المحامي صهيب رائد العتوم
لقد عاصر جيل التسعينات تحولات عميقة غيرت مجرى الحياة بشكل جذري، فمن بساطة الهاتف الأرضي وسلكه الذي كان يربطنا بالعالم، شهد هذا الجيل الثورة الكبرى للهواتف المحمولة التي حررت التواصل من قيوده، وفتحت آفاقاً غير مسبوقة للتواصل والتفاعل.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان جيل التسعينات هو الرائد في خوض غمار عصر الإنترنت منذ بداياته المتواضعة. من أصوات المودم المميزة إلى بطء الاتصال الذي كان يبدو إنجازاً في حد ذاته، عايش هذا الجيل كل مراحل تطور الشبكة العنكبوتية، وشهد كيف تحولت من مجرد أداة للبحث والبريد الإلكتروني إلى نسيج مترابط يغطي كل جوانب الحياة.
لكن تجربة هذا الجيل لم تكن مقتصرة على التطور التكنولوجي والثقافي فحسب، بل شهدت أيضاً فصولاً دامية من التاريخ. فقد عايش جيل التسعينات العديد من الحروب والصراعات التي هزت المنطقة والعالم. عاش ليلة سقوط بغداد المدوية، وشهد غزو أمريكا للعراق بكل تبعاته المدمرة. كما عايش هذا الجيل موجة الثورات العربية التي انطلقت من تونس، وامتدت لتشمل مصر وسوريا واليمن، وشهد التحولات الجذرية والاضطرابات التي نتجت عنها، بما في ذلك الانقلابات والحروب الأهلية التي عصفت بالعديد من البلدان. ولم يكتفِ بمشاهدة، بل عاش تحرير سوريا من ظلم بشار الأسد، وتتبع أحداثه لحظة بلحظة.
ولم تنتهِ التحديات عند هذا الحد، فقد عاصر جيل التسعينات نشأة التنظيمات المتطرفة مثل داعش، وشهد انتشارها وتوسعها، كما عايش النقاشات المستفيضة والنظريات المتعددة المتعلقة بنشأة هذه الظواهر وتأثيرها على المنطقة والعالم.
ثم جاء السابع من أكتوبر ليصدم العالم ويضع هذا الجيل أمام حقيقة مؤلمة. كان هذا الجيل خير جليس أمام شاشات التلفاز، يتابع تحليلات 'الدكتور الدويري' على قناة الجزيرة وهو يخبرهم بأن دبابة الميركافا لم تصمد أمام قذائف 'ياسين'. بكى هذا الجيل دماً على دماء أطفال غزة الأبرياء، وعلى الانتهاكات الصارخة التي ارتكبها الاحتلال في القطاع، وعلى قصف المستشفيات ودور العبادة. خرج هذا الجيل في مظاهرات حاشدة في مناطق عدة من العالم، ليعلن بصوت عالٍ للعالم أجمع أن قضية فلسطين هي القضية الأولى والأخيرة، وأنه سيدافع عن هذه القضية حتى الموت. لقد تجذرت القضية في وعيه ووجدانه، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من هويته.
هذا الجيل العظيم أيضاً عاصر جائحة كورونا العالمية وتبعاتها الهائلة على اقتصاد العالم، وشهد تحول التعليم من الدراسة الوجاهية إلى الدراسة عن بُعد، ورغم كل هذه التحديات، لم يكل ولم يمل، بل تكيف مع الظروف الجديدة، وأثبت قدرته على الصمود والمضي قدماً.
والآن، يعيش هذا الجيل لحظات تاريخية تنسف القصص التي ورثناها فيما يخص أن عداء إيران لأمريكا والاحتلال هو مجرد مسرحية هزلية لفرض هيمنة الطرفين على الشرق الأوسط. فصواريخ إيران الباليستية والفرط صوتية تدوي في سماء دولة الاحتلال، لتثبت لنا ولهذا الجيل أن هناك جزءاً من النص الذي أخبرونا به فيما سبق مفقود، وأن الحقائق على الأرض قد تكون مغايرة تماماً للسرديات السائدة.
إن هذا الجيل يحاول جاهداً في تكوين فهم عميق لما حدث ولما سيحدث. فالإدراك والوعي الذي يمتلكه هذا الجيل لم يمتلكه أحد من قبله، وذلك بفضل الكم الهائل من المعلومات وتنوع مصادرها المتاحة له. فعلى الرغم من السياسات التي تحاول جاهدة تغليف عقول الشباب لكي يصبوا جل اهتمامهم في البحث عن لقمة العيش فقط، إلا أنهم يأبون إلا أن يكونوا جزءاً من هذا التاريخ، بل التاريخ نفسه، وأن يكونوا فاعلين في صياغة مستقبله.
لقد كان هذا الجيل شاهداً على ولادة وتطور التقنيات التي شكلت عالمنا الحديث؛ من أجهزة الكمبيوتر التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كل منزل ومكتب، إلى ظهور المنصات الاجتماعية التي غيرت مفهوم التفاعل الإنساني، ووصولاً إلى الذكاء الاصطناعي الذي بات يلوح في الأفق بوعود وتحديات جديدة.
لقد عايش جيل التسعينات تحولات ثقافية واجتماعية ضخمة، من الانفتاح على ثقافات العالم بفضل الإنترنت ووسائل الاتصال، إلى التغيرات في أنماط العمل والتعليم والترفيه. كان جيلاً فريداً واجه تحديات التغيير السريع، وتكيف معها، بل وساهم في صياغة ملامح المستقبل الذي نعيشه اليوم. إنه جيل يمتلك تجربة فريدة تجمع بين أصالة الماضي وروح المستقبل، مما يجعله شاهداً حياً على حقبة تاريخية لا تُنسى.
المحامي صهيب رائد العتوم
لقد عاصر جيل التسعينات تحولات عميقة غيرت مجرى الحياة بشكل جذري، فمن بساطة الهاتف الأرضي وسلكه الذي كان يربطنا بالعالم، شهد هذا الجيل الثورة الكبرى للهواتف المحمولة التي حررت التواصل من قيوده، وفتحت آفاقاً غير مسبوقة للتواصل والتفاعل.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان جيل التسعينات هو الرائد في خوض غمار عصر الإنترنت منذ بداياته المتواضعة. من أصوات المودم المميزة إلى بطء الاتصال الذي كان يبدو إنجازاً في حد ذاته، عايش هذا الجيل كل مراحل تطور الشبكة العنكبوتية، وشهد كيف تحولت من مجرد أداة للبحث والبريد الإلكتروني إلى نسيج مترابط يغطي كل جوانب الحياة.
لكن تجربة هذا الجيل لم تكن مقتصرة على التطور التكنولوجي والثقافي فحسب، بل شهدت أيضاً فصولاً دامية من التاريخ. فقد عايش جيل التسعينات العديد من الحروب والصراعات التي هزت المنطقة والعالم. عاش ليلة سقوط بغداد المدوية، وشهد غزو أمريكا للعراق بكل تبعاته المدمرة. كما عايش هذا الجيل موجة الثورات العربية التي انطلقت من تونس، وامتدت لتشمل مصر وسوريا واليمن، وشهد التحولات الجذرية والاضطرابات التي نتجت عنها، بما في ذلك الانقلابات والحروب الأهلية التي عصفت بالعديد من البلدان. ولم يكتفِ بمشاهدة، بل عاش تحرير سوريا من ظلم بشار الأسد، وتتبع أحداثه لحظة بلحظة.
ولم تنتهِ التحديات عند هذا الحد، فقد عاصر جيل التسعينات نشأة التنظيمات المتطرفة مثل داعش، وشهد انتشارها وتوسعها، كما عايش النقاشات المستفيضة والنظريات المتعددة المتعلقة بنشأة هذه الظواهر وتأثيرها على المنطقة والعالم.
ثم جاء السابع من أكتوبر ليصدم العالم ويضع هذا الجيل أمام حقيقة مؤلمة. كان هذا الجيل خير جليس أمام شاشات التلفاز، يتابع تحليلات 'الدكتور الدويري' على قناة الجزيرة وهو يخبرهم بأن دبابة الميركافا لم تصمد أمام قذائف 'ياسين'. بكى هذا الجيل دماً على دماء أطفال غزة الأبرياء، وعلى الانتهاكات الصارخة التي ارتكبها الاحتلال في القطاع، وعلى قصف المستشفيات ودور العبادة. خرج هذا الجيل في مظاهرات حاشدة في مناطق عدة من العالم، ليعلن بصوت عالٍ للعالم أجمع أن قضية فلسطين هي القضية الأولى والأخيرة، وأنه سيدافع عن هذه القضية حتى الموت. لقد تجذرت القضية في وعيه ووجدانه، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من هويته.
هذا الجيل العظيم أيضاً عاصر جائحة كورونا العالمية وتبعاتها الهائلة على اقتصاد العالم، وشهد تحول التعليم من الدراسة الوجاهية إلى الدراسة عن بُعد، ورغم كل هذه التحديات، لم يكل ولم يمل، بل تكيف مع الظروف الجديدة، وأثبت قدرته على الصمود والمضي قدماً.
والآن، يعيش هذا الجيل لحظات تاريخية تنسف القصص التي ورثناها فيما يخص أن عداء إيران لأمريكا والاحتلال هو مجرد مسرحية هزلية لفرض هيمنة الطرفين على الشرق الأوسط. فصواريخ إيران الباليستية والفرط صوتية تدوي في سماء دولة الاحتلال، لتثبت لنا ولهذا الجيل أن هناك جزءاً من النص الذي أخبرونا به فيما سبق مفقود، وأن الحقائق على الأرض قد تكون مغايرة تماماً للسرديات السائدة.
إن هذا الجيل يحاول جاهداً في تكوين فهم عميق لما حدث ولما سيحدث. فالإدراك والوعي الذي يمتلكه هذا الجيل لم يمتلكه أحد من قبله، وذلك بفضل الكم الهائل من المعلومات وتنوع مصادرها المتاحة له. فعلى الرغم من السياسات التي تحاول جاهدة تغليف عقول الشباب لكي يصبوا جل اهتمامهم في البحث عن لقمة العيش فقط، إلا أنهم يأبون إلا أن يكونوا جزءاً من هذا التاريخ، بل التاريخ نفسه، وأن يكونوا فاعلين في صياغة مستقبله.
لقد كان هذا الجيل شاهداً على ولادة وتطور التقنيات التي شكلت عالمنا الحديث؛ من أجهزة الكمبيوتر التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كل منزل ومكتب، إلى ظهور المنصات الاجتماعية التي غيرت مفهوم التفاعل الإنساني، ووصولاً إلى الذكاء الاصطناعي الذي بات يلوح في الأفق بوعود وتحديات جديدة.
لقد عايش جيل التسعينات تحولات ثقافية واجتماعية ضخمة، من الانفتاح على ثقافات العالم بفضل الإنترنت ووسائل الاتصال، إلى التغيرات في أنماط العمل والتعليم والترفيه. كان جيلاً فريداً واجه تحديات التغيير السريع، وتكيف معها، بل وساهم في صياغة ملامح المستقبل الذي نعيشه اليوم. إنه جيل يمتلك تجربة فريدة تجمع بين أصالة الماضي وروح المستقبل، مما يجعله شاهداً حياً على حقبة تاريخية لا تُنسى.
المحامي صهيب رائد العتوم
لقد عاصر جيل التسعينات تحولات عميقة غيرت مجرى الحياة بشكل جذري، فمن بساطة الهاتف الأرضي وسلكه الذي كان يربطنا بالعالم، شهد هذا الجيل الثورة الكبرى للهواتف المحمولة التي حررت التواصل من قيوده، وفتحت آفاقاً غير مسبوقة للتواصل والتفاعل.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان جيل التسعينات هو الرائد في خوض غمار عصر الإنترنت منذ بداياته المتواضعة. من أصوات المودم المميزة إلى بطء الاتصال الذي كان يبدو إنجازاً في حد ذاته، عايش هذا الجيل كل مراحل تطور الشبكة العنكبوتية، وشهد كيف تحولت من مجرد أداة للبحث والبريد الإلكتروني إلى نسيج مترابط يغطي كل جوانب الحياة.
لكن تجربة هذا الجيل لم تكن مقتصرة على التطور التكنولوجي والثقافي فحسب، بل شهدت أيضاً فصولاً دامية من التاريخ. فقد عايش جيل التسعينات العديد من الحروب والصراعات التي هزت المنطقة والعالم. عاش ليلة سقوط بغداد المدوية، وشهد غزو أمريكا للعراق بكل تبعاته المدمرة. كما عايش هذا الجيل موجة الثورات العربية التي انطلقت من تونس، وامتدت لتشمل مصر وسوريا واليمن، وشهد التحولات الجذرية والاضطرابات التي نتجت عنها، بما في ذلك الانقلابات والحروب الأهلية التي عصفت بالعديد من البلدان. ولم يكتفِ بمشاهدة، بل عاش تحرير سوريا من ظلم بشار الأسد، وتتبع أحداثه لحظة بلحظة.
ولم تنتهِ التحديات عند هذا الحد، فقد عاصر جيل التسعينات نشأة التنظيمات المتطرفة مثل داعش، وشهد انتشارها وتوسعها، كما عايش النقاشات المستفيضة والنظريات المتعددة المتعلقة بنشأة هذه الظواهر وتأثيرها على المنطقة والعالم.
ثم جاء السابع من أكتوبر ليصدم العالم ويضع هذا الجيل أمام حقيقة مؤلمة. كان هذا الجيل خير جليس أمام شاشات التلفاز، يتابع تحليلات 'الدكتور الدويري' على قناة الجزيرة وهو يخبرهم بأن دبابة الميركافا لم تصمد أمام قذائف 'ياسين'. بكى هذا الجيل دماً على دماء أطفال غزة الأبرياء، وعلى الانتهاكات الصارخة التي ارتكبها الاحتلال في القطاع، وعلى قصف المستشفيات ودور العبادة. خرج هذا الجيل في مظاهرات حاشدة في مناطق عدة من العالم، ليعلن بصوت عالٍ للعالم أجمع أن قضية فلسطين هي القضية الأولى والأخيرة، وأنه سيدافع عن هذه القضية حتى الموت. لقد تجذرت القضية في وعيه ووجدانه، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من هويته.
هذا الجيل العظيم أيضاً عاصر جائحة كورونا العالمية وتبعاتها الهائلة على اقتصاد العالم، وشهد تحول التعليم من الدراسة الوجاهية إلى الدراسة عن بُعد، ورغم كل هذه التحديات، لم يكل ولم يمل، بل تكيف مع الظروف الجديدة، وأثبت قدرته على الصمود والمضي قدماً.
والآن، يعيش هذا الجيل لحظات تاريخية تنسف القصص التي ورثناها فيما يخص أن عداء إيران لأمريكا والاحتلال هو مجرد مسرحية هزلية لفرض هيمنة الطرفين على الشرق الأوسط. فصواريخ إيران الباليستية والفرط صوتية تدوي في سماء دولة الاحتلال، لتثبت لنا ولهذا الجيل أن هناك جزءاً من النص الذي أخبرونا به فيما سبق مفقود، وأن الحقائق على الأرض قد تكون مغايرة تماماً للسرديات السائدة.
إن هذا الجيل يحاول جاهداً في تكوين فهم عميق لما حدث ولما سيحدث. فالإدراك والوعي الذي يمتلكه هذا الجيل لم يمتلكه أحد من قبله، وذلك بفضل الكم الهائل من المعلومات وتنوع مصادرها المتاحة له. فعلى الرغم من السياسات التي تحاول جاهدة تغليف عقول الشباب لكي يصبوا جل اهتمامهم في البحث عن لقمة العيش فقط، إلا أنهم يأبون إلا أن يكونوا جزءاً من هذا التاريخ، بل التاريخ نفسه، وأن يكونوا فاعلين في صياغة مستقبله.
لقد كان هذا الجيل شاهداً على ولادة وتطور التقنيات التي شكلت عالمنا الحديث؛ من أجهزة الكمبيوتر التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كل منزل ومكتب، إلى ظهور المنصات الاجتماعية التي غيرت مفهوم التفاعل الإنساني، ووصولاً إلى الذكاء الاصطناعي الذي بات يلوح في الأفق بوعود وتحديات جديدة.
لقد عايش جيل التسعينات تحولات ثقافية واجتماعية ضخمة، من الانفتاح على ثقافات العالم بفضل الإنترنت ووسائل الاتصال، إلى التغيرات في أنماط العمل والتعليم والترفيه. كان جيلاً فريداً واجه تحديات التغيير السريع، وتكيف معها، بل وساهم في صياغة ملامح المستقبل الذي نعيشه اليوم. إنه جيل يمتلك تجربة فريدة تجمع بين أصالة الماضي وروح المستقبل، مما يجعله شاهداً حياً على حقبة تاريخية لا تُنسى.
التعليقات