أخبار اليوم - في مشهد يختصر عمق الكارثة الإنسانية التي تعصف بمليوني إنسان في قطاع غزة، يصطف أطفال ونساء ورجال في طوابير طويلة، يحملون أواني فارغة وعلبًا معدنية صدئة، على أمل الحصول على وجبة طعام من التكايا الخيرية التي أصبحت شريانًا شبه وحيد مع استمرار المجاعة والانهيار الكامل للأمن الغذائي.
وباتت جميع المواد التموينية الأساسية مفقودة من الأسواق، وإن وُجدت، فهي بأسعار قياسية تفوق قدرة الغالبية الساحقة من سكان القطاع الذين يعيشون ظروفًا معيشية قاسية بفعل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لكافة معابر قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، إلى حرب الإبادة التي دخلت شهره التاسع عشر.
وجبة واحدة في اليوم
في أحد أحياء مدينة غزة، تقف الخمسينية أم أحمد عابد حاملة وعاء معدني، تحاول أن تحجز مكانًا في طابور إحدى التكايا، علّها تعود بما يسد رمق أفراد عائلتها التي تعيش ويلات النزوح منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة.
تقول أم أحمد بصوت متعب لـ 'فلسطين أون لاين': 'لا نجد ما نطعم به أطفالنا، والتكايا باتت المصدر الوحيد للحصول على الطعام.. نحصل على العدس أو المعكرونة أو الأرز، لكننا نعيش على وجبة واحدة في اليوم، وفي كثير من الأيام لا نجدها أصلًا'.
وتضيف بألم: 'العالم يشاهد أطفالنا يتحولون إلى هياكل عظمية من الجوع، ولا أحد يتحرك. إلى متى سيستمر هذا الصمت المخزي؟'.
على مقربة، وقفت السيدة أم علي العيماوي، النازحة من شمال غزة وأم لخمسة أطفال، تروي أن ما تحصل عليه من التكية لا يكفي لسد جوعهم، وتضطر لتقسيم رغيف خبز واحد بين أولادها.
وتقول العيماوي لـ'فلسطين أون لاين'، إنها تنتظر في طابور التكية ساعات طويلة، دون أن تتمكن في الكثير من الأحيان في الحصول على شيء، بسبب قلة الطعام المتوفر وتزاحم المواطنين أمام التكية.
وتشير إلى أن لا تستطيع شراء الخضراوات والمواد الغذائية التي أصبحت نادرة في الأسواق، وإن وجدت فإن أسعارها لا يقوى على دفعها أحد.
في ظل غياب الطحين من الأسواق، وتوقف المخابز عن العمل، وتحول الخضراوات إلى سلع نادرة وباهظة الثمن، أصبحت التكايا الخيرية الجهة الوحيدة التي تضع طعامًا على موائد العائلات، إلا أن هذا الأمل أيضًا يتلاشى أيضًا.
فقد أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، أول من أمس، توقف جميع عملياتها الإنسانية في قطاع غزة، بسبب نفاد مخزون المواد الغذائية ووقود الطهي، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ مطلع مارس/آذار الماضي.
وقالت المنظمة الإغاثية في بيان لها، إنها لم تعد تملك الإمدادات اللازمة لطهي الوجبات أو إعداد الخبز في غزة، بعد أن قدمت خلال الأشهر الـ18 الماضية أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز للسكان المحاصرين.
نخشى الموت جوعاً
إياد معرف النازح من بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، يختصر المأساة بقوله: 'ما ضل عنا إشي ناكله... نعيش على التكيات، واذا توقفت سنموت جوعاً'.
ويضيف معروف لـ'فلسطين أون لاين': 'لا أحد يستطيع أن يُعد الطعام لعائلته، فلا طحين وخضار ولا غاز، حتى الحطب بالكاد نستطيع توفيره'.
ويشير إلى أن النازحين يتدافعون يوميًا للحصول على الطعام، والذي غالباً ما يكون العدس، وسط مشاهد تتكرر ككابوس ثقيل.
سامي الأعرج، أب لأربعة أطفال، لم يعد يستطيع توفير الطعام لأطفاله إلا من التكية. يقول: 'كل يوم أذهب إليها مبكرًا، ومع ذلك لا أضمن شيئًا... خلال دقائق قليلة ينفد الطعام. من يحالفه الحظ يحصل على الطعام، والكثيرون لن يحصلوا على شيء'.
ويضيف الأعرج: 'لا أمتلك المال لشراء المواد الغذائية والخضراوات، ولا توجد مساعدات غذائية مقدمة لنا'.
وتحذر منظمات حقوقية من أن غياب الغذاء الأساسي، وحرمان السكان من القدرة على تأمين أبسط وجبة، يرقى إلى مستوى 'العقاب الجماعي'، ويشكل خطراً مباشراً على حياة مئات الآلاف.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن أكثر من 2.3 مليون شخص في القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما تُغلق (إسرائيل) كافة معابر غزة أمام دخول الغذاء والدواء والإمدادات منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد وإصابة أكثر من 171 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في مشهد يختصر عمق الكارثة الإنسانية التي تعصف بمليوني إنسان في قطاع غزة، يصطف أطفال ونساء ورجال في طوابير طويلة، يحملون أواني فارغة وعلبًا معدنية صدئة، على أمل الحصول على وجبة طعام من التكايا الخيرية التي أصبحت شريانًا شبه وحيد مع استمرار المجاعة والانهيار الكامل للأمن الغذائي.
وباتت جميع المواد التموينية الأساسية مفقودة من الأسواق، وإن وُجدت، فهي بأسعار قياسية تفوق قدرة الغالبية الساحقة من سكان القطاع الذين يعيشون ظروفًا معيشية قاسية بفعل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لكافة معابر قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، إلى حرب الإبادة التي دخلت شهره التاسع عشر.
وجبة واحدة في اليوم
في أحد أحياء مدينة غزة، تقف الخمسينية أم أحمد عابد حاملة وعاء معدني، تحاول أن تحجز مكانًا في طابور إحدى التكايا، علّها تعود بما يسد رمق أفراد عائلتها التي تعيش ويلات النزوح منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة.
تقول أم أحمد بصوت متعب لـ 'فلسطين أون لاين': 'لا نجد ما نطعم به أطفالنا، والتكايا باتت المصدر الوحيد للحصول على الطعام.. نحصل على العدس أو المعكرونة أو الأرز، لكننا نعيش على وجبة واحدة في اليوم، وفي كثير من الأيام لا نجدها أصلًا'.
وتضيف بألم: 'العالم يشاهد أطفالنا يتحولون إلى هياكل عظمية من الجوع، ولا أحد يتحرك. إلى متى سيستمر هذا الصمت المخزي؟'.
على مقربة، وقفت السيدة أم علي العيماوي، النازحة من شمال غزة وأم لخمسة أطفال، تروي أن ما تحصل عليه من التكية لا يكفي لسد جوعهم، وتضطر لتقسيم رغيف خبز واحد بين أولادها.
وتقول العيماوي لـ'فلسطين أون لاين'، إنها تنتظر في طابور التكية ساعات طويلة، دون أن تتمكن في الكثير من الأحيان في الحصول على شيء، بسبب قلة الطعام المتوفر وتزاحم المواطنين أمام التكية.
وتشير إلى أن لا تستطيع شراء الخضراوات والمواد الغذائية التي أصبحت نادرة في الأسواق، وإن وجدت فإن أسعارها لا يقوى على دفعها أحد.
في ظل غياب الطحين من الأسواق، وتوقف المخابز عن العمل، وتحول الخضراوات إلى سلع نادرة وباهظة الثمن، أصبحت التكايا الخيرية الجهة الوحيدة التي تضع طعامًا على موائد العائلات، إلا أن هذا الأمل أيضًا يتلاشى أيضًا.
فقد أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، أول من أمس، توقف جميع عملياتها الإنسانية في قطاع غزة، بسبب نفاد مخزون المواد الغذائية ووقود الطهي، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ مطلع مارس/آذار الماضي.
وقالت المنظمة الإغاثية في بيان لها، إنها لم تعد تملك الإمدادات اللازمة لطهي الوجبات أو إعداد الخبز في غزة، بعد أن قدمت خلال الأشهر الـ18 الماضية أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز للسكان المحاصرين.
نخشى الموت جوعاً
إياد معرف النازح من بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، يختصر المأساة بقوله: 'ما ضل عنا إشي ناكله... نعيش على التكيات، واذا توقفت سنموت جوعاً'.
ويضيف معروف لـ'فلسطين أون لاين': 'لا أحد يستطيع أن يُعد الطعام لعائلته، فلا طحين وخضار ولا غاز، حتى الحطب بالكاد نستطيع توفيره'.
ويشير إلى أن النازحين يتدافعون يوميًا للحصول على الطعام، والذي غالباً ما يكون العدس، وسط مشاهد تتكرر ككابوس ثقيل.
سامي الأعرج، أب لأربعة أطفال، لم يعد يستطيع توفير الطعام لأطفاله إلا من التكية. يقول: 'كل يوم أذهب إليها مبكرًا، ومع ذلك لا أضمن شيئًا... خلال دقائق قليلة ينفد الطعام. من يحالفه الحظ يحصل على الطعام، والكثيرون لن يحصلوا على شيء'.
ويضيف الأعرج: 'لا أمتلك المال لشراء المواد الغذائية والخضراوات، ولا توجد مساعدات غذائية مقدمة لنا'.
وتحذر منظمات حقوقية من أن غياب الغذاء الأساسي، وحرمان السكان من القدرة على تأمين أبسط وجبة، يرقى إلى مستوى 'العقاب الجماعي'، ويشكل خطراً مباشراً على حياة مئات الآلاف.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن أكثر من 2.3 مليون شخص في القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما تُغلق (إسرائيل) كافة معابر غزة أمام دخول الغذاء والدواء والإمدادات منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد وإصابة أكثر من 171 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - في مشهد يختصر عمق الكارثة الإنسانية التي تعصف بمليوني إنسان في قطاع غزة، يصطف أطفال ونساء ورجال في طوابير طويلة، يحملون أواني فارغة وعلبًا معدنية صدئة، على أمل الحصول على وجبة طعام من التكايا الخيرية التي أصبحت شريانًا شبه وحيد مع استمرار المجاعة والانهيار الكامل للأمن الغذائي.
وباتت جميع المواد التموينية الأساسية مفقودة من الأسواق، وإن وُجدت، فهي بأسعار قياسية تفوق قدرة الغالبية الساحقة من سكان القطاع الذين يعيشون ظروفًا معيشية قاسية بفعل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لكافة معابر قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، إلى حرب الإبادة التي دخلت شهره التاسع عشر.
وجبة واحدة في اليوم
في أحد أحياء مدينة غزة، تقف الخمسينية أم أحمد عابد حاملة وعاء معدني، تحاول أن تحجز مكانًا في طابور إحدى التكايا، علّها تعود بما يسد رمق أفراد عائلتها التي تعيش ويلات النزوح منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة.
تقول أم أحمد بصوت متعب لـ 'فلسطين أون لاين': 'لا نجد ما نطعم به أطفالنا، والتكايا باتت المصدر الوحيد للحصول على الطعام.. نحصل على العدس أو المعكرونة أو الأرز، لكننا نعيش على وجبة واحدة في اليوم، وفي كثير من الأيام لا نجدها أصلًا'.
وتضيف بألم: 'العالم يشاهد أطفالنا يتحولون إلى هياكل عظمية من الجوع، ولا أحد يتحرك. إلى متى سيستمر هذا الصمت المخزي؟'.
على مقربة، وقفت السيدة أم علي العيماوي، النازحة من شمال غزة وأم لخمسة أطفال، تروي أن ما تحصل عليه من التكية لا يكفي لسد جوعهم، وتضطر لتقسيم رغيف خبز واحد بين أولادها.
وتقول العيماوي لـ'فلسطين أون لاين'، إنها تنتظر في طابور التكية ساعات طويلة، دون أن تتمكن في الكثير من الأحيان في الحصول على شيء، بسبب قلة الطعام المتوفر وتزاحم المواطنين أمام التكية.
وتشير إلى أن لا تستطيع شراء الخضراوات والمواد الغذائية التي أصبحت نادرة في الأسواق، وإن وجدت فإن أسعارها لا يقوى على دفعها أحد.
في ظل غياب الطحين من الأسواق، وتوقف المخابز عن العمل، وتحول الخضراوات إلى سلع نادرة وباهظة الثمن، أصبحت التكايا الخيرية الجهة الوحيدة التي تضع طعامًا على موائد العائلات، إلا أن هذا الأمل أيضًا يتلاشى أيضًا.
فقد أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، أول من أمس، توقف جميع عملياتها الإنسانية في قطاع غزة، بسبب نفاد مخزون المواد الغذائية ووقود الطهي، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ مطلع مارس/آذار الماضي.
وقالت المنظمة الإغاثية في بيان لها، إنها لم تعد تملك الإمدادات اللازمة لطهي الوجبات أو إعداد الخبز في غزة، بعد أن قدمت خلال الأشهر الـ18 الماضية أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز للسكان المحاصرين.
نخشى الموت جوعاً
إياد معرف النازح من بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، يختصر المأساة بقوله: 'ما ضل عنا إشي ناكله... نعيش على التكيات، واذا توقفت سنموت جوعاً'.
ويضيف معروف لـ'فلسطين أون لاين': 'لا أحد يستطيع أن يُعد الطعام لعائلته، فلا طحين وخضار ولا غاز، حتى الحطب بالكاد نستطيع توفيره'.
ويشير إلى أن النازحين يتدافعون يوميًا للحصول على الطعام، والذي غالباً ما يكون العدس، وسط مشاهد تتكرر ككابوس ثقيل.
سامي الأعرج، أب لأربعة أطفال، لم يعد يستطيع توفير الطعام لأطفاله إلا من التكية. يقول: 'كل يوم أذهب إليها مبكرًا، ومع ذلك لا أضمن شيئًا... خلال دقائق قليلة ينفد الطعام. من يحالفه الحظ يحصل على الطعام، والكثيرون لن يحصلوا على شيء'.
ويضيف الأعرج: 'لا أمتلك المال لشراء المواد الغذائية والخضراوات، ولا توجد مساعدات غذائية مقدمة لنا'.
وتحذر منظمات حقوقية من أن غياب الغذاء الأساسي، وحرمان السكان من القدرة على تأمين أبسط وجبة، يرقى إلى مستوى 'العقاب الجماعي'، ويشكل خطراً مباشراً على حياة مئات الآلاف.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن أكثر من 2.3 مليون شخص في القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما تُغلق (إسرائيل) كافة معابر غزة أمام دخول الغذاء والدواء والإمدادات منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد وإصابة أكثر من 171 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
فلسطين أون لاين
التعليقات