غزة - أخبار اليوم
بحثًا عن متنفس ولو لحظات من الأمل والراحة وسط جحيم القصف والحصار المفروض على قطاع غزة، وجد عدد من الغزيين في استراحة الباقة على شاطئ البحر متسعًا للهروب من الواقع، هناك يحاولون أخذ استراحة من الموت والحزن والقهر بعيداً عن الخيام والبيوت المدمرة والحرارة المرتفعة، غير أنّ جيش الاحتلال لاحقهم نحو متنفسهم الأخير، مرتكباً مجزرة أخرى راح ضحيّتها أكثر من 34 شهيدًا من بين الضحايا نساء وأطفال وصحافي، في جريمة توثق استمرار العدوان الوحشي على الفلسطينيين بلا هوادة، أمام سمع وبصر العالم بأكمله.
علا عبد ربه، إحدى الناجيات من المجزرة، تحدثت بكلمات مثقلة بالحزن والصدمة عن اللحظات الأخيرة التي قضتها مع خطيبها نسيم أبو صبحة، الذي ارتقى شهيدًا إثر القصف.
تروي علا: 'كان يجلس بجواري فرحًا كطفل التقى العيد. رفع هاتفه والتقط لنا العديد من الصور، وقلبه يرفرف من الفرح وهو يخبرني عن جمالي وجمالها. كان دائمًا يبحث عن ما هو مميز ليقدمه لي.'
'بدأنا بأكل الكوكيز وشرب القهوة، وكنا نضحك بين كل قضمة من ساندويشات الفلافل. كان الوقت يمضي بسرعة، وأحاديثنا التي لا تنتهي لا تجد متسعًا لتُروى كلها، تحدثنا عن شغفنا بالسفر وأحلامنا، وعن أصدقائه، وتحدث عن بطولته في الحصول عليّ، وكأنه حقق أعظم انتصاراته.'
'كان يقبض على يدي بشدة طوال الطريق، كأنها وطنه الأخير. وإذا اضطررنا للحديث عن الألم، كان يقول لي 'لا نكترث ولا نخاف طالما نحن معًا، فسنموت معًا إذا كان هذا قدرنا.''
'فجأة ودون أي إنذار، قاطع حديثنا صوت انفجار. امتلأ المكان بالغبار، ولم أسمع سوى صوت نسيم يقول 'أي أي' ثم سقطنا أرضًا.'
بعد أن سقطت، بدأت علا بتفقد حالتها وحالة خطيبها: 'أدركت أن قدمي تنزف، فربطتها بشرشف الطاولة. تحركت بيدي لأتفقد جسد نسيم، وقلت له: 'أمانة مالك؟ هل رأسك بخير؟' لكنه كان ينزف بشدة من ظهره، بدا أنه غادر منذ اللحظة الأولى، وأنا كنت أعتقد أنه فقد وعيه فقط.'
'تم نقل نسيم إلى الإسعاف، أما أنا فبدأت أسير بصعوبة، لم أكن أعلم كيف، لكن جزءًا من أوتار قدمي كان مقطوعًا. وصلت إلى المستشفى مع الإسعاف التالي، حيث كانوا قد ثبتوا قدمي بحديدية ثم نقلوه إلى مكان آخر.'
'جلست على الكرسي أثناء إجراءات العلاج، وكان أبي إلى جانبي يذرف الدموع. سألهت مرات عدة: 'يابا، نسيم كويس؟ نسيم بخير؟ أمانة احكي لي.' لكنه كان يجيبني بأنهم في العناية الآن ولا يمكننا رؤيته، وكان الجميع يهمس حولي.'
'بعد عدة ساعات من العلاج الجزئي، حملوني على الكرسي وخرجت. رأيت ابنة خالي، وطبطبت على كتفي وسألتها: 'استشهد، صح؟' أجابتني: 'نعم، لقد جئناك به لتشوفيه.''
كانت لحظة الوداع صعبة: 'كان بدرًا، بل أجمل، الحمد لله على هذا المصاب الجلل، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها. أشهدك ربي أنه يستحق أن يكون شهيدًا، فلم أر أحن منه على قلبي، كان شديد الود والرحمة.'
وختمت علا حديثها قائلة: 'أستودعك إياه يا ربي حتى ألقاه.'
غزة - أخبار اليوم
بحثًا عن متنفس ولو لحظات من الأمل والراحة وسط جحيم القصف والحصار المفروض على قطاع غزة، وجد عدد من الغزيين في استراحة الباقة على شاطئ البحر متسعًا للهروب من الواقع، هناك يحاولون أخذ استراحة من الموت والحزن والقهر بعيداً عن الخيام والبيوت المدمرة والحرارة المرتفعة، غير أنّ جيش الاحتلال لاحقهم نحو متنفسهم الأخير، مرتكباً مجزرة أخرى راح ضحيّتها أكثر من 34 شهيدًا من بين الضحايا نساء وأطفال وصحافي، في جريمة توثق استمرار العدوان الوحشي على الفلسطينيين بلا هوادة، أمام سمع وبصر العالم بأكمله.
علا عبد ربه، إحدى الناجيات من المجزرة، تحدثت بكلمات مثقلة بالحزن والصدمة عن اللحظات الأخيرة التي قضتها مع خطيبها نسيم أبو صبحة، الذي ارتقى شهيدًا إثر القصف.
تروي علا: 'كان يجلس بجواري فرحًا كطفل التقى العيد. رفع هاتفه والتقط لنا العديد من الصور، وقلبه يرفرف من الفرح وهو يخبرني عن جمالي وجمالها. كان دائمًا يبحث عن ما هو مميز ليقدمه لي.'
'بدأنا بأكل الكوكيز وشرب القهوة، وكنا نضحك بين كل قضمة من ساندويشات الفلافل. كان الوقت يمضي بسرعة، وأحاديثنا التي لا تنتهي لا تجد متسعًا لتُروى كلها، تحدثنا عن شغفنا بالسفر وأحلامنا، وعن أصدقائه، وتحدث عن بطولته في الحصول عليّ، وكأنه حقق أعظم انتصاراته.'
'كان يقبض على يدي بشدة طوال الطريق، كأنها وطنه الأخير. وإذا اضطررنا للحديث عن الألم، كان يقول لي 'لا نكترث ولا نخاف طالما نحن معًا، فسنموت معًا إذا كان هذا قدرنا.''
'فجأة ودون أي إنذار، قاطع حديثنا صوت انفجار. امتلأ المكان بالغبار، ولم أسمع سوى صوت نسيم يقول 'أي أي' ثم سقطنا أرضًا.'
بعد أن سقطت، بدأت علا بتفقد حالتها وحالة خطيبها: 'أدركت أن قدمي تنزف، فربطتها بشرشف الطاولة. تحركت بيدي لأتفقد جسد نسيم، وقلت له: 'أمانة مالك؟ هل رأسك بخير؟' لكنه كان ينزف بشدة من ظهره، بدا أنه غادر منذ اللحظة الأولى، وأنا كنت أعتقد أنه فقد وعيه فقط.'
'تم نقل نسيم إلى الإسعاف، أما أنا فبدأت أسير بصعوبة، لم أكن أعلم كيف، لكن جزءًا من أوتار قدمي كان مقطوعًا. وصلت إلى المستشفى مع الإسعاف التالي، حيث كانوا قد ثبتوا قدمي بحديدية ثم نقلوه إلى مكان آخر.'
'جلست على الكرسي أثناء إجراءات العلاج، وكان أبي إلى جانبي يذرف الدموع. سألهت مرات عدة: 'يابا، نسيم كويس؟ نسيم بخير؟ أمانة احكي لي.' لكنه كان يجيبني بأنهم في العناية الآن ولا يمكننا رؤيته، وكان الجميع يهمس حولي.'
'بعد عدة ساعات من العلاج الجزئي، حملوني على الكرسي وخرجت. رأيت ابنة خالي، وطبطبت على كتفي وسألتها: 'استشهد، صح؟' أجابتني: 'نعم، لقد جئناك به لتشوفيه.''
كانت لحظة الوداع صعبة: 'كان بدرًا، بل أجمل، الحمد لله على هذا المصاب الجلل، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها. أشهدك ربي أنه يستحق أن يكون شهيدًا، فلم أر أحن منه على قلبي، كان شديد الود والرحمة.'
وختمت علا حديثها قائلة: 'أستودعك إياه يا ربي حتى ألقاه.'
غزة - أخبار اليوم
بحثًا عن متنفس ولو لحظات من الأمل والراحة وسط جحيم القصف والحصار المفروض على قطاع غزة، وجد عدد من الغزيين في استراحة الباقة على شاطئ البحر متسعًا للهروب من الواقع، هناك يحاولون أخذ استراحة من الموت والحزن والقهر بعيداً عن الخيام والبيوت المدمرة والحرارة المرتفعة، غير أنّ جيش الاحتلال لاحقهم نحو متنفسهم الأخير، مرتكباً مجزرة أخرى راح ضحيّتها أكثر من 34 شهيدًا من بين الضحايا نساء وأطفال وصحافي، في جريمة توثق استمرار العدوان الوحشي على الفلسطينيين بلا هوادة، أمام سمع وبصر العالم بأكمله.
علا عبد ربه، إحدى الناجيات من المجزرة، تحدثت بكلمات مثقلة بالحزن والصدمة عن اللحظات الأخيرة التي قضتها مع خطيبها نسيم أبو صبحة، الذي ارتقى شهيدًا إثر القصف.
تروي علا: 'كان يجلس بجواري فرحًا كطفل التقى العيد. رفع هاتفه والتقط لنا العديد من الصور، وقلبه يرفرف من الفرح وهو يخبرني عن جمالي وجمالها. كان دائمًا يبحث عن ما هو مميز ليقدمه لي.'
'بدأنا بأكل الكوكيز وشرب القهوة، وكنا نضحك بين كل قضمة من ساندويشات الفلافل. كان الوقت يمضي بسرعة، وأحاديثنا التي لا تنتهي لا تجد متسعًا لتُروى كلها، تحدثنا عن شغفنا بالسفر وأحلامنا، وعن أصدقائه، وتحدث عن بطولته في الحصول عليّ، وكأنه حقق أعظم انتصاراته.'
'كان يقبض على يدي بشدة طوال الطريق، كأنها وطنه الأخير. وإذا اضطررنا للحديث عن الألم، كان يقول لي 'لا نكترث ولا نخاف طالما نحن معًا، فسنموت معًا إذا كان هذا قدرنا.''
'فجأة ودون أي إنذار، قاطع حديثنا صوت انفجار. امتلأ المكان بالغبار، ولم أسمع سوى صوت نسيم يقول 'أي أي' ثم سقطنا أرضًا.'
بعد أن سقطت، بدأت علا بتفقد حالتها وحالة خطيبها: 'أدركت أن قدمي تنزف، فربطتها بشرشف الطاولة. تحركت بيدي لأتفقد جسد نسيم، وقلت له: 'أمانة مالك؟ هل رأسك بخير؟' لكنه كان ينزف بشدة من ظهره، بدا أنه غادر منذ اللحظة الأولى، وأنا كنت أعتقد أنه فقد وعيه فقط.'
'تم نقل نسيم إلى الإسعاف، أما أنا فبدأت أسير بصعوبة، لم أكن أعلم كيف، لكن جزءًا من أوتار قدمي كان مقطوعًا. وصلت إلى المستشفى مع الإسعاف التالي، حيث كانوا قد ثبتوا قدمي بحديدية ثم نقلوه إلى مكان آخر.'
'جلست على الكرسي أثناء إجراءات العلاج، وكان أبي إلى جانبي يذرف الدموع. سألهت مرات عدة: 'يابا، نسيم كويس؟ نسيم بخير؟ أمانة احكي لي.' لكنه كان يجيبني بأنهم في العناية الآن ولا يمكننا رؤيته، وكان الجميع يهمس حولي.'
'بعد عدة ساعات من العلاج الجزئي، حملوني على الكرسي وخرجت. رأيت ابنة خالي، وطبطبت على كتفي وسألتها: 'استشهد، صح؟' أجابتني: 'نعم، لقد جئناك به لتشوفيه.''
كانت لحظة الوداع صعبة: 'كان بدرًا، بل أجمل، الحمد لله على هذا المصاب الجلل، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها. أشهدك ربي أنه يستحق أن يكون شهيدًا، فلم أر أحن منه على قلبي، كان شديد الود والرحمة.'
وختمت علا حديثها قائلة: 'أستودعك إياه يا ربي حتى ألقاه.'
التعليقات