أخبار اليوم - بدأت الحكاية كما تبدأ آلاف الحكايات المشابهة لشباب عرب، سفرٌ بحثًا عن دراسة أو فرصة عمل أو بداية حياة جديدة خارج حدود الوطن. شاب مصري يُدعى عبدالفتاح وصل إلى روسيا مدفوعًا بحلم شخصي بسيط، دون أن يدرك أن جهله بالقوانين قد يفتح عليه بابًا لا عودة منه.
وفق الرواية المتداولة، تعرّض عبدالفتاح لمخالفة قانونية تتعلق بحيازة مواد محظورة، وهي قضايا تتعامل معها السلطات الروسية بعقوبات قاسية قد تصل إلى السجن لسنوات طويلة، حتى في حالات الجهل بمحتوى ما يحمله الشخص أو عمله في خدمات التوصيل والشحن. وهكذا وجد نفسه داخل سجن أجنبي، يقضي أيامه في عزلة قاسية وظروف إنسانية شديدة الصعوبة، بعيدًا عن أهله ووطنه، بلا سند حقيقي ولا أفق واضح للخلاص.
وبعد نحو ست سنوات من السجن، عُرض عليه ما يُعرف بـ«عقد التجنيد»، وهو مسار يمنح السجناء والمخالفين فرصة الخروج من السجن مقابل الانخراط في الخدمة العسكرية، مع وعود لاحقة بالحصول على الجنسية. وبحساب بسيط بين الاستمرار خلف القضبان أو الخروج إلى الحرية المشروطة عبر الجيش، وافق الشاب على العقد، متنازلًا طواعية عن جنسيته الأصلية لخدمة جيش دولة أخرى، على أمل أن تكون الخدمة محدودة زمنياً وتنتهي بحياة جديدة.
إلا أن الواقع جاء أكثر قسوة من كل التوقعات. فبحسب ما ورد، جرى إرسال المجندين الأجانب إلى الصفوف الأمامية في ساحات القتال الأكثر اشتعالًا، وتحديدًا في دونيتسك ولوجانسك، وهما من أبرز بؤر المواجهة في الحرب مع أوكرانيا. وهناك، وُضع عبدالفتاح ضمن وحدات الاقتحام والدعم الناري والاستطلاع، وهي وحدات تُدفع أولًا إلى خطوط النار، وتُعد الأعلى خسائر بين جميع التشكيلات.
الروايات تشير إلى أن هؤلاء المجندين يُستخدمون كقوة استنزاف، في مواجهة الطائرات المسيّرة والقصف المكثف، دون خبرة كافية أو حماية حقيقية، ما يجعلهم وقودًا مباشرًا للمعركة. وفي مثل هذه الظروف، تصبح احتمالات النجاة ضئيلة للغاية، بينما تبقى فرص الأسر محدودة جدًا.
النهاية جاءت عبر وثيقة رسمية صادرة عن إدارة التجنيد الروسية في محج قلعة بداغستان، تُعرف بوثيقة «الفقد»، تفيد بأن الجندي المذكور فُقد في المعركة دون أي أثر. هذه الوثيقة لا تُعد شهادة وفاة، ما يعني عدم الاعتراف الرسمي بمقتله وعدم صرف أي تعويضات لعائلته، والاكتفاء بتسجيله كمفقود منذ أشهر، وإغلاق الملف إداريًا.
القضية أعادت تسليط الضوء على آليات تجنيد السجناء والمخالفين الأجانب وإرسالهم إلى الصفوف الأولى في القتال، كوسيلة لتقليل الخسائر بين الجنود النظاميين، مقابل التضحية بشبان لا علاقة لهم بالصراع، جاؤوا أصلًا بحثًا عن فرصة دراسة أو عمل. كما أثارت تساؤلات واسعة حول مصير عشرات الطلبة والمغتربين العرب الذين وجدوا أنفسهم في ظروف مشابهة، في ظل استمرار السفر إلى الخارج دون إدراك كامل لتعقيدات القوانين والمخاطر السياسية والعسكرية.
وتنتهي هذه القصة بنداء إنساني صامت: التوعية قبل السفر، والفهم الدقيق لما قد يواجهه الشاب العربي خارج بلده، في عالم لم يعد يرحم الجهل ولا الأحلام البسيطة، حيث قد يتحول البحث عن مستقبل أفضل إلى وثيقة فقد، بلا قبر، وبلا جواب.
أخبار اليوم - بدأت الحكاية كما تبدأ آلاف الحكايات المشابهة لشباب عرب، سفرٌ بحثًا عن دراسة أو فرصة عمل أو بداية حياة جديدة خارج حدود الوطن. شاب مصري يُدعى عبدالفتاح وصل إلى روسيا مدفوعًا بحلم شخصي بسيط، دون أن يدرك أن جهله بالقوانين قد يفتح عليه بابًا لا عودة منه.
وفق الرواية المتداولة، تعرّض عبدالفتاح لمخالفة قانونية تتعلق بحيازة مواد محظورة، وهي قضايا تتعامل معها السلطات الروسية بعقوبات قاسية قد تصل إلى السجن لسنوات طويلة، حتى في حالات الجهل بمحتوى ما يحمله الشخص أو عمله في خدمات التوصيل والشحن. وهكذا وجد نفسه داخل سجن أجنبي، يقضي أيامه في عزلة قاسية وظروف إنسانية شديدة الصعوبة، بعيدًا عن أهله ووطنه، بلا سند حقيقي ولا أفق واضح للخلاص.
وبعد نحو ست سنوات من السجن، عُرض عليه ما يُعرف بـ«عقد التجنيد»، وهو مسار يمنح السجناء والمخالفين فرصة الخروج من السجن مقابل الانخراط في الخدمة العسكرية، مع وعود لاحقة بالحصول على الجنسية. وبحساب بسيط بين الاستمرار خلف القضبان أو الخروج إلى الحرية المشروطة عبر الجيش، وافق الشاب على العقد، متنازلًا طواعية عن جنسيته الأصلية لخدمة جيش دولة أخرى، على أمل أن تكون الخدمة محدودة زمنياً وتنتهي بحياة جديدة.
إلا أن الواقع جاء أكثر قسوة من كل التوقعات. فبحسب ما ورد، جرى إرسال المجندين الأجانب إلى الصفوف الأمامية في ساحات القتال الأكثر اشتعالًا، وتحديدًا في دونيتسك ولوجانسك، وهما من أبرز بؤر المواجهة في الحرب مع أوكرانيا. وهناك، وُضع عبدالفتاح ضمن وحدات الاقتحام والدعم الناري والاستطلاع، وهي وحدات تُدفع أولًا إلى خطوط النار، وتُعد الأعلى خسائر بين جميع التشكيلات.
الروايات تشير إلى أن هؤلاء المجندين يُستخدمون كقوة استنزاف، في مواجهة الطائرات المسيّرة والقصف المكثف، دون خبرة كافية أو حماية حقيقية، ما يجعلهم وقودًا مباشرًا للمعركة. وفي مثل هذه الظروف، تصبح احتمالات النجاة ضئيلة للغاية، بينما تبقى فرص الأسر محدودة جدًا.
النهاية جاءت عبر وثيقة رسمية صادرة عن إدارة التجنيد الروسية في محج قلعة بداغستان، تُعرف بوثيقة «الفقد»، تفيد بأن الجندي المذكور فُقد في المعركة دون أي أثر. هذه الوثيقة لا تُعد شهادة وفاة، ما يعني عدم الاعتراف الرسمي بمقتله وعدم صرف أي تعويضات لعائلته، والاكتفاء بتسجيله كمفقود منذ أشهر، وإغلاق الملف إداريًا.
القضية أعادت تسليط الضوء على آليات تجنيد السجناء والمخالفين الأجانب وإرسالهم إلى الصفوف الأولى في القتال، كوسيلة لتقليل الخسائر بين الجنود النظاميين، مقابل التضحية بشبان لا علاقة لهم بالصراع، جاؤوا أصلًا بحثًا عن فرصة دراسة أو عمل. كما أثارت تساؤلات واسعة حول مصير عشرات الطلبة والمغتربين العرب الذين وجدوا أنفسهم في ظروف مشابهة، في ظل استمرار السفر إلى الخارج دون إدراك كامل لتعقيدات القوانين والمخاطر السياسية والعسكرية.
وتنتهي هذه القصة بنداء إنساني صامت: التوعية قبل السفر، والفهم الدقيق لما قد يواجهه الشاب العربي خارج بلده، في عالم لم يعد يرحم الجهل ولا الأحلام البسيطة، حيث قد يتحول البحث عن مستقبل أفضل إلى وثيقة فقد، بلا قبر، وبلا جواب.
أخبار اليوم - بدأت الحكاية كما تبدأ آلاف الحكايات المشابهة لشباب عرب، سفرٌ بحثًا عن دراسة أو فرصة عمل أو بداية حياة جديدة خارج حدود الوطن. شاب مصري يُدعى عبدالفتاح وصل إلى روسيا مدفوعًا بحلم شخصي بسيط، دون أن يدرك أن جهله بالقوانين قد يفتح عليه بابًا لا عودة منه.
وفق الرواية المتداولة، تعرّض عبدالفتاح لمخالفة قانونية تتعلق بحيازة مواد محظورة، وهي قضايا تتعامل معها السلطات الروسية بعقوبات قاسية قد تصل إلى السجن لسنوات طويلة، حتى في حالات الجهل بمحتوى ما يحمله الشخص أو عمله في خدمات التوصيل والشحن. وهكذا وجد نفسه داخل سجن أجنبي، يقضي أيامه في عزلة قاسية وظروف إنسانية شديدة الصعوبة، بعيدًا عن أهله ووطنه، بلا سند حقيقي ولا أفق واضح للخلاص.
وبعد نحو ست سنوات من السجن، عُرض عليه ما يُعرف بـ«عقد التجنيد»، وهو مسار يمنح السجناء والمخالفين فرصة الخروج من السجن مقابل الانخراط في الخدمة العسكرية، مع وعود لاحقة بالحصول على الجنسية. وبحساب بسيط بين الاستمرار خلف القضبان أو الخروج إلى الحرية المشروطة عبر الجيش، وافق الشاب على العقد، متنازلًا طواعية عن جنسيته الأصلية لخدمة جيش دولة أخرى، على أمل أن تكون الخدمة محدودة زمنياً وتنتهي بحياة جديدة.
إلا أن الواقع جاء أكثر قسوة من كل التوقعات. فبحسب ما ورد، جرى إرسال المجندين الأجانب إلى الصفوف الأمامية في ساحات القتال الأكثر اشتعالًا، وتحديدًا في دونيتسك ولوجانسك، وهما من أبرز بؤر المواجهة في الحرب مع أوكرانيا. وهناك، وُضع عبدالفتاح ضمن وحدات الاقتحام والدعم الناري والاستطلاع، وهي وحدات تُدفع أولًا إلى خطوط النار، وتُعد الأعلى خسائر بين جميع التشكيلات.
الروايات تشير إلى أن هؤلاء المجندين يُستخدمون كقوة استنزاف، في مواجهة الطائرات المسيّرة والقصف المكثف، دون خبرة كافية أو حماية حقيقية، ما يجعلهم وقودًا مباشرًا للمعركة. وفي مثل هذه الظروف، تصبح احتمالات النجاة ضئيلة للغاية، بينما تبقى فرص الأسر محدودة جدًا.
النهاية جاءت عبر وثيقة رسمية صادرة عن إدارة التجنيد الروسية في محج قلعة بداغستان، تُعرف بوثيقة «الفقد»، تفيد بأن الجندي المذكور فُقد في المعركة دون أي أثر. هذه الوثيقة لا تُعد شهادة وفاة، ما يعني عدم الاعتراف الرسمي بمقتله وعدم صرف أي تعويضات لعائلته، والاكتفاء بتسجيله كمفقود منذ أشهر، وإغلاق الملف إداريًا.
القضية أعادت تسليط الضوء على آليات تجنيد السجناء والمخالفين الأجانب وإرسالهم إلى الصفوف الأولى في القتال، كوسيلة لتقليل الخسائر بين الجنود النظاميين، مقابل التضحية بشبان لا علاقة لهم بالصراع، جاؤوا أصلًا بحثًا عن فرصة دراسة أو عمل. كما أثارت تساؤلات واسعة حول مصير عشرات الطلبة والمغتربين العرب الذين وجدوا أنفسهم في ظروف مشابهة، في ظل استمرار السفر إلى الخارج دون إدراك كامل لتعقيدات القوانين والمخاطر السياسية والعسكرية.
وتنتهي هذه القصة بنداء إنساني صامت: التوعية قبل السفر، والفهم الدقيق لما قد يواجهه الشاب العربي خارج بلده، في عالم لم يعد يرحم الجهل ولا الأحلام البسيطة، حيث قد يتحول البحث عن مستقبل أفضل إلى وثيقة فقد، بلا قبر، وبلا جواب.
التعليقات