أخبار اليوم - قبل حرب الإبادة الجماعية، كان بيت الباحثة عبير النجار كخلية نحل يعكف فيها زوجها وابناؤها على مساعدتها في إتمام رسالة الدكتوراة، متحينين لحظة الفرح بأن تناقش والدتهم الدراسة في احتفال تخيلوه بهيجا يجمعهم باقربائهم جميعا.
لكن القدر حمل لعبير ما لم تتوقعه ابدا فكان حفل المناقشة خاليا من أركانه: بلال ورفيف ورؤى وريام ورنان وكثير من الأحباب.
التحقت عبير بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية لدراسة الدكتوراة قبل الحرب، وكانت تتوق لنهاية مشرقة. تقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'بت على موعد قريب مع المناقشة غير ان قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيتي لم يقتل ابنائي وأبناء شقيقتي فقط، بل حرق كل ما يتعلق بالدكتوراة، من لابتوب، وأوراق وأبحاث'.
ولم ينقذ عبير سوى أنها كانت قد قامت قبل قصف منزلها بيوم بإرسال بعض الملفات غير الجاهزة وغير المرتبة على البريد الالكتروني لإحدى بناتها، 'فعليا جمعتها كما جمعت أشلاء أطفالي'، تضيف.
وتتابع :' قصف الاحتلال بيتي في الثامن عشر من أكتوبر واستشهد أبنائي بلال ورفيف ومن تبقى منهم كان في مختلف أقسام المستشفى بين العناية والحروق والجراحة... مكثت في المشفى ٣ أشهر ، ثم نزحنا قسرا لرفح، ثم عدنا لخانيونس مكثنا فيها وقتا ليس بالطويل، وحدثت بعدها مجزرة في شارع النص بالمواصي أصيبت على إثرها ابنتي الكبرى رؤى بكسر في فقرتين في الظهر، وضلوع الصدر، وتسببت لها بشلل نصفي'.
وتردف: 'بدأنا من جديد رحلة المعاناة بين المستشفى والعلاج الطبيعي، وبعدها انتقلنا إلى جمعية الهلال الأحمر لمدة شهرين لتلقي العلاج الطبيعي اللازم، وكذلك العلاج الوظيفي، ثم بعدها رجعنا إلى خيمتنا التي ليس فيها أي من مقومات الحياة فكيف تناسب ابنتي التي أصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة؟!'.
وبعد جهد وتعب وطول انتظار تمت الموافقة على خروج ابنتها للعلاج في مصر لكن الاحتلال الإسرائيلي منعها من مرافقتها، 'مما زاد العبء النفسي علي وعليها، لأنها بحاجة ماسة لوجودي بجانبها، لكنني غلبت عقلي على قلبي واخترت أن تخرج لتبدأ رحلة من العلاج ولو بدوني، وأرسلت معها شقيقتيها ريان ورنان وزوجة خالي التي تركت وراءها زوجها وعائلتها لترافق ابنتي'.
وتشير إلى أنه كلما حدث قصف أو مجزرة أو دمار فإنها تشعر بالقهر لادراكها بأن زوجة خالها تشعر في تلك اللحظات بالخوف على ابنائها الذين تركتهم وراءها، لكن عبير قررت أن تتعالى على كل ما مرت به وتحقق حلم أبناءها الشهداء والمضي للحصول على درجة الدكتوراة.
تقول بأسى: ' ابنتي الشهيدة رفيف هي من كانت يوميا تعد لي مكتبي وما يلزمني للدراسة قبل الحرب، كانت تقول ربنا يكرمك وتخلصي الدكتوراة، وكان ابني الوحيد حبيب القلب والفؤاد الشهيد بلال دائم الدعاء بأن يوفقني الله في الحصول على تلك الدرجة'.
وبتوفيق من الله ودعم من أهلها الذين احتضنوها وبناتها منذ لحظة قصف بيتهم، وزوجها الذي قدم لها الدعم والإسناد رغبة منه بأن تكون افضل، استطاعت عبير التغلب على العقبات التي مرت بها خلال الحرب وإنجاز رسالة الدكتوراة ومناقشتها.
وفي قاعة المناقشة كان خليط من الحزن والفرح بمقاعد غاب عنها أصحابها أبناؤها الشهداء بلال ورفيف وبناتها الجريحات رؤى ورنان وريام اللواتي شاركنها تلك اللحظات عبر شبكة الإنترنت واهدينها ابيات من الشعر معبرات عن فخرهن بوالدتهن.
وما زاد الغصة غياب شقيقها الشهيد محمود وأبناء شقيقتها الشهداء وزوج وأبناء شقيقتها الأخرى الذين استشهدوا أيضا خلال الحرب وعدد كبير من أبناء عائلتها، و' أيضا استشهاد الصحفي وصديق العائلة حسن اصليح في اليوم ذاته بعد أن تلقت وعدا منه في الليلة السابقة لاستشهاده بأن يتغلب على جراحه ليحضر مناقشتها'.
لكن الدعم النفسي الذي تلقته من صديقات ومتضامنات مع الشعب الفلسطيني من مختلف الدول العربية وحضورهن للمناقشة عبر شبكة الإنترنت، واهدائها اهازيج من الفرح، بجانب ما لاقته الرسالة من استحسان من المنافسين جعل عبير تشعر بالفخر لإنجازها رغم كل الظروف القاسية التي مرت بها.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - قبل حرب الإبادة الجماعية، كان بيت الباحثة عبير النجار كخلية نحل يعكف فيها زوجها وابناؤها على مساعدتها في إتمام رسالة الدكتوراة، متحينين لحظة الفرح بأن تناقش والدتهم الدراسة في احتفال تخيلوه بهيجا يجمعهم باقربائهم جميعا.
لكن القدر حمل لعبير ما لم تتوقعه ابدا فكان حفل المناقشة خاليا من أركانه: بلال ورفيف ورؤى وريام ورنان وكثير من الأحباب.
التحقت عبير بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية لدراسة الدكتوراة قبل الحرب، وكانت تتوق لنهاية مشرقة. تقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'بت على موعد قريب مع المناقشة غير ان قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيتي لم يقتل ابنائي وأبناء شقيقتي فقط، بل حرق كل ما يتعلق بالدكتوراة، من لابتوب، وأوراق وأبحاث'.
ولم ينقذ عبير سوى أنها كانت قد قامت قبل قصف منزلها بيوم بإرسال بعض الملفات غير الجاهزة وغير المرتبة على البريد الالكتروني لإحدى بناتها، 'فعليا جمعتها كما جمعت أشلاء أطفالي'، تضيف.
وتتابع :' قصف الاحتلال بيتي في الثامن عشر من أكتوبر واستشهد أبنائي بلال ورفيف ومن تبقى منهم كان في مختلف أقسام المستشفى بين العناية والحروق والجراحة... مكثت في المشفى ٣ أشهر ، ثم نزحنا قسرا لرفح، ثم عدنا لخانيونس مكثنا فيها وقتا ليس بالطويل، وحدثت بعدها مجزرة في شارع النص بالمواصي أصيبت على إثرها ابنتي الكبرى رؤى بكسر في فقرتين في الظهر، وضلوع الصدر، وتسببت لها بشلل نصفي'.
وتردف: 'بدأنا من جديد رحلة المعاناة بين المستشفى والعلاج الطبيعي، وبعدها انتقلنا إلى جمعية الهلال الأحمر لمدة شهرين لتلقي العلاج الطبيعي اللازم، وكذلك العلاج الوظيفي، ثم بعدها رجعنا إلى خيمتنا التي ليس فيها أي من مقومات الحياة فكيف تناسب ابنتي التي أصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة؟!'.
وبعد جهد وتعب وطول انتظار تمت الموافقة على خروج ابنتها للعلاج في مصر لكن الاحتلال الإسرائيلي منعها من مرافقتها، 'مما زاد العبء النفسي علي وعليها، لأنها بحاجة ماسة لوجودي بجانبها، لكنني غلبت عقلي على قلبي واخترت أن تخرج لتبدأ رحلة من العلاج ولو بدوني، وأرسلت معها شقيقتيها ريان ورنان وزوجة خالي التي تركت وراءها زوجها وعائلتها لترافق ابنتي'.
وتشير إلى أنه كلما حدث قصف أو مجزرة أو دمار فإنها تشعر بالقهر لادراكها بأن زوجة خالها تشعر في تلك اللحظات بالخوف على ابنائها الذين تركتهم وراءها، لكن عبير قررت أن تتعالى على كل ما مرت به وتحقق حلم أبناءها الشهداء والمضي للحصول على درجة الدكتوراة.
تقول بأسى: ' ابنتي الشهيدة رفيف هي من كانت يوميا تعد لي مكتبي وما يلزمني للدراسة قبل الحرب، كانت تقول ربنا يكرمك وتخلصي الدكتوراة، وكان ابني الوحيد حبيب القلب والفؤاد الشهيد بلال دائم الدعاء بأن يوفقني الله في الحصول على تلك الدرجة'.
وبتوفيق من الله ودعم من أهلها الذين احتضنوها وبناتها منذ لحظة قصف بيتهم، وزوجها الذي قدم لها الدعم والإسناد رغبة منه بأن تكون افضل، استطاعت عبير التغلب على العقبات التي مرت بها خلال الحرب وإنجاز رسالة الدكتوراة ومناقشتها.
وفي قاعة المناقشة كان خليط من الحزن والفرح بمقاعد غاب عنها أصحابها أبناؤها الشهداء بلال ورفيف وبناتها الجريحات رؤى ورنان وريام اللواتي شاركنها تلك اللحظات عبر شبكة الإنترنت واهدينها ابيات من الشعر معبرات عن فخرهن بوالدتهن.
وما زاد الغصة غياب شقيقها الشهيد محمود وأبناء شقيقتها الشهداء وزوج وأبناء شقيقتها الأخرى الذين استشهدوا أيضا خلال الحرب وعدد كبير من أبناء عائلتها، و' أيضا استشهاد الصحفي وصديق العائلة حسن اصليح في اليوم ذاته بعد أن تلقت وعدا منه في الليلة السابقة لاستشهاده بأن يتغلب على جراحه ليحضر مناقشتها'.
لكن الدعم النفسي الذي تلقته من صديقات ومتضامنات مع الشعب الفلسطيني من مختلف الدول العربية وحضورهن للمناقشة عبر شبكة الإنترنت، واهدائها اهازيج من الفرح، بجانب ما لاقته الرسالة من استحسان من المنافسين جعل عبير تشعر بالفخر لإنجازها رغم كل الظروف القاسية التي مرت بها.
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - قبل حرب الإبادة الجماعية، كان بيت الباحثة عبير النجار كخلية نحل يعكف فيها زوجها وابناؤها على مساعدتها في إتمام رسالة الدكتوراة، متحينين لحظة الفرح بأن تناقش والدتهم الدراسة في احتفال تخيلوه بهيجا يجمعهم باقربائهم جميعا.
لكن القدر حمل لعبير ما لم تتوقعه ابدا فكان حفل المناقشة خاليا من أركانه: بلال ورفيف ورؤى وريام ورنان وكثير من الأحباب.
التحقت عبير بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية لدراسة الدكتوراة قبل الحرب، وكانت تتوق لنهاية مشرقة. تقول لـ 'فلسطين أون لاين': 'بت على موعد قريب مع المناقشة غير ان قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيتي لم يقتل ابنائي وأبناء شقيقتي فقط، بل حرق كل ما يتعلق بالدكتوراة، من لابتوب، وأوراق وأبحاث'.
ولم ينقذ عبير سوى أنها كانت قد قامت قبل قصف منزلها بيوم بإرسال بعض الملفات غير الجاهزة وغير المرتبة على البريد الالكتروني لإحدى بناتها، 'فعليا جمعتها كما جمعت أشلاء أطفالي'، تضيف.
وتتابع :' قصف الاحتلال بيتي في الثامن عشر من أكتوبر واستشهد أبنائي بلال ورفيف ومن تبقى منهم كان في مختلف أقسام المستشفى بين العناية والحروق والجراحة... مكثت في المشفى ٣ أشهر ، ثم نزحنا قسرا لرفح، ثم عدنا لخانيونس مكثنا فيها وقتا ليس بالطويل، وحدثت بعدها مجزرة في شارع النص بالمواصي أصيبت على إثرها ابنتي الكبرى رؤى بكسر في فقرتين في الظهر، وضلوع الصدر، وتسببت لها بشلل نصفي'.
وتردف: 'بدأنا من جديد رحلة المعاناة بين المستشفى والعلاج الطبيعي، وبعدها انتقلنا إلى جمعية الهلال الأحمر لمدة شهرين لتلقي العلاج الطبيعي اللازم، وكذلك العلاج الوظيفي، ثم بعدها رجعنا إلى خيمتنا التي ليس فيها أي من مقومات الحياة فكيف تناسب ابنتي التي أصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة؟!'.
وبعد جهد وتعب وطول انتظار تمت الموافقة على خروج ابنتها للعلاج في مصر لكن الاحتلال الإسرائيلي منعها من مرافقتها، 'مما زاد العبء النفسي علي وعليها، لأنها بحاجة ماسة لوجودي بجانبها، لكنني غلبت عقلي على قلبي واخترت أن تخرج لتبدأ رحلة من العلاج ولو بدوني، وأرسلت معها شقيقتيها ريان ورنان وزوجة خالي التي تركت وراءها زوجها وعائلتها لترافق ابنتي'.
وتشير إلى أنه كلما حدث قصف أو مجزرة أو دمار فإنها تشعر بالقهر لادراكها بأن زوجة خالها تشعر في تلك اللحظات بالخوف على ابنائها الذين تركتهم وراءها، لكن عبير قررت أن تتعالى على كل ما مرت به وتحقق حلم أبناءها الشهداء والمضي للحصول على درجة الدكتوراة.
تقول بأسى: ' ابنتي الشهيدة رفيف هي من كانت يوميا تعد لي مكتبي وما يلزمني للدراسة قبل الحرب، كانت تقول ربنا يكرمك وتخلصي الدكتوراة، وكان ابني الوحيد حبيب القلب والفؤاد الشهيد بلال دائم الدعاء بأن يوفقني الله في الحصول على تلك الدرجة'.
وبتوفيق من الله ودعم من أهلها الذين احتضنوها وبناتها منذ لحظة قصف بيتهم، وزوجها الذي قدم لها الدعم والإسناد رغبة منه بأن تكون افضل، استطاعت عبير التغلب على العقبات التي مرت بها خلال الحرب وإنجاز رسالة الدكتوراة ومناقشتها.
وفي قاعة المناقشة كان خليط من الحزن والفرح بمقاعد غاب عنها أصحابها أبناؤها الشهداء بلال ورفيف وبناتها الجريحات رؤى ورنان وريام اللواتي شاركنها تلك اللحظات عبر شبكة الإنترنت واهدينها ابيات من الشعر معبرات عن فخرهن بوالدتهن.
وما زاد الغصة غياب شقيقها الشهيد محمود وأبناء شقيقتها الشهداء وزوج وأبناء شقيقتها الأخرى الذين استشهدوا أيضا خلال الحرب وعدد كبير من أبناء عائلتها، و' أيضا استشهاد الصحفي وصديق العائلة حسن اصليح في اليوم ذاته بعد أن تلقت وعدا منه في الليلة السابقة لاستشهاده بأن يتغلب على جراحه ليحضر مناقشتها'.
لكن الدعم النفسي الذي تلقته من صديقات ومتضامنات مع الشعب الفلسطيني من مختلف الدول العربية وحضورهن للمناقشة عبر شبكة الإنترنت، واهدائها اهازيج من الفرح، بجانب ما لاقته الرسالة من استحسان من المنافسين جعل عبير تشعر بالفخر لإنجازها رغم كل الظروف القاسية التي مرت بها.
فلسطين أون لاين
التعليقات