عمان - أخبار اليوم - ساره الرفاعي

في طرح غير مسبوق ومختلف، قدمت الدكتورة رولا الحموز، أخصائية التغذية العلاجية، رؤى جديدة ومبتكرة حول علاج فقر الدم ونقص مخزون الحديد، وذلك لموقع 'أخبار اليوم'. بخلاف التركيز التقليدي على الأعراض والنقص المباشر، سلطت الدكتورة الحموز الضوء على عوامل أساسية غالبًا ما يتم تجاهلها، مؤكدة على أهمية نهج شمولي للصحة.

وأشارت الدكتورة الحموز إلى أن العديد من الشكاوى الشائعة مثل تساقط الشعر، جفاف الجلد، الإمساك، مشاكل القولون، الإعياء الشديد، وتقلب المزاج، قد تكون مؤشرات خفية لنقص الحديد، ولكنها دعت إلى النظر أبعد من ذلك بكثير.

ثلاث محاور رئيسية تكشف العلاقة الخفية بالأنيميا:
شددت الدكتورة الحموز على ثلاثة محاور رئيسية، موضحة آلياتها وعلاقتها الوثيقة بمشكلة فقر الدم ونقص الحديد:

1. دور الطحال المحوري في جودة الدم:
أكدت الدكتورة الحموز على أن الطحال، ذلك العضو الحيوي، يلعب دورًا أساسيًا في تكوين كريات الدم الحمراء والهيموجلوبين. كلما كانت كفاءة الطحال أعلى، زادت قدرته على ضخ الدم وحجبه، وبالتالي الوقاية من الأنيميا.

وحذرت من أن أي التهاب أو مشكلة في الطحال يمكن أن يقلل من جودة الدم، مما يؤدي إلى فقر الدم.

لتحسين أداء الطحال، نصحت الدكتورة الحموز بالتركيز على الآتي:
* الامتناع عن السكريات والحلويات والمخبوزات أو تقليلها بشكل كبير، حيث يساعد ذلك الطحال على العمل بكفاءة أعلى.

* الإكثار من البطاطا الحلوة الغنية بفيتامين A، وكذلك الكوسا، اليقطين، والقرع، لتعزيز أداء الطحال وفعاليته.

2. الأمعاء: بوابة امتصاص الحديد:
فاجأت الدكتورة الحموز الكثيرين بتأكيدها على العلاقة
الوثيقة بين امتصاص الحديد وصحة الأمعاء. وأوضحت أن الحديد يمتص بشكل أساسي في الأمعاء، وأن وجود مشاكل في المعدة أو الأمعاء، مثل ضعف حمض المعدة أو مشاكل القولون، يعيق امتصاص الحديد حتى لو تم تناول مكملاته.

وأشارت إلى أن بعض أنواع حبوب الحديد مثل 'أوكسيد الحديد' (Iron Oxide) لا تمتص بشكل جيد، مؤكدة على ضرورة قوة حمض المعدة لضمان امتصاص عالٍ للحديد الذي يتطلب بيئة حمضية. وخلصت إلى أن 'عالج قولونك، ينتهي عندك الامتصاص بالذات، وينتهي عندك الأنيميا'.

3. فيتامين B12 والبكتيريا النافعة: مفتاح الدم السليم:
سلطت الدكتورة الحموز الضوء على أهمية فيتامين B12 وعلاقته المباشرة بالحديد. وأكدت أن B12 هو المسؤول عن تكوين كريات الدم الحمراء وكميتها، مشيرة إلى أنه 'يستحيل أن يكون الحديد ممتازًا وB12 نازلًا، فكلاهما له علاقة بالآخر'.

وفي معلومة وصفتها بالرائعة والجديدة، كشفت الدكتورة الحموز أن الجسم يفرز فيتامين B12 عن طريق البكتيريا النافعة في الأمعاء. وهذا يعني أن صحة البكتيريا النافعة (Normal Flora) تلعب دورًا حاسمًا في مستويات B12 الطبيعية.

وقدمت نصيحة ذهبية لمن يعانون من نقص B12: 'لو كان في عندك مشكلة بالـ B12، روح خذ من الصيدلية بروبيوتيك لمدة 21 يوم. بالتالي، البكتيريا النافعة تزداد والـ B12 عندك يزداد بشكل طبيعي من دون ما تأخذ B12 حبوب، وبالتالي يزداد الـ B12 ويزداد عندك الحديد'.

واختتمت الدكتورة رولا الحموز حديثها بالتأكيد على أهمية الانتباه أيضًا لمستويات الزنك والمغنيسيوم، مشددة على أن هذه العناصر لها ارتباط وثيق بامتصاص الحديد. وأكدت أن هذه 'الشغلات البسيطة' يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تجاوز مشكلة فقر الدم ونقص الحديد، والوصول إلى السلامة التامة.