أخبار اليوم - على أطراف ركام منزلٍ مدمّر في حي الأمل غربي مدينة خان يونس، تقف الشابة هدى أبو هلال كأنها تحرس ذاكرة المكان. تحدّق طويلاً في أكوام الإسمنت والحديد التي كانت يوماً بيتاً يضمّ عائلتها، منتظرة لحظة قد تعيد إليها شيئاً من الطمأنينة المفقودة منذ أربعة أشهر، حين فُقد والداها وشقيقاتها الثلاث تحت الأنقاض في إثر قصف إسرائيلي غاشم استهدف المنزل، ولا تزال جثامينهم مفقودة حتى اليوم.
تستعيد هدى تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل القصف كأنها حدثت بالأمس، وتشير إلى أنها كانت برفقة عائلتها داخل المنزل، تجلس إلى جانب الأب والأم والشقيقات الثلاث، قبل أن تنزل إلى الطابق السفلي لجلب غرضٍ بسيط.
في تلك اللحظة الفاصلة دوّى الانفجار، وتحول البيت إلى كومة من الركام باستثناء جزء من الطابق السفلي كانت تتواجد فيه لحظة القصف، فيما غابت العائلة بالكامل، وبقيت هي شاهدة وحيدة على الفقد.
تقول هدى لـ 'فلسطين أون لاين' إنها منذ ذلك اليوم، تعيش انتظاراً قاسياً لا يقل ألماً عن الخبر نفسه، وأن صورة والديها وشقيقاتها لا تغيب عن ذهنها لحظة واحدة، مشيرة إلى أنها تتردد باستمرار على ما كان منزلاً وتشعر بغصة كبيرة وهي تستعيد ذكرياتها معهم، فيما لا تزال جثامينهم تحت الركام.
وبعيون دامعة تشير هدى إلى أن شعور الألم يكون مضاعفاً بالنسبة لها، كون جثامين أحبائها لم تحظى بدفن يليق بإنسانيتهم، وتمنّى النفس بنجاح مساعي طواقم الدفاع المدني بالوصول إليهم رغم صعوبة المهمة نظراً لضعف الإمكانات وعدم توفر المعدات اللازمة.
تتابع هدى بين الحين والآخر تحركات طواقم الدفاع المدني وهي تنفذ عمليات بحث محدودة في المكان، وسط مخاوف من انهيار ما تبقى من المبنى.
بصيص أمل
قرب موقع منزل عائلة هدى، ظل بيت عائلة أبو هدروس شاهداً على مأساة أخرى، حيث بقيت جثامين أربعة أطفال تحت الركام لما يقارب عاماً ونصف العام، قبل أن تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالهم أخيراً.
في ذلك المكان، مُسحت العائلة بالكامل من السجل المدني، بعدما كان جثمانا الوالدين قد انتشلا في وقت سابق، فيما ظل الأطفال تحت الأنقاض حتى تمكنت طواقم الدفاع المدني من إزالة أكوام الركام وانتشال الجثامين.
هذا النجاح في الوصول إلى جثامين الأطفال الأربعة منح هدى بصيص أمل بتكرار نفس السيناريو مع والديها وشقيقاتها الثلاث، وتقول في هذا الصدد إن دفنهم بطريقة تليق بهم قد يطوي صفحة صغيرة من الألم، لكن شعر الحزن والفقد لن يغادرها أبداً مهما طال الزمن.
وتشكّل قضية المفقودين تحت أكوام الركام والمنازل المدمرة في غزة، إحدى أكثر الملفات ألماً ووجعاً في غزة، مع استمرار تعثر جهود انتشالهم بسبب نقص الإمكانات، ورفض الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض.
ويتجاوز عدد المفقودين جراء حرب الإبادة على غزة 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثثهم تحت الأنقاض، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - على أطراف ركام منزلٍ مدمّر في حي الأمل غربي مدينة خان يونس، تقف الشابة هدى أبو هلال كأنها تحرس ذاكرة المكان. تحدّق طويلاً في أكوام الإسمنت والحديد التي كانت يوماً بيتاً يضمّ عائلتها، منتظرة لحظة قد تعيد إليها شيئاً من الطمأنينة المفقودة منذ أربعة أشهر، حين فُقد والداها وشقيقاتها الثلاث تحت الأنقاض في إثر قصف إسرائيلي غاشم استهدف المنزل، ولا تزال جثامينهم مفقودة حتى اليوم.
تستعيد هدى تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل القصف كأنها حدثت بالأمس، وتشير إلى أنها كانت برفقة عائلتها داخل المنزل، تجلس إلى جانب الأب والأم والشقيقات الثلاث، قبل أن تنزل إلى الطابق السفلي لجلب غرضٍ بسيط.
في تلك اللحظة الفاصلة دوّى الانفجار، وتحول البيت إلى كومة من الركام باستثناء جزء من الطابق السفلي كانت تتواجد فيه لحظة القصف، فيما غابت العائلة بالكامل، وبقيت هي شاهدة وحيدة على الفقد.
تقول هدى لـ 'فلسطين أون لاين' إنها منذ ذلك اليوم، تعيش انتظاراً قاسياً لا يقل ألماً عن الخبر نفسه، وأن صورة والديها وشقيقاتها لا تغيب عن ذهنها لحظة واحدة، مشيرة إلى أنها تتردد باستمرار على ما كان منزلاً وتشعر بغصة كبيرة وهي تستعيد ذكرياتها معهم، فيما لا تزال جثامينهم تحت الركام.
وبعيون دامعة تشير هدى إلى أن شعور الألم يكون مضاعفاً بالنسبة لها، كون جثامين أحبائها لم تحظى بدفن يليق بإنسانيتهم، وتمنّى النفس بنجاح مساعي طواقم الدفاع المدني بالوصول إليهم رغم صعوبة المهمة نظراً لضعف الإمكانات وعدم توفر المعدات اللازمة.
تتابع هدى بين الحين والآخر تحركات طواقم الدفاع المدني وهي تنفذ عمليات بحث محدودة في المكان، وسط مخاوف من انهيار ما تبقى من المبنى.
بصيص أمل
قرب موقع منزل عائلة هدى، ظل بيت عائلة أبو هدروس شاهداً على مأساة أخرى، حيث بقيت جثامين أربعة أطفال تحت الركام لما يقارب عاماً ونصف العام، قبل أن تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالهم أخيراً.
في ذلك المكان، مُسحت العائلة بالكامل من السجل المدني، بعدما كان جثمانا الوالدين قد انتشلا في وقت سابق، فيما ظل الأطفال تحت الأنقاض حتى تمكنت طواقم الدفاع المدني من إزالة أكوام الركام وانتشال الجثامين.
هذا النجاح في الوصول إلى جثامين الأطفال الأربعة منح هدى بصيص أمل بتكرار نفس السيناريو مع والديها وشقيقاتها الثلاث، وتقول في هذا الصدد إن دفنهم بطريقة تليق بهم قد يطوي صفحة صغيرة من الألم، لكن شعر الحزن والفقد لن يغادرها أبداً مهما طال الزمن.
وتشكّل قضية المفقودين تحت أكوام الركام والمنازل المدمرة في غزة، إحدى أكثر الملفات ألماً ووجعاً في غزة، مع استمرار تعثر جهود انتشالهم بسبب نقص الإمكانات، ورفض الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض.
ويتجاوز عدد المفقودين جراء حرب الإبادة على غزة 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثثهم تحت الأنقاض، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - على أطراف ركام منزلٍ مدمّر في حي الأمل غربي مدينة خان يونس، تقف الشابة هدى أبو هلال كأنها تحرس ذاكرة المكان. تحدّق طويلاً في أكوام الإسمنت والحديد التي كانت يوماً بيتاً يضمّ عائلتها، منتظرة لحظة قد تعيد إليها شيئاً من الطمأنينة المفقودة منذ أربعة أشهر، حين فُقد والداها وشقيقاتها الثلاث تحت الأنقاض في إثر قصف إسرائيلي غاشم استهدف المنزل، ولا تزال جثامينهم مفقودة حتى اليوم.
تستعيد هدى تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل القصف كأنها حدثت بالأمس، وتشير إلى أنها كانت برفقة عائلتها داخل المنزل، تجلس إلى جانب الأب والأم والشقيقات الثلاث، قبل أن تنزل إلى الطابق السفلي لجلب غرضٍ بسيط.
في تلك اللحظة الفاصلة دوّى الانفجار، وتحول البيت إلى كومة من الركام باستثناء جزء من الطابق السفلي كانت تتواجد فيه لحظة القصف، فيما غابت العائلة بالكامل، وبقيت هي شاهدة وحيدة على الفقد.
تقول هدى لـ 'فلسطين أون لاين' إنها منذ ذلك اليوم، تعيش انتظاراً قاسياً لا يقل ألماً عن الخبر نفسه، وأن صورة والديها وشقيقاتها لا تغيب عن ذهنها لحظة واحدة، مشيرة إلى أنها تتردد باستمرار على ما كان منزلاً وتشعر بغصة كبيرة وهي تستعيد ذكرياتها معهم، فيما لا تزال جثامينهم تحت الركام.
وبعيون دامعة تشير هدى إلى أن شعور الألم يكون مضاعفاً بالنسبة لها، كون جثامين أحبائها لم تحظى بدفن يليق بإنسانيتهم، وتمنّى النفس بنجاح مساعي طواقم الدفاع المدني بالوصول إليهم رغم صعوبة المهمة نظراً لضعف الإمكانات وعدم توفر المعدات اللازمة.
تتابع هدى بين الحين والآخر تحركات طواقم الدفاع المدني وهي تنفذ عمليات بحث محدودة في المكان، وسط مخاوف من انهيار ما تبقى من المبنى.
بصيص أمل
قرب موقع منزل عائلة هدى، ظل بيت عائلة أبو هدروس شاهداً على مأساة أخرى، حيث بقيت جثامين أربعة أطفال تحت الركام لما يقارب عاماً ونصف العام، قبل أن تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالهم أخيراً.
في ذلك المكان، مُسحت العائلة بالكامل من السجل المدني، بعدما كان جثمانا الوالدين قد انتشلا في وقت سابق، فيما ظل الأطفال تحت الأنقاض حتى تمكنت طواقم الدفاع المدني من إزالة أكوام الركام وانتشال الجثامين.
هذا النجاح في الوصول إلى جثامين الأطفال الأربعة منح هدى بصيص أمل بتكرار نفس السيناريو مع والديها وشقيقاتها الثلاث، وتقول في هذا الصدد إن دفنهم بطريقة تليق بهم قد يطوي صفحة صغيرة من الألم، لكن شعر الحزن والفقد لن يغادرها أبداً مهما طال الزمن.
وتشكّل قضية المفقودين تحت أكوام الركام والمنازل المدمرة في غزة، إحدى أكثر الملفات ألماً ووجعاً في غزة، مع استمرار تعثر جهود انتشالهم بسبب نقص الإمكانات، ورفض الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض.
ويتجاوز عدد المفقودين جراء حرب الإبادة على غزة 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثثهم تحت الأنقاض، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات