أخبار اليوم - مع أول خيط ضوء يتسلل من بين ركام البيوت المدمرة، يبدأ مشهد يومي يتكرر بلا توقف في شوارع غزة، أطفال صغار يسيرون حفاة أو بأحذية مهترئة، يحملون جالونات بلاستيكية أكبر من أجسادهم النحيلة، يتمايلون تحت ثقلها في رحلة بحث لا تنتهي عن كوب ماء نظيف.
وتمتد طوابير طويلة أمام نقاط قليلة توفر المياه، حيث يجلس الأطفال على الأرض المتربة، ينتظرون دورهم بعيون مُتعبة، وقد تحولت طفولتهم إلى واجب بقاء قاسٍ لم يعرفه أي طفل في العالم.
وسط هذا المشهد، يقف الياس موسى، ذو التسعة أعوام، إلى جانب شقيقته الصغيرة سالي، في طابور يطول كل يوم.
وينظر إلياس، إلى جالون الماء الأصفر بين يديه ويتنهد، بينما يتمايل بجسده من الإرهاق والضجر، فبدلاً من حمل حقيبته المدرسية والتوجه إلى صفه كما كان يفعل ذات يوم، أصبح همه اليومي هو تعبئة الماء لعائلته، بعد أن فقدوا مصدر المياه الواصل لمنزلهم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، إثر تدمير الاحتلال الإسرائيلي لشبكات المياه والصرف الصحي بشكل ممنهج خلال الحرب المدمرة على قطاع غزة والتي بدأها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مهمة شاقة
ويقول خضر، وهو طفل في التاسعة أيضاً من عمره لصحيفة 'فلسطين': إنه ينطلق مع شقيقته كل صباح لتعبئة قربتين من المياه لكل واحد منهما، في رحلة تتكرر مرات عديدة خلال اليوم.
ويستيقظ هؤلاء الأطفال على صوت العطش، وينامون على هاجس الماء الذي لا يكفي، بينما استبدلوا دفاترهم وأقلامهم بجالونات بلاستيكية ثقيلة.
ويعيش آلاف الأطفال في قطاع غزة، المأساة نفسها التي يعيشها 'الياس وسالي وخضر'، فبعد أن كانوا يجلسون على مقاعد الدراسة، وجدوا أنفسهم أمام مسؤوليات تفوق أعمارهم، بعد أن دمرت الحرب البنية التحتية للتعليم، وقُصفت المدارس التي لم تنج حتى حين تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين.
وللعام الثالث على التوالي، حرمت الحرب على القطاع، أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم، إضافة إلى 58 ألف طفل كان يفترض أن يبدأوا الصف الأول هذا العام.
وفقد هؤلاء الأطفال مدارسهم ومعلميهم وأصدقاءهم، ولم يبق لهم سوى طوابير المياه وطوابير الخبز.
ملاجئ مكتظة
وتقول سالي، لصحيفة 'فلسطين' وهي تحمل قارورتي ماء بيدين ترتجفان من التعب: 'اشتقت لمدرستي، لأقلامي، لحقيبتى ولأصدقائي الذين لا أعرف أين هم وما مصيرهم'.
وتضيف: 'أنا وأخي مسؤولان عن جلب الماء والحطب للطهي، لم أعد أعرف كيف أمسك القلم وما الذي تعلمته خلال السنوات الماضي'.
وقد تحولت مدارس الأونروا في قطاع غزة، وعددها نحو 200، إلى ملاجئ مكتظة، وتعرض 70% منها للقصف، وبعضها مدمر بالكامل، أما المدارس الحكومية البالغ عددها 307، فقد دُمر 90% من مبانيها بشكل كلي أو جزئي.
وفي ظل هذا الخراب، أعلنت وزارة التربية والتعليم بدء العام الدراسي 2025–2026 من يوم الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، بنظام التعليم الإلكتروني، عبر 'مدارس افتراضية' تبدأ الدروس فيها في الثالثة عصراً، في محاولة لتعويض جزء من الخسارة، رغم انقطاع الكهرباء وفقدان آلاف العائلات لأجهزتها الإلكترونية.
استهداف التعليم
أما محمد عليان، طفل من الصفطاوي، فيحمل هو الآخر جالونين كبيرين من الماء، ويقول لصحيفة 'فلسطين': إنه نسي معظم ما تعلمه في السنوات الماضية، إذ انشغل منذ بدء الحرب بجمع الحطب تارة، وتعبئة المياه تارة أخرى.
ويتوقف عليان قليلاً، يمسح عرقه بكم قميصه، ثم يقول: 'الاحتلال دمر المدارس ودمر شبكات المياه، لذلك أحمل الجالونات وأسير كيلومترات لأجل الماء، كنت أريد أن أكون مهندسًا، الآن لا أعرف إن كنت سأعود للدراسة أصلاً'.
ويطالب عليان، ورفاقه العالم بالنظر إلى معاناتهم بعين الرحمة، والعمل على إعادة إعمار المدارس وشبكات المياه، متسائلين: 'ما ذنبنا لنكون ضحايا؟، لماذا يُستهدف الأطفال وهم ينتظرون تعبئة الماء؟'.
و يكرر الأطفال لصحيفة 'فلسطين' وهم ينتظرون دورهم لتعبئة جالونات المياه، السؤال نفسه الذي لا يجدون له إجابة: 'لماذا دُمِّرت طفولتنا؟'.
وتزداد المأساة حدة مع النقص الحاد في مياه الشرب، حيث يضطر السكان في كثير من الأحيان لاستخدام المياه المالحة في الغسيل والاستحمام والتنظيف، مما يعرضهم لمشكلات صحية خطيرة، خاصة الأطفال.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 25,000 طفل بين شهيد وجريح، بينهم 10,000 طالب مدرسي فقدوا حياتهم أو أصيبوا، وتدمرت أجيال كاملة أحلامها ومستقبلها، واستبدلت الكتب المدرسية بصفوف من المياه الملوثة، وأروقة المدارس بطوابير انتظار تحت الشمس الحارقة.
ولم يعد لدى الأطفال وقت للتعليم أو اللعب؛ فقد أصبحت تعبئة الماء مهارة يومية يتقنونها أفضل مما يتقنون الكتابة، وأصبحوا أعمدة بقاء لعائلاتهم، بدل أن يكونوا تلاميذ ينتظرون أجراس المدارس.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - مع أول خيط ضوء يتسلل من بين ركام البيوت المدمرة، يبدأ مشهد يومي يتكرر بلا توقف في شوارع غزة، أطفال صغار يسيرون حفاة أو بأحذية مهترئة، يحملون جالونات بلاستيكية أكبر من أجسادهم النحيلة، يتمايلون تحت ثقلها في رحلة بحث لا تنتهي عن كوب ماء نظيف.
وتمتد طوابير طويلة أمام نقاط قليلة توفر المياه، حيث يجلس الأطفال على الأرض المتربة، ينتظرون دورهم بعيون مُتعبة، وقد تحولت طفولتهم إلى واجب بقاء قاسٍ لم يعرفه أي طفل في العالم.
وسط هذا المشهد، يقف الياس موسى، ذو التسعة أعوام، إلى جانب شقيقته الصغيرة سالي، في طابور يطول كل يوم.
وينظر إلياس، إلى جالون الماء الأصفر بين يديه ويتنهد، بينما يتمايل بجسده من الإرهاق والضجر، فبدلاً من حمل حقيبته المدرسية والتوجه إلى صفه كما كان يفعل ذات يوم، أصبح همه اليومي هو تعبئة الماء لعائلته، بعد أن فقدوا مصدر المياه الواصل لمنزلهم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، إثر تدمير الاحتلال الإسرائيلي لشبكات المياه والصرف الصحي بشكل ممنهج خلال الحرب المدمرة على قطاع غزة والتي بدأها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مهمة شاقة
ويقول خضر، وهو طفل في التاسعة أيضاً من عمره لصحيفة 'فلسطين': إنه ينطلق مع شقيقته كل صباح لتعبئة قربتين من المياه لكل واحد منهما، في رحلة تتكرر مرات عديدة خلال اليوم.
ويستيقظ هؤلاء الأطفال على صوت العطش، وينامون على هاجس الماء الذي لا يكفي، بينما استبدلوا دفاترهم وأقلامهم بجالونات بلاستيكية ثقيلة.
ويعيش آلاف الأطفال في قطاع غزة، المأساة نفسها التي يعيشها 'الياس وسالي وخضر'، فبعد أن كانوا يجلسون على مقاعد الدراسة، وجدوا أنفسهم أمام مسؤوليات تفوق أعمارهم، بعد أن دمرت الحرب البنية التحتية للتعليم، وقُصفت المدارس التي لم تنج حتى حين تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين.
وللعام الثالث على التوالي، حرمت الحرب على القطاع، أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم، إضافة إلى 58 ألف طفل كان يفترض أن يبدأوا الصف الأول هذا العام.
وفقد هؤلاء الأطفال مدارسهم ومعلميهم وأصدقاءهم، ولم يبق لهم سوى طوابير المياه وطوابير الخبز.
ملاجئ مكتظة
وتقول سالي، لصحيفة 'فلسطين' وهي تحمل قارورتي ماء بيدين ترتجفان من التعب: 'اشتقت لمدرستي، لأقلامي، لحقيبتى ولأصدقائي الذين لا أعرف أين هم وما مصيرهم'.
وتضيف: 'أنا وأخي مسؤولان عن جلب الماء والحطب للطهي، لم أعد أعرف كيف أمسك القلم وما الذي تعلمته خلال السنوات الماضي'.
وقد تحولت مدارس الأونروا في قطاع غزة، وعددها نحو 200، إلى ملاجئ مكتظة، وتعرض 70% منها للقصف، وبعضها مدمر بالكامل، أما المدارس الحكومية البالغ عددها 307، فقد دُمر 90% من مبانيها بشكل كلي أو جزئي.
وفي ظل هذا الخراب، أعلنت وزارة التربية والتعليم بدء العام الدراسي 2025–2026 من يوم الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، بنظام التعليم الإلكتروني، عبر 'مدارس افتراضية' تبدأ الدروس فيها في الثالثة عصراً، في محاولة لتعويض جزء من الخسارة، رغم انقطاع الكهرباء وفقدان آلاف العائلات لأجهزتها الإلكترونية.
استهداف التعليم
أما محمد عليان، طفل من الصفطاوي، فيحمل هو الآخر جالونين كبيرين من الماء، ويقول لصحيفة 'فلسطين': إنه نسي معظم ما تعلمه في السنوات الماضية، إذ انشغل منذ بدء الحرب بجمع الحطب تارة، وتعبئة المياه تارة أخرى.
ويتوقف عليان قليلاً، يمسح عرقه بكم قميصه، ثم يقول: 'الاحتلال دمر المدارس ودمر شبكات المياه، لذلك أحمل الجالونات وأسير كيلومترات لأجل الماء، كنت أريد أن أكون مهندسًا، الآن لا أعرف إن كنت سأعود للدراسة أصلاً'.
ويطالب عليان، ورفاقه العالم بالنظر إلى معاناتهم بعين الرحمة، والعمل على إعادة إعمار المدارس وشبكات المياه، متسائلين: 'ما ذنبنا لنكون ضحايا؟، لماذا يُستهدف الأطفال وهم ينتظرون تعبئة الماء؟'.
و يكرر الأطفال لصحيفة 'فلسطين' وهم ينتظرون دورهم لتعبئة جالونات المياه، السؤال نفسه الذي لا يجدون له إجابة: 'لماذا دُمِّرت طفولتنا؟'.
وتزداد المأساة حدة مع النقص الحاد في مياه الشرب، حيث يضطر السكان في كثير من الأحيان لاستخدام المياه المالحة في الغسيل والاستحمام والتنظيف، مما يعرضهم لمشكلات صحية خطيرة، خاصة الأطفال.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 25,000 طفل بين شهيد وجريح، بينهم 10,000 طالب مدرسي فقدوا حياتهم أو أصيبوا، وتدمرت أجيال كاملة أحلامها ومستقبلها، واستبدلت الكتب المدرسية بصفوف من المياه الملوثة، وأروقة المدارس بطوابير انتظار تحت الشمس الحارقة.
ولم يعد لدى الأطفال وقت للتعليم أو اللعب؛ فقد أصبحت تعبئة الماء مهارة يومية يتقنونها أفضل مما يتقنون الكتابة، وأصبحوا أعمدة بقاء لعائلاتهم، بدل أن يكونوا تلاميذ ينتظرون أجراس المدارس.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - مع أول خيط ضوء يتسلل من بين ركام البيوت المدمرة، يبدأ مشهد يومي يتكرر بلا توقف في شوارع غزة، أطفال صغار يسيرون حفاة أو بأحذية مهترئة، يحملون جالونات بلاستيكية أكبر من أجسادهم النحيلة، يتمايلون تحت ثقلها في رحلة بحث لا تنتهي عن كوب ماء نظيف.
وتمتد طوابير طويلة أمام نقاط قليلة توفر المياه، حيث يجلس الأطفال على الأرض المتربة، ينتظرون دورهم بعيون مُتعبة، وقد تحولت طفولتهم إلى واجب بقاء قاسٍ لم يعرفه أي طفل في العالم.
وسط هذا المشهد، يقف الياس موسى، ذو التسعة أعوام، إلى جانب شقيقته الصغيرة سالي، في طابور يطول كل يوم.
وينظر إلياس، إلى جالون الماء الأصفر بين يديه ويتنهد، بينما يتمايل بجسده من الإرهاق والضجر، فبدلاً من حمل حقيبته المدرسية والتوجه إلى صفه كما كان يفعل ذات يوم، أصبح همه اليومي هو تعبئة الماء لعائلته، بعد أن فقدوا مصدر المياه الواصل لمنزلهم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، إثر تدمير الاحتلال الإسرائيلي لشبكات المياه والصرف الصحي بشكل ممنهج خلال الحرب المدمرة على قطاع غزة والتي بدأها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مهمة شاقة
ويقول خضر، وهو طفل في التاسعة أيضاً من عمره لصحيفة 'فلسطين': إنه ينطلق مع شقيقته كل صباح لتعبئة قربتين من المياه لكل واحد منهما، في رحلة تتكرر مرات عديدة خلال اليوم.
ويستيقظ هؤلاء الأطفال على صوت العطش، وينامون على هاجس الماء الذي لا يكفي، بينما استبدلوا دفاترهم وأقلامهم بجالونات بلاستيكية ثقيلة.
ويعيش آلاف الأطفال في قطاع غزة، المأساة نفسها التي يعيشها 'الياس وسالي وخضر'، فبعد أن كانوا يجلسون على مقاعد الدراسة، وجدوا أنفسهم أمام مسؤوليات تفوق أعمارهم، بعد أن دمرت الحرب البنية التحتية للتعليم، وقُصفت المدارس التي لم تنج حتى حين تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين.
وللعام الثالث على التوالي، حرمت الحرب على القطاع، أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم، إضافة إلى 58 ألف طفل كان يفترض أن يبدأوا الصف الأول هذا العام.
وفقد هؤلاء الأطفال مدارسهم ومعلميهم وأصدقاءهم، ولم يبق لهم سوى طوابير المياه وطوابير الخبز.
ملاجئ مكتظة
وتقول سالي، لصحيفة 'فلسطين' وهي تحمل قارورتي ماء بيدين ترتجفان من التعب: 'اشتقت لمدرستي، لأقلامي، لحقيبتى ولأصدقائي الذين لا أعرف أين هم وما مصيرهم'.
وتضيف: 'أنا وأخي مسؤولان عن جلب الماء والحطب للطهي، لم أعد أعرف كيف أمسك القلم وما الذي تعلمته خلال السنوات الماضي'.
وقد تحولت مدارس الأونروا في قطاع غزة، وعددها نحو 200، إلى ملاجئ مكتظة، وتعرض 70% منها للقصف، وبعضها مدمر بالكامل، أما المدارس الحكومية البالغ عددها 307، فقد دُمر 90% من مبانيها بشكل كلي أو جزئي.
وفي ظل هذا الخراب، أعلنت وزارة التربية والتعليم بدء العام الدراسي 2025–2026 من يوم الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، بنظام التعليم الإلكتروني، عبر 'مدارس افتراضية' تبدأ الدروس فيها في الثالثة عصراً، في محاولة لتعويض جزء من الخسارة، رغم انقطاع الكهرباء وفقدان آلاف العائلات لأجهزتها الإلكترونية.
استهداف التعليم
أما محمد عليان، طفل من الصفطاوي، فيحمل هو الآخر جالونين كبيرين من الماء، ويقول لصحيفة 'فلسطين': إنه نسي معظم ما تعلمه في السنوات الماضية، إذ انشغل منذ بدء الحرب بجمع الحطب تارة، وتعبئة المياه تارة أخرى.
ويتوقف عليان قليلاً، يمسح عرقه بكم قميصه، ثم يقول: 'الاحتلال دمر المدارس ودمر شبكات المياه، لذلك أحمل الجالونات وأسير كيلومترات لأجل الماء، كنت أريد أن أكون مهندسًا، الآن لا أعرف إن كنت سأعود للدراسة أصلاً'.
ويطالب عليان، ورفاقه العالم بالنظر إلى معاناتهم بعين الرحمة، والعمل على إعادة إعمار المدارس وشبكات المياه، متسائلين: 'ما ذنبنا لنكون ضحايا؟، لماذا يُستهدف الأطفال وهم ينتظرون تعبئة الماء؟'.
و يكرر الأطفال لصحيفة 'فلسطين' وهم ينتظرون دورهم لتعبئة جالونات المياه، السؤال نفسه الذي لا يجدون له إجابة: 'لماذا دُمِّرت طفولتنا؟'.
وتزداد المأساة حدة مع النقص الحاد في مياه الشرب، حيث يضطر السكان في كثير من الأحيان لاستخدام المياه المالحة في الغسيل والاستحمام والتنظيف، مما يعرضهم لمشكلات صحية خطيرة، خاصة الأطفال.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 25,000 طفل بين شهيد وجريح، بينهم 10,000 طالب مدرسي فقدوا حياتهم أو أصيبوا، وتدمرت أجيال كاملة أحلامها ومستقبلها، واستبدلت الكتب المدرسية بصفوف من المياه الملوثة، وأروقة المدارس بطوابير انتظار تحت الشمس الحارقة.
ولم يعد لدى الأطفال وقت للتعليم أو اللعب؛ فقد أصبحت تعبئة الماء مهارة يومية يتقنونها أفضل مما يتقنون الكتابة، وأصبحوا أعمدة بقاء لعائلاتهم، بدل أن يكونوا تلاميذ ينتظرون أجراس المدارس.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات