أخبار اليوم - 'أنا كنت أحلى من هيك'، بهذه الصرخة تعبر الطفلة لانا عن وجع تعيشه، ويفتك بطفولتها وأحلامها البريئة في خضم حرب الإبادة الجماعية بغزة التي غيرت ملامحها. والدتها، مي الشريف، شهدت تغيرا عميقا في ابنتها الوحيدة، وتقبع بين متاهات قصة مأساوية لطفلة وجدت نفسها مجبرة على مواجهة ظروف مملوءة بالخوف والقصف والتشرد، وكأن الحياة أصبحت سلسلة من المآسي التي لا تنتهي.
أوائل العام الماضي، نزحت لانا مع أسرتها قسرا من شرق رفح إلى مخيم بربرة وسط المدينة، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، وفي مارس/آذار 2024، تعرضت العائلة لقصف عنيف في ذلك المخيم، مما أصاب لانا بالفزع. استفاقت الطفلة مرعوبة على وقع القصف، لدرجة أفقدتها القدرة على النجاة بنفسها حتى أنقذها ذووها من تحت الشبابيك التي تساقطت عليها.
بعد هذه الحادثة، لاحظت والدتها ظهور بقع بيضاء على وجه لانا، ومع مرور الأيام، انتشرت في جميع أنحاء جسدها وشعرها، ولم تقتصر الأعراض على التغيرات الجسدية فقط، بل امتدت لتشمل حالة نفسية صعبة. تقول الأم لصحيفة 'فلسطين': 'كانت لانا طوال فترة النزوح القسري، التي امتدت بين رفح وخانيونس، تصرخ: أنا بديش أموت، خدوني من هان، بديش أموت'.
وتضيف: 'كانت في كل مرة ننتقل فيها من مكان إلى آخر، تصاب بحالة من الرعب الشديد. في إحدى المرات عندما انتقلنا إلى منطقة الإقليمي شمال رفح، كانت الدبابات موجودة، ولانا تصرخ طوال الطريق'. هذه المشاعر الصادمة تطورت في سلوكها اليومي، حيث باتت الآن ترفض الخروج من خيمة النزوح القسري الجديدة في منطقة العطار غرب خانيونس، وتردد دائما أنها كانت 'أجمل قبل أن تتغير ملامحها بسبب آثار الحرب'.
طبيا، كانت الشكوك في البداية أنها حالة 'بهاق'، لكن التشخيص النهائي أظهر أن السبب هو 'الصدمة النفسية العميقة' التي تعرضت لها بسبب الرعب الذي عاشته، وهو ما دفع الطبيب إلى توصيف العلاج المناسب. لكن مي صدمت بأن هذا العلاج شحيح: 'الروشتات التي معايا لا يمكن الحصول عليها إلا في صيدلية واحدة في غزة، وبسعر يصل إلى 6500 شيقل، ولحد الآن لم أتمكن من تأمين العلاج'. وتضيف: 'لانا تحتاج إلى علاج يومي يتطلب وضع كريمات على وجهها، ولكن ليس لدي القدرة على شراء هذه الأدوية'.
ورغم إفادة الأطباء بوجود علاج في خارج القطاع باستخدام أشعة الليزر والعلاج التجميلي، فإن فرص حصول لانا عليه تبدو مستحيلة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية وإغلاق الاحتلال المعابر وتكدس المرضى والمصابين الذين هم بحاجة ماسة للسفر. ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدف الاحتلال الإسرائيلي منهجيا المنظومة الصحية في غزة وأخرج معظم مستشفياتها من الخدمة، كما منع إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية من الوصول إلى محتاجيها.
تدمير نفسي عميق وتعد حالة لانا أنموذجا مأساويا لما يعيشه الأطفال في غزة، حيث تتحول حياتهم إلى جحيم مستمر بسبب الحرب التي لا تنتهي، ومع كل يوم يمر، تتضاعف معاناتهم النفسية والجسدية، ويصبح الألم أكثر عمقا بسبب نقص الرعاية والموارد. وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسيف'، أن آثار الحرب على أطفال غزة تتعدى الأضرار الجسدية لتشمل تدميرا نفسيا عميقا. وتقول المنظمة في أحدث بيان لها في الثاني من مايو/أيار: 'الطفل في غزة لا يواجه فقط القصف والموت، بل يعاني أيضا من اضطرابات نفسية جراء العنف المستمر، مما يترك أثرا بالغا في نفسية الأطفال، ويصعب العلاج بسبب قلة الموارد ونقص الخدمات الطبية الأساسية'. كما تضيف أن آثار الحرب تظهر في حالات نفسية مثل القلق العميق والاكتئاب والهلع، بالإضافة إلى مشاكل جلدية ومناعية ناتجة عن الصدمة، وهي الحالات التي تشهدها العديد من الأسر في غزة. لكن الحرب المستمرة تترك كل طفل في غزة، كما هو حال لانا، وحيدا في مواجهة الألم والمعاناة، كأنما تضيف إلى أعمارهم عمرا لم يعيشوه.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - 'أنا كنت أحلى من هيك'، بهذه الصرخة تعبر الطفلة لانا عن وجع تعيشه، ويفتك بطفولتها وأحلامها البريئة في خضم حرب الإبادة الجماعية بغزة التي غيرت ملامحها. والدتها، مي الشريف، شهدت تغيرا عميقا في ابنتها الوحيدة، وتقبع بين متاهات قصة مأساوية لطفلة وجدت نفسها مجبرة على مواجهة ظروف مملوءة بالخوف والقصف والتشرد، وكأن الحياة أصبحت سلسلة من المآسي التي لا تنتهي.
أوائل العام الماضي، نزحت لانا مع أسرتها قسرا من شرق رفح إلى مخيم بربرة وسط المدينة، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، وفي مارس/آذار 2024، تعرضت العائلة لقصف عنيف في ذلك المخيم، مما أصاب لانا بالفزع. استفاقت الطفلة مرعوبة على وقع القصف، لدرجة أفقدتها القدرة على النجاة بنفسها حتى أنقذها ذووها من تحت الشبابيك التي تساقطت عليها.
بعد هذه الحادثة، لاحظت والدتها ظهور بقع بيضاء على وجه لانا، ومع مرور الأيام، انتشرت في جميع أنحاء جسدها وشعرها، ولم تقتصر الأعراض على التغيرات الجسدية فقط، بل امتدت لتشمل حالة نفسية صعبة. تقول الأم لصحيفة 'فلسطين': 'كانت لانا طوال فترة النزوح القسري، التي امتدت بين رفح وخانيونس، تصرخ: أنا بديش أموت، خدوني من هان، بديش أموت'.
وتضيف: 'كانت في كل مرة ننتقل فيها من مكان إلى آخر، تصاب بحالة من الرعب الشديد. في إحدى المرات عندما انتقلنا إلى منطقة الإقليمي شمال رفح، كانت الدبابات موجودة، ولانا تصرخ طوال الطريق'. هذه المشاعر الصادمة تطورت في سلوكها اليومي، حيث باتت الآن ترفض الخروج من خيمة النزوح القسري الجديدة في منطقة العطار غرب خانيونس، وتردد دائما أنها كانت 'أجمل قبل أن تتغير ملامحها بسبب آثار الحرب'.
طبيا، كانت الشكوك في البداية أنها حالة 'بهاق'، لكن التشخيص النهائي أظهر أن السبب هو 'الصدمة النفسية العميقة' التي تعرضت لها بسبب الرعب الذي عاشته، وهو ما دفع الطبيب إلى توصيف العلاج المناسب. لكن مي صدمت بأن هذا العلاج شحيح: 'الروشتات التي معايا لا يمكن الحصول عليها إلا في صيدلية واحدة في غزة، وبسعر يصل إلى 6500 شيقل، ولحد الآن لم أتمكن من تأمين العلاج'. وتضيف: 'لانا تحتاج إلى علاج يومي يتطلب وضع كريمات على وجهها، ولكن ليس لدي القدرة على شراء هذه الأدوية'.
ورغم إفادة الأطباء بوجود علاج في خارج القطاع باستخدام أشعة الليزر والعلاج التجميلي، فإن فرص حصول لانا عليه تبدو مستحيلة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية وإغلاق الاحتلال المعابر وتكدس المرضى والمصابين الذين هم بحاجة ماسة للسفر. ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدف الاحتلال الإسرائيلي منهجيا المنظومة الصحية في غزة وأخرج معظم مستشفياتها من الخدمة، كما منع إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية من الوصول إلى محتاجيها.
تدمير نفسي عميق وتعد حالة لانا أنموذجا مأساويا لما يعيشه الأطفال في غزة، حيث تتحول حياتهم إلى جحيم مستمر بسبب الحرب التي لا تنتهي، ومع كل يوم يمر، تتضاعف معاناتهم النفسية والجسدية، ويصبح الألم أكثر عمقا بسبب نقص الرعاية والموارد. وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسيف'، أن آثار الحرب على أطفال غزة تتعدى الأضرار الجسدية لتشمل تدميرا نفسيا عميقا. وتقول المنظمة في أحدث بيان لها في الثاني من مايو/أيار: 'الطفل في غزة لا يواجه فقط القصف والموت، بل يعاني أيضا من اضطرابات نفسية جراء العنف المستمر، مما يترك أثرا بالغا في نفسية الأطفال، ويصعب العلاج بسبب قلة الموارد ونقص الخدمات الطبية الأساسية'. كما تضيف أن آثار الحرب تظهر في حالات نفسية مثل القلق العميق والاكتئاب والهلع، بالإضافة إلى مشاكل جلدية ومناعية ناتجة عن الصدمة، وهي الحالات التي تشهدها العديد من الأسر في غزة. لكن الحرب المستمرة تترك كل طفل في غزة، كما هو حال لانا، وحيدا في مواجهة الألم والمعاناة، كأنما تضيف إلى أعمارهم عمرا لم يعيشوه.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - 'أنا كنت أحلى من هيك'، بهذه الصرخة تعبر الطفلة لانا عن وجع تعيشه، ويفتك بطفولتها وأحلامها البريئة في خضم حرب الإبادة الجماعية بغزة التي غيرت ملامحها. والدتها، مي الشريف، شهدت تغيرا عميقا في ابنتها الوحيدة، وتقبع بين متاهات قصة مأساوية لطفلة وجدت نفسها مجبرة على مواجهة ظروف مملوءة بالخوف والقصف والتشرد، وكأن الحياة أصبحت سلسلة من المآسي التي لا تنتهي.
أوائل العام الماضي، نزحت لانا مع أسرتها قسرا من شرق رفح إلى مخيم بربرة وسط المدينة، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، وفي مارس/آذار 2024، تعرضت العائلة لقصف عنيف في ذلك المخيم، مما أصاب لانا بالفزع. استفاقت الطفلة مرعوبة على وقع القصف، لدرجة أفقدتها القدرة على النجاة بنفسها حتى أنقذها ذووها من تحت الشبابيك التي تساقطت عليها.
بعد هذه الحادثة، لاحظت والدتها ظهور بقع بيضاء على وجه لانا، ومع مرور الأيام، انتشرت في جميع أنحاء جسدها وشعرها، ولم تقتصر الأعراض على التغيرات الجسدية فقط، بل امتدت لتشمل حالة نفسية صعبة. تقول الأم لصحيفة 'فلسطين': 'كانت لانا طوال فترة النزوح القسري، التي امتدت بين رفح وخانيونس، تصرخ: أنا بديش أموت، خدوني من هان، بديش أموت'.
وتضيف: 'كانت في كل مرة ننتقل فيها من مكان إلى آخر، تصاب بحالة من الرعب الشديد. في إحدى المرات عندما انتقلنا إلى منطقة الإقليمي شمال رفح، كانت الدبابات موجودة، ولانا تصرخ طوال الطريق'. هذه المشاعر الصادمة تطورت في سلوكها اليومي، حيث باتت الآن ترفض الخروج من خيمة النزوح القسري الجديدة في منطقة العطار غرب خانيونس، وتردد دائما أنها كانت 'أجمل قبل أن تتغير ملامحها بسبب آثار الحرب'.
طبيا، كانت الشكوك في البداية أنها حالة 'بهاق'، لكن التشخيص النهائي أظهر أن السبب هو 'الصدمة النفسية العميقة' التي تعرضت لها بسبب الرعب الذي عاشته، وهو ما دفع الطبيب إلى توصيف العلاج المناسب. لكن مي صدمت بأن هذا العلاج شحيح: 'الروشتات التي معايا لا يمكن الحصول عليها إلا في صيدلية واحدة في غزة، وبسعر يصل إلى 6500 شيقل، ولحد الآن لم أتمكن من تأمين العلاج'. وتضيف: 'لانا تحتاج إلى علاج يومي يتطلب وضع كريمات على وجهها، ولكن ليس لدي القدرة على شراء هذه الأدوية'.
ورغم إفادة الأطباء بوجود علاج في خارج القطاع باستخدام أشعة الليزر والعلاج التجميلي، فإن فرص حصول لانا عليه تبدو مستحيلة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية وإغلاق الاحتلال المعابر وتكدس المرضى والمصابين الذين هم بحاجة ماسة للسفر. ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدف الاحتلال الإسرائيلي منهجيا المنظومة الصحية في غزة وأخرج معظم مستشفياتها من الخدمة، كما منع إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية من الوصول إلى محتاجيها.
تدمير نفسي عميق وتعد حالة لانا أنموذجا مأساويا لما يعيشه الأطفال في غزة، حيث تتحول حياتهم إلى جحيم مستمر بسبب الحرب التي لا تنتهي، ومع كل يوم يمر، تتضاعف معاناتهم النفسية والجسدية، ويصبح الألم أكثر عمقا بسبب نقص الرعاية والموارد. وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسيف'، أن آثار الحرب على أطفال غزة تتعدى الأضرار الجسدية لتشمل تدميرا نفسيا عميقا. وتقول المنظمة في أحدث بيان لها في الثاني من مايو/أيار: 'الطفل في غزة لا يواجه فقط القصف والموت، بل يعاني أيضا من اضطرابات نفسية جراء العنف المستمر، مما يترك أثرا بالغا في نفسية الأطفال، ويصعب العلاج بسبب قلة الموارد ونقص الخدمات الطبية الأساسية'. كما تضيف أن آثار الحرب تظهر في حالات نفسية مثل القلق العميق والاكتئاب والهلع، بالإضافة إلى مشاكل جلدية ومناعية ناتجة عن الصدمة، وهي الحالات التي تشهدها العديد من الأسر في غزة. لكن الحرب المستمرة تترك كل طفل في غزة، كما هو حال لانا، وحيدا في مواجهة الألم والمعاناة، كأنما تضيف إلى أعمارهم عمرا لم يعيشوه.
فلسطين أون لاين
التعليقات