المحامي صهيب العتوم
منذ عام 1948 والأردن يشكّل السند الأصدق للقضية الفلسطينية، لا بالشعارات ولا بالمزايدات، بل بالفعل والموقف والمأوى. فالأردن الذي فتح ذراعيه للفلسطينيين منذ النكبة ظلّ يحتضنهم كإخوة لا كلاجئين، وكشركاء في الأرض والمصير لا كضيوف عابرين. هنا، على أرض الحسين، صارت المخيمات رموزًا للصمود، وتحول الوجع الفلسطيني إلى جزءٍ من وجدان الأردنيين حتى غدا الدم واحدًا والقضية واحدة.
ومع اشتداد الحرب على غزة، لم يتوانَ الأردن قيادةً وشعبًا عن الوقوف مع الأشقاء بكل الوسائل الممكنة: دعمًا، وإغاثةً، وموقفًا سياسيًا ثابتًا لا يتزحزح أمام الضغوط. ومع ذلك، برزت رواية إعلامية غريبة ومريبة في آنٍ واحد، تحاول أن تعيد تعريف مفهوم الوطنية، وكأن الانتماء أصبح امتيازًا يمنحه من يملك منبرًا أو حسابًا، لا من يملك موقفًا أو ضميرًا. صار كل من يربط القضية الفلسطينية ببعدها الديني أو العروبي يُتهم بأنه «غير منتمٍ»، وكأن الدفاع عن المظلوم أو الانتصار للأمة يتعارض مع حبّ الوطن. إن الوطنية ليست قالبًا جامدًا يحدّده أصحاب الصوت العالي، بل شعور فطري عميق يُترجم في الأزمات لا في المناسبات. ومن المؤسف أن الإعلام، في كثير من الأحيان، لم ينقل حقيقة نبض الشارع الأردني، بل حاول أن يصنع وعيًا بديلًا مفاده أن الانتماء للأردن يقتضي الحياد تجاه القضايا الكبرى، وعلى رأسها فلسطين.
وفي الوقت الذي غابت فيه تلك الأصوات الإعلامية عن المشهد، ظلّ الموقف الرسمي الأردني واضحًا لا لبس فيه. فقد عبّر وزير الخارجية أيمن الصفدي في كل المحافل الدولية عن الموقف الأردني بشجاعة ومسؤولية، مؤكدًا أن ما يجري في غزة كارثة إنسانية وجريمة يجب أن تتوقف فورًا، وأن الاحتلال هو أصل المأساة. لم يكن موقف الصفدي مجرد تصريح سياسي، بل امتدادٌ لنهجٍ ثابتٍ تتبناه الدولة الأردنية، قيادةً وشعبًا، عنوانه أن الكرامة لا تُساوَم، وأن الإنسانية فوق كل اعتبار. لقد ظلّ الأردن، بقيادته الهاشمية، وفيًا لمبادئه، ثابتًا في مواقفه، راسخًا في الأرض كجباله، لا تهزه الرياح ولا تُغريه المصالح العابرة.
واليوم، حين ننظر إلى ما يجري في غزة، سواء رأينا أن الشعب الغزّي قد خسر نتيجة هذه الحرب أو انتصر، وسواء اعتقد البعض أن حركة حماس قد هُزمت أو انتصرت، فإن ذلك لا يغيّر من حقيقةٍ أزلية، وهي أن المنازل التي أعدّها الله للشهداء لا تتأثر بتقديرات البشر، كما أن منازل الظالمين عند الله لا تمحوها مكاسبهم على الأرض. فالنصر والهزيمة في جوهرهما أمران إلهيان، يقدّرهما الله بحكمته وعدله، لا بما تراه عدسات الإعلام أو تقيسه المؤتمرات السياسية. وهذا الإيمان بعمق القضية، لا يُضعف انتماءنا الوطني، بل يعزّزه، لأن الإيمان بعدالة الحق لا يتعارض مع حب الوطن، بل ينبع منه.
إن الأردن اليوم يقدّم للعالم نموذجًا فريدًا في التوازن بين الوطنية الصادقة والانتماء القومي والديني. فكل أردني، مهما كانت أصوله، يفتخر بوطنه ويعتز بانتمائه له، لأن الانتماء الحقيقي لا يتناقض مع الإيمان بقضايا الأمة. ولكلّ واحدٍ منا جذورٌ تمتد في التاريخ وأصولٌ نفتخر بها، لكننا جميعًا نلتقي على أرضٍ واحدة وتحت رايةٍ واحدة. والانتماء للدين أو الدفاع عن قضيةٍ دينية لا يعني التخلي عن أردنيتنا، بل هو امتدادٌ طبيعي لإنسانيتنا وهويتنا الوطنية، فديننا لا يتنافى مع وطنيتنا، بل يحرسها من التزييف ويمنحها عمقها الأخلاقي.
وأعترف هنا، أنني كنت من أولئك الذين اختاروا الصمت في لحظاتٍ كان يجب أن يكون الصوت فيها عاليًا. صمتّ خوفًا من أن يُحكم عليّ بأني خرجت من دائرة الأردنية أو أنني تجاوزت الخطوط التي رسمها الإعلام لتحديد الانتماء. لكنني اليوم أدرك أن الصمت، في زمنٍ يحتاج إلى الموقف، ليس حكمة بل خذلان للذات وللوطن معًا. فالوطن لا يخشى الكلمة الصادقة، بل يحتاجها، والأردن لا يطلب من أبنائه إلا أن يكونوا صادقين في حبهم له، لا أن يصمتوا خوفًا من اتهامٍ أو تلميحٍ باطل.
الأردن، الذي ظلّ ثابتًا في مواقفه تجاه فلسطين منذ التأسيس وحتى اليوم، لا يمكن أن تُشوّه صورته ببعض الأصوات الإعلامية الرمادية أو بالمزايدات المغرضة. هو وطنٌ وُلد من موقف، ونشأ على مبدأ، واستمرّ على ثبات. وكل أردني، مهما اختلفت آراؤه، يلتقي في النهاية عند حبّ هذه الأرض التي تعلّمنا أن الكرامة لا تُشترى، وأن من يقف مع المظلوم لا يفقد وطنيته، بل يثبتها. فالأردن باقٍ شامخًا، والحق لا يخشى الجهر به، والوطن لا يُخاف عليه من المخلصين، بل من الصامتين.
المحامي صهيب العتوم
منذ عام 1948 والأردن يشكّل السند الأصدق للقضية الفلسطينية، لا بالشعارات ولا بالمزايدات، بل بالفعل والموقف والمأوى. فالأردن الذي فتح ذراعيه للفلسطينيين منذ النكبة ظلّ يحتضنهم كإخوة لا كلاجئين، وكشركاء في الأرض والمصير لا كضيوف عابرين. هنا، على أرض الحسين، صارت المخيمات رموزًا للصمود، وتحول الوجع الفلسطيني إلى جزءٍ من وجدان الأردنيين حتى غدا الدم واحدًا والقضية واحدة.
ومع اشتداد الحرب على غزة، لم يتوانَ الأردن قيادةً وشعبًا عن الوقوف مع الأشقاء بكل الوسائل الممكنة: دعمًا، وإغاثةً، وموقفًا سياسيًا ثابتًا لا يتزحزح أمام الضغوط. ومع ذلك، برزت رواية إعلامية غريبة ومريبة في آنٍ واحد، تحاول أن تعيد تعريف مفهوم الوطنية، وكأن الانتماء أصبح امتيازًا يمنحه من يملك منبرًا أو حسابًا، لا من يملك موقفًا أو ضميرًا. صار كل من يربط القضية الفلسطينية ببعدها الديني أو العروبي يُتهم بأنه «غير منتمٍ»، وكأن الدفاع عن المظلوم أو الانتصار للأمة يتعارض مع حبّ الوطن. إن الوطنية ليست قالبًا جامدًا يحدّده أصحاب الصوت العالي، بل شعور فطري عميق يُترجم في الأزمات لا في المناسبات. ومن المؤسف أن الإعلام، في كثير من الأحيان، لم ينقل حقيقة نبض الشارع الأردني، بل حاول أن يصنع وعيًا بديلًا مفاده أن الانتماء للأردن يقتضي الحياد تجاه القضايا الكبرى، وعلى رأسها فلسطين.
وفي الوقت الذي غابت فيه تلك الأصوات الإعلامية عن المشهد، ظلّ الموقف الرسمي الأردني واضحًا لا لبس فيه. فقد عبّر وزير الخارجية أيمن الصفدي في كل المحافل الدولية عن الموقف الأردني بشجاعة ومسؤولية، مؤكدًا أن ما يجري في غزة كارثة إنسانية وجريمة يجب أن تتوقف فورًا، وأن الاحتلال هو أصل المأساة. لم يكن موقف الصفدي مجرد تصريح سياسي، بل امتدادٌ لنهجٍ ثابتٍ تتبناه الدولة الأردنية، قيادةً وشعبًا، عنوانه أن الكرامة لا تُساوَم، وأن الإنسانية فوق كل اعتبار. لقد ظلّ الأردن، بقيادته الهاشمية، وفيًا لمبادئه، ثابتًا في مواقفه، راسخًا في الأرض كجباله، لا تهزه الرياح ولا تُغريه المصالح العابرة.
واليوم، حين ننظر إلى ما يجري في غزة، سواء رأينا أن الشعب الغزّي قد خسر نتيجة هذه الحرب أو انتصر، وسواء اعتقد البعض أن حركة حماس قد هُزمت أو انتصرت، فإن ذلك لا يغيّر من حقيقةٍ أزلية، وهي أن المنازل التي أعدّها الله للشهداء لا تتأثر بتقديرات البشر، كما أن منازل الظالمين عند الله لا تمحوها مكاسبهم على الأرض. فالنصر والهزيمة في جوهرهما أمران إلهيان، يقدّرهما الله بحكمته وعدله، لا بما تراه عدسات الإعلام أو تقيسه المؤتمرات السياسية. وهذا الإيمان بعمق القضية، لا يُضعف انتماءنا الوطني، بل يعزّزه، لأن الإيمان بعدالة الحق لا يتعارض مع حب الوطن، بل ينبع منه.
إن الأردن اليوم يقدّم للعالم نموذجًا فريدًا في التوازن بين الوطنية الصادقة والانتماء القومي والديني. فكل أردني، مهما كانت أصوله، يفتخر بوطنه ويعتز بانتمائه له، لأن الانتماء الحقيقي لا يتناقض مع الإيمان بقضايا الأمة. ولكلّ واحدٍ منا جذورٌ تمتد في التاريخ وأصولٌ نفتخر بها، لكننا جميعًا نلتقي على أرضٍ واحدة وتحت رايةٍ واحدة. والانتماء للدين أو الدفاع عن قضيةٍ دينية لا يعني التخلي عن أردنيتنا، بل هو امتدادٌ طبيعي لإنسانيتنا وهويتنا الوطنية، فديننا لا يتنافى مع وطنيتنا، بل يحرسها من التزييف ويمنحها عمقها الأخلاقي.
وأعترف هنا، أنني كنت من أولئك الذين اختاروا الصمت في لحظاتٍ كان يجب أن يكون الصوت فيها عاليًا. صمتّ خوفًا من أن يُحكم عليّ بأني خرجت من دائرة الأردنية أو أنني تجاوزت الخطوط التي رسمها الإعلام لتحديد الانتماء. لكنني اليوم أدرك أن الصمت، في زمنٍ يحتاج إلى الموقف، ليس حكمة بل خذلان للذات وللوطن معًا. فالوطن لا يخشى الكلمة الصادقة، بل يحتاجها، والأردن لا يطلب من أبنائه إلا أن يكونوا صادقين في حبهم له، لا أن يصمتوا خوفًا من اتهامٍ أو تلميحٍ باطل.
الأردن، الذي ظلّ ثابتًا في مواقفه تجاه فلسطين منذ التأسيس وحتى اليوم، لا يمكن أن تُشوّه صورته ببعض الأصوات الإعلامية الرمادية أو بالمزايدات المغرضة. هو وطنٌ وُلد من موقف، ونشأ على مبدأ، واستمرّ على ثبات. وكل أردني، مهما اختلفت آراؤه، يلتقي في النهاية عند حبّ هذه الأرض التي تعلّمنا أن الكرامة لا تُشترى، وأن من يقف مع المظلوم لا يفقد وطنيته، بل يثبتها. فالأردن باقٍ شامخًا، والحق لا يخشى الجهر به، والوطن لا يُخاف عليه من المخلصين، بل من الصامتين.
المحامي صهيب العتوم
منذ عام 1948 والأردن يشكّل السند الأصدق للقضية الفلسطينية، لا بالشعارات ولا بالمزايدات، بل بالفعل والموقف والمأوى. فالأردن الذي فتح ذراعيه للفلسطينيين منذ النكبة ظلّ يحتضنهم كإخوة لا كلاجئين، وكشركاء في الأرض والمصير لا كضيوف عابرين. هنا، على أرض الحسين، صارت المخيمات رموزًا للصمود، وتحول الوجع الفلسطيني إلى جزءٍ من وجدان الأردنيين حتى غدا الدم واحدًا والقضية واحدة.
ومع اشتداد الحرب على غزة، لم يتوانَ الأردن قيادةً وشعبًا عن الوقوف مع الأشقاء بكل الوسائل الممكنة: دعمًا، وإغاثةً، وموقفًا سياسيًا ثابتًا لا يتزحزح أمام الضغوط. ومع ذلك، برزت رواية إعلامية غريبة ومريبة في آنٍ واحد، تحاول أن تعيد تعريف مفهوم الوطنية، وكأن الانتماء أصبح امتيازًا يمنحه من يملك منبرًا أو حسابًا، لا من يملك موقفًا أو ضميرًا. صار كل من يربط القضية الفلسطينية ببعدها الديني أو العروبي يُتهم بأنه «غير منتمٍ»، وكأن الدفاع عن المظلوم أو الانتصار للأمة يتعارض مع حبّ الوطن. إن الوطنية ليست قالبًا جامدًا يحدّده أصحاب الصوت العالي، بل شعور فطري عميق يُترجم في الأزمات لا في المناسبات. ومن المؤسف أن الإعلام، في كثير من الأحيان، لم ينقل حقيقة نبض الشارع الأردني، بل حاول أن يصنع وعيًا بديلًا مفاده أن الانتماء للأردن يقتضي الحياد تجاه القضايا الكبرى، وعلى رأسها فلسطين.
وفي الوقت الذي غابت فيه تلك الأصوات الإعلامية عن المشهد، ظلّ الموقف الرسمي الأردني واضحًا لا لبس فيه. فقد عبّر وزير الخارجية أيمن الصفدي في كل المحافل الدولية عن الموقف الأردني بشجاعة ومسؤولية، مؤكدًا أن ما يجري في غزة كارثة إنسانية وجريمة يجب أن تتوقف فورًا، وأن الاحتلال هو أصل المأساة. لم يكن موقف الصفدي مجرد تصريح سياسي، بل امتدادٌ لنهجٍ ثابتٍ تتبناه الدولة الأردنية، قيادةً وشعبًا، عنوانه أن الكرامة لا تُساوَم، وأن الإنسانية فوق كل اعتبار. لقد ظلّ الأردن، بقيادته الهاشمية، وفيًا لمبادئه، ثابتًا في مواقفه، راسخًا في الأرض كجباله، لا تهزه الرياح ولا تُغريه المصالح العابرة.
واليوم، حين ننظر إلى ما يجري في غزة، سواء رأينا أن الشعب الغزّي قد خسر نتيجة هذه الحرب أو انتصر، وسواء اعتقد البعض أن حركة حماس قد هُزمت أو انتصرت، فإن ذلك لا يغيّر من حقيقةٍ أزلية، وهي أن المنازل التي أعدّها الله للشهداء لا تتأثر بتقديرات البشر، كما أن منازل الظالمين عند الله لا تمحوها مكاسبهم على الأرض. فالنصر والهزيمة في جوهرهما أمران إلهيان، يقدّرهما الله بحكمته وعدله، لا بما تراه عدسات الإعلام أو تقيسه المؤتمرات السياسية. وهذا الإيمان بعمق القضية، لا يُضعف انتماءنا الوطني، بل يعزّزه، لأن الإيمان بعدالة الحق لا يتعارض مع حب الوطن، بل ينبع منه.
إن الأردن اليوم يقدّم للعالم نموذجًا فريدًا في التوازن بين الوطنية الصادقة والانتماء القومي والديني. فكل أردني، مهما كانت أصوله، يفتخر بوطنه ويعتز بانتمائه له، لأن الانتماء الحقيقي لا يتناقض مع الإيمان بقضايا الأمة. ولكلّ واحدٍ منا جذورٌ تمتد في التاريخ وأصولٌ نفتخر بها، لكننا جميعًا نلتقي على أرضٍ واحدة وتحت رايةٍ واحدة. والانتماء للدين أو الدفاع عن قضيةٍ دينية لا يعني التخلي عن أردنيتنا، بل هو امتدادٌ طبيعي لإنسانيتنا وهويتنا الوطنية، فديننا لا يتنافى مع وطنيتنا، بل يحرسها من التزييف ويمنحها عمقها الأخلاقي.
وأعترف هنا، أنني كنت من أولئك الذين اختاروا الصمت في لحظاتٍ كان يجب أن يكون الصوت فيها عاليًا. صمتّ خوفًا من أن يُحكم عليّ بأني خرجت من دائرة الأردنية أو أنني تجاوزت الخطوط التي رسمها الإعلام لتحديد الانتماء. لكنني اليوم أدرك أن الصمت، في زمنٍ يحتاج إلى الموقف، ليس حكمة بل خذلان للذات وللوطن معًا. فالوطن لا يخشى الكلمة الصادقة، بل يحتاجها، والأردن لا يطلب من أبنائه إلا أن يكونوا صادقين في حبهم له، لا أن يصمتوا خوفًا من اتهامٍ أو تلميحٍ باطل.
الأردن، الذي ظلّ ثابتًا في مواقفه تجاه فلسطين منذ التأسيس وحتى اليوم، لا يمكن أن تُشوّه صورته ببعض الأصوات الإعلامية الرمادية أو بالمزايدات المغرضة. هو وطنٌ وُلد من موقف، ونشأ على مبدأ، واستمرّ على ثبات. وكل أردني، مهما اختلفت آراؤه، يلتقي في النهاية عند حبّ هذه الأرض التي تعلّمنا أن الكرامة لا تُشترى، وأن من يقف مع المظلوم لا يفقد وطنيته، بل يثبتها. فالأردن باقٍ شامخًا، والحق لا يخشى الجهر به، والوطن لا يُخاف عليه من المخلصين، بل من الصامتين.
التعليقات