رمضان الرواشدة
مع تطوّر وسائل الاتّصال والتكنولوجيا الحديثة، فقد أصبحت متاحة للناس كلهم، بصرف النظر عن تخصّصهم ومستواهم الفكر والثقافيّ والسياسيّ والتعليميّ، وأصبح لدينا ما يطلق عليه 'المواطن الصحفيّ' الّذي أصبح ينافس وسائل الإعلام في الخبر والصورة والفيديو وغيرها، وأصبحت الأخبار والمعلومات عابرة للحدود الطبيعيّة والجغرافيّة للدول، ولا يمكن للرقيب أن يمنعها أو يحدّ منها أبداً.
ومع ظهور الذكاء الاصطناعيّ وغيره من تطبيقات، فإن العالم المتطور استخدمها لخدمة البشر والبشريّة في مجالات حيويّة مهمّة، ومن بينها الطبّ والتعليم وتقنية المعرفة. قبل أسابيع، أُفتتح مستشفى في الصين يتعامل مع المرضى، بشكل كامل، من خلال الذكاء الاصطناعيّ ودون أيّ تدخّل بشريّ، وسبق ذلك استخدام 'الروبوت' في العمليّات الجراحيّة الدقيقة.
ولكن ثمّة جهات استفادت وتستفيد من أيّ تطوّر تكنولوجيّ حديث لبثّ الأفكار المتطرّفة للجماعات والأفراد، وبثّ خطابات الكراهية والعنصريّة والإشاعات ومحاولات تقويض 'الدولة الوطنيّة'، عبر كمّ هائل من البيانات المضلّلة الّتي تستخدم الذكاء الاصطناعيّ والتلاعب بالصوت والصورة، ولا يمكن للمواطن العاديّ أن يميّزها عن الحقيقة باستثناء أصحاب التخصّص.
وفي ذروة صعودها، استخدمت جماعات إرهابية متطرفة، مثل تنظيمات 'القاعدة' و ' داعش' وأخواتها، وسائل الاتصال الحديثة لبث فيديوهاتها بجودة ودقة عالية تضاهي أستوديوهات القنوات الغربية، كما استخدمت غُرف الدردشة ' التشات' لتجنيد الأنصار في مختلف البلدان، وتلقينهم أفكارها وتعليمهم كيفية صناع الأسلحة والمتفجرات وتوجيههم للقيام بعمليات إرهابية لحسابها.
والجماعات المتطرّفة وصاحبة الفكر المنحرف ليست فقط الجماعات الدينيّة المتطرّفة، في الأديان كلّها، بل قد تكون جهات استخباريّة أو أدوات لدول تحاول بثّ والمساهمة في هدم بنيان بعض الدول الأخرى، وهذا ما رأينا في الحملات الّتي استهدفت عدداً من الدول العربيّة، ومن بينها الأردنّ.
تعتبر التشريعات والقوانين مهمّة، ويجب تطويرها وتعديلها لمواجهة ظاهرة استخدام الذكاء الاصطناعيّ من قبل المتطرّفين وأصحاب الأفكار المسمومة ولمواجهة البيانات المضلّلة والأخبار الكاذبة والملفّقة، ولكنّها غير كافية لمواجهة هذه الظاهرة.
إنّ الحلّ الآخر يكمن، حسب خبراء اختصاصيّين في هذا المجال، أيضاً، في تثقيف المجتمع بأهمّيّة البيانات والتعامل معها، وكيف يمكن التحكّم بها عوضا عن أن تتحكّم هي بالمجتمع، وهذا يتطلّب البدء بتدريس الذكاء الاصطناعيّ- إلى جانب الذكاء الطبيعيّ- من المدرسة وحتّى الجامعة لخلق جيل قادر على مواجهة ظاهرة التحكّم بالذكاء الاصطناعيّ من قبل أصحاب الفكر المتطرّف أو الجهات المعادية.
المشكلة في الوطن العربيّ والسؤال المطروح اليوم، ونحتاج إلى إجابة عنه هو: كيف تتحوّل دولنا العربيّة من مستهلكين للذكاء الاصطناعيّ إلى منتجين له؟
رمضان الرواشدة
مع تطوّر وسائل الاتّصال والتكنولوجيا الحديثة، فقد أصبحت متاحة للناس كلهم، بصرف النظر عن تخصّصهم ومستواهم الفكر والثقافيّ والسياسيّ والتعليميّ، وأصبح لدينا ما يطلق عليه 'المواطن الصحفيّ' الّذي أصبح ينافس وسائل الإعلام في الخبر والصورة والفيديو وغيرها، وأصبحت الأخبار والمعلومات عابرة للحدود الطبيعيّة والجغرافيّة للدول، ولا يمكن للرقيب أن يمنعها أو يحدّ منها أبداً.
ومع ظهور الذكاء الاصطناعيّ وغيره من تطبيقات، فإن العالم المتطور استخدمها لخدمة البشر والبشريّة في مجالات حيويّة مهمّة، ومن بينها الطبّ والتعليم وتقنية المعرفة. قبل أسابيع، أُفتتح مستشفى في الصين يتعامل مع المرضى، بشكل كامل، من خلال الذكاء الاصطناعيّ ودون أيّ تدخّل بشريّ، وسبق ذلك استخدام 'الروبوت' في العمليّات الجراحيّة الدقيقة.
ولكن ثمّة جهات استفادت وتستفيد من أيّ تطوّر تكنولوجيّ حديث لبثّ الأفكار المتطرّفة للجماعات والأفراد، وبثّ خطابات الكراهية والعنصريّة والإشاعات ومحاولات تقويض 'الدولة الوطنيّة'، عبر كمّ هائل من البيانات المضلّلة الّتي تستخدم الذكاء الاصطناعيّ والتلاعب بالصوت والصورة، ولا يمكن للمواطن العاديّ أن يميّزها عن الحقيقة باستثناء أصحاب التخصّص.
وفي ذروة صعودها، استخدمت جماعات إرهابية متطرفة، مثل تنظيمات 'القاعدة' و ' داعش' وأخواتها، وسائل الاتصال الحديثة لبث فيديوهاتها بجودة ودقة عالية تضاهي أستوديوهات القنوات الغربية، كما استخدمت غُرف الدردشة ' التشات' لتجنيد الأنصار في مختلف البلدان، وتلقينهم أفكارها وتعليمهم كيفية صناع الأسلحة والمتفجرات وتوجيههم للقيام بعمليات إرهابية لحسابها.
والجماعات المتطرّفة وصاحبة الفكر المنحرف ليست فقط الجماعات الدينيّة المتطرّفة، في الأديان كلّها، بل قد تكون جهات استخباريّة أو أدوات لدول تحاول بثّ والمساهمة في هدم بنيان بعض الدول الأخرى، وهذا ما رأينا في الحملات الّتي استهدفت عدداً من الدول العربيّة، ومن بينها الأردنّ.
تعتبر التشريعات والقوانين مهمّة، ويجب تطويرها وتعديلها لمواجهة ظاهرة استخدام الذكاء الاصطناعيّ من قبل المتطرّفين وأصحاب الأفكار المسمومة ولمواجهة البيانات المضلّلة والأخبار الكاذبة والملفّقة، ولكنّها غير كافية لمواجهة هذه الظاهرة.
إنّ الحلّ الآخر يكمن، حسب خبراء اختصاصيّين في هذا المجال، أيضاً، في تثقيف المجتمع بأهمّيّة البيانات والتعامل معها، وكيف يمكن التحكّم بها عوضا عن أن تتحكّم هي بالمجتمع، وهذا يتطلّب البدء بتدريس الذكاء الاصطناعيّ- إلى جانب الذكاء الطبيعيّ- من المدرسة وحتّى الجامعة لخلق جيل قادر على مواجهة ظاهرة التحكّم بالذكاء الاصطناعيّ من قبل أصحاب الفكر المتطرّف أو الجهات المعادية.
المشكلة في الوطن العربيّ والسؤال المطروح اليوم، ونحتاج إلى إجابة عنه هو: كيف تتحوّل دولنا العربيّة من مستهلكين للذكاء الاصطناعيّ إلى منتجين له؟
رمضان الرواشدة
مع تطوّر وسائل الاتّصال والتكنولوجيا الحديثة، فقد أصبحت متاحة للناس كلهم، بصرف النظر عن تخصّصهم ومستواهم الفكر والثقافيّ والسياسيّ والتعليميّ، وأصبح لدينا ما يطلق عليه 'المواطن الصحفيّ' الّذي أصبح ينافس وسائل الإعلام في الخبر والصورة والفيديو وغيرها، وأصبحت الأخبار والمعلومات عابرة للحدود الطبيعيّة والجغرافيّة للدول، ولا يمكن للرقيب أن يمنعها أو يحدّ منها أبداً.
ومع ظهور الذكاء الاصطناعيّ وغيره من تطبيقات، فإن العالم المتطور استخدمها لخدمة البشر والبشريّة في مجالات حيويّة مهمّة، ومن بينها الطبّ والتعليم وتقنية المعرفة. قبل أسابيع، أُفتتح مستشفى في الصين يتعامل مع المرضى، بشكل كامل، من خلال الذكاء الاصطناعيّ ودون أيّ تدخّل بشريّ، وسبق ذلك استخدام 'الروبوت' في العمليّات الجراحيّة الدقيقة.
ولكن ثمّة جهات استفادت وتستفيد من أيّ تطوّر تكنولوجيّ حديث لبثّ الأفكار المتطرّفة للجماعات والأفراد، وبثّ خطابات الكراهية والعنصريّة والإشاعات ومحاولات تقويض 'الدولة الوطنيّة'، عبر كمّ هائل من البيانات المضلّلة الّتي تستخدم الذكاء الاصطناعيّ والتلاعب بالصوت والصورة، ولا يمكن للمواطن العاديّ أن يميّزها عن الحقيقة باستثناء أصحاب التخصّص.
وفي ذروة صعودها، استخدمت جماعات إرهابية متطرفة، مثل تنظيمات 'القاعدة' و ' داعش' وأخواتها، وسائل الاتصال الحديثة لبث فيديوهاتها بجودة ودقة عالية تضاهي أستوديوهات القنوات الغربية، كما استخدمت غُرف الدردشة ' التشات' لتجنيد الأنصار في مختلف البلدان، وتلقينهم أفكارها وتعليمهم كيفية صناع الأسلحة والمتفجرات وتوجيههم للقيام بعمليات إرهابية لحسابها.
والجماعات المتطرّفة وصاحبة الفكر المنحرف ليست فقط الجماعات الدينيّة المتطرّفة، في الأديان كلّها، بل قد تكون جهات استخباريّة أو أدوات لدول تحاول بثّ والمساهمة في هدم بنيان بعض الدول الأخرى، وهذا ما رأينا في الحملات الّتي استهدفت عدداً من الدول العربيّة، ومن بينها الأردنّ.
تعتبر التشريعات والقوانين مهمّة، ويجب تطويرها وتعديلها لمواجهة ظاهرة استخدام الذكاء الاصطناعيّ من قبل المتطرّفين وأصحاب الأفكار المسمومة ولمواجهة البيانات المضلّلة والأخبار الكاذبة والملفّقة، ولكنّها غير كافية لمواجهة هذه الظاهرة.
إنّ الحلّ الآخر يكمن، حسب خبراء اختصاصيّين في هذا المجال، أيضاً، في تثقيف المجتمع بأهمّيّة البيانات والتعامل معها، وكيف يمكن التحكّم بها عوضا عن أن تتحكّم هي بالمجتمع، وهذا يتطلّب البدء بتدريس الذكاء الاصطناعيّ- إلى جانب الذكاء الطبيعيّ- من المدرسة وحتّى الجامعة لخلق جيل قادر على مواجهة ظاهرة التحكّم بالذكاء الاصطناعيّ من قبل أصحاب الفكر المتطرّف أو الجهات المعادية.
المشكلة في الوطن العربيّ والسؤال المطروح اليوم، ونحتاج إلى إجابة عنه هو: كيف تتحوّل دولنا العربيّة من مستهلكين للذكاء الاصطناعيّ إلى منتجين له؟
التعليقات