أخبار اليوم - تالا الفقيه - تتكرر مشاهد تسرب الطلبة من المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، بما يكشف عن ظاهرةٍ أوسع من حادثةٍ بعينها. فالمسألة لم تعد مجرد “قفزٍ عن سور” بقدر ما هي نتيجة منظومةٍ تربويةٍ ومجتمعيةٍ تحتاج إلى مراجعةٍ شاملة، تبدأ من البيت ولا تنتهي عند باب المدرسة.
مشاهد رصدتها أخبار اليوم عبر منصات التواصل الاجتماعي أظهرت مقاطع فيديو توثق خروجاً جماعياً لطلبة من بعض المدارس، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام نقاش عام حول ضعف الانضباط المدرسي، وتراجع دور الأسرة، وضياع هيبة المعلم، إلى جانب محدودية الحلول التربوية القائمة حالياً.
تتداخل العوامل التي تدفع بعض الطلبة إلى الهروب: تراجع الصلة بين المناهج وميولهم الفردية، وطول اليوم الدراسي مع محدودية الأنشطة الرياضية والفنية، وضعف الإرشاد التربوي أمام ضغوط المراهقة وسطوة الشاشات، إضافة إلى اكتظاظ الصفوف الذي يقيّد الدور التربوي للمعلم. ويبرز في الخلفية شعورٌ اجتماعيٌ لدى شريحةٍ من الشباب بأن التعليم لم يعد طريقاً واضحاً إلى عملٍ كريم، وهو شعورٌ يضعف الدافعية ويزيد قابلية الانسحاب المبكر من الحصة أو المدرسة.
في المقابل، تشكو إداراتٌ ومعلمون من تقلص أدوات الانضباط وغياب الحماية القانونية الكافية لمكانة المعلم وصلاحياته المهنية، مع التأكيد في الوقت نفسه على رفض أي ممارساتٍ مهينة أو عنيفة بحق الطلبة. وبين الطرفين تقف الأسرة؛ إذ إن غياب المتابعة اليومية والتواصل السريع مع المدرسة يترك الطالب وحيداً أمام إغراءات الهروب أو رفقة السوء خارج الأسوار.
المعالجة الفاعلة تحتاج إلى مقاربةٍ متوازنة تُعيد الانضباط من دون قسوة، وتُنعش رغبة الطالب في البقاء داخل المدرسة لا بمجرد المنع، بل بالجدوى والمتعة. يتطلب ذلك بيئة مدرسية جاذبة بأنشطة منتظمة في الرياضة والفنون والموسيقى والعمل التطوعي، وتخفيف الحشو لصالح تعلمٍ عمليٍ مرتبطٍ بالحياة ومساراتٍ واضحة للمهارات والمهن. كما يلزم تواصل لحظي مع أولياء الأمور عند الغياب أو الخروج غير المبرر، وضبط محيط المدارس بالتعاون مع الجهات المختصة لمنع السلوكيات المرافقة كتدخين القاصرين أو البيع العشوائي قرب البوابات. ويبقى تمكين المعلم جوهرياً عبر مدونة سلوك واضحة تحمي كرامة الطالب والمعلم معاً، وتحدد إجراءاتٍ تربويةً رادعةً وشفافة عند الخطأ.
الهروب المدرسي ليس قدراً ولا “تراثاً” يستعاد كل عام، بل مؤشرٌ قابلٌ للعلاج حين تتكامل الأدوار: بيتٌ يتابع، ومدرسةٌ تحتضن وتضبط، ومناهج تشبه الحياة، وإطار قانوني يعيد للمعلم مكانته. عندها فقط، يستعيد التعليم هيبته الطبيعية بوصفه الطريق الأقصر إلى مستقبلٍ أفضل لأبنائنا.
أخبار اليوم - تالا الفقيه - تتكرر مشاهد تسرب الطلبة من المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، بما يكشف عن ظاهرةٍ أوسع من حادثةٍ بعينها. فالمسألة لم تعد مجرد “قفزٍ عن سور” بقدر ما هي نتيجة منظومةٍ تربويةٍ ومجتمعيةٍ تحتاج إلى مراجعةٍ شاملة، تبدأ من البيت ولا تنتهي عند باب المدرسة.
مشاهد رصدتها أخبار اليوم عبر منصات التواصل الاجتماعي أظهرت مقاطع فيديو توثق خروجاً جماعياً لطلبة من بعض المدارس، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام نقاش عام حول ضعف الانضباط المدرسي، وتراجع دور الأسرة، وضياع هيبة المعلم، إلى جانب محدودية الحلول التربوية القائمة حالياً.
تتداخل العوامل التي تدفع بعض الطلبة إلى الهروب: تراجع الصلة بين المناهج وميولهم الفردية، وطول اليوم الدراسي مع محدودية الأنشطة الرياضية والفنية، وضعف الإرشاد التربوي أمام ضغوط المراهقة وسطوة الشاشات، إضافة إلى اكتظاظ الصفوف الذي يقيّد الدور التربوي للمعلم. ويبرز في الخلفية شعورٌ اجتماعيٌ لدى شريحةٍ من الشباب بأن التعليم لم يعد طريقاً واضحاً إلى عملٍ كريم، وهو شعورٌ يضعف الدافعية ويزيد قابلية الانسحاب المبكر من الحصة أو المدرسة.
في المقابل، تشكو إداراتٌ ومعلمون من تقلص أدوات الانضباط وغياب الحماية القانونية الكافية لمكانة المعلم وصلاحياته المهنية، مع التأكيد في الوقت نفسه على رفض أي ممارساتٍ مهينة أو عنيفة بحق الطلبة. وبين الطرفين تقف الأسرة؛ إذ إن غياب المتابعة اليومية والتواصل السريع مع المدرسة يترك الطالب وحيداً أمام إغراءات الهروب أو رفقة السوء خارج الأسوار.
المعالجة الفاعلة تحتاج إلى مقاربةٍ متوازنة تُعيد الانضباط من دون قسوة، وتُنعش رغبة الطالب في البقاء داخل المدرسة لا بمجرد المنع، بل بالجدوى والمتعة. يتطلب ذلك بيئة مدرسية جاذبة بأنشطة منتظمة في الرياضة والفنون والموسيقى والعمل التطوعي، وتخفيف الحشو لصالح تعلمٍ عمليٍ مرتبطٍ بالحياة ومساراتٍ واضحة للمهارات والمهن. كما يلزم تواصل لحظي مع أولياء الأمور عند الغياب أو الخروج غير المبرر، وضبط محيط المدارس بالتعاون مع الجهات المختصة لمنع السلوكيات المرافقة كتدخين القاصرين أو البيع العشوائي قرب البوابات. ويبقى تمكين المعلم جوهرياً عبر مدونة سلوك واضحة تحمي كرامة الطالب والمعلم معاً، وتحدد إجراءاتٍ تربويةً رادعةً وشفافة عند الخطأ.
الهروب المدرسي ليس قدراً ولا “تراثاً” يستعاد كل عام، بل مؤشرٌ قابلٌ للعلاج حين تتكامل الأدوار: بيتٌ يتابع، ومدرسةٌ تحتضن وتضبط، ومناهج تشبه الحياة، وإطار قانوني يعيد للمعلم مكانته. عندها فقط، يستعيد التعليم هيبته الطبيعية بوصفه الطريق الأقصر إلى مستقبلٍ أفضل لأبنائنا.
أخبار اليوم - تالا الفقيه - تتكرر مشاهد تسرب الطلبة من المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، بما يكشف عن ظاهرةٍ أوسع من حادثةٍ بعينها. فالمسألة لم تعد مجرد “قفزٍ عن سور” بقدر ما هي نتيجة منظومةٍ تربويةٍ ومجتمعيةٍ تحتاج إلى مراجعةٍ شاملة، تبدأ من البيت ولا تنتهي عند باب المدرسة.
مشاهد رصدتها أخبار اليوم عبر منصات التواصل الاجتماعي أظهرت مقاطع فيديو توثق خروجاً جماعياً لطلبة من بعض المدارس، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام نقاش عام حول ضعف الانضباط المدرسي، وتراجع دور الأسرة، وضياع هيبة المعلم، إلى جانب محدودية الحلول التربوية القائمة حالياً.
تتداخل العوامل التي تدفع بعض الطلبة إلى الهروب: تراجع الصلة بين المناهج وميولهم الفردية، وطول اليوم الدراسي مع محدودية الأنشطة الرياضية والفنية، وضعف الإرشاد التربوي أمام ضغوط المراهقة وسطوة الشاشات، إضافة إلى اكتظاظ الصفوف الذي يقيّد الدور التربوي للمعلم. ويبرز في الخلفية شعورٌ اجتماعيٌ لدى شريحةٍ من الشباب بأن التعليم لم يعد طريقاً واضحاً إلى عملٍ كريم، وهو شعورٌ يضعف الدافعية ويزيد قابلية الانسحاب المبكر من الحصة أو المدرسة.
في المقابل، تشكو إداراتٌ ومعلمون من تقلص أدوات الانضباط وغياب الحماية القانونية الكافية لمكانة المعلم وصلاحياته المهنية، مع التأكيد في الوقت نفسه على رفض أي ممارساتٍ مهينة أو عنيفة بحق الطلبة. وبين الطرفين تقف الأسرة؛ إذ إن غياب المتابعة اليومية والتواصل السريع مع المدرسة يترك الطالب وحيداً أمام إغراءات الهروب أو رفقة السوء خارج الأسوار.
المعالجة الفاعلة تحتاج إلى مقاربةٍ متوازنة تُعيد الانضباط من دون قسوة، وتُنعش رغبة الطالب في البقاء داخل المدرسة لا بمجرد المنع، بل بالجدوى والمتعة. يتطلب ذلك بيئة مدرسية جاذبة بأنشطة منتظمة في الرياضة والفنون والموسيقى والعمل التطوعي، وتخفيف الحشو لصالح تعلمٍ عمليٍ مرتبطٍ بالحياة ومساراتٍ واضحة للمهارات والمهن. كما يلزم تواصل لحظي مع أولياء الأمور عند الغياب أو الخروج غير المبرر، وضبط محيط المدارس بالتعاون مع الجهات المختصة لمنع السلوكيات المرافقة كتدخين القاصرين أو البيع العشوائي قرب البوابات. ويبقى تمكين المعلم جوهرياً عبر مدونة سلوك واضحة تحمي كرامة الطالب والمعلم معاً، وتحدد إجراءاتٍ تربويةً رادعةً وشفافة عند الخطأ.
الهروب المدرسي ليس قدراً ولا “تراثاً” يستعاد كل عام، بل مؤشرٌ قابلٌ للعلاج حين تتكامل الأدوار: بيتٌ يتابع، ومدرسةٌ تحتضن وتضبط، ومناهج تشبه الحياة، وإطار قانوني يعيد للمعلم مكانته. عندها فقط، يستعيد التعليم هيبته الطبيعية بوصفه الطريق الأقصر إلى مستقبلٍ أفضل لأبنائنا.
التعليقات