أخبار اليوم - على أطراف أحد مخيمات النزوح القسري في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، تعيش الطفلة رهف أبو جبل ذات العشرة أعوام حياة تفتقر إلى أبسط مقومات الأمان والطفولة، بعدما اضطرت للنزوح مع عائلتها من حي الشجاعية، للنجاة بنفسها من آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقف عن دك الأحياء السكنية في تلك المنطقة.
فمنذ عودة الاحتلال الإسرائيلي إلى تصعيده العسكري واستئناف حرب الإبادة الجماعية على القطاع في مارس/آذار، وجد أكثر من مليوني إنسان في غزة أنفسهم محاصرين بلا طعام ولا دواء، بعدما أغلقت سلطات الاحتلال المعابر بشكل كامل ومنعت إدخال أي مساعدات إنسانية، ما تسبب في كارثة غذائية غير مسبوقة وصفتها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بأنها 'حرب تجويع ممنهجة' ضد المدنيين، وانتهاك صارخ لكل القوانين الدولي.
رهف الطفلة صاحبة البشرة القمحية لم تعد تعرف طعم الاستقرار، تنام كل ليلة خائفة، بعد أن اعتادت على سماع دوي الانفجارات من حولها، وجائعة تفتقد طبق العشاء الذي غاب عن مائدتهم منذ أسابيع.
توضح والدتها، نهال أبو جبل، أن صغيرتها تستيقظ أحيانًا من نومها وهي تبكي بسبب الجوع، لا تطلب الطعام فهي تعرف أنه غير متوفر وأن ما كان موجوداً ذهب لإخوتها الصغار، تشرب بعض الماء وتحاول الرجوع للنوم.
في خيمة بالكاد تقيهم البرد والحر، تحاول نهال التخفيف عن رهف وأبنائها الثلاث، لكنها تعجز أمام مشهد البطون الخاوية والخوف الذي يسكن أعينهم، تقول بصوت متهدج لصحيفة 'فلسطين': 'أطفالي لا يعرفون الأمان.. ابنتي تنام وهي جائعة، وتستيقظ على أصوات القصف'.
رهف كانت تحب ارتداء المريول المدرسي، وتحمل حقيبتها التي تحوي كتبًا عن الأحلام والطموحات، كانت تحلم بأن تصبح طبيبة تعالج الناس، لكنها اليوم لا تجد ما تسد به رمقها، وتجلس على قطعة قماش في خيمتها تسأل والدتها: 'متى سنعود لبيتنا؟ ومتى سأنهي صفي الدراسي الخامس؟'
وتلفت نهال إلى أن آخر كيلو أرز وبعض العدس كانت الوجبة الأخيرة المتوفرة لديها لإطعام أبنائها ولا تدري ماذا ستطعمهم في صباح اليوم التالي، مؤكدةً أن الخوف من عدم وجود طعام أمر قاسي ومؤلم على كل أم وأب وهم ينظرون لعيون أبنائهم التي تطلب الطعام وهم عاجزون لا يستطيعون توفيره.
لكن وسط هذه الظروف الصعبة، وجدت رهف بصيص أمل حين افتتحت مبادرة تعليمية في داخل ملعب برشلونة في حي تل الهوا بالقرب من المخيم الذي تجلس فيه، مبادرة أطلقها متطوعون لتوفير التعليم للأطفال النازحين.
مبادرة وجدت فيها رهم فرصة لتستعيد جزءًا بسيطًا من حقها في الدراسة والحصول على تعليم قد حرمها منه الاحتلال لعاميين متتاليين، تجلس رهف اليوم بين أطفال آخرين يحملون ذات الحلم: أن تعود الحياة إلى طبيعتها، ولو قليلًا.
تتمنى نهال أن يتوقف العدوان، وأن يُسمح بدخول الغذاء والماء والمسكن مجددًا إلى غزة، ليتمكن أطفالها من استعادة بعض من طفولتهم المسلوبة. وتضيف: 'حلمي أن تعود رهف إلى مدرستها، وتلبس مريولها وتكمل دربها.. كأي طفل في هذا العالم'.
في مخيم تل الهوا، كما في مئات أماكن النزوح الأخرى داخل قطاع غزة، تتكرر قصة رهف بأشكال مختلفة، لكنها دائمًا تبدأ بالخوف والجوع، وتنتهي بحلم بسيط: بيت، طعام، وعودة إلى مقعد الدراسة. فهل يتحقق الحلم قريبًا؟
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع غزة عبر سياسة الحصار الشامل ومنع ادخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - على أطراف أحد مخيمات النزوح القسري في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، تعيش الطفلة رهف أبو جبل ذات العشرة أعوام حياة تفتقر إلى أبسط مقومات الأمان والطفولة، بعدما اضطرت للنزوح مع عائلتها من حي الشجاعية، للنجاة بنفسها من آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقف عن دك الأحياء السكنية في تلك المنطقة.
فمنذ عودة الاحتلال الإسرائيلي إلى تصعيده العسكري واستئناف حرب الإبادة الجماعية على القطاع في مارس/آذار، وجد أكثر من مليوني إنسان في غزة أنفسهم محاصرين بلا طعام ولا دواء، بعدما أغلقت سلطات الاحتلال المعابر بشكل كامل ومنعت إدخال أي مساعدات إنسانية، ما تسبب في كارثة غذائية غير مسبوقة وصفتها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بأنها 'حرب تجويع ممنهجة' ضد المدنيين، وانتهاك صارخ لكل القوانين الدولي.
رهف الطفلة صاحبة البشرة القمحية لم تعد تعرف طعم الاستقرار، تنام كل ليلة خائفة، بعد أن اعتادت على سماع دوي الانفجارات من حولها، وجائعة تفتقد طبق العشاء الذي غاب عن مائدتهم منذ أسابيع.
توضح والدتها، نهال أبو جبل، أن صغيرتها تستيقظ أحيانًا من نومها وهي تبكي بسبب الجوع، لا تطلب الطعام فهي تعرف أنه غير متوفر وأن ما كان موجوداً ذهب لإخوتها الصغار، تشرب بعض الماء وتحاول الرجوع للنوم.
في خيمة بالكاد تقيهم البرد والحر، تحاول نهال التخفيف عن رهف وأبنائها الثلاث، لكنها تعجز أمام مشهد البطون الخاوية والخوف الذي يسكن أعينهم، تقول بصوت متهدج لصحيفة 'فلسطين': 'أطفالي لا يعرفون الأمان.. ابنتي تنام وهي جائعة، وتستيقظ على أصوات القصف'.
رهف كانت تحب ارتداء المريول المدرسي، وتحمل حقيبتها التي تحوي كتبًا عن الأحلام والطموحات، كانت تحلم بأن تصبح طبيبة تعالج الناس، لكنها اليوم لا تجد ما تسد به رمقها، وتجلس على قطعة قماش في خيمتها تسأل والدتها: 'متى سنعود لبيتنا؟ ومتى سأنهي صفي الدراسي الخامس؟'
وتلفت نهال إلى أن آخر كيلو أرز وبعض العدس كانت الوجبة الأخيرة المتوفرة لديها لإطعام أبنائها ولا تدري ماذا ستطعمهم في صباح اليوم التالي، مؤكدةً أن الخوف من عدم وجود طعام أمر قاسي ومؤلم على كل أم وأب وهم ينظرون لعيون أبنائهم التي تطلب الطعام وهم عاجزون لا يستطيعون توفيره.
لكن وسط هذه الظروف الصعبة، وجدت رهف بصيص أمل حين افتتحت مبادرة تعليمية في داخل ملعب برشلونة في حي تل الهوا بالقرب من المخيم الذي تجلس فيه، مبادرة أطلقها متطوعون لتوفير التعليم للأطفال النازحين.
مبادرة وجدت فيها رهم فرصة لتستعيد جزءًا بسيطًا من حقها في الدراسة والحصول على تعليم قد حرمها منه الاحتلال لعاميين متتاليين، تجلس رهف اليوم بين أطفال آخرين يحملون ذات الحلم: أن تعود الحياة إلى طبيعتها، ولو قليلًا.
تتمنى نهال أن يتوقف العدوان، وأن يُسمح بدخول الغذاء والماء والمسكن مجددًا إلى غزة، ليتمكن أطفالها من استعادة بعض من طفولتهم المسلوبة. وتضيف: 'حلمي أن تعود رهف إلى مدرستها، وتلبس مريولها وتكمل دربها.. كأي طفل في هذا العالم'.
في مخيم تل الهوا، كما في مئات أماكن النزوح الأخرى داخل قطاع غزة، تتكرر قصة رهف بأشكال مختلفة، لكنها دائمًا تبدأ بالخوف والجوع، وتنتهي بحلم بسيط: بيت، طعام، وعودة إلى مقعد الدراسة. فهل يتحقق الحلم قريبًا؟
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع غزة عبر سياسة الحصار الشامل ومنع ادخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع.
المصدر / فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - على أطراف أحد مخيمات النزوح القسري في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، تعيش الطفلة رهف أبو جبل ذات العشرة أعوام حياة تفتقر إلى أبسط مقومات الأمان والطفولة، بعدما اضطرت للنزوح مع عائلتها من حي الشجاعية، للنجاة بنفسها من آلة الحرب الإسرائيلية التي لا تتوقف عن دك الأحياء السكنية في تلك المنطقة.
فمنذ عودة الاحتلال الإسرائيلي إلى تصعيده العسكري واستئناف حرب الإبادة الجماعية على القطاع في مارس/آذار، وجد أكثر من مليوني إنسان في غزة أنفسهم محاصرين بلا طعام ولا دواء، بعدما أغلقت سلطات الاحتلال المعابر بشكل كامل ومنعت إدخال أي مساعدات إنسانية، ما تسبب في كارثة غذائية غير مسبوقة وصفتها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بأنها 'حرب تجويع ممنهجة' ضد المدنيين، وانتهاك صارخ لكل القوانين الدولي.
رهف الطفلة صاحبة البشرة القمحية لم تعد تعرف طعم الاستقرار، تنام كل ليلة خائفة، بعد أن اعتادت على سماع دوي الانفجارات من حولها، وجائعة تفتقد طبق العشاء الذي غاب عن مائدتهم منذ أسابيع.
توضح والدتها، نهال أبو جبل، أن صغيرتها تستيقظ أحيانًا من نومها وهي تبكي بسبب الجوع، لا تطلب الطعام فهي تعرف أنه غير متوفر وأن ما كان موجوداً ذهب لإخوتها الصغار، تشرب بعض الماء وتحاول الرجوع للنوم.
في خيمة بالكاد تقيهم البرد والحر، تحاول نهال التخفيف عن رهف وأبنائها الثلاث، لكنها تعجز أمام مشهد البطون الخاوية والخوف الذي يسكن أعينهم، تقول بصوت متهدج لصحيفة 'فلسطين': 'أطفالي لا يعرفون الأمان.. ابنتي تنام وهي جائعة، وتستيقظ على أصوات القصف'.
رهف كانت تحب ارتداء المريول المدرسي، وتحمل حقيبتها التي تحوي كتبًا عن الأحلام والطموحات، كانت تحلم بأن تصبح طبيبة تعالج الناس، لكنها اليوم لا تجد ما تسد به رمقها، وتجلس على قطعة قماش في خيمتها تسأل والدتها: 'متى سنعود لبيتنا؟ ومتى سأنهي صفي الدراسي الخامس؟'
وتلفت نهال إلى أن آخر كيلو أرز وبعض العدس كانت الوجبة الأخيرة المتوفرة لديها لإطعام أبنائها ولا تدري ماذا ستطعمهم في صباح اليوم التالي، مؤكدةً أن الخوف من عدم وجود طعام أمر قاسي ومؤلم على كل أم وأب وهم ينظرون لعيون أبنائهم التي تطلب الطعام وهم عاجزون لا يستطيعون توفيره.
لكن وسط هذه الظروف الصعبة، وجدت رهف بصيص أمل حين افتتحت مبادرة تعليمية في داخل ملعب برشلونة في حي تل الهوا بالقرب من المخيم الذي تجلس فيه، مبادرة أطلقها متطوعون لتوفير التعليم للأطفال النازحين.
مبادرة وجدت فيها رهم فرصة لتستعيد جزءًا بسيطًا من حقها في الدراسة والحصول على تعليم قد حرمها منه الاحتلال لعاميين متتاليين، تجلس رهف اليوم بين أطفال آخرين يحملون ذات الحلم: أن تعود الحياة إلى طبيعتها، ولو قليلًا.
تتمنى نهال أن يتوقف العدوان، وأن يُسمح بدخول الغذاء والماء والمسكن مجددًا إلى غزة، ليتمكن أطفالها من استعادة بعض من طفولتهم المسلوبة. وتضيف: 'حلمي أن تعود رهف إلى مدرستها، وتلبس مريولها وتكمل دربها.. كأي طفل في هذا العالم'.
في مخيم تل الهوا، كما في مئات أماكن النزوح الأخرى داخل قطاع غزة، تتكرر قصة رهف بأشكال مختلفة، لكنها دائمًا تبدأ بالخوف والجوع، وتنتهي بحلم بسيط: بيت، طعام، وعودة إلى مقعد الدراسة. فهل يتحقق الحلم قريبًا؟
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع غزة عبر سياسة الحصار الشامل ومنع ادخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع.
المصدر / فلسطين أون لاين
التعليقات