أخبار اليوم - بعد سنتين من الحرب 'الإسرائيلية' على غزة، عاد الحرفي محمد عياش لورشته لبيع بعض ألواح الرخام للخطاطين والفنانين؛ تمهيدا لزخرفتها لتكون لاحقا 'شواهد' منصوبة على قبور الشهداء أو الموتى الذين رحلوا خلال العامين الماضيين.
بصعوبة بالغة استطاع عياش (45 عاما) إمداد خط كهرباء من أحد المولدات التجارية، لعدة دقائق لأجل تقطيع تلك الألواح الناجية أو المحطمة بسبب القصف الإسرائيلي، بعدما كانت تلك الألواح مخصصة لصناعة الديكورات الجميلة وتركيب المطابخ وغير ذلك.
يقول في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين' والغصة تملأ قلبه: 'قبل الحرب.. كانت صناعتنا مخصصة للحياة وجمالها، أما الآن فقد تحولت للمقابر والشهداء والأموات'.
والشاهد هو قطعة رخامية توضع فوق القبر للتعريف باسم الشهيد أو المتوفى وتاريخ الارتقاء، بعضها بآية قرآنية وبعضها دونها، حسب حجم القطعة – إن توافرت في غزة المدمرة – بعد حرب إسرائيلية منذ أكتوبر 2023-أكتوبر 2025 خلفت أزيد على 69 ألفا و483 شهيدا، في حين بلغ عدد الجرحى 170 ألفا و706.
داخل ورشته الصغيرة، يقوم الخطاط مهند الطهراوي في تنظيف ألواح الرخام التي حصل عليها من عدة أماكن، تمهيدا لتقطيعها لأحجام صغيرة للنقش عليها لتصبح لاحقا ممددة على أضرحة الشهداء والأموات.
بعد الحصول على قطع الألواح الرخامية بصعوبة بالغة من تلك الورش الصناعية أو المنازل المدمرة جزئيا، بحسب الطهراوي (33عاما)، تستغرق العملية عدة مراحل، أولاها إعداد الكتابة عبر برامج التصميم وطباعتها عبر آلة (cutter)، وثانيها إلصاق تلك الطباعة الورقية وتفريغها على القطعة الرخامية المحددة.
ولاحقا تبدأ عملية سكب مادة حارقة على قطعة الرخام حتى تتآكل الأماكن المفرغة من الملصق، تمهيدا لخطوات نهائية تسبق جهوزية الشاهد.
يقول الطهراوي لـ 'فلسطين أون لاين' إن هناك إقبال من أهالي الشهداء والأموات على صناعة شواهد القبور وتحديدا بعد دخول قرار وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي.
وبموجب الاتفاق، سمح جيش الاحتلال بدخول مواد غذائية وسلع تجارية أخرى ذات أثمان عالية ومنها تلك المادة الحارقة التي يستخدمها هؤلاء في إعداد الشواهد.
وليست المادة الحارقة وحدها أبرز الصعوبات أمام معدي شواهد القبور، إذ ارتفعت أسعار قطع الرخام من 70 – 150 شيقلا للقطع الصغيرة، وكذلك القطع المتوسطة 150-350 شيقلا.
شاهد كبير لقبر جماعي
ورغم قسوة الحياة هنا في غزة التي تعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة، ذهب الجد زكي القصاص (60 عاما) لصناعة شاهدا كبيرا لقبر جماعي دفن بداخله 7 من أفراد أسرته بعد مجزرة إسرائيلية بحق منزل العائلة.
يقول في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين': 'على أية حال، هناك قبر وشاهد لأبناء وزوجات وأحفاد ليكون شاهدا على جريمة إسرائيلية، ومزارا للعائلة'.
قبل الحرب 'الإسرائيلية'، بلغت عدد المقابر في غزة 62 مقبرة، منها 22 مقبرة مغلقة، و5 مقابر خاصة تتبع لعائلات كبيرة، ومقبرتان تتبعان لوزارة الأوقاف.
لكن المجازر 'الإسرائيلية' اليومية خلال العاميين الماضيين، دفعت المواطنين لدفن أبناءهم وأقاربهم في مقابر عشوائية وأخرى جماعية وفي الساحات والطرقات العامة أيضا، واضطرت الجهات الحكومية لدفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بعد تعذر التعرف على هوياتهم.
في المقابل، يأمل عدنان أحمد (35 عاما) بالعثور على جثمان شقيقه الأكبر إبراهيم الذي فقدت آثاره بداية الحرب.
يقول عدنان: 'أملنا في الحياة، أن نجد جثمانه أو بقاياه، ندفنه في قبر ونضع شاهدا عليه' ليكون مزارا لعائلتي وزوجته وأبنائه.
يضيف بحزن خلال حديثه لـ 'فلسطين أون لاين': 'لقد أصبح القبر والشاهد عليه .. أمنية في غزة!!'.
بحسب تقديرات وزارة الصحة في غزة فإن هناك نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض، ومن المحتمل أن يكون العدد الفعلي أعلى لأن هناك حالات استشهد فيها جميع أفراد الأسرة الواحدة.
في حين، قال المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا إن مأساة هؤلاء تمثل أحد أكثر الوجوه قسوة لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد سكان القطاع.
وبالنسبة إليه، فإن عدد المفقودين والمخفيين قسرا في القطاع يتراوح بين 8,000 و9,000 حالة، مشيرا إلى أن استمرار سيطرة الاحتلال على مناطق واسعة من غزة وصعوبة الوصول إلى المناطق المدمرة يحول دون التوثيق الكامل للحالات.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - بعد سنتين من الحرب 'الإسرائيلية' على غزة، عاد الحرفي محمد عياش لورشته لبيع بعض ألواح الرخام للخطاطين والفنانين؛ تمهيدا لزخرفتها لتكون لاحقا 'شواهد' منصوبة على قبور الشهداء أو الموتى الذين رحلوا خلال العامين الماضيين.
بصعوبة بالغة استطاع عياش (45 عاما) إمداد خط كهرباء من أحد المولدات التجارية، لعدة دقائق لأجل تقطيع تلك الألواح الناجية أو المحطمة بسبب القصف الإسرائيلي، بعدما كانت تلك الألواح مخصصة لصناعة الديكورات الجميلة وتركيب المطابخ وغير ذلك.
يقول في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين' والغصة تملأ قلبه: 'قبل الحرب.. كانت صناعتنا مخصصة للحياة وجمالها، أما الآن فقد تحولت للمقابر والشهداء والأموات'.
والشاهد هو قطعة رخامية توضع فوق القبر للتعريف باسم الشهيد أو المتوفى وتاريخ الارتقاء، بعضها بآية قرآنية وبعضها دونها، حسب حجم القطعة – إن توافرت في غزة المدمرة – بعد حرب إسرائيلية منذ أكتوبر 2023-أكتوبر 2025 خلفت أزيد على 69 ألفا و483 شهيدا، في حين بلغ عدد الجرحى 170 ألفا و706.
داخل ورشته الصغيرة، يقوم الخطاط مهند الطهراوي في تنظيف ألواح الرخام التي حصل عليها من عدة أماكن، تمهيدا لتقطيعها لأحجام صغيرة للنقش عليها لتصبح لاحقا ممددة على أضرحة الشهداء والأموات.
بعد الحصول على قطع الألواح الرخامية بصعوبة بالغة من تلك الورش الصناعية أو المنازل المدمرة جزئيا، بحسب الطهراوي (33عاما)، تستغرق العملية عدة مراحل، أولاها إعداد الكتابة عبر برامج التصميم وطباعتها عبر آلة (cutter)، وثانيها إلصاق تلك الطباعة الورقية وتفريغها على القطعة الرخامية المحددة.
ولاحقا تبدأ عملية سكب مادة حارقة على قطعة الرخام حتى تتآكل الأماكن المفرغة من الملصق، تمهيدا لخطوات نهائية تسبق جهوزية الشاهد.
يقول الطهراوي لـ 'فلسطين أون لاين' إن هناك إقبال من أهالي الشهداء والأموات على صناعة شواهد القبور وتحديدا بعد دخول قرار وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي.
وبموجب الاتفاق، سمح جيش الاحتلال بدخول مواد غذائية وسلع تجارية أخرى ذات أثمان عالية ومنها تلك المادة الحارقة التي يستخدمها هؤلاء في إعداد الشواهد.
وليست المادة الحارقة وحدها أبرز الصعوبات أمام معدي شواهد القبور، إذ ارتفعت أسعار قطع الرخام من 70 – 150 شيقلا للقطع الصغيرة، وكذلك القطع المتوسطة 150-350 شيقلا.
شاهد كبير لقبر جماعي
ورغم قسوة الحياة هنا في غزة التي تعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة، ذهب الجد زكي القصاص (60 عاما) لصناعة شاهدا كبيرا لقبر جماعي دفن بداخله 7 من أفراد أسرته بعد مجزرة إسرائيلية بحق منزل العائلة.
يقول في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين': 'على أية حال، هناك قبر وشاهد لأبناء وزوجات وأحفاد ليكون شاهدا على جريمة إسرائيلية، ومزارا للعائلة'.
قبل الحرب 'الإسرائيلية'، بلغت عدد المقابر في غزة 62 مقبرة، منها 22 مقبرة مغلقة، و5 مقابر خاصة تتبع لعائلات كبيرة، ومقبرتان تتبعان لوزارة الأوقاف.
لكن المجازر 'الإسرائيلية' اليومية خلال العاميين الماضيين، دفعت المواطنين لدفن أبناءهم وأقاربهم في مقابر عشوائية وأخرى جماعية وفي الساحات والطرقات العامة أيضا، واضطرت الجهات الحكومية لدفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بعد تعذر التعرف على هوياتهم.
في المقابل، يأمل عدنان أحمد (35 عاما) بالعثور على جثمان شقيقه الأكبر إبراهيم الذي فقدت آثاره بداية الحرب.
يقول عدنان: 'أملنا في الحياة، أن نجد جثمانه أو بقاياه، ندفنه في قبر ونضع شاهدا عليه' ليكون مزارا لعائلتي وزوجته وأبنائه.
يضيف بحزن خلال حديثه لـ 'فلسطين أون لاين': 'لقد أصبح القبر والشاهد عليه .. أمنية في غزة!!'.
بحسب تقديرات وزارة الصحة في غزة فإن هناك نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض، ومن المحتمل أن يكون العدد الفعلي أعلى لأن هناك حالات استشهد فيها جميع أفراد الأسرة الواحدة.
في حين، قال المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا إن مأساة هؤلاء تمثل أحد أكثر الوجوه قسوة لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد سكان القطاع.
وبالنسبة إليه، فإن عدد المفقودين والمخفيين قسرا في القطاع يتراوح بين 8,000 و9,000 حالة، مشيرا إلى أن استمرار سيطرة الاحتلال على مناطق واسعة من غزة وصعوبة الوصول إلى المناطق المدمرة يحول دون التوثيق الكامل للحالات.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - بعد سنتين من الحرب 'الإسرائيلية' على غزة، عاد الحرفي محمد عياش لورشته لبيع بعض ألواح الرخام للخطاطين والفنانين؛ تمهيدا لزخرفتها لتكون لاحقا 'شواهد' منصوبة على قبور الشهداء أو الموتى الذين رحلوا خلال العامين الماضيين.
بصعوبة بالغة استطاع عياش (45 عاما) إمداد خط كهرباء من أحد المولدات التجارية، لعدة دقائق لأجل تقطيع تلك الألواح الناجية أو المحطمة بسبب القصف الإسرائيلي، بعدما كانت تلك الألواح مخصصة لصناعة الديكورات الجميلة وتركيب المطابخ وغير ذلك.
يقول في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين' والغصة تملأ قلبه: 'قبل الحرب.. كانت صناعتنا مخصصة للحياة وجمالها، أما الآن فقد تحولت للمقابر والشهداء والأموات'.
والشاهد هو قطعة رخامية توضع فوق القبر للتعريف باسم الشهيد أو المتوفى وتاريخ الارتقاء، بعضها بآية قرآنية وبعضها دونها، حسب حجم القطعة – إن توافرت في غزة المدمرة – بعد حرب إسرائيلية منذ أكتوبر 2023-أكتوبر 2025 خلفت أزيد على 69 ألفا و483 شهيدا، في حين بلغ عدد الجرحى 170 ألفا و706.
داخل ورشته الصغيرة، يقوم الخطاط مهند الطهراوي في تنظيف ألواح الرخام التي حصل عليها من عدة أماكن، تمهيدا لتقطيعها لأحجام صغيرة للنقش عليها لتصبح لاحقا ممددة على أضرحة الشهداء والأموات.
بعد الحصول على قطع الألواح الرخامية بصعوبة بالغة من تلك الورش الصناعية أو المنازل المدمرة جزئيا، بحسب الطهراوي (33عاما)، تستغرق العملية عدة مراحل، أولاها إعداد الكتابة عبر برامج التصميم وطباعتها عبر آلة (cutter)، وثانيها إلصاق تلك الطباعة الورقية وتفريغها على القطعة الرخامية المحددة.
ولاحقا تبدأ عملية سكب مادة حارقة على قطعة الرخام حتى تتآكل الأماكن المفرغة من الملصق، تمهيدا لخطوات نهائية تسبق جهوزية الشاهد.
يقول الطهراوي لـ 'فلسطين أون لاين' إن هناك إقبال من أهالي الشهداء والأموات على صناعة شواهد القبور وتحديدا بعد دخول قرار وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي.
وبموجب الاتفاق، سمح جيش الاحتلال بدخول مواد غذائية وسلع تجارية أخرى ذات أثمان عالية ومنها تلك المادة الحارقة التي يستخدمها هؤلاء في إعداد الشواهد.
وليست المادة الحارقة وحدها أبرز الصعوبات أمام معدي شواهد القبور، إذ ارتفعت أسعار قطع الرخام من 70 – 150 شيقلا للقطع الصغيرة، وكذلك القطع المتوسطة 150-350 شيقلا.
شاهد كبير لقبر جماعي
ورغم قسوة الحياة هنا في غزة التي تعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة، ذهب الجد زكي القصاص (60 عاما) لصناعة شاهدا كبيرا لقبر جماعي دفن بداخله 7 من أفراد أسرته بعد مجزرة إسرائيلية بحق منزل العائلة.
يقول في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين': 'على أية حال، هناك قبر وشاهد لأبناء وزوجات وأحفاد ليكون شاهدا على جريمة إسرائيلية، ومزارا للعائلة'.
قبل الحرب 'الإسرائيلية'، بلغت عدد المقابر في غزة 62 مقبرة، منها 22 مقبرة مغلقة، و5 مقابر خاصة تتبع لعائلات كبيرة، ومقبرتان تتبعان لوزارة الأوقاف.
لكن المجازر 'الإسرائيلية' اليومية خلال العاميين الماضيين، دفعت المواطنين لدفن أبناءهم وأقاربهم في مقابر عشوائية وأخرى جماعية وفي الساحات والطرقات العامة أيضا، واضطرت الجهات الحكومية لدفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بعد تعذر التعرف على هوياتهم.
في المقابل، يأمل عدنان أحمد (35 عاما) بالعثور على جثمان شقيقه الأكبر إبراهيم الذي فقدت آثاره بداية الحرب.
يقول عدنان: 'أملنا في الحياة، أن نجد جثمانه أو بقاياه، ندفنه في قبر ونضع شاهدا عليه' ليكون مزارا لعائلتي وزوجته وأبنائه.
يضيف بحزن خلال حديثه لـ 'فلسطين أون لاين': 'لقد أصبح القبر والشاهد عليه .. أمنية في غزة!!'.
بحسب تقديرات وزارة الصحة في غزة فإن هناك نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض، ومن المحتمل أن يكون العدد الفعلي أعلى لأن هناك حالات استشهد فيها جميع أفراد الأسرة الواحدة.
في حين، قال المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا إن مأساة هؤلاء تمثل أحد أكثر الوجوه قسوة لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد سكان القطاع.
وبالنسبة إليه، فإن عدد المفقودين والمخفيين قسرا في القطاع يتراوح بين 8,000 و9,000 حالة، مشيرا إلى أن استمرار سيطرة الاحتلال على مناطق واسعة من غزة وصعوبة الوصول إلى المناطق المدمرة يحول دون التوثيق الكامل للحالات.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات