أخبار اليوم - دخان أسود كثيف غطّى سماء المكان، وغبار تناثر في الهواء عقب القصف، فيما امتزجت رائحة صواريخ الاحتلال بالدماء المنسكبة على الأرض.
وسط صرخات مبحوحة واستغاثات ممزقة، كانت أشلاء الضحايا مبعثرة على بلاط ساحة المدرسة، بينما تناثرت أحذية صغيرة وحقائب أطفال بين الركام.
تحولت مدرسة 'أبو عاصي' التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' أمس، في لحظة إلى مسرح لمجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما قصفتها طائرات 'إف-16' الحربية، مستهدفة نازحين احتموا بجدرانها من جحيم القصف المستمر.
في وقت الظهيرة الحارّة، كان عشرات النازحين يحاولون التقاط أنفاسهم داخل المدرسة الواقعة غرب مدينة غزة.
بينما كان هناك أطفال يلعبون في باحتها، وبعض النساء يراقبنهم من ظل الجدران، لم تدم لحظات السكون طويلاً، فقد باغت صاروخ إسرائيلي الحاضرين، وسقط في ساحة المدرسة دون سابق إنذار، محدثًا انفجارًا هائلًا أسفر عن استشهاد سبعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى، بعضهم في حالة خطرة، بحسب المصادر الطبية في غزة.
استهداف مباشر
ويؤكد شهود عيان، أن الاستهداف كان متعمّدًا، إذ لم تُطلق صافرات إنذار أو تحذيرات مسبقة كما تدّعي قوات الاحتلال.
ويقول محمد مروان، وهو أحد النازحين في المدرسة: 'عند الساعة الثانية وعشر دقائق تقريبًا، سمعنا صوتًا حادًا، ثم دوّى الانفجار'.
ويضيف: 'أن الأطفال كانوا يلعبون أمام أعيننا، وتحولوا فجأة إلى جثث وأشلاء، ولم يكن هناك أي مسلح أو نشاط عسكري، كنا فقط نحاول النجاة'.
عقب القصف، هرع الأهالي لنجدة الجرحى وسط صدمة ورعب شديدين، وانتشرت برك الدماء في زوايا المكان، وتبعثرت الحجارة وقطع الحديد، وانشغل بعض الشبان بغسل الأرض من الدماء بالماء، في محاولة يائسة لإزالة آثار المجزرة، بينما كان آخرون يحملون الشهداء في بطانيات وأغطية عشوائية.
وداع موجع
وسط مشهد جنائزي صامت، حُمِل جثامين الشهداء إلى داخل مركز الإيواء، وارتفعت أصوات التكبير والحزن، واصطف ذوو ورفاق الشهداء لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم.
يقول أحد أقارب الشهيد محمود مقداد، والدموع تملأ عينيه: 'استشهد محمود، وقد استُشهد شقيقه قبل أشهر، فلم تعد أمّه تحتمل مزيدًا من الفقد، هذه ليست حربًا هذه إبادة'.
وفي زاوية أخرى من المدرسة، كانت عائلة الخطيب، تودّع ابنها محمد الخطيب، الذي استُشهد أثناء خروجه من المدرسة بعد لقاء قصير مع أسرته النازحة هناك.
ويقول قريبه محمود الخطيب لـ 'فلسطين أون لاين': 'وكأنه كان يودعنا قبل أن يغادر محمد، كان محبوبًا، مصلّيًا، متسامحًا لم يعرف يومًا طريق الكراهية، فما ذنبه ليُقتل؟'.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم تتوقف المجازر بحق المدنيين، ولم تسلم المراكز الصحية أو المدارس أو ملاجئ النزوح.
وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن قوات الاحتلال قتلت حتى الآن أكثر من 1580 من الكوادر الصحية، إلى جانب آلاف الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
ويعد استهداف مدرسة تابعة للأمم المتحدة، تؤوي نازحين مدنيين فرّوا من الموت، جريمة حرب بموجب القانون الدولي، ويكشف بوضوح سياسة الاحتلال في تحويل أماكن اللجوء الآمن إلى مقابر جماعية.
وتتوالى مناشدات سكان القطاع، للعالم، تطالبه بالتحرك العاجل لوقف هذا النزيف المتواصل، يقول أحد ذوي الشهداء: 'لسنا أرقامًا في نشرات الأخبار، نحن بشر نُقتل كل يوم، أطفالنا يُذبحون وهم نائمون أو يلعبون، إلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتًا؟'.
ليست مجزرة مدرسة أبو عاصي الأولى، ولن تكون الأخيرة ما لم يكن هناك ردع دولي حقيقي للاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة عادلة على جرائمه المستمرة بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - دخان أسود كثيف غطّى سماء المكان، وغبار تناثر في الهواء عقب القصف، فيما امتزجت رائحة صواريخ الاحتلال بالدماء المنسكبة على الأرض.
وسط صرخات مبحوحة واستغاثات ممزقة، كانت أشلاء الضحايا مبعثرة على بلاط ساحة المدرسة، بينما تناثرت أحذية صغيرة وحقائب أطفال بين الركام.
تحولت مدرسة 'أبو عاصي' التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' أمس، في لحظة إلى مسرح لمجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما قصفتها طائرات 'إف-16' الحربية، مستهدفة نازحين احتموا بجدرانها من جحيم القصف المستمر.
في وقت الظهيرة الحارّة، كان عشرات النازحين يحاولون التقاط أنفاسهم داخل المدرسة الواقعة غرب مدينة غزة.
بينما كان هناك أطفال يلعبون في باحتها، وبعض النساء يراقبنهم من ظل الجدران، لم تدم لحظات السكون طويلاً، فقد باغت صاروخ إسرائيلي الحاضرين، وسقط في ساحة المدرسة دون سابق إنذار، محدثًا انفجارًا هائلًا أسفر عن استشهاد سبعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى، بعضهم في حالة خطرة، بحسب المصادر الطبية في غزة.
استهداف مباشر
ويؤكد شهود عيان، أن الاستهداف كان متعمّدًا، إذ لم تُطلق صافرات إنذار أو تحذيرات مسبقة كما تدّعي قوات الاحتلال.
ويقول محمد مروان، وهو أحد النازحين في المدرسة: 'عند الساعة الثانية وعشر دقائق تقريبًا، سمعنا صوتًا حادًا، ثم دوّى الانفجار'.
ويضيف: 'أن الأطفال كانوا يلعبون أمام أعيننا، وتحولوا فجأة إلى جثث وأشلاء، ولم يكن هناك أي مسلح أو نشاط عسكري، كنا فقط نحاول النجاة'.
عقب القصف، هرع الأهالي لنجدة الجرحى وسط صدمة ورعب شديدين، وانتشرت برك الدماء في زوايا المكان، وتبعثرت الحجارة وقطع الحديد، وانشغل بعض الشبان بغسل الأرض من الدماء بالماء، في محاولة يائسة لإزالة آثار المجزرة، بينما كان آخرون يحملون الشهداء في بطانيات وأغطية عشوائية.
وداع موجع
وسط مشهد جنائزي صامت، حُمِل جثامين الشهداء إلى داخل مركز الإيواء، وارتفعت أصوات التكبير والحزن، واصطف ذوو ورفاق الشهداء لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم.
يقول أحد أقارب الشهيد محمود مقداد، والدموع تملأ عينيه: 'استشهد محمود، وقد استُشهد شقيقه قبل أشهر، فلم تعد أمّه تحتمل مزيدًا من الفقد، هذه ليست حربًا هذه إبادة'.
وفي زاوية أخرى من المدرسة، كانت عائلة الخطيب، تودّع ابنها محمد الخطيب، الذي استُشهد أثناء خروجه من المدرسة بعد لقاء قصير مع أسرته النازحة هناك.
ويقول قريبه محمود الخطيب لـ 'فلسطين أون لاين': 'وكأنه كان يودعنا قبل أن يغادر محمد، كان محبوبًا، مصلّيًا، متسامحًا لم يعرف يومًا طريق الكراهية، فما ذنبه ليُقتل؟'.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم تتوقف المجازر بحق المدنيين، ولم تسلم المراكز الصحية أو المدارس أو ملاجئ النزوح.
وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن قوات الاحتلال قتلت حتى الآن أكثر من 1580 من الكوادر الصحية، إلى جانب آلاف الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
ويعد استهداف مدرسة تابعة للأمم المتحدة، تؤوي نازحين مدنيين فرّوا من الموت، جريمة حرب بموجب القانون الدولي، ويكشف بوضوح سياسة الاحتلال في تحويل أماكن اللجوء الآمن إلى مقابر جماعية.
وتتوالى مناشدات سكان القطاع، للعالم، تطالبه بالتحرك العاجل لوقف هذا النزيف المتواصل، يقول أحد ذوي الشهداء: 'لسنا أرقامًا في نشرات الأخبار، نحن بشر نُقتل كل يوم، أطفالنا يُذبحون وهم نائمون أو يلعبون، إلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتًا؟'.
ليست مجزرة مدرسة أبو عاصي الأولى، ولن تكون الأخيرة ما لم يكن هناك ردع دولي حقيقي للاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة عادلة على جرائمه المستمرة بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة
فلسطين أون لاين
أخبار اليوم - دخان أسود كثيف غطّى سماء المكان، وغبار تناثر في الهواء عقب القصف، فيما امتزجت رائحة صواريخ الاحتلال بالدماء المنسكبة على الأرض.
وسط صرخات مبحوحة واستغاثات ممزقة، كانت أشلاء الضحايا مبعثرة على بلاط ساحة المدرسة، بينما تناثرت أحذية صغيرة وحقائب أطفال بين الركام.
تحولت مدرسة 'أبو عاصي' التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' أمس، في لحظة إلى مسرح لمجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما قصفتها طائرات 'إف-16' الحربية، مستهدفة نازحين احتموا بجدرانها من جحيم القصف المستمر.
في وقت الظهيرة الحارّة، كان عشرات النازحين يحاولون التقاط أنفاسهم داخل المدرسة الواقعة غرب مدينة غزة.
بينما كان هناك أطفال يلعبون في باحتها، وبعض النساء يراقبنهم من ظل الجدران، لم تدم لحظات السكون طويلاً، فقد باغت صاروخ إسرائيلي الحاضرين، وسقط في ساحة المدرسة دون سابق إنذار، محدثًا انفجارًا هائلًا أسفر عن استشهاد سبعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى، بعضهم في حالة خطرة، بحسب المصادر الطبية في غزة.
استهداف مباشر
ويؤكد شهود عيان، أن الاستهداف كان متعمّدًا، إذ لم تُطلق صافرات إنذار أو تحذيرات مسبقة كما تدّعي قوات الاحتلال.
ويقول محمد مروان، وهو أحد النازحين في المدرسة: 'عند الساعة الثانية وعشر دقائق تقريبًا، سمعنا صوتًا حادًا، ثم دوّى الانفجار'.
ويضيف: 'أن الأطفال كانوا يلعبون أمام أعيننا، وتحولوا فجأة إلى جثث وأشلاء، ولم يكن هناك أي مسلح أو نشاط عسكري، كنا فقط نحاول النجاة'.
عقب القصف، هرع الأهالي لنجدة الجرحى وسط صدمة ورعب شديدين، وانتشرت برك الدماء في زوايا المكان، وتبعثرت الحجارة وقطع الحديد، وانشغل بعض الشبان بغسل الأرض من الدماء بالماء، في محاولة يائسة لإزالة آثار المجزرة، بينما كان آخرون يحملون الشهداء في بطانيات وأغطية عشوائية.
وداع موجع
وسط مشهد جنائزي صامت، حُمِل جثامين الشهداء إلى داخل مركز الإيواء، وارتفعت أصوات التكبير والحزن، واصطف ذوو ورفاق الشهداء لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم.
يقول أحد أقارب الشهيد محمود مقداد، والدموع تملأ عينيه: 'استشهد محمود، وقد استُشهد شقيقه قبل أشهر، فلم تعد أمّه تحتمل مزيدًا من الفقد، هذه ليست حربًا هذه إبادة'.
وفي زاوية أخرى من المدرسة، كانت عائلة الخطيب، تودّع ابنها محمد الخطيب، الذي استُشهد أثناء خروجه من المدرسة بعد لقاء قصير مع أسرته النازحة هناك.
ويقول قريبه محمود الخطيب لـ 'فلسطين أون لاين': 'وكأنه كان يودعنا قبل أن يغادر محمد، كان محبوبًا، مصلّيًا، متسامحًا لم يعرف يومًا طريق الكراهية، فما ذنبه ليُقتل؟'.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، لم تتوقف المجازر بحق المدنيين، ولم تسلم المراكز الصحية أو المدارس أو ملاجئ النزوح.
وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن قوات الاحتلال قتلت حتى الآن أكثر من 1580 من الكوادر الصحية، إلى جانب آلاف الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
ويعد استهداف مدرسة تابعة للأمم المتحدة، تؤوي نازحين مدنيين فرّوا من الموت، جريمة حرب بموجب القانون الدولي، ويكشف بوضوح سياسة الاحتلال في تحويل أماكن اللجوء الآمن إلى مقابر جماعية.
وتتوالى مناشدات سكان القطاع، للعالم، تطالبه بالتحرك العاجل لوقف هذا النزيف المتواصل، يقول أحد ذوي الشهداء: 'لسنا أرقامًا في نشرات الأخبار، نحن بشر نُقتل كل يوم، أطفالنا يُذبحون وهم نائمون أو يلعبون، إلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتًا؟'.
ليست مجزرة مدرسة أبو عاصي الأولى، ولن تكون الأخيرة ما لم يكن هناك ردع دولي حقيقي للاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة عادلة على جرائمه المستمرة بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة
فلسطين أون لاين
التعليقات