صالح الشرّاب العبادي
في قلب الصراع المحتدم، وبين ركام الدخان والدماء، تتكشف حقيقة حاولت إسرائيل طويلاً أن تخفيها: مشروعها الاستعماري يعيش أخطر مراحله منذ التأسيس. ولسنا بحاجة إلى انتظار اعتراف محلل إسرائيلي أو مقال في صحيفة عبرية لندرك أن الكيان يترنّح؛ فالمشهد أوضح من أن يُخفى، والوقائع على الأرض تُحدّث عن نفسها.
أولاً: التفكك الداخلي – هروب لا هجرة
المجتمع الإسرائيلي يشهد أكبر موجة نزيف بشري منذ عقود. السفارات الغربية تغص بطلبات الهجرة، الرحلات الجوية ممتلئة، والعائلات تبيع ممتلكاتها بصمت لتؤمّن خروجاً من “الدولة التي كانت توصف بأنها الحلم”. هذا ليس انتقالاً طوعياً، بل فرار جماعي أقرب إلى انسحاب الفئران من سفينة تتهاوى.
الداخل الإسرائيلي لم يعد واثقاً بمستقبله. الانقسامات السياسية بلغت حدّاً غير مسبوق: حكومة يمينية متطرفة تفتك بمؤسساتها، معارضة عاجزة، ومجتمع غارق في صراعات هويّة وطبقات وأعراق.
ثانياً: العجز العسكري والأمني
أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر” سقطت. آلاف الغارات على غزة لم تكسر المقاومة، بل منحتها شرعية جديدة. الجنوب مكشوف، الشمال ملتهب، والضفة على أعتاب انتفاضة ثالثة. حتى في الداخل، العرب يعيدون اكتشاف قوتهم وصمودهم.
أي جيش هذا الذي يملك أحدث الأسلحة لكنه يقف عاجزاً عن إخماد مقاومة محاصرة تم تطبيق كل أنواع الفتك بها ؟ أي قيادة هذه التي تتحدث عن النصر فيما جنودها يبكون أمام الكاميرات؟
ثالثاً: الانهيار الأخلاقي
قد تمتلك إسرائيل السلاح النووي والدعم الغربي، لكنها فقدت ما هو أخطر: الأخلاق. العالم يشاهد أطفال غزة تحت الركام، يشاهد القصف العشوائي للمدنيين، يشاهد الاعتقالات الجماعية، ويشاهد كيف تحولت الدولة التي ادّعت أنها “واحة ديمقراطية” إلى كيان قمعي عنصري لا يختلف في ممارساته عن أبشع مشاريع الاستعمار.
إن فقدان الشرعية الأخلاقية هو المقدمة الحقيقية للانهيار، والتاريخ حافل بالشواهد: كل مشروع استعماري قائم على الظلم سقط، وكل كيان يقتل بلا حساب انهار مهما طال الزمن.
الرسالة للعرب
اليوم، نحن لسنا أمام مجرد أزمة إسرائيلية، بل أمام لحظة انكسار تاريخي. والسؤال الأهم: هل ننتظر أن يكتب الإسرائيلي نفسه اعترافه بالهزيمة، أم نستبق المشهد ونضع نحن روايتنا؟
إذا تركنا الساحة للعدو، فسوف يحوّل لحظة انكساره إلى فرصة لإعادة التموضع. أما إذا امتلكنا نحن الجرأة والرؤية، فإننا نعلنها بوضوح: إسرائيل تفقد مشروعها، ونحن أمام فرصة تاريخية لصياغة واقع جديد في المنطقة.
القمة العربية والإسلامية المرتقبة هذا الشهر ستكون محكًّا تاريخيًا: فهل ستكون كسابقاتها مجرّد خطب وشعارات لا تسمن ولا تغني أطفال غزة من جوع، ولا تحمي كرامة العواصم العربية التي تُنتهك كل يوم – وكان آخرها الدوحة؟
إن لم تتحول هذه القمة إلى منصة قرار عملي، فإنها لن تساوي شيئًا أكثر من بيانات تضاف إلى أرشيف طويل من الفشل العربي.
عبرة المستقبل
قد يحاول الغرب ترميم الكيان، وقد تُضخ مليارات جديدة لإنقاذه، لكن لا شيء يمكن أن يعيد له الأخلاق أو الثقة المفقودة. كل ما نحتاجه نحن العرب هو أن نكسر عقدة الخوف وأن نؤمن بأن العدو لم يعد ذاك الكيان الصلب.
إن لم نستثمر هذه اللحظة، فسوف يُقال عنا بعد سنوات إننا كنا “أغبى أمة” رأت عدوها ينهار أمامها لكنها تركته يعيد إنتاج نفسه.
إسرائيل أمام لحظة الحقيقة: دولة بلا مشروع، بلا بوصلة، بلا أخلاق. والساعة تدق.
إنها فرصة لنا كي نكون أصحاب الكلمة الفصل في رواية الصراع، لا مجرد متلقّين لتعليقات صحفي إسرائيلي هنا أو هناك. فلتكن رسالتنا واضحة: نحن نرى الانهيار قبل أن يعترف به العدو نفسه، ونحن من سيكتب رواية النصر والأخلاق
صالح الشرّاب العبادي
في قلب الصراع المحتدم، وبين ركام الدخان والدماء، تتكشف حقيقة حاولت إسرائيل طويلاً أن تخفيها: مشروعها الاستعماري يعيش أخطر مراحله منذ التأسيس. ولسنا بحاجة إلى انتظار اعتراف محلل إسرائيلي أو مقال في صحيفة عبرية لندرك أن الكيان يترنّح؛ فالمشهد أوضح من أن يُخفى، والوقائع على الأرض تُحدّث عن نفسها.
أولاً: التفكك الداخلي – هروب لا هجرة
المجتمع الإسرائيلي يشهد أكبر موجة نزيف بشري منذ عقود. السفارات الغربية تغص بطلبات الهجرة، الرحلات الجوية ممتلئة، والعائلات تبيع ممتلكاتها بصمت لتؤمّن خروجاً من “الدولة التي كانت توصف بأنها الحلم”. هذا ليس انتقالاً طوعياً، بل فرار جماعي أقرب إلى انسحاب الفئران من سفينة تتهاوى.
الداخل الإسرائيلي لم يعد واثقاً بمستقبله. الانقسامات السياسية بلغت حدّاً غير مسبوق: حكومة يمينية متطرفة تفتك بمؤسساتها، معارضة عاجزة، ومجتمع غارق في صراعات هويّة وطبقات وأعراق.
ثانياً: العجز العسكري والأمني
أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر” سقطت. آلاف الغارات على غزة لم تكسر المقاومة، بل منحتها شرعية جديدة. الجنوب مكشوف، الشمال ملتهب، والضفة على أعتاب انتفاضة ثالثة. حتى في الداخل، العرب يعيدون اكتشاف قوتهم وصمودهم.
أي جيش هذا الذي يملك أحدث الأسلحة لكنه يقف عاجزاً عن إخماد مقاومة محاصرة تم تطبيق كل أنواع الفتك بها ؟ أي قيادة هذه التي تتحدث عن النصر فيما جنودها يبكون أمام الكاميرات؟
ثالثاً: الانهيار الأخلاقي
قد تمتلك إسرائيل السلاح النووي والدعم الغربي، لكنها فقدت ما هو أخطر: الأخلاق. العالم يشاهد أطفال غزة تحت الركام، يشاهد القصف العشوائي للمدنيين، يشاهد الاعتقالات الجماعية، ويشاهد كيف تحولت الدولة التي ادّعت أنها “واحة ديمقراطية” إلى كيان قمعي عنصري لا يختلف في ممارساته عن أبشع مشاريع الاستعمار.
إن فقدان الشرعية الأخلاقية هو المقدمة الحقيقية للانهيار، والتاريخ حافل بالشواهد: كل مشروع استعماري قائم على الظلم سقط، وكل كيان يقتل بلا حساب انهار مهما طال الزمن.
الرسالة للعرب
اليوم، نحن لسنا أمام مجرد أزمة إسرائيلية، بل أمام لحظة انكسار تاريخي. والسؤال الأهم: هل ننتظر أن يكتب الإسرائيلي نفسه اعترافه بالهزيمة، أم نستبق المشهد ونضع نحن روايتنا؟
إذا تركنا الساحة للعدو، فسوف يحوّل لحظة انكساره إلى فرصة لإعادة التموضع. أما إذا امتلكنا نحن الجرأة والرؤية، فإننا نعلنها بوضوح: إسرائيل تفقد مشروعها، ونحن أمام فرصة تاريخية لصياغة واقع جديد في المنطقة.
القمة العربية والإسلامية المرتقبة هذا الشهر ستكون محكًّا تاريخيًا: فهل ستكون كسابقاتها مجرّد خطب وشعارات لا تسمن ولا تغني أطفال غزة من جوع، ولا تحمي كرامة العواصم العربية التي تُنتهك كل يوم – وكان آخرها الدوحة؟
إن لم تتحول هذه القمة إلى منصة قرار عملي، فإنها لن تساوي شيئًا أكثر من بيانات تضاف إلى أرشيف طويل من الفشل العربي.
عبرة المستقبل
قد يحاول الغرب ترميم الكيان، وقد تُضخ مليارات جديدة لإنقاذه، لكن لا شيء يمكن أن يعيد له الأخلاق أو الثقة المفقودة. كل ما نحتاجه نحن العرب هو أن نكسر عقدة الخوف وأن نؤمن بأن العدو لم يعد ذاك الكيان الصلب.
إن لم نستثمر هذه اللحظة، فسوف يُقال عنا بعد سنوات إننا كنا “أغبى أمة” رأت عدوها ينهار أمامها لكنها تركته يعيد إنتاج نفسه.
إسرائيل أمام لحظة الحقيقة: دولة بلا مشروع، بلا بوصلة، بلا أخلاق. والساعة تدق.
إنها فرصة لنا كي نكون أصحاب الكلمة الفصل في رواية الصراع، لا مجرد متلقّين لتعليقات صحفي إسرائيلي هنا أو هناك. فلتكن رسالتنا واضحة: نحن نرى الانهيار قبل أن يعترف به العدو نفسه، ونحن من سيكتب رواية النصر والأخلاق
صالح الشرّاب العبادي
في قلب الصراع المحتدم، وبين ركام الدخان والدماء، تتكشف حقيقة حاولت إسرائيل طويلاً أن تخفيها: مشروعها الاستعماري يعيش أخطر مراحله منذ التأسيس. ولسنا بحاجة إلى انتظار اعتراف محلل إسرائيلي أو مقال في صحيفة عبرية لندرك أن الكيان يترنّح؛ فالمشهد أوضح من أن يُخفى، والوقائع على الأرض تُحدّث عن نفسها.
أولاً: التفكك الداخلي – هروب لا هجرة
المجتمع الإسرائيلي يشهد أكبر موجة نزيف بشري منذ عقود. السفارات الغربية تغص بطلبات الهجرة، الرحلات الجوية ممتلئة، والعائلات تبيع ممتلكاتها بصمت لتؤمّن خروجاً من “الدولة التي كانت توصف بأنها الحلم”. هذا ليس انتقالاً طوعياً، بل فرار جماعي أقرب إلى انسحاب الفئران من سفينة تتهاوى.
الداخل الإسرائيلي لم يعد واثقاً بمستقبله. الانقسامات السياسية بلغت حدّاً غير مسبوق: حكومة يمينية متطرفة تفتك بمؤسساتها، معارضة عاجزة، ومجتمع غارق في صراعات هويّة وطبقات وأعراق.
ثانياً: العجز العسكري والأمني
أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر” سقطت. آلاف الغارات على غزة لم تكسر المقاومة، بل منحتها شرعية جديدة. الجنوب مكشوف، الشمال ملتهب، والضفة على أعتاب انتفاضة ثالثة. حتى في الداخل، العرب يعيدون اكتشاف قوتهم وصمودهم.
أي جيش هذا الذي يملك أحدث الأسلحة لكنه يقف عاجزاً عن إخماد مقاومة محاصرة تم تطبيق كل أنواع الفتك بها ؟ أي قيادة هذه التي تتحدث عن النصر فيما جنودها يبكون أمام الكاميرات؟
ثالثاً: الانهيار الأخلاقي
قد تمتلك إسرائيل السلاح النووي والدعم الغربي، لكنها فقدت ما هو أخطر: الأخلاق. العالم يشاهد أطفال غزة تحت الركام، يشاهد القصف العشوائي للمدنيين، يشاهد الاعتقالات الجماعية، ويشاهد كيف تحولت الدولة التي ادّعت أنها “واحة ديمقراطية” إلى كيان قمعي عنصري لا يختلف في ممارساته عن أبشع مشاريع الاستعمار.
إن فقدان الشرعية الأخلاقية هو المقدمة الحقيقية للانهيار، والتاريخ حافل بالشواهد: كل مشروع استعماري قائم على الظلم سقط، وكل كيان يقتل بلا حساب انهار مهما طال الزمن.
الرسالة للعرب
اليوم، نحن لسنا أمام مجرد أزمة إسرائيلية، بل أمام لحظة انكسار تاريخي. والسؤال الأهم: هل ننتظر أن يكتب الإسرائيلي نفسه اعترافه بالهزيمة، أم نستبق المشهد ونضع نحن روايتنا؟
إذا تركنا الساحة للعدو، فسوف يحوّل لحظة انكساره إلى فرصة لإعادة التموضع. أما إذا امتلكنا نحن الجرأة والرؤية، فإننا نعلنها بوضوح: إسرائيل تفقد مشروعها، ونحن أمام فرصة تاريخية لصياغة واقع جديد في المنطقة.
القمة العربية والإسلامية المرتقبة هذا الشهر ستكون محكًّا تاريخيًا: فهل ستكون كسابقاتها مجرّد خطب وشعارات لا تسمن ولا تغني أطفال غزة من جوع، ولا تحمي كرامة العواصم العربية التي تُنتهك كل يوم – وكان آخرها الدوحة؟
إن لم تتحول هذه القمة إلى منصة قرار عملي، فإنها لن تساوي شيئًا أكثر من بيانات تضاف إلى أرشيف طويل من الفشل العربي.
عبرة المستقبل
قد يحاول الغرب ترميم الكيان، وقد تُضخ مليارات جديدة لإنقاذه، لكن لا شيء يمكن أن يعيد له الأخلاق أو الثقة المفقودة. كل ما نحتاجه نحن العرب هو أن نكسر عقدة الخوف وأن نؤمن بأن العدو لم يعد ذاك الكيان الصلب.
إن لم نستثمر هذه اللحظة، فسوف يُقال عنا بعد سنوات إننا كنا “أغبى أمة” رأت عدوها ينهار أمامها لكنها تركته يعيد إنتاج نفسه.
إسرائيل أمام لحظة الحقيقة: دولة بلا مشروع، بلا بوصلة، بلا أخلاق. والساعة تدق.
إنها فرصة لنا كي نكون أصحاب الكلمة الفصل في رواية الصراع، لا مجرد متلقّين لتعليقات صحفي إسرائيلي هنا أو هناك. فلتكن رسالتنا واضحة: نحن نرى الانهيار قبل أن يعترف به العدو نفسه، ونحن من سيكتب رواية النصر والأخلاق
التعليقات