أخبار اليوم - أكد خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، أن البلوجرانا يملك الحافز والإصرار لمواصلة المنافسة على جميع البطولات، وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا، رغم الخسارة الأخيرة أمام باريس سان جيرمان على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي.

وجاءت تصريحات لابورتا خلال لقائه رابطة مشجعي النادي في منطقة بايكس يوبريجات، أمام حشد تجاوز الـ100 شخص، حيث أكد ثقته الكاملة بجميع فرق برشلونة في مختلف الرياضات.

وقال لابورتا، خلال حضوره احتفال رابطة مشجعي البارسا 'بينيا بلوجرانا جوزيب رايش' في تصريحات أبرزتها صحيفة 'موندو ديبوتيفو' الإسبانية: 'نرى أنفسنا في حالة جيدة للاستمرار. تحدثت مع فليك واللاعبين وديكو، وأعجبت برد فعلهم، فهم يدركون أن هناك أشياء يجب تصحيحها'.

وأضاف رئيس برشلونة: 'إذا كان علينا أن نتعثر، فالأفضل أن يحدث ذلك الآن وليس لاحقا، لأنني أرى الفريق متحمسا للتنافس على دوري الأبطال.. لاعبونا لن يستسلموا أبدا'.

وأردف: 'لاعبونا وأجهزتنا الفنية لديهم مبدأ واضح: نقاتل حتى النهاية في كل شيء، ليس فقط في المنافسات ولكن أيضاً أمام العقبات التي نواجهها، هذا المستوى التنافسي العالي تحقق رغم أن الكتلة الأجرية كانت تتجاوز 600 مليون يورو عند تسلمنا الإدارة'.

وأوضح: 'لدي بعض المرارة بسبب الهزيمة أمام باريس، لكن فوزنا ببطولة العالم لكرة اليد عوضني قليلاً'.

وأبدى لابورتا تفاؤله بمستقبل النادي في جميع أقسامه، قائلاً: 'دائما نتجاوز العقبات، وهذا ما يجعلنا أقوى، ويمكن ضرب مثالاً بفريق السيدات، حيث نؤمن بهن إيمانا مطلقا، ونخصص لهن أكبر ميزانية في إسبانيا، ومع ذلك ننافس في أوروبا أمام أندية تملك ميزانيات ضخمة'.

كما أشاد بجهود الفرق الأخرى قائلاً: 'الأقسام الرياضية تمنحنا عائدا عاطفيا كبيرا، ولجعلها تنافسية علينا الاستثمار فيها، رغم أن ذلك يؤثر على قواعد اللعب المالي النظيف، وقد اضطررنا لتقديم ضمانات شخصية'.

مشروع ملعب 'سبوتيفاي كامب نو'

وتطرق رئيس برشلونة إلى مشروع ملعب 'سبوتيفاي كامب نو'، الذي اعتبره خطوة محورية في مستقبل النادي، قائلاً: 'كنا شجعانا في قرار تطوير الاستاد لأنه سيجعلنا أكثر تنافسية. هناك أندية تملك رأس مال ضخما، وأخرى مدعومة من دول، بينما نحن نفتخر بكوننا نادياً يملكه الأعضاء'.

وأكمل: 'الاستاد كان ضرورة مطلقة، لأننا كنا سنفقد موقعنا إذا لم نتحرك. خرجنا بحثاً عن التمويل وتمكنا من ذلك رغم الصعوبات. عملنا بنظام فترتي عمل وليس ثلاثاً كما فعلت أندية أخرى، واضطررنا لإجراء تعديلات، لكن الملعب سيكون الأكثر أمانا في العالم، وهو بالفعل أكثر أماناً مما كان عليه عام 2022'.

وأمضى لابورتا حديثه حول المشروع قائلاً: 'نعتقد أننا جاهزون للحصول على ترخيص التشغيل الأول، لكننا نحترم ما يقرره مجلس المدينة'.

روابط المشجعين والوضع الكارثي

لم يغفل لابورتا الإشادة بدور روابط المشجعين، معتبرا إياها عنصرا أساسيا في قوة النادي الاجتماعية. حيث قال: 'روابط المشجعين مؤشر مهم على صحة برشلونة، وهي تمنحنا القوة لمواجهة كل التحديات'.

كما شدد لابورتا على الجهود الكبيرة التي بذلتها الإدارة الحالية لإنقاذ النادي، مشيرا إلى أن 'الاستاد الجديد كان أحد أهم المشاريع'.

وأضاف: 'ورثنا وضعا كارثيا، وبذلنا جهدا هائلاً لإنقاذ برشلونة. منحونا الثقة لاستعادة التوازن الاقتصادي، والمضي قدما في مشروع سبوتيفاي كامب نو، وجعل لا ماسيا محور مشروعنا الرياضي'.

وشهد الحفل حضور عددا من الشخصيات البارزة إلى جانب لابورتا، من بينهم رئيس رابطة بينيا جوزيب رايش، جوان أروس، ورئيس اتحاد روابط بايكس يوبريجات جوردي موريو، ورئيس جمعية لاعبي برشلونة السابقين خوان مانويل أسينسي، والمستشار الرئاسي إنريك ماسيب، والمدير المسؤول عن الروابط جوسيب إجناسيو ماسيا، ومدير الاتصالات جابرييل مارتينيز، ورئيس قسم الروابط إنريك بوش.

كما شارك في المناسبة عمدة مولينس دي ري، خافيير باز، الذي عمل سابقاً كأخصائي علاج طبيعي لفريق هوكي برشلونة خلال الولاية الأولى للابورتا، حيث عرض استضافة أحد الاجتماعات المتنقلة للإدارة في متحف 'النهضة'.

وتأتي تصريحات خوان لابورتا في سياق مرحلة دقيقة يمر بها نادي برشلونة، حيث يسعى لاستعادة توازنه الفني والاقتصادي بعد سنوات من التحديات المتراكمة. فمنذ توليه رئاسة النادي في ولايته الثانية.

وواجه لابورتا ملفات معقدة أبرزها تخفيض الكتلة الأجرية، وإعادة هيكلة الفريق، وتطوير البنية التحتية، وعلى رأسها مشروع 'سبوتيفاي كامب نو'.

كما حرص لابورتا على تعزيز الروح التنافسية في جميع الأقسام الرياضية، بما فيها فرق السيدات التي باتت تحظى بدعم غير مسبوق.

ويعكس تواصله المستمر مع روابط المشجعين حرصه على ترسيخ العلاقة بين النادي وجماهيره، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من هوية برشلونة. وبينما يواجه الفريق الأول تحديات على الصعيد الأوروبي، يؤكد لابورتا أن الإصرار والعزيمة لا يزالان حاضرين، وأن النادي مستعد للقتال حتى النهاية.

هذه الخلفية تبرز ملامح مشروع رياضي وإداري متكامل، يهدف إلى إعادة برشلونة لموقعه الطبيعي بين كبار أوروبا، مع الحفاظ على قيمته التاريخية كنادٍ مملوك لأعضائه.