أخبار اليوم - في صباح يوم خانق من أيام حرب الإبادة الجماعية، غادر صلاح الناجي (42 عامًا) منزله المتواضع في منطقة الصناعة وسط مدينة غزة، باحثًا عن مياه نظيفة لأطفاله الأربعة، لم يكن يتوقع أن يتحول هذا السعي البسيط إلى فخٍ قاتل، ولا أن يغيّر صاروخ إسرائيلي مصيره إلى الأبد.
فعلى مقربة من بيته، حيث لم يكن يبتعد عنه سوى عشرات الأمتار أو يزيد بقليل حتى استهدفته طائرة حربية بدون طيار بصاروخ كاد أن يحرمه حياته، إلا أن شظايا استقرت في أنحاء متفرقة من جسده وتركت آثارها عليه رغم مرور شهور طويلة عليه.
يقول الناجي لصحيفة 'فلسطين': 'في صباح يوم الثالث عشر من نوفمبر لعام ٢٠٢٣، خرجت كالمعتاد بحثًا عن مقومات الحياة اليومية، وفي حينها كنت أحمل جالونات المياه لأجل الحصول على مياه صالحة للشرب، والمكان الذي نقوم بالتعبئة منه ليس بعيدًا عن موقع بيتي، الا أنه الحقد الإسرائيلي يصمم أن يصب لجام غضبه على شعب أعزل، فالشظايا القاتلة أصابتني في رأسي وظهري، أدت إلى كسر في العمود الفقري، تسبّبت لي بشلل نصفي دائم'.
ويضيف بصوت خافت وهو يجلس على سريره: 'كنت فقط أبحث عن شربة ماء... اليوم لا أستطيع حتى الذهاب إلى الحمام دون مساعدة، أشعر أنني حيٌّ ميت'.
لم تقف الإصابة عند الشلل؛ إذ أدت الشظايا أيضًا إلى إصابة بليغة في أمعائه جعلته غير قادر على التبول أو الإخراج إلا باستخدام القسطرة الطبية والحفاضات، كما فقد البصر في عينه اليسرى، وأصبح طريح الفراش في غرفة مظلمة، بلا كهرباء منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة أو رعاية صحية متخصصة.
'لم أعد أرى بعيني اليسرى واحتاج إلى زراعة قرنية، وغير متوفرة، فبت أشعر أن جسدي كله أصبح قيدًا لا أستطيع الفكاك منه، أكثر ما يؤلمني أنني أعيش هكذا أمام أطفالي، دون أن أستطيع حتى احتضانهم او حتى تلبية متطلباتهم كما كنت أفعل سابقًا'.
وما يزيد الطين بلة أن الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه غير مناسب لحجمه، مما يصعب عليه التعود عليه.
ويلفت الناجي إلى أن وضعه المادي لا يسمح له بكل تلك المصاريف الطبية، فكل ١٠ أيام تقريبا يحتاج إلى كيس من الحفاضات الطبية الخاصة به بمبلغ ١٦٠ شيكل، عدا عن القسطرة وانبوبها الخاص الذي يحتاج إلى تغييره كل ١٧ يوم نظرا لوضعه الصحي.
رعاية طبية مستحيلة
تعيش غزة تحت حصار خانق منذ أكثر من 17 عامًا، ويشتد هذا الحصار مع كل حرب، ما يجعل الحصول على الرعاية الطبية الكاملة أمرًا شبه مستحيل، آلاف المرضى ينتظرون فتح المعابر للسفر إلى مستشفيات الخارج، بينما تتراجع قدرة النظام الصحي المحلي يومًا بعد يوم بسبب نقص الأدوية والمعدات واستهداف الاحتلال المرافق الطبية والعاملين فيها بشكل ممنهج.
'الأطباء قالوا إن علاجي غير ممكن هنا، وأحتاج لجراحة دقيقة في العمود الفقري، وربما زراعة أعصاب. لكن كيف أسافر؟ المعبر مغلق، والاحتلال لا يمنحني تصريحًا، أنا فقط أريد فرصة للعيش بكرامة'.
ويشير الناجي إلى أن عودة الاحتلال للحرب ضد غزة حرمه من عمل إجراءات التحويلة لأجل السفر في أول فرصة يتاح فيها ذلك.
يعيش اليوم في وضع صحي ونفسي لا يُحتمل، وقد ضاق به المكان والزمان، لكنه لا يزال يتشبث بخيط أمل رفيع، بأن يُفتح المعبر ذات يوم، ليتمكن من الوصول إلى مستشفى يعيده – ولو جزئيًا – إلى حياته السابقة.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في صباح يوم خانق من أيام حرب الإبادة الجماعية، غادر صلاح الناجي (42 عامًا) منزله المتواضع في منطقة الصناعة وسط مدينة غزة، باحثًا عن مياه نظيفة لأطفاله الأربعة، لم يكن يتوقع أن يتحول هذا السعي البسيط إلى فخٍ قاتل، ولا أن يغيّر صاروخ إسرائيلي مصيره إلى الأبد.
فعلى مقربة من بيته، حيث لم يكن يبتعد عنه سوى عشرات الأمتار أو يزيد بقليل حتى استهدفته طائرة حربية بدون طيار بصاروخ كاد أن يحرمه حياته، إلا أن شظايا استقرت في أنحاء متفرقة من جسده وتركت آثارها عليه رغم مرور شهور طويلة عليه.
يقول الناجي لصحيفة 'فلسطين': 'في صباح يوم الثالث عشر من نوفمبر لعام ٢٠٢٣، خرجت كالمعتاد بحثًا عن مقومات الحياة اليومية، وفي حينها كنت أحمل جالونات المياه لأجل الحصول على مياه صالحة للشرب، والمكان الذي نقوم بالتعبئة منه ليس بعيدًا عن موقع بيتي، الا أنه الحقد الإسرائيلي يصمم أن يصب لجام غضبه على شعب أعزل، فالشظايا القاتلة أصابتني في رأسي وظهري، أدت إلى كسر في العمود الفقري، تسبّبت لي بشلل نصفي دائم'.
ويضيف بصوت خافت وهو يجلس على سريره: 'كنت فقط أبحث عن شربة ماء... اليوم لا أستطيع حتى الذهاب إلى الحمام دون مساعدة، أشعر أنني حيٌّ ميت'.
لم تقف الإصابة عند الشلل؛ إذ أدت الشظايا أيضًا إلى إصابة بليغة في أمعائه جعلته غير قادر على التبول أو الإخراج إلا باستخدام القسطرة الطبية والحفاضات، كما فقد البصر في عينه اليسرى، وأصبح طريح الفراش في غرفة مظلمة، بلا كهرباء منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة أو رعاية صحية متخصصة.
'لم أعد أرى بعيني اليسرى واحتاج إلى زراعة قرنية، وغير متوفرة، فبت أشعر أن جسدي كله أصبح قيدًا لا أستطيع الفكاك منه، أكثر ما يؤلمني أنني أعيش هكذا أمام أطفالي، دون أن أستطيع حتى احتضانهم او حتى تلبية متطلباتهم كما كنت أفعل سابقًا'.
وما يزيد الطين بلة أن الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه غير مناسب لحجمه، مما يصعب عليه التعود عليه.
ويلفت الناجي إلى أن وضعه المادي لا يسمح له بكل تلك المصاريف الطبية، فكل ١٠ أيام تقريبا يحتاج إلى كيس من الحفاضات الطبية الخاصة به بمبلغ ١٦٠ شيكل، عدا عن القسطرة وانبوبها الخاص الذي يحتاج إلى تغييره كل ١٧ يوم نظرا لوضعه الصحي.
رعاية طبية مستحيلة
تعيش غزة تحت حصار خانق منذ أكثر من 17 عامًا، ويشتد هذا الحصار مع كل حرب، ما يجعل الحصول على الرعاية الطبية الكاملة أمرًا شبه مستحيل، آلاف المرضى ينتظرون فتح المعابر للسفر إلى مستشفيات الخارج، بينما تتراجع قدرة النظام الصحي المحلي يومًا بعد يوم بسبب نقص الأدوية والمعدات واستهداف الاحتلال المرافق الطبية والعاملين فيها بشكل ممنهج.
'الأطباء قالوا إن علاجي غير ممكن هنا، وأحتاج لجراحة دقيقة في العمود الفقري، وربما زراعة أعصاب. لكن كيف أسافر؟ المعبر مغلق، والاحتلال لا يمنحني تصريحًا، أنا فقط أريد فرصة للعيش بكرامة'.
ويشير الناجي إلى أن عودة الاحتلال للحرب ضد غزة حرمه من عمل إجراءات التحويلة لأجل السفر في أول فرصة يتاح فيها ذلك.
يعيش اليوم في وضع صحي ونفسي لا يُحتمل، وقد ضاق به المكان والزمان، لكنه لا يزال يتشبث بخيط أمل رفيع، بأن يُفتح المعبر ذات يوم، ليتمكن من الوصول إلى مستشفى يعيده – ولو جزئيًا – إلى حياته السابقة.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في صباح يوم خانق من أيام حرب الإبادة الجماعية، غادر صلاح الناجي (42 عامًا) منزله المتواضع في منطقة الصناعة وسط مدينة غزة، باحثًا عن مياه نظيفة لأطفاله الأربعة، لم يكن يتوقع أن يتحول هذا السعي البسيط إلى فخٍ قاتل، ولا أن يغيّر صاروخ إسرائيلي مصيره إلى الأبد.
فعلى مقربة من بيته، حيث لم يكن يبتعد عنه سوى عشرات الأمتار أو يزيد بقليل حتى استهدفته طائرة حربية بدون طيار بصاروخ كاد أن يحرمه حياته، إلا أن شظايا استقرت في أنحاء متفرقة من جسده وتركت آثارها عليه رغم مرور شهور طويلة عليه.
يقول الناجي لصحيفة 'فلسطين': 'في صباح يوم الثالث عشر من نوفمبر لعام ٢٠٢٣، خرجت كالمعتاد بحثًا عن مقومات الحياة اليومية، وفي حينها كنت أحمل جالونات المياه لأجل الحصول على مياه صالحة للشرب، والمكان الذي نقوم بالتعبئة منه ليس بعيدًا عن موقع بيتي، الا أنه الحقد الإسرائيلي يصمم أن يصب لجام غضبه على شعب أعزل، فالشظايا القاتلة أصابتني في رأسي وظهري، أدت إلى كسر في العمود الفقري، تسبّبت لي بشلل نصفي دائم'.
ويضيف بصوت خافت وهو يجلس على سريره: 'كنت فقط أبحث عن شربة ماء... اليوم لا أستطيع حتى الذهاب إلى الحمام دون مساعدة، أشعر أنني حيٌّ ميت'.
لم تقف الإصابة عند الشلل؛ إذ أدت الشظايا أيضًا إلى إصابة بليغة في أمعائه جعلته غير قادر على التبول أو الإخراج إلا باستخدام القسطرة الطبية والحفاضات، كما فقد البصر في عينه اليسرى، وأصبح طريح الفراش في غرفة مظلمة، بلا كهرباء منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة أو رعاية صحية متخصصة.
'لم أعد أرى بعيني اليسرى واحتاج إلى زراعة قرنية، وغير متوفرة، فبت أشعر أن جسدي كله أصبح قيدًا لا أستطيع الفكاك منه، أكثر ما يؤلمني أنني أعيش هكذا أمام أطفالي، دون أن أستطيع حتى احتضانهم او حتى تلبية متطلباتهم كما كنت أفعل سابقًا'.
وما يزيد الطين بلة أن الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه غير مناسب لحجمه، مما يصعب عليه التعود عليه.
ويلفت الناجي إلى أن وضعه المادي لا يسمح له بكل تلك المصاريف الطبية، فكل ١٠ أيام تقريبا يحتاج إلى كيس من الحفاضات الطبية الخاصة به بمبلغ ١٦٠ شيكل، عدا عن القسطرة وانبوبها الخاص الذي يحتاج إلى تغييره كل ١٧ يوم نظرا لوضعه الصحي.
رعاية طبية مستحيلة
تعيش غزة تحت حصار خانق منذ أكثر من 17 عامًا، ويشتد هذا الحصار مع كل حرب، ما يجعل الحصول على الرعاية الطبية الكاملة أمرًا شبه مستحيل، آلاف المرضى ينتظرون فتح المعابر للسفر إلى مستشفيات الخارج، بينما تتراجع قدرة النظام الصحي المحلي يومًا بعد يوم بسبب نقص الأدوية والمعدات واستهداف الاحتلال المرافق الطبية والعاملين فيها بشكل ممنهج.
'الأطباء قالوا إن علاجي غير ممكن هنا، وأحتاج لجراحة دقيقة في العمود الفقري، وربما زراعة أعصاب. لكن كيف أسافر؟ المعبر مغلق، والاحتلال لا يمنحني تصريحًا، أنا فقط أريد فرصة للعيش بكرامة'.
ويشير الناجي إلى أن عودة الاحتلال للحرب ضد غزة حرمه من عمل إجراءات التحويلة لأجل السفر في أول فرصة يتاح فيها ذلك.
يعيش اليوم في وضع صحي ونفسي لا يُحتمل، وقد ضاق به المكان والزمان، لكنه لا يزال يتشبث بخيط أمل رفيع، بأن يُفتح المعبر ذات يوم، ليتمكن من الوصول إلى مستشفى يعيده – ولو جزئيًا – إلى حياته السابقة.
فلسطين أون لاين
التعليقات