضن مدينة غزة حاليا أكثر من مليون مواطن، على وقع قصف جوي ومدفعي لا يتوقف، وظروف تنعدم فيها مقومات المعيشة. ويواجه قرابة 1.9 مليون غزي، أي ما يعادل 90% من إجمالي أهالي القطاع، أوضاعا إنسانية كارثية بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح مع استمرار العدوان، وفق معطيات أممية.
'مكنتش أتخيل هدا التدمير'، وسط الركام وقفت السيدة لتروي بملامحها قبل كلماتها، لصحيفة 'فلسطين'، حكاية طفولة تبعثرت في أتون الحرب، ومدينة تحدى أهلها الحصار الطويل، إلى أن باتت تباد على الهواء مباشرة.
وتتشارك إسلام، التي أكلت الحرب من وزنها وصحتها، مع أهالي مدينة غزة والنازحين قسرا داخلها معاناة إنسانية تؤكد الأمم المتحدة بلوغها حد الكارثة، بما يشمل القتل والتجويع والتشريد. والجمعة، أعلنت الأمم المتحدة حالة المجاعة رسميا في غزة.
'عريقة وحضارية'
هذه المدينة المهددة بالاحتلال رغم ما أصابها من تدمير إسرائيلي، يصفها المتحدث باسم بلدية غزة م.عاصم النبيه بأنها 'عريقة جدا وحضارية منذ آلاف السنين'.
وتبلغ مساحة مدينة غزة 55 كم²، وتعد صغيرة مقارنة بالمدن حول العالم، لكن رغم ذلك كان يسكنها قبل الحرب نحو 800 ألف مواطن، ويزورها يوميا 200 ألف آخرون من مختلف محافظات القطاع، إذ إنها كانت تحتضن أبرز الجامعات والمقرات الحكومية والمؤسسات الدولية وغير ذلك من المرافق المهمة.
يقول النبيه لصحيفة 'فلسطين': كانت غزة مدينة مركزية وتعد ملتقى للقوافل والتجارة بين القارات الثلاثة، ومر عليها الكثير من الشخصيات والقيادات منذ آلاف السنين، وفيها مبان قديمة وأثرية مثل المسجد العمري الكبير، والكنائس، والبلدة القديمة، وقصر الباشا، وغير ذلك.
وتأسست بلدية غزة عام 1893، وتعد واحدة من أكبر البلديات وأقدمها في الشرق الأوسط، وهي تعمل منذ عقود وفق قوانين وأنظمة.
لكن واقع المدينة بات مختلفا بسبب حرب الإبادة، إذ يفيد النبيه بأن الاحتلال دمر معظم البنى التحتية والمرافق الحيوية في غزة، ولم يقتصر ذلك على المنازل والمساكن بل طال أيضا المستشفيات والمدارس والجامعات وحتى الحدائق العامة وآبار المياه ومضخات الصرف الصحي ومراكز الأطفال والمكتبات.
ويتابع: كل ذلك تعرض للتدمير والحرق من آلة الخراب والقتل (الإسرائيلي) لكن استمرار الاحتلال باجتياح المدينة يعني تدمير ما تبقى من روحها وجعلها غير قابلة للعيش في محاولة لطرد سكانها وتهجيرهم قسرا.
ويحذر النبيه من أنه إذا استمر الاحتلال في خطته نحو اجتياح مدينة غزة فإن ذلك لا يمثل خطر فقدان المدينة فقط وإنما 'لا سمح الله سقوط أعداد هائلة من الضحايا'.
وفي المقابل، فإن لدى بلدية غزة مجموعة من الأفكار وخطط التعافي وإعادة الإعمار في حال توقف عدوان الاحتلال، تقسم إلى ثلاثة مراحل: الأولى هي الطوارئ والتعافي المبكر والثانية التعافي والثالثة إعادة الإعمار وتطوير وتنمية المدينة.
ويوضح أن هذه الأفكار نوقشت مع المؤسسات الدولية والجهات ذات العلاقة ولكن يجب أن يتوقف العدوان كخطوة أولى نحو تنفيذ هذه الخطط وأيضا يجب أن يسبق ذلك كله مرحلة إزالة الركام من داخل المدينة حتى تتمكن البلدية والجهات المختصة من عمليات إعادة الإعمار.
صورة قاتمة
بين التهديد الإسرائيلي وخطط البلدية للتعافي وإعادة الإعمار، لا تزال الصورة قاتمة أمام المواطنة إسلام، والواقع مأساوي على الصعيد الإنساني، كما تصفه المنظمات الدولية المعنية.
ورفضت إسلام النزوح إلى جنوب القطاع على مدار أشهر الحرب الجارية، رغم التهديدات الاحتلالية، وتنقلت داخل مناطق شمال القطاع، تحت النيران الكثيفة.
وفي حين تختلط عليها المشاعر على وقع خطط احتلال المدينة والعدوان الذي يتصاعد ويتدحرج ضد أحيائها، تقول السيدة إن الاحتلال أحرق أيضا منزلها في بلدة بيت لاهيا، ودمره جزئيا، وهي لا تعلم مصيره الآن، لعدم تمكنها من الوصول إلى المنطقة.
وبينما كانت تتوسط الركام، نزل عليها نبأ استشهاد عمها وزوجته وأبناؤهما كصاعقة في إثر قصف الاحتلال منزلهم في بلدة جباليا، ليزيد ذلك من حجم الفاجعة التي تجتاحها، مع استمرار آلة الإبادة الإسرائيلية في حصد أرواح المدنيين.
وكان الاحتلال قصف منزل عائلتها الذي تقيم الآن فيما تبقى منه وسط مدينة غزة، في بداية حرب الإبادة، وقد عملت على استصلاح جزء منه لتتمكن من مواصلة العيش في ظل انعدام المأوى.
'الحياة صعبة (بسبب تدمير الاحتلال المنازل)... كما ترى نعيش بين جدران تتساقط أجزاء منها فوق رؤوسنا خصوصا كلما يشن الاحتلال الغارات... وعلى مدار الوقت نتشاهد (نقول لا إله إلا الله)، ولا نعرف ما الذي سيحصل لنا'، تحاول إسلام وصف الحالة التي تعيشها مع عائلتها.
ويرافق ذلك ما يترتب على استهداف الاحتلال للبنية التحتية، من عرقلة ومنع وصول المياه للمواطنين، وما يتركه ذلك من آثار لاإنسانية عليها، وسط مجاعة تضرب القطاع مع منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية وانتهاجه 'هندسة التجويع' في غزة، كما يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في بياناته المتتالية.
ومنذ بداية حرب الإبادة، استشهد وأصيب أكثر من 219 ألف مواطن، جلهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة.
وأمام التهديد الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة وتشريد من فيها مجددا، تحاول إسلام بالكاد أن تستجمع قواها، وتنظر إلى أفراد عائلتها ومعظمهم نساء، بعين من الترقب لما سيؤول إليه حالهم، بينما يعجز العالم عن نجدتهم، أو إنقاذ مدينتهم.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - بين جدران متشققة وآيلة للسقوط، تقيم الأربعينية إسلام شنن مع 11 فردا من عائلتها بينهم أخوها المصاب بمتلازمة داون، في منزل صار مجرد أنقاض، بعدما كان يبدو كتحفة معمارية وسط مدينة غزة.
لكن إسلام التي نزحت قسرا 40 مرة في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواجه الآن تهديدا إضافيا يتمثل بالخطط الإسرائيلية لاحتلال المدينة التاريخية شبه المدمرة.
وتحتضن مدينة غزة حاليا أكثر من مليون مواطن، على وقع قصف جوي ومدفعي لا يتوقف، وظروف تنعدم فيها مقومات المعيشة. ويواجه قرابة 1.9 مليون غزي، أي ما يعادل 90% من إجمالي أهالي القطاع، أوضاعا إنسانية كارثية بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح مع استمرار العدوان، وفق معطيات أممية.
'مكنتش أتخيل هدا التدمير'، وسط الركام وقفت السيدة لتروي بملامحها قبل كلماتها، لصحيفة 'فلسطين'، حكاية طفولة تبعثرت في أتون الحرب، ومدينة تحدى أهلها الحصار الطويل، إلى أن باتت تباد على الهواء مباشرة.
وتتشارك إسلام، التي أكلت الحرب من وزنها وصحتها، مع أهالي مدينة غزة والنازحين قسرا داخلها معاناة إنسانية تؤكد الأمم المتحدة بلوغها حد الكارثة، بما يشمل القتل والتجويع والتشريد. والجمعة، أعلنت الأمم المتحدة حالة المجاعة رسميا في غزة.
'عريقة وحضارية'
هذه المدينة المهددة بالاحتلال رغم ما أصابها من تدمير إسرائيلي، يصفها المتحدث باسم بلدية غزة م.عاصم النبيه بأنها 'عريقة جدا وحضارية منذ آلاف السنين'.
وتبلغ مساحة مدينة غزة 55 كم²، وتعد صغيرة مقارنة بالمدن حول العالم، لكن رغم ذلك كان يسكنها قبل الحرب نحو 800 ألف مواطن، ويزورها يوميا 200 ألف آخرون من مختلف محافظات القطاع، إذ إنها كانت تحتضن أبرز الجامعات والمقرات الحكومية والمؤسسات الدولية وغير ذلك من المرافق المهمة.
يقول النبيه لصحيفة 'فلسطين': كانت غزة مدينة مركزية وتعد ملتقى للقوافل والتجارة بين القارات الثلاثة، ومر عليها الكثير من الشخصيات والقيادات منذ آلاف السنين، وفيها مبان قديمة وأثرية مثل المسجد العمري الكبير، والكنائس، والبلدة القديمة، وقصر الباشا، وغير ذلك.
وتأسست بلدية غزة عام 1893، وتعد واحدة من أكبر البلديات وأقدمها في الشرق الأوسط، وهي تعمل منذ عقود وفق قوانين وأنظمة.
لكن واقع المدينة بات مختلفا بسبب حرب الإبادة، إذ يفيد النبيه بأن الاحتلال دمر معظم البنى التحتية والمرافق الحيوية في غزة، ولم يقتصر ذلك على المنازل والمساكن بل طال أيضا المستشفيات والمدارس والجامعات وحتى الحدائق العامة وآبار المياه ومضخات الصرف الصحي ومراكز الأطفال والمكتبات.
ويتابع: كل ذلك تعرض للتدمير والحرق من آلة الخراب والقتل (الإسرائيلي) لكن استمرار الاحتلال باجتياح المدينة يعني تدمير ما تبقى من روحها وجعلها غير قابلة للعيش في محاولة لطرد سكانها وتهجيرهم قسرا.
ويحذر النبيه من أنه إذا استمر الاحتلال في خطته نحو اجتياح مدينة غزة فإن ذلك لا يمثل خطر فقدان المدينة فقط وإنما 'لا سمح الله سقوط أعداد هائلة من الضحايا'.
وفي المقابل، فإن لدى بلدية غزة مجموعة من الأفكار وخطط التعافي وإعادة الإعمار في حال توقف عدوان الاحتلال، تقسم إلى ثلاثة مراحل: الأولى هي الطوارئ والتعافي المبكر والثانية التعافي والثالثة إعادة الإعمار وتطوير وتنمية المدينة.
ويوضح أن هذه الأفكار نوقشت مع المؤسسات الدولية والجهات ذات العلاقة ولكن يجب أن يتوقف العدوان كخطوة أولى نحو تنفيذ هذه الخطط وأيضا يجب أن يسبق ذلك كله مرحلة إزالة الركام من داخل المدينة حتى تتمكن البلدية والجهات المختصة من عمليات إعادة الإعمار.
صورة قاتمة
بين التهديد الإسرائيلي وخطط البلدية للتعافي وإعادة الإعمار، لا تزال الصورة قاتمة أمام المواطنة إسلام، والواقع مأساوي على الصعيد الإنساني، كما تصفه المنظمات الدولية المعنية.
ورفضت إسلام النزوح إلى جنوب القطاع على مدار أشهر الحرب الجارية، رغم التهديدات الاحتلالية، وتنقلت داخل مناطق شمال القطاع، تحت النيران الكثيفة.
وفي حين تختلط عليها المشاعر على وقع خطط احتلال المدينة والعدوان الذي يتصاعد ويتدحرج ضد أحيائها، تقول السيدة إن الاحتلال أحرق أيضا منزلها في بلدة بيت لاهيا، ودمره جزئيا، وهي لا تعلم مصيره الآن، لعدم تمكنها من الوصول إلى المنطقة.
وبينما كانت تتوسط الركام، نزل عليها نبأ استشهاد عمها وزوجته وأبناؤهما كصاعقة في إثر قصف الاحتلال منزلهم في بلدة جباليا، ليزيد ذلك من حجم الفاجعة التي تجتاحها، مع استمرار آلة الإبادة الإسرائيلية في حصد أرواح المدنيين.
وكان الاحتلال قصف منزل عائلتها الذي تقيم الآن فيما تبقى منه وسط مدينة غزة، في بداية حرب الإبادة، وقد عملت على استصلاح جزء منه لتتمكن من مواصلة العيش في ظل انعدام المأوى.
'الحياة صعبة (بسبب تدمير الاحتلال المنازل)... كما ترى نعيش بين جدران تتساقط أجزاء منها فوق رؤوسنا خصوصا كلما يشن الاحتلال الغارات... وعلى مدار الوقت نتشاهد (نقول لا إله إلا الله)، ولا نعرف ما الذي سيحصل لنا'، تحاول إسلام وصف الحالة التي تعيشها مع عائلتها.
ويرافق ذلك ما يترتب على استهداف الاحتلال للبنية التحتية، من عرقلة ومنع وصول المياه للمواطنين، وما يتركه ذلك من آثار لاإنسانية عليها، وسط مجاعة تضرب القطاع مع منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية وانتهاجه 'هندسة التجويع' في غزة، كما يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي في بياناته المتتالية.
ومنذ بداية حرب الإبادة، استشهد وأصيب أكثر من 219 ألف مواطن، جلهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة.
وأمام التهديد الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة وتشريد من فيها مجددا، تحاول إسلام بالكاد أن تستجمع قواها، وتنظر إلى أفراد عائلتها ومعظمهم نساء، بعين من الترقب لما سيؤول إليه حالهم، بينما يعجز العالم عن نجدتهم، أو إنقاذ مدينتهم.
فلسطين أون لاين
التعليقات