بقلم لين عطيات
(حاصلة على جائزة الأميرة ديانا للعملين الاجتماعي والإنساني عام ٢٠٢١)
يبدو أنه من الغريب جدا تقدم العمل التطوعي في بلاد الغرب تحت مسمى 'الدور الإنساني' مع أن دوافع العمل الخيري في أمتنا دينيا يفترض أن يكون أكبر بكثير، وبالاستناد إلى الكثير من الإحصائيات سنجد إجمال المساهمات التطوعية العينية والنقدية لدى الغرب تصل إلى اعداد هائلة حسب كتاب إحصائيات تطوعية لفهد الزهراني، أو في كتاب نظريات في العمل التطوعي لنوري مبارك أو غيرها حيث لو أننا تمعنا قليلا في الإحصائيات التي تعود إلى عالمنا العربي بغض النظر عن أن هذه الإحصائيات تتصف بشحها، وحسب ما جاء في ثقافة العمل التطوعي لدى الجمعيات الخيرية التابعة لقناة الجزيرة، فإن عدد مؤسسات الإغاثة الإسلامية العربية لا يزيد عددها عن 11 مؤسسة. أما المؤسسات الأهلية فهي لا تزيد عددها عن حوالي 230 ألف جمعية، ومعظم أهداف بعضها التوجه للخارج لأغراض إغاثية، وعدد المشاركين فيها من المتطوعين ينحصر وينضوي أحيانا على عضويتها ورئيسها …فأين نحن من تقدم مسيرة العمل التطوعي..!
لا شك في أن للوضع الاقتصادي دوراً كبيراً وراء هذا العجز في التقدم، ولكن جانباً آخر له انعكاسات إيجابية على اقتصاد الدول حيث يستطيع العمل التطوعي أن يوفر من الناتج الوطني الإجمالي، وهذا ما حصل في النرويج حسب الدراسات في مرجع (السنة الدولية للمتطوعين …النتائج ومنظورات في مستقبل) للأمم المتحدة، فإن العمل التطوعي في النرويج يوفر أكثر من 6% من الناتج الوطني الإجمالي، وعلى إثره نستطيع القول أن العمل التطوعي ثروة للبلدان العربية إن تم تسخيرها وإدارتها بالشكل الصحيح ضمن برامج وأفكار ومشاريع تقوم من تطوير العمل التطوعي في الساحة العربية وخاصة الأردنية، حتى لا نبقى ضمن فئة الجيل الأول التابع لتصنيف ديفيد كورتن، والذي برأيه أننا نقع ضمن إطاره؛ حيث إن ديفيد قسم المنظمات التطوعية إلى ثلاثة أجيال: الجيل الأول الجيل الذي تقوم مؤسسات التطوعية على مساعدات تقليدية للفقراء أملت على أن نصبح من الجيل الثالث حسب تصنيفه جيل طرح نماذج في العمل التنموي المؤثر على البيئة الاجتماعية والثقافية، والتي من شأنها أن تؤثر إيجابا على البيئة السياسية.
الأساسات سفينة النجاة
إن المفهوم التطوعي في حالة تراجع واضحة، وغياب الفهم الصحيح لقيم العمل التطوعي لدى المتطوعيين وقيمة المتطوعين لدى المؤسسات على حد سواء يبدو متفشيا وغياب دور الأحزاب عن تعزيز العمل التطوعي واضحا، ومع تطلعات أردننا الغالي وجلالة ملكنا المفدى لتغيير واقع الحياة الحزبية وتعزيزها يجب النظر إلى العمل التطوعي بنظرة جادة ومسؤولة وان دور الحكومة في تصحيح هذه المفاهيم أصبح واجبا، والقيام به عليها يبنى على الأساسات العلمية السليمة، وليس فرضا تطبيقيا فقط، فكيف لطالب أن يقرأ جملة، دون أن يكون حافظا للحروف ومتعرفا عليها ومتمرسا في ضبطها …
اليوم يقع على الطالب، ويفرض عليه أن يقوم بأي عمل تطوعي، دون أن يعي مبادئه أو مفاهيمه أو أهميته أو واجباته أو حقوقه أو أي شيء عن العلم التطوعي الحقيقي …بالحقيقة أن العمل التطوعي يبدأ بالفرد بينه وبين نفسه ثم بينه وبين أسرته ثم بينه وبين مجتمعه؛ وهكذا …على الطفل أن يعلم أنه حين قام ذات يوم بتقاسم شطيرته مع صديقه بأن هذا كان عملا تطوعيا، وأن العمل التطوعي يولد معنا …وعليه أن يبنى بداخلنا ضمن أساسات تربوية جيدة كالأخلاق الحميدة تحتاج التوجيه والمراقبة والتعلم والتعرف وغيرها، ومن الجدير للذكر بأن العمل التطوعي هو نفسه العمل الخيري، إلا أن العمل التطوعي أشمل وأعم، وقد يكون عملا جيدا أو عملا سيئاً، وهنا تقوم عليه مسؤولية كبيرة في اختيار النهج التطوعي الأفضل له.. ومسؤولية عائلته ومجتمعه في مراقبته وتوجيهه..
البطالة من معيقات التطوع ام مفتاح للحياة العملية
حسب إشادة الدكتورة أماني قنديل المديرة التنفيذية للشبكة العربية للمنظمات الأهلية بأن من أسباب عزوف الشباب عن المشاركة بالعمل التطوعي الضغوطات الاقتصادية التي يعيشها معظم الشباب، والتي تفرض عليهم توجيه جل اهتماماتهم في البحث عن لقمة العيش، وخاصة بعد الدراسة التي أجرتها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية التي تبين أن الشباب من 15 إلى 30 سنة هم الأقل اهتماما بالعمل التطوعي، أو أنه لا يُدْعَوْن إلى المشاركة بها …ولكن لو خضع نظام العمل التطوعي إلى التنظيم والتوجيه المدروس في المؤسسات التي تعنى بالعمل التطوعي ستحقق هذه المؤسسات نجاحا يزيد القوى العاملة، وإن جنوب أفريقيا نموذج لذلك فحسب مصدر 'السنة الدولية للمتطوعين … النتائج ومنظورات في المستقبل' للأمم المتحدة في دراسة تقول إن المتطوعين في جنوب أفريقيا يشكلون 43% من القوة العاملة في القطاع غير الربحي
إن العمل التطوعي أهمية كبيرة، وأن العناية به مكسب كبير، وأن من يدرك قيمته، فقد أوجد الغنيمة، وفي الغرب هم أدركوا قيمته منها كجامعة سان كارلوس في غواتيمالا، والتي أنشأت مدرسة خاصة تعنى بالعمل التطوعي، والصين التي أنشأت معهد بحوث العمل الاجتماعي التطوعي والرفاه الاجتماعي؛ حيث إنهم يقدمون المشورة لمسؤولي الحكومة فيما يتعلق بالسياسات المؤيدة للمتطوعين وغيرها الكثير من النماذج …ويبقى السؤال ألسنا كأمة إسلامية لنا الأحقية في التقدم في المجال التطوعي كما هي حال باقي المجالات؟ …..
وفي الختام نستذكر قول الله تعالى (ومن تطوع فهو خير له) …. لعلها سفينة النجاة
بقلم لين عطيات
(حاصلة على جائزة الأميرة ديانا للعملين الاجتماعي والإنساني عام ٢٠٢١)
يبدو أنه من الغريب جدا تقدم العمل التطوعي في بلاد الغرب تحت مسمى 'الدور الإنساني' مع أن دوافع العمل الخيري في أمتنا دينيا يفترض أن يكون أكبر بكثير، وبالاستناد إلى الكثير من الإحصائيات سنجد إجمال المساهمات التطوعية العينية والنقدية لدى الغرب تصل إلى اعداد هائلة حسب كتاب إحصائيات تطوعية لفهد الزهراني، أو في كتاب نظريات في العمل التطوعي لنوري مبارك أو غيرها حيث لو أننا تمعنا قليلا في الإحصائيات التي تعود إلى عالمنا العربي بغض النظر عن أن هذه الإحصائيات تتصف بشحها، وحسب ما جاء في ثقافة العمل التطوعي لدى الجمعيات الخيرية التابعة لقناة الجزيرة، فإن عدد مؤسسات الإغاثة الإسلامية العربية لا يزيد عددها عن 11 مؤسسة. أما المؤسسات الأهلية فهي لا تزيد عددها عن حوالي 230 ألف جمعية، ومعظم أهداف بعضها التوجه للخارج لأغراض إغاثية، وعدد المشاركين فيها من المتطوعين ينحصر وينضوي أحيانا على عضويتها ورئيسها …فأين نحن من تقدم مسيرة العمل التطوعي..!
لا شك في أن للوضع الاقتصادي دوراً كبيراً وراء هذا العجز في التقدم، ولكن جانباً آخر له انعكاسات إيجابية على اقتصاد الدول حيث يستطيع العمل التطوعي أن يوفر من الناتج الوطني الإجمالي، وهذا ما حصل في النرويج حسب الدراسات في مرجع (السنة الدولية للمتطوعين …النتائج ومنظورات في مستقبل) للأمم المتحدة، فإن العمل التطوعي في النرويج يوفر أكثر من 6% من الناتج الوطني الإجمالي، وعلى إثره نستطيع القول أن العمل التطوعي ثروة للبلدان العربية إن تم تسخيرها وإدارتها بالشكل الصحيح ضمن برامج وأفكار ومشاريع تقوم من تطوير العمل التطوعي في الساحة العربية وخاصة الأردنية، حتى لا نبقى ضمن فئة الجيل الأول التابع لتصنيف ديفيد كورتن، والذي برأيه أننا نقع ضمن إطاره؛ حيث إن ديفيد قسم المنظمات التطوعية إلى ثلاثة أجيال: الجيل الأول الجيل الذي تقوم مؤسسات التطوعية على مساعدات تقليدية للفقراء أملت على أن نصبح من الجيل الثالث حسب تصنيفه جيل طرح نماذج في العمل التنموي المؤثر على البيئة الاجتماعية والثقافية، والتي من شأنها أن تؤثر إيجابا على البيئة السياسية.
الأساسات سفينة النجاة
إن المفهوم التطوعي في حالة تراجع واضحة، وغياب الفهم الصحيح لقيم العمل التطوعي لدى المتطوعيين وقيمة المتطوعين لدى المؤسسات على حد سواء يبدو متفشيا وغياب دور الأحزاب عن تعزيز العمل التطوعي واضحا، ومع تطلعات أردننا الغالي وجلالة ملكنا المفدى لتغيير واقع الحياة الحزبية وتعزيزها يجب النظر إلى العمل التطوعي بنظرة جادة ومسؤولة وان دور الحكومة في تصحيح هذه المفاهيم أصبح واجبا، والقيام به عليها يبنى على الأساسات العلمية السليمة، وليس فرضا تطبيقيا فقط، فكيف لطالب أن يقرأ جملة، دون أن يكون حافظا للحروف ومتعرفا عليها ومتمرسا في ضبطها …
اليوم يقع على الطالب، ويفرض عليه أن يقوم بأي عمل تطوعي، دون أن يعي مبادئه أو مفاهيمه أو أهميته أو واجباته أو حقوقه أو أي شيء عن العلم التطوعي الحقيقي …بالحقيقة أن العمل التطوعي يبدأ بالفرد بينه وبين نفسه ثم بينه وبين أسرته ثم بينه وبين مجتمعه؛ وهكذا …على الطفل أن يعلم أنه حين قام ذات يوم بتقاسم شطيرته مع صديقه بأن هذا كان عملا تطوعيا، وأن العمل التطوعي يولد معنا …وعليه أن يبنى بداخلنا ضمن أساسات تربوية جيدة كالأخلاق الحميدة تحتاج التوجيه والمراقبة والتعلم والتعرف وغيرها، ومن الجدير للذكر بأن العمل التطوعي هو نفسه العمل الخيري، إلا أن العمل التطوعي أشمل وأعم، وقد يكون عملا جيدا أو عملا سيئاً، وهنا تقوم عليه مسؤولية كبيرة في اختيار النهج التطوعي الأفضل له.. ومسؤولية عائلته ومجتمعه في مراقبته وتوجيهه..
البطالة من معيقات التطوع ام مفتاح للحياة العملية
حسب إشادة الدكتورة أماني قنديل المديرة التنفيذية للشبكة العربية للمنظمات الأهلية بأن من أسباب عزوف الشباب عن المشاركة بالعمل التطوعي الضغوطات الاقتصادية التي يعيشها معظم الشباب، والتي تفرض عليهم توجيه جل اهتماماتهم في البحث عن لقمة العيش، وخاصة بعد الدراسة التي أجرتها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية التي تبين أن الشباب من 15 إلى 30 سنة هم الأقل اهتماما بالعمل التطوعي، أو أنه لا يُدْعَوْن إلى المشاركة بها …ولكن لو خضع نظام العمل التطوعي إلى التنظيم والتوجيه المدروس في المؤسسات التي تعنى بالعمل التطوعي ستحقق هذه المؤسسات نجاحا يزيد القوى العاملة، وإن جنوب أفريقيا نموذج لذلك فحسب مصدر 'السنة الدولية للمتطوعين … النتائج ومنظورات في المستقبل' للأمم المتحدة في دراسة تقول إن المتطوعين في جنوب أفريقيا يشكلون 43% من القوة العاملة في القطاع غير الربحي
إن العمل التطوعي أهمية كبيرة، وأن العناية به مكسب كبير، وأن من يدرك قيمته، فقد أوجد الغنيمة، وفي الغرب هم أدركوا قيمته منها كجامعة سان كارلوس في غواتيمالا، والتي أنشأت مدرسة خاصة تعنى بالعمل التطوعي، والصين التي أنشأت معهد بحوث العمل الاجتماعي التطوعي والرفاه الاجتماعي؛ حيث إنهم يقدمون المشورة لمسؤولي الحكومة فيما يتعلق بالسياسات المؤيدة للمتطوعين وغيرها الكثير من النماذج …ويبقى السؤال ألسنا كأمة إسلامية لنا الأحقية في التقدم في المجال التطوعي كما هي حال باقي المجالات؟ …..
وفي الختام نستذكر قول الله تعالى (ومن تطوع فهو خير له) …. لعلها سفينة النجاة
بقلم لين عطيات
(حاصلة على جائزة الأميرة ديانا للعملين الاجتماعي والإنساني عام ٢٠٢١)
يبدو أنه من الغريب جدا تقدم العمل التطوعي في بلاد الغرب تحت مسمى 'الدور الإنساني' مع أن دوافع العمل الخيري في أمتنا دينيا يفترض أن يكون أكبر بكثير، وبالاستناد إلى الكثير من الإحصائيات سنجد إجمال المساهمات التطوعية العينية والنقدية لدى الغرب تصل إلى اعداد هائلة حسب كتاب إحصائيات تطوعية لفهد الزهراني، أو في كتاب نظريات في العمل التطوعي لنوري مبارك أو غيرها حيث لو أننا تمعنا قليلا في الإحصائيات التي تعود إلى عالمنا العربي بغض النظر عن أن هذه الإحصائيات تتصف بشحها، وحسب ما جاء في ثقافة العمل التطوعي لدى الجمعيات الخيرية التابعة لقناة الجزيرة، فإن عدد مؤسسات الإغاثة الإسلامية العربية لا يزيد عددها عن 11 مؤسسة. أما المؤسسات الأهلية فهي لا تزيد عددها عن حوالي 230 ألف جمعية، ومعظم أهداف بعضها التوجه للخارج لأغراض إغاثية، وعدد المشاركين فيها من المتطوعين ينحصر وينضوي أحيانا على عضويتها ورئيسها …فأين نحن من تقدم مسيرة العمل التطوعي..!
لا شك في أن للوضع الاقتصادي دوراً كبيراً وراء هذا العجز في التقدم، ولكن جانباً آخر له انعكاسات إيجابية على اقتصاد الدول حيث يستطيع العمل التطوعي أن يوفر من الناتج الوطني الإجمالي، وهذا ما حصل في النرويج حسب الدراسات في مرجع (السنة الدولية للمتطوعين …النتائج ومنظورات في مستقبل) للأمم المتحدة، فإن العمل التطوعي في النرويج يوفر أكثر من 6% من الناتج الوطني الإجمالي، وعلى إثره نستطيع القول أن العمل التطوعي ثروة للبلدان العربية إن تم تسخيرها وإدارتها بالشكل الصحيح ضمن برامج وأفكار ومشاريع تقوم من تطوير العمل التطوعي في الساحة العربية وخاصة الأردنية، حتى لا نبقى ضمن فئة الجيل الأول التابع لتصنيف ديفيد كورتن، والذي برأيه أننا نقع ضمن إطاره؛ حيث إن ديفيد قسم المنظمات التطوعية إلى ثلاثة أجيال: الجيل الأول الجيل الذي تقوم مؤسسات التطوعية على مساعدات تقليدية للفقراء أملت على أن نصبح من الجيل الثالث حسب تصنيفه جيل طرح نماذج في العمل التنموي المؤثر على البيئة الاجتماعية والثقافية، والتي من شأنها أن تؤثر إيجابا على البيئة السياسية.
الأساسات سفينة النجاة
إن المفهوم التطوعي في حالة تراجع واضحة، وغياب الفهم الصحيح لقيم العمل التطوعي لدى المتطوعيين وقيمة المتطوعين لدى المؤسسات على حد سواء يبدو متفشيا وغياب دور الأحزاب عن تعزيز العمل التطوعي واضحا، ومع تطلعات أردننا الغالي وجلالة ملكنا المفدى لتغيير واقع الحياة الحزبية وتعزيزها يجب النظر إلى العمل التطوعي بنظرة جادة ومسؤولة وان دور الحكومة في تصحيح هذه المفاهيم أصبح واجبا، والقيام به عليها يبنى على الأساسات العلمية السليمة، وليس فرضا تطبيقيا فقط، فكيف لطالب أن يقرأ جملة، دون أن يكون حافظا للحروف ومتعرفا عليها ومتمرسا في ضبطها …
اليوم يقع على الطالب، ويفرض عليه أن يقوم بأي عمل تطوعي، دون أن يعي مبادئه أو مفاهيمه أو أهميته أو واجباته أو حقوقه أو أي شيء عن العلم التطوعي الحقيقي …بالحقيقة أن العمل التطوعي يبدأ بالفرد بينه وبين نفسه ثم بينه وبين أسرته ثم بينه وبين مجتمعه؛ وهكذا …على الطفل أن يعلم أنه حين قام ذات يوم بتقاسم شطيرته مع صديقه بأن هذا كان عملا تطوعيا، وأن العمل التطوعي يولد معنا …وعليه أن يبنى بداخلنا ضمن أساسات تربوية جيدة كالأخلاق الحميدة تحتاج التوجيه والمراقبة والتعلم والتعرف وغيرها، ومن الجدير للذكر بأن العمل التطوعي هو نفسه العمل الخيري، إلا أن العمل التطوعي أشمل وأعم، وقد يكون عملا جيدا أو عملا سيئاً، وهنا تقوم عليه مسؤولية كبيرة في اختيار النهج التطوعي الأفضل له.. ومسؤولية عائلته ومجتمعه في مراقبته وتوجيهه..
البطالة من معيقات التطوع ام مفتاح للحياة العملية
حسب إشادة الدكتورة أماني قنديل المديرة التنفيذية للشبكة العربية للمنظمات الأهلية بأن من أسباب عزوف الشباب عن المشاركة بالعمل التطوعي الضغوطات الاقتصادية التي يعيشها معظم الشباب، والتي تفرض عليهم توجيه جل اهتماماتهم في البحث عن لقمة العيش، وخاصة بعد الدراسة التي أجرتها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية التي تبين أن الشباب من 15 إلى 30 سنة هم الأقل اهتماما بالعمل التطوعي، أو أنه لا يُدْعَوْن إلى المشاركة بها …ولكن لو خضع نظام العمل التطوعي إلى التنظيم والتوجيه المدروس في المؤسسات التي تعنى بالعمل التطوعي ستحقق هذه المؤسسات نجاحا يزيد القوى العاملة، وإن جنوب أفريقيا نموذج لذلك فحسب مصدر 'السنة الدولية للمتطوعين … النتائج ومنظورات في المستقبل' للأمم المتحدة في دراسة تقول إن المتطوعين في جنوب أفريقيا يشكلون 43% من القوة العاملة في القطاع غير الربحي
إن العمل التطوعي أهمية كبيرة، وأن العناية به مكسب كبير، وأن من يدرك قيمته، فقد أوجد الغنيمة، وفي الغرب هم أدركوا قيمته منها كجامعة سان كارلوس في غواتيمالا، والتي أنشأت مدرسة خاصة تعنى بالعمل التطوعي، والصين التي أنشأت معهد بحوث العمل الاجتماعي التطوعي والرفاه الاجتماعي؛ حيث إنهم يقدمون المشورة لمسؤولي الحكومة فيما يتعلق بالسياسات المؤيدة للمتطوعين وغيرها الكثير من النماذج …ويبقى السؤال ألسنا كأمة إسلامية لنا الأحقية في التقدم في المجال التطوعي كما هي حال باقي المجالات؟ …..
وفي الختام نستذكر قول الله تعالى (ومن تطوع فهو خير له) …. لعلها سفينة النجاة
التعليقات