أخبار اليوم - لم يكن أشد المتشائمين يتخيل أن يتحول سالم الدوسري، قائد المنتخب السعودي ونجمه الأول، من بطل ينتظر الجميع لمسته للاستمتاع والتأثير، إلى مجرد شبح يسير في الملعب دون تشكيل أي خطورة على مرمى المنافسين.

سالم الدوسري شارك أساسيًا وحتى نهاية المباراة في فوز المنتخب السعودي على نظيره الإندونيسي بنتيجة 3-2، مساء الأربعاء، على ملعب الإنماء، في الجولة الأولى من المجموعة الثانية ضمن الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026.

شبح الدوسري
غير أن حضور سالم الدوسري للمباراة كان ببدنه فقط، دون أن يكون بعقله وقلبه، حيث بدا قائد المنتخب السعودي تائهًا في الملعب، وحتى عندما لاحت له الفرصة تلو الأخرى للتسجيل، تعامل معها بأسوأ شكل ممكن.

وعلى مدار 90 دقيقة، لمس سالم الدوسري الكرة 57 مرة، ومررها 36 مرة، 29 منها فقط صحيح بنسبة 81%، منها 3 تمريرات مفتاحية، و3 كرات عرضية إحداها صحيحة، بالإضافة إلى كرة طولية وحيدة كانت صحيحة، وصنع فرصة خطيرة.

لكن المردود السلبي ظهر بشكل كامل في التأثير على المرمى، حيث سدد قائد 'الأخضر' كرتين على المرمى، فيما تم التصدي لكرة أخرى قبل وصولها، وأهدر فرصتين محققتين، من انفرادين تامين بمرمى المنتخب الإندونيسي.

حتى على مستوى المراوغات التي يمتاز بها الدوسري، حاول القيام بها 3 مرات، ونجح في مرة وحيدة، ودخل 8 صراعات أرضية، فاز بـ3 فقط منها، وصراع هوائي وحيد خسره، فيما خسر الاستحواذ في 15 مرة، وسقط في مصيدة التسلل مرة.

ثقة مفقودة
قبل نهاية الشوط الأول بنحو 10 دقائق، حصل المنتخب السعودي على ركلة جزاء، بعد تعرض فراس البريكان للإعاقة داخل منطقة الجزاء، لينبري سالم الدوسري لتسديدها.

لكن بشكل مفاجئ، تراجع سالم الدوسري خطوة للخلف، وأخذ الكرة ووضعها في يد فراس البريكان ليسددها هو، ورغم أنه نجح في تسجيلها، لكنها كادت أن تُصد حيث ارتطمت بيد الحارس قبل أن تستكمل طريقها للشباك.

البريكان تحدث عن تلك اللقطة بعد المباراة، وأكد أن مسألة تسديد ركلات الجزاء مُتفق عليها من قبل المباراة، مشيرًا إلى أن الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، هو من قرر أن يكون المصوب لها.

ابتعاد الدوسري عن تسديد ركلات الجزاء لم يأتِ من فراغ، ولكن كان نتيجة فشله المتكرر في تسجيلها، خاصةً مع المنتخب السعودي.

الدوسري أهدر 3 من آخر 3 ركلات جزاء سددها مع المنتخب السعودي، جميعها في المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، وإحداها ضد منتخب إندونيسيا وحارسه مارتين بايس الذي واجه 'الأخضر' أمس الأربعاء.

أرقام مخزية
هذه المشاهد السلبية انعكست بلا شك على أرقام سالم الدوسري مع المنتخب السعودي في الفترة الأخيرة، لا سيما في تصفيات كأس العالم 2026، الحدث الأهم لجماهير الكرة السعودية التي تنتظر رؤية منتخبها في المونديال من جديد.

وعلى مدار 13 مباراة خاضها سالم الدوسري مع المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2026، تشمل المرحلة الثانية والثالثة والملحق، لم يسجل القائد سوى هدفين فقط، فيما قدم تمريرة حاسمة وحيدة.

في المقابل، لم يسجل سالم الدوسري أي هدف مع المنتخب السعودي في كأس أمم آسيا 2023، واكتفى بصناعة هدف وحيد في 4 مباريات.

حتى في بطولة كأس الخليج العربي 2024، سجل 'التورنيدو' هدفًا وحيدًا وصنع آخر في 4 مباريات، وكان هدفه الوحيد في البطولة من ركلة جزاء.

تأثير مانشيني
ولا شك أن الإيطالي روبرتو مانشيني كان له أكبر الأثر على تراجع أرقام ومستويات سالم الدوسري مع المنتخب السعودي، بعد أن تولى قيادته في 2023، عقب رحيل المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لتدريب منتخب فرنسا للسيدات.

مانشيني منح سالم الدوسري أدوارًا دفاعية قوية، وحجم من أدواره الهجومية، في ظل الميل الواضح للدفاع الذي كان المنتخب السعودي يلعب به تحت قيادة المدرب الإيطالي.

وتحت قيادة مانشيني، خاض قائد الهلال 16 مباراة مع المنتخب السعودي، لم ينجح خلالها سوى في تسجيل هدفين فقط، بينما صنع هدفًا آخر.

غير أن الأمور لم تتحسن كثيرًا بعد رحيل المدرب الإيطالي، حيث شارك سالم الدوسري بعد رحيله في 9 مباريات مع المنتخب السعودي، نجح خلالها في تسجيل هدفين وصناعة مثلهما.

بطل مونديال 2022
وتتحسر الجماهير السعودية على رؤية قائدها بهذا التأثير الضعيف، بعد أن كان البطل الأول لبطولة كأس العالم 2022 في قطر، سواء في النهائيات، أو حتى في مرحلة التصفيات.

وفي تلك التصفيات، بمرحلتيها الثانية والثالثة، شارك سالم الدوسري مع المنتخب السعودي في 13 مباراة، سجل خلالها 7 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين.

وبفضل تلك الإسهامات، تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر بشكل مباشر دون الحاجة للملحق، رغم أنه كان في مجموعة قوية ضمت منتخبي اليابان وأستراليا، كما حدث في تصفيات تلك النسخة.

وظهر تألق سالم الدوسري بشكل أكبر في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، حيث حيث سحل هدف الفوز على الأرجنتين (2-1) في الجولة الأولى من مرحلة المجموعات.

كما سجل 'التورنيدو' هدفًا في الهزيمة من المكسيك 1-2، ليكون قد سجل هدفين من الأهداف الثلاثة التي سجلها المنتخب السعودي في المونديال.

وتأمل جماهير المنتخب السعودي أن يستعيد جزءًا من هذا التأثير خلال مواجهة العراق الحاسمة في الملحق الآسيوي، يوم الثلاثاء المقبل،على أمل حجز مقعد مؤهل للمونديال، ومن ثم استعادة تألقه في البطولة بشكل كامل.