أخبار اليوم - أمام خيمة نزوحها القسري بمدينة غزة، تجلس روحية البلبيسي، بملامح أنهكها المرض، يلتف حولها أحفادها الصغار وهي تحاول إشعال النار بقطع من القناني البلاستيكية وأكياس النايلون.
يتصاعد الدخان الكثيف فيختلط بحرارة أنفاسها المتعبة من أزمة قلبية مزمنة، وهي تهمس بوجع، لصحيفة 'فلسطين': 'لسه بنولع النار، وانت عارف العيشة غالية والظروف صعبة، وعنا أطفال وبنحتاج النار... هي عيشتنا على النار، من أول الحرب لهلقيت'.
ورغم مرور شهر على دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ، فإن نيران البلاستيك والنايلون والحطب ما زالت تشتعل أمام خيام النازحين قسرا، في ظل تقييد الاحتلال إدخال الغاز، ضمن سياسة أوسع ينتهك خلالها البروتوكول الإنساني، بحسب منظمات دولية وفلسطينية.
تضرب السيدة الستينية كفا بكف، في ظل واقع معيشي يراوح مكانه، مشيرة إلى استخدامها النايلون والبلاستيك الذي يجمعه أحفادها من الشارع، لعدم مقدرتها على شراء الحطب.
وتعيش 'أم فايز' مع أبنائها وزوجاتهم وأحفادها في خيمة واحدة وسط مدينة غزة. وكانت العائلة تسكن في منطقة الشعف، لكن الاحتلال دمر منزلها، ولا تملك الآن فرصة التوجه إلى هناك.
وحتى الآن لم يحن دور 'أم فايز' لتعبئة 8 كيلوجرام من الغاز، ضمن الكشوفات الصادرة عن الهيئة العامة للبترول، بسبب شح الكميات الواردة إلى القطاع.
وفي السادس من نوفمبر/تشرين ثان الجاري، قالت هيئة البترول عبر تطبيق 'تيليجرام'، إن الاحتلال يعيد يوميًا شاحنات الغاز دون تعبئتها رغم وصولها للمعبر، ما يؤكد تعمده الواضح في زيادة معاناة الغزيين رغم وقف إطلاق النار.
وأشارت الهيئة، إلى أن الاحتلال يعتمد آلية جديدة في الإيعاز للشاحنات بالتوجه للمعبر ومن ثم إرجاعها فارغة، إمعانا في إذلال وتركيع الشعب الفلسطيني الصامد بغزة، داعية كل المعنيين والمتابعين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى إلزام الاحتلال بتطبيق البرتوكول الإنساني الذي ينص على إدخال الوقود والغاز، والتدخل العاجل للحد من أزمة الغاز المتفاقمة والمتعمدة.
وفي اليوم ذاته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال يواصل سياسة الخنق، مبينا أن 4,453 شاحنة فقط دخلت إلى القطاع من أصل 15,600 شاحنة يفترض دخولها منذ بدء وقف إطلاق النار بنسبة لا تتجاوز (28%).
وجاء في بيان المكتب، أن هذه القوافل تضمنت (31) شاحنة محمّلة بغاز الطهي، و(84) شاحنة من مادة السولار المخصصة لتشغيل المخابز والمستشفيات والمولدات والقطاعات الحيوية، رغم النقص الحاد والمستمر في هذه المواد الضرورية لحياة السكان اليومية، بعد عامين من القتل والحصار والتدمير الممنهج الذي خلّفته جريمة الإبادة الجماعية.
معاناة لا تتوقف
يختنق صوت 'أم فايز' برائحة البلاستيك والنايلون المشتعل، مشيرة إلى أنها تعاني من أزمة قلبية، وتحتاج إلى العلاجات، والتوجه للمستشفيات.
لكن هذا ليس سوى وجع واحد، ضمن معاناة لا تتوقف، وتلازمها يوميا، من فقدان المأوى والنزوح القسري إلى اهتراء الخيمة وضيقها، مرورا بواقع المجاعة، وليس انتهاء بالفقد.
ولا تزال السيدة تنتظر بدموعها، معرفة مصير أحد أنجالها وابنه، منذ أن فقدتهم العائلة في 25 أبريل/نيسان، وسابقا استشهد حفيدان لها، تمكنت من دفنهما. وتشير معطيات رسمية إلى وجود جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض في غزة، تعجز الجهات المختصة عن انتشالها، لقلة الإمكانات.
ترجع 'روحية' تعنت الاحتلال في إدخال الغاز، والتزام البروتوكول الإنساني، إلى سعيه لإخضاع أهالي القطاع، لكنها تقول: 'ربنا كبير، وإن شاء الله دائما نرفع رؤوسنا'.
وبعد سنتين من حرب الإبادة التي بدأها الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا تزال 'أم فايز' تأمل من 'كل الدول' الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - أمام خيمة نزوحها القسري بمدينة غزة، تجلس روحية البلبيسي، بملامح أنهكها المرض، يلتف حولها أحفادها الصغار وهي تحاول إشعال النار بقطع من القناني البلاستيكية وأكياس النايلون.
يتصاعد الدخان الكثيف فيختلط بحرارة أنفاسها المتعبة من أزمة قلبية مزمنة، وهي تهمس بوجع، لصحيفة 'فلسطين': 'لسه بنولع النار، وانت عارف العيشة غالية والظروف صعبة، وعنا أطفال وبنحتاج النار... هي عيشتنا على النار، من أول الحرب لهلقيت'.
ورغم مرور شهر على دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ، فإن نيران البلاستيك والنايلون والحطب ما زالت تشتعل أمام خيام النازحين قسرا، في ظل تقييد الاحتلال إدخال الغاز، ضمن سياسة أوسع ينتهك خلالها البروتوكول الإنساني، بحسب منظمات دولية وفلسطينية.
تضرب السيدة الستينية كفا بكف، في ظل واقع معيشي يراوح مكانه، مشيرة إلى استخدامها النايلون والبلاستيك الذي يجمعه أحفادها من الشارع، لعدم مقدرتها على شراء الحطب.
وتعيش 'أم فايز' مع أبنائها وزوجاتهم وأحفادها في خيمة واحدة وسط مدينة غزة. وكانت العائلة تسكن في منطقة الشعف، لكن الاحتلال دمر منزلها، ولا تملك الآن فرصة التوجه إلى هناك.
وحتى الآن لم يحن دور 'أم فايز' لتعبئة 8 كيلوجرام من الغاز، ضمن الكشوفات الصادرة عن الهيئة العامة للبترول، بسبب شح الكميات الواردة إلى القطاع.
وفي السادس من نوفمبر/تشرين ثان الجاري، قالت هيئة البترول عبر تطبيق 'تيليجرام'، إن الاحتلال يعيد يوميًا شاحنات الغاز دون تعبئتها رغم وصولها للمعبر، ما يؤكد تعمده الواضح في زيادة معاناة الغزيين رغم وقف إطلاق النار.
وأشارت الهيئة، إلى أن الاحتلال يعتمد آلية جديدة في الإيعاز للشاحنات بالتوجه للمعبر ومن ثم إرجاعها فارغة، إمعانا في إذلال وتركيع الشعب الفلسطيني الصامد بغزة، داعية كل المعنيين والمتابعين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى إلزام الاحتلال بتطبيق البرتوكول الإنساني الذي ينص على إدخال الوقود والغاز، والتدخل العاجل للحد من أزمة الغاز المتفاقمة والمتعمدة.
وفي اليوم ذاته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال يواصل سياسة الخنق، مبينا أن 4,453 شاحنة فقط دخلت إلى القطاع من أصل 15,600 شاحنة يفترض دخولها منذ بدء وقف إطلاق النار بنسبة لا تتجاوز (28%).
وجاء في بيان المكتب، أن هذه القوافل تضمنت (31) شاحنة محمّلة بغاز الطهي، و(84) شاحنة من مادة السولار المخصصة لتشغيل المخابز والمستشفيات والمولدات والقطاعات الحيوية، رغم النقص الحاد والمستمر في هذه المواد الضرورية لحياة السكان اليومية، بعد عامين من القتل والحصار والتدمير الممنهج الذي خلّفته جريمة الإبادة الجماعية.
معاناة لا تتوقف
يختنق صوت 'أم فايز' برائحة البلاستيك والنايلون المشتعل، مشيرة إلى أنها تعاني من أزمة قلبية، وتحتاج إلى العلاجات، والتوجه للمستشفيات.
لكن هذا ليس سوى وجع واحد، ضمن معاناة لا تتوقف، وتلازمها يوميا، من فقدان المأوى والنزوح القسري إلى اهتراء الخيمة وضيقها، مرورا بواقع المجاعة، وليس انتهاء بالفقد.
ولا تزال السيدة تنتظر بدموعها، معرفة مصير أحد أنجالها وابنه، منذ أن فقدتهم العائلة في 25 أبريل/نيسان، وسابقا استشهد حفيدان لها، تمكنت من دفنهما. وتشير معطيات رسمية إلى وجود جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض في غزة، تعجز الجهات المختصة عن انتشالها، لقلة الإمكانات.
ترجع 'روحية' تعنت الاحتلال في إدخال الغاز، والتزام البروتوكول الإنساني، إلى سعيه لإخضاع أهالي القطاع، لكنها تقول: 'ربنا كبير، وإن شاء الله دائما نرفع رؤوسنا'.
وبعد سنتين من حرب الإبادة التي بدأها الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا تزال 'أم فايز' تأمل من 'كل الدول' الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - أمام خيمة نزوحها القسري بمدينة غزة، تجلس روحية البلبيسي، بملامح أنهكها المرض، يلتف حولها أحفادها الصغار وهي تحاول إشعال النار بقطع من القناني البلاستيكية وأكياس النايلون.
يتصاعد الدخان الكثيف فيختلط بحرارة أنفاسها المتعبة من أزمة قلبية مزمنة، وهي تهمس بوجع، لصحيفة 'فلسطين': 'لسه بنولع النار، وانت عارف العيشة غالية والظروف صعبة، وعنا أطفال وبنحتاج النار... هي عيشتنا على النار، من أول الحرب لهلقيت'.
ورغم مرور شهر على دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ، فإن نيران البلاستيك والنايلون والحطب ما زالت تشتعل أمام خيام النازحين قسرا، في ظل تقييد الاحتلال إدخال الغاز، ضمن سياسة أوسع ينتهك خلالها البروتوكول الإنساني، بحسب منظمات دولية وفلسطينية.
تضرب السيدة الستينية كفا بكف، في ظل واقع معيشي يراوح مكانه، مشيرة إلى استخدامها النايلون والبلاستيك الذي يجمعه أحفادها من الشارع، لعدم مقدرتها على شراء الحطب.
وتعيش 'أم فايز' مع أبنائها وزوجاتهم وأحفادها في خيمة واحدة وسط مدينة غزة. وكانت العائلة تسكن في منطقة الشعف، لكن الاحتلال دمر منزلها، ولا تملك الآن فرصة التوجه إلى هناك.
وحتى الآن لم يحن دور 'أم فايز' لتعبئة 8 كيلوجرام من الغاز، ضمن الكشوفات الصادرة عن الهيئة العامة للبترول، بسبب شح الكميات الواردة إلى القطاع.
وفي السادس من نوفمبر/تشرين ثان الجاري، قالت هيئة البترول عبر تطبيق 'تيليجرام'، إن الاحتلال يعيد يوميًا شاحنات الغاز دون تعبئتها رغم وصولها للمعبر، ما يؤكد تعمده الواضح في زيادة معاناة الغزيين رغم وقف إطلاق النار.
وأشارت الهيئة، إلى أن الاحتلال يعتمد آلية جديدة في الإيعاز للشاحنات بالتوجه للمعبر ومن ثم إرجاعها فارغة، إمعانا في إذلال وتركيع الشعب الفلسطيني الصامد بغزة، داعية كل المعنيين والمتابعين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى إلزام الاحتلال بتطبيق البرتوكول الإنساني الذي ينص على إدخال الوقود والغاز، والتدخل العاجل للحد من أزمة الغاز المتفاقمة والمتعمدة.
وفي اليوم ذاته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال يواصل سياسة الخنق، مبينا أن 4,453 شاحنة فقط دخلت إلى القطاع من أصل 15,600 شاحنة يفترض دخولها منذ بدء وقف إطلاق النار بنسبة لا تتجاوز (28%).
وجاء في بيان المكتب، أن هذه القوافل تضمنت (31) شاحنة محمّلة بغاز الطهي، و(84) شاحنة من مادة السولار المخصصة لتشغيل المخابز والمستشفيات والمولدات والقطاعات الحيوية، رغم النقص الحاد والمستمر في هذه المواد الضرورية لحياة السكان اليومية، بعد عامين من القتل والحصار والتدمير الممنهج الذي خلّفته جريمة الإبادة الجماعية.
معاناة لا تتوقف
يختنق صوت 'أم فايز' برائحة البلاستيك والنايلون المشتعل، مشيرة إلى أنها تعاني من أزمة قلبية، وتحتاج إلى العلاجات، والتوجه للمستشفيات.
لكن هذا ليس سوى وجع واحد، ضمن معاناة لا تتوقف، وتلازمها يوميا، من فقدان المأوى والنزوح القسري إلى اهتراء الخيمة وضيقها، مرورا بواقع المجاعة، وليس انتهاء بالفقد.
ولا تزال السيدة تنتظر بدموعها، معرفة مصير أحد أنجالها وابنه، منذ أن فقدتهم العائلة في 25 أبريل/نيسان، وسابقا استشهد حفيدان لها، تمكنت من دفنهما. وتشير معطيات رسمية إلى وجود جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض في غزة، تعجز الجهات المختصة عن انتشالها، لقلة الإمكانات.
ترجع 'روحية' تعنت الاحتلال في إدخال الغاز، والتزام البروتوكول الإنساني، إلى سعيه لإخضاع أهالي القطاع، لكنها تقول: 'ربنا كبير، وإن شاء الله دائما نرفع رؤوسنا'.
وبعد سنتين من حرب الإبادة التي بدأها الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا تزال 'أم فايز' تأمل من 'كل الدول' الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات