أخبار اليوم - في زاوية هادئة من مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي بمدينة غزة، يستلقي جسد الفتاة آلاء سليمان عنوةً بعدما خذلتها أطرافها السفلية عن السير مجددًا؛ إثر إصابتها بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية.
ترقد الفتاة الجريحة البالغة (16 عامًا)، شاحبة الملامح، صامتة كالجدار الذي يجاورها، وكأنّها تخشى أن يوقظ صوتها وجعًا جديدًا. هناك تمضي أيامها الطويلة بين جلسات العلاج وأفكار تتناوبها عن عائلتها التي غاب غالبية أفرادها في الحروب المتلاحقة على غزة.
كانت آلاء قبل حرب الإبادة التي بدأها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وامتدت سنتين، تملأ حياة عائلتها حبًا وأملاً، تحلم أن تكمل تعليمها وتصبح محامية، لكنّ صاروخًا إسرائيليًا واحدًا كان كفيلاً أن يقلب عالمها رأسًا على عقب.
حدث لا ينسى
في أحد أيام الحرب، وتحديدًا ظهر السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2025، وبينما كانت آلاء تجلس مع أفراد عائلتها في خيمة نزحت إليها في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، حدثت الفاجعة. مقذوف حربي أطلقته طائرة حربية إسرائيلية بدون طيار أصاب الخيمة المجاورة مباشرة، عندما كان والدها وأشقائها وأعمامها وآخرون يدارون أجسادهم المنهكة تحت سقفها الهش.
عائلة الفتاة الجريحة التي تسكن في مخيم جباليا، شمالي القطاع، أجبرت كغيرها من السكان على النزوح إلى وسط وجنوبي القطاع الساحلي، ضمن مسلسل نزوح استمر أشهرًا طويلة بحثًا عن مناطق ادعى جيش الاحتلال أنها 'آمنة'!
لكن في زمن الحرب، لم يعد للأمان أي وجود في غزة. 'الاحتلال دمر منزل عائلتي وكل شيء في المخيم. لجأنا إلى النصيرات اعتقادًا أننا سنجد ملاذًا آمنًا، لكنها كانت أكذوبة كبيرة.' قالت آلاء لصحيفة 'فلسطين' بصوت مختنق.
في القصف نفسه الذي استهدف الخيمة، استشهد 8 أفراد من العائلة مرة واحدة، من بينهم والدها محمد سليمان (47 عامًا) وأعمامها وعدد من أبنائهم.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، إذ إن شظية حادة اخترقت جسدها وأصابت العمود الفقري، وأحدثت تلفًا في النخاع الشوكي، ما سبب لها شللاً نصفيًا جعلها غير قادرة على السير منذ يوم الإصابة.
في الجوار القريب، تقف ساجدة سليمان، ابنة عم آلاء، ترافقها على مدار الساعة في مستشفى الوفاء. تقول: 'هي لم تعد تتحدث كثيرًا، تقضي معظم وقتها صامتة تحدّق في السقف، أحيانًا تهمس باسم متسائلة بصوت خافت عن والديها وأشقائها الراحلين.'
فقدٌ وحرمانٌ
لم تكن إصابة آلاء هي الجرح الأول في حياتها، بل فصلاً جديدًا من سلسلة فواجع بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان. فقدت والدتها واثنين من أشقائها في حرب عام 2014، عندما استهدف الاحتلال منزل لجأت إليه العائلة في منطقة جباليا البلد بعدما أجبرت على ترك منزلها في مخيم جباليا.
في ذلك اليوم، 27 يوليو/ تموز 2014، كانت آلاء تبلغ 4 أعوام ونصف، وقد كبرت الطفلة الهادئة على غياب الأحبة، والدتها نهاد سليمان، في الثلاثينيات من عمرها، وابنيها براء (6 أعوام)، وحليمة (عامًا واحدًا).
تقول آلاء: 'لا أعي تفاصيل كثيرة عن حياتي معهم، لقد رحلوا مبكرًا وتركوني حتى بلا ذكريات.'
ثم جاءت حرب الإبادة لتكمل ما بدأته الأولى، فاستُشهد والدها الوحيد الذي كان السند المتبقي لها، تاركًا إياها تواجه مصيرها وحيدة في عالم يضيق بها أكثر كل يوم.
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، بالغارة الجوية نفسها أصابت جسد شقيقها براء (5 أعوام)، والذي سماه والده تيمنًا باسم نجله الذي قضى في حرب 2014، ورغم محاولات الأطباء لإنقاذ حياته من الشظايا التي اخترقت جسده وسببت له جروحًا خطرة مكث على إثرها في العناية المكثفة بمستشفى شهداء الأقصى أيامًا طويلة، إلا أنهم أعلنوا عن استشهاده يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
رحل براء ووري جثمانه تحت الثرى، دون أن تلقى آلاء نظرة الوداع.
حتى أن شقيقهما عبد المنعم (21 عامًا)، استشهد في قصف إسرائيلي يوم 18 مارس/ آذار 2025، وهو اليوم الذي شهد عدوانًا مكثفًا وخرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن، واستأنف جيش الاحتلال حربه الدموية حتى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار جديد، دخل حيز التنفيذ يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.
تقول: 'الحروب أسوأ كابوس عشته في حياتي. في 2014 فقدت والدتي واثنين من أشقائي، وفي حرب الإبادة استشهد والدي واثنين من أشقائي، لقد رحلوا جميعًا وتركوني وحيدة أصارع الحياة.'
في المستشفى، لا تملك آلاء سوى ابتسامة مريرة تلوّح بها لمن يزورها من الطاقم الطبي، فيما يملأ قلبها الأمل بأن تمنحها الجهات المختصة نموذجًا طبيًا أوليًا لإدخال بياناتها، للحصول على تحويلة للعلاج خارج قطاع غزة، حيث لم تحصل عليه منذ إصابتها، كما قالت.
وفي ظل عجز النظام الصحي المحاصر وغياب الدعم الإنساني الكافي، تبقى آلاء تنتظر من يمدّ لها يد العون، لعلها تنال فرصة علاج تعيد إليها القدرة على الحركة، أو على الأقل تمكنها من مغادرة سريرها نحو حياة أقل وجعًا.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في زاوية هادئة من مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي بمدينة غزة، يستلقي جسد الفتاة آلاء سليمان عنوةً بعدما خذلتها أطرافها السفلية عن السير مجددًا؛ إثر إصابتها بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية.
ترقد الفتاة الجريحة البالغة (16 عامًا)، شاحبة الملامح، صامتة كالجدار الذي يجاورها، وكأنّها تخشى أن يوقظ صوتها وجعًا جديدًا. هناك تمضي أيامها الطويلة بين جلسات العلاج وأفكار تتناوبها عن عائلتها التي غاب غالبية أفرادها في الحروب المتلاحقة على غزة.
كانت آلاء قبل حرب الإبادة التي بدأها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وامتدت سنتين، تملأ حياة عائلتها حبًا وأملاً، تحلم أن تكمل تعليمها وتصبح محامية، لكنّ صاروخًا إسرائيليًا واحدًا كان كفيلاً أن يقلب عالمها رأسًا على عقب.
حدث لا ينسى
في أحد أيام الحرب، وتحديدًا ظهر السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2025، وبينما كانت آلاء تجلس مع أفراد عائلتها في خيمة نزحت إليها في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، حدثت الفاجعة. مقذوف حربي أطلقته طائرة حربية إسرائيلية بدون طيار أصاب الخيمة المجاورة مباشرة، عندما كان والدها وأشقائها وأعمامها وآخرون يدارون أجسادهم المنهكة تحت سقفها الهش.
عائلة الفتاة الجريحة التي تسكن في مخيم جباليا، شمالي القطاع، أجبرت كغيرها من السكان على النزوح إلى وسط وجنوبي القطاع الساحلي، ضمن مسلسل نزوح استمر أشهرًا طويلة بحثًا عن مناطق ادعى جيش الاحتلال أنها 'آمنة'!
لكن في زمن الحرب، لم يعد للأمان أي وجود في غزة. 'الاحتلال دمر منزل عائلتي وكل شيء في المخيم. لجأنا إلى النصيرات اعتقادًا أننا سنجد ملاذًا آمنًا، لكنها كانت أكذوبة كبيرة.' قالت آلاء لصحيفة 'فلسطين' بصوت مختنق.
في القصف نفسه الذي استهدف الخيمة، استشهد 8 أفراد من العائلة مرة واحدة، من بينهم والدها محمد سليمان (47 عامًا) وأعمامها وعدد من أبنائهم.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، إذ إن شظية حادة اخترقت جسدها وأصابت العمود الفقري، وأحدثت تلفًا في النخاع الشوكي، ما سبب لها شللاً نصفيًا جعلها غير قادرة على السير منذ يوم الإصابة.
في الجوار القريب، تقف ساجدة سليمان، ابنة عم آلاء، ترافقها على مدار الساعة في مستشفى الوفاء. تقول: 'هي لم تعد تتحدث كثيرًا، تقضي معظم وقتها صامتة تحدّق في السقف، أحيانًا تهمس باسم متسائلة بصوت خافت عن والديها وأشقائها الراحلين.'
فقدٌ وحرمانٌ
لم تكن إصابة آلاء هي الجرح الأول في حياتها، بل فصلاً جديدًا من سلسلة فواجع بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان. فقدت والدتها واثنين من أشقائها في حرب عام 2014، عندما استهدف الاحتلال منزل لجأت إليه العائلة في منطقة جباليا البلد بعدما أجبرت على ترك منزلها في مخيم جباليا.
في ذلك اليوم، 27 يوليو/ تموز 2014، كانت آلاء تبلغ 4 أعوام ونصف، وقد كبرت الطفلة الهادئة على غياب الأحبة، والدتها نهاد سليمان، في الثلاثينيات من عمرها، وابنيها براء (6 أعوام)، وحليمة (عامًا واحدًا).
تقول آلاء: 'لا أعي تفاصيل كثيرة عن حياتي معهم، لقد رحلوا مبكرًا وتركوني حتى بلا ذكريات.'
ثم جاءت حرب الإبادة لتكمل ما بدأته الأولى، فاستُشهد والدها الوحيد الذي كان السند المتبقي لها، تاركًا إياها تواجه مصيرها وحيدة في عالم يضيق بها أكثر كل يوم.
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، بالغارة الجوية نفسها أصابت جسد شقيقها براء (5 أعوام)، والذي سماه والده تيمنًا باسم نجله الذي قضى في حرب 2014، ورغم محاولات الأطباء لإنقاذ حياته من الشظايا التي اخترقت جسده وسببت له جروحًا خطرة مكث على إثرها في العناية المكثفة بمستشفى شهداء الأقصى أيامًا طويلة، إلا أنهم أعلنوا عن استشهاده يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
رحل براء ووري جثمانه تحت الثرى، دون أن تلقى آلاء نظرة الوداع.
حتى أن شقيقهما عبد المنعم (21 عامًا)، استشهد في قصف إسرائيلي يوم 18 مارس/ آذار 2025، وهو اليوم الذي شهد عدوانًا مكثفًا وخرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن، واستأنف جيش الاحتلال حربه الدموية حتى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار جديد، دخل حيز التنفيذ يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.
تقول: 'الحروب أسوأ كابوس عشته في حياتي. في 2014 فقدت والدتي واثنين من أشقائي، وفي حرب الإبادة استشهد والدي واثنين من أشقائي، لقد رحلوا جميعًا وتركوني وحيدة أصارع الحياة.'
في المستشفى، لا تملك آلاء سوى ابتسامة مريرة تلوّح بها لمن يزورها من الطاقم الطبي، فيما يملأ قلبها الأمل بأن تمنحها الجهات المختصة نموذجًا طبيًا أوليًا لإدخال بياناتها، للحصول على تحويلة للعلاج خارج قطاع غزة، حيث لم تحصل عليه منذ إصابتها، كما قالت.
وفي ظل عجز النظام الصحي المحاصر وغياب الدعم الإنساني الكافي، تبقى آلاء تنتظر من يمدّ لها يد العون، لعلها تنال فرصة علاج تعيد إليها القدرة على الحركة، أو على الأقل تمكنها من مغادرة سريرها نحو حياة أقل وجعًا.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في زاوية هادئة من مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي بمدينة غزة، يستلقي جسد الفتاة آلاء سليمان عنوةً بعدما خذلتها أطرافها السفلية عن السير مجددًا؛ إثر إصابتها بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية.
ترقد الفتاة الجريحة البالغة (16 عامًا)، شاحبة الملامح، صامتة كالجدار الذي يجاورها، وكأنّها تخشى أن يوقظ صوتها وجعًا جديدًا. هناك تمضي أيامها الطويلة بين جلسات العلاج وأفكار تتناوبها عن عائلتها التي غاب غالبية أفرادها في الحروب المتلاحقة على غزة.
كانت آلاء قبل حرب الإبادة التي بدأها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وامتدت سنتين، تملأ حياة عائلتها حبًا وأملاً، تحلم أن تكمل تعليمها وتصبح محامية، لكنّ صاروخًا إسرائيليًا واحدًا كان كفيلاً أن يقلب عالمها رأسًا على عقب.
حدث لا ينسى
في أحد أيام الحرب، وتحديدًا ظهر السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2025، وبينما كانت آلاء تجلس مع أفراد عائلتها في خيمة نزحت إليها في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، حدثت الفاجعة. مقذوف حربي أطلقته طائرة حربية إسرائيلية بدون طيار أصاب الخيمة المجاورة مباشرة، عندما كان والدها وأشقائها وأعمامها وآخرون يدارون أجسادهم المنهكة تحت سقفها الهش.
عائلة الفتاة الجريحة التي تسكن في مخيم جباليا، شمالي القطاع، أجبرت كغيرها من السكان على النزوح إلى وسط وجنوبي القطاع الساحلي، ضمن مسلسل نزوح استمر أشهرًا طويلة بحثًا عن مناطق ادعى جيش الاحتلال أنها 'آمنة'!
لكن في زمن الحرب، لم يعد للأمان أي وجود في غزة. 'الاحتلال دمر منزل عائلتي وكل شيء في المخيم. لجأنا إلى النصيرات اعتقادًا أننا سنجد ملاذًا آمنًا، لكنها كانت أكذوبة كبيرة.' قالت آلاء لصحيفة 'فلسطين' بصوت مختنق.
في القصف نفسه الذي استهدف الخيمة، استشهد 8 أفراد من العائلة مرة واحدة، من بينهم والدها محمد سليمان (47 عامًا) وأعمامها وعدد من أبنائهم.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، إذ إن شظية حادة اخترقت جسدها وأصابت العمود الفقري، وأحدثت تلفًا في النخاع الشوكي، ما سبب لها شللاً نصفيًا جعلها غير قادرة على السير منذ يوم الإصابة.
في الجوار القريب، تقف ساجدة سليمان، ابنة عم آلاء، ترافقها على مدار الساعة في مستشفى الوفاء. تقول: 'هي لم تعد تتحدث كثيرًا، تقضي معظم وقتها صامتة تحدّق في السقف، أحيانًا تهمس باسم متسائلة بصوت خافت عن والديها وأشقائها الراحلين.'
فقدٌ وحرمانٌ
لم تكن إصابة آلاء هي الجرح الأول في حياتها، بل فصلاً جديدًا من سلسلة فواجع بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان. فقدت والدتها واثنين من أشقائها في حرب عام 2014، عندما استهدف الاحتلال منزل لجأت إليه العائلة في منطقة جباليا البلد بعدما أجبرت على ترك منزلها في مخيم جباليا.
في ذلك اليوم، 27 يوليو/ تموز 2014، كانت آلاء تبلغ 4 أعوام ونصف، وقد كبرت الطفلة الهادئة على غياب الأحبة، والدتها نهاد سليمان، في الثلاثينيات من عمرها، وابنيها براء (6 أعوام)، وحليمة (عامًا واحدًا).
تقول آلاء: 'لا أعي تفاصيل كثيرة عن حياتي معهم، لقد رحلوا مبكرًا وتركوني حتى بلا ذكريات.'
ثم جاءت حرب الإبادة لتكمل ما بدأته الأولى، فاستُشهد والدها الوحيد الذي كان السند المتبقي لها، تاركًا إياها تواجه مصيرها وحيدة في عالم يضيق بها أكثر كل يوم.
المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، بالغارة الجوية نفسها أصابت جسد شقيقها براء (5 أعوام)، والذي سماه والده تيمنًا باسم نجله الذي قضى في حرب 2014، ورغم محاولات الأطباء لإنقاذ حياته من الشظايا التي اخترقت جسده وسببت له جروحًا خطرة مكث على إثرها في العناية المكثفة بمستشفى شهداء الأقصى أيامًا طويلة، إلا أنهم أعلنوا عن استشهاده يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025.
رحل براء ووري جثمانه تحت الثرى، دون أن تلقى آلاء نظرة الوداع.
حتى أن شقيقهما عبد المنعم (21 عامًا)، استشهد في قصف إسرائيلي يوم 18 مارس/ آذار 2025، وهو اليوم الذي شهد عدوانًا مكثفًا وخرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن، واستأنف جيش الاحتلال حربه الدموية حتى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار جديد، دخل حيز التنفيذ يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.
تقول: 'الحروب أسوأ كابوس عشته في حياتي. في 2014 فقدت والدتي واثنين من أشقائي، وفي حرب الإبادة استشهد والدي واثنين من أشقائي، لقد رحلوا جميعًا وتركوني وحيدة أصارع الحياة.'
في المستشفى، لا تملك آلاء سوى ابتسامة مريرة تلوّح بها لمن يزورها من الطاقم الطبي، فيما يملأ قلبها الأمل بأن تمنحها الجهات المختصة نموذجًا طبيًا أوليًا لإدخال بياناتها، للحصول على تحويلة للعلاج خارج قطاع غزة، حيث لم تحصل عليه منذ إصابتها، كما قالت.
وفي ظل عجز النظام الصحي المحاصر وغياب الدعم الإنساني الكافي، تبقى آلاء تنتظر من يمدّ لها يد العون، لعلها تنال فرصة علاج تعيد إليها القدرة على الحركة، أو على الأقل تمكنها من مغادرة سريرها نحو حياة أقل وجعًا.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات