أ. د إسماعيل الزيود
عمان - أخبار اليوم - إن النقد البناء وسيلة ناجعة وضرورة للإصلاح وتجاوز المشكلات ومن هنا فإن للنقد البناء العملي الإيجابي مكان وزمان وأطر ضمن طاولة مستديرة شفافة للحوار والنقاش وتبادل الأفكار والرؤى لضمان أن يؤدي النقد أهدافه المرجوة.
ما نلحظه اليوم من حديث خارج الأروقة الرسمية لا يمكن أن ينهض بالشأن العام ولا يمكن أن يأتي بنتائج إيجابية لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعياً ؛ ولا في أي مجال من المجالات.
تصريحات لمسؤولين سابقين كبار من وزن دولة ومعالي وعطوفة وسعادة تثير من فترة لأخرى الجدل وتبعث على خلق تحديات مستمرة في وجهه الدولة والمؤسسة الرسمية بعضها أشبه ما يذهب لأزمة وقلق وارباك للعمل الرسمي؛ لقد سبق بأن كان أمر الولاية لهم وقد واجتهدوا، وهم بلا شك الأعلم بالواقع وتحدياته، والأقدر على تفهم الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة والإقليم وتأثير ذلك على الأردن العزيز
من هنا أجد أنه من المهم والضروري اليوم أن يتم تكييف تلك التصريحات العرضية المستمرة ليتم تأطيرها ضمن طاولة حوارية ونقاشات مفتوحة معمقة مع السلطات الرسمية التي يقع على عاتقها اليوم وفي هذا الوقت مسؤولية الإستماع للنقد البناء والحوار والنقاش وإيجاد الحلول الممكنة وإطلاع الأطرف الأخرى على واقع الحال وطبيعه التحديات والأزمات المستجدة إن وجدت.
إن أي تصريحات أو مواقف أو نقاشات خارج الأطر الهادفة للبناء هي كمن يحرث في الوحل لا بل أن مثل تلك التصريحات غير الرسمية لا تحمل الدقّة والوضوح والشفافية؛ ذلك أنّ مَن يدلي بها لا يمتلك كلّ المعلومات حول الواقع بكافة مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
أن التصريحات الفردية غير المدروسة وفي وقت تكون فيه الدولة تعمل جاهدة على التغيير من شأنها أن تعرقل كلّ الجهود البناءة. علينا أن نعطي دولة الرئيس حسان فرصته للعمل الجاد فقد أظهر شخصياً حسن نواياه وقدرته على التعامل مع كافه الملفات
ولنمنحه الثقة الشعبية والدعم بأن يقييم الواقع، ويجري تعديله كما لو كانت ثورة بيضاء على كافة المستويات وبعدها نسأله. بغير ذلك تبقى كل الأحاديث وكأنها تضرب خاصرة الوطن لا سمح الله .
أرى بأن على الإعلام مسؤولية مهمة في مدى جدية تناول تلك التصريحات الصادرة ونشرها خصوصاً بأنها تصريحات فردية وشخصية وتعكس في كثير من الأحيان تجربة فردية لا يمكن تعميمها لأن لها ظروفها ومعطياتها وتحدياتها.
أخيراً أدعو للذهاب للحوار والنقاش الوطني المسؤول لقضايا الوطن في بيتنا الداخلي وذلك من داخل المؤسسة الرسمية ومع السلطات المعنية بصناعة القرار الوطني وتوجيه.
حفظ الله الأردن بقيادته الحكيمة