عمان - أخبار اليوم - ساره الرفاعي - حذر النائب يوسف الرواضنة من أن منطقة البتراء السياحية "منكوبة بالكامل" جراء الإهمال الحكومي وتخلي وزارة السياحة عن دعم القطاع المتضرر بشكل كبير بسبب الأحداث السياسية في المنطقة، بما في ذلك حرب غزة وتداعياتها على حركة السياحة.
جاءت تصريحات الرواضنة عقب اجتماع للجنة السياحية في مجلس النواب مع رئيس سلطة إقليم البتراء، حيث تم التركيز على التحديات التي تواجه القطاع السياحي والعقبات التي تعترض تنفيذ المشاريع في البتراء. وأكد الرواضنة أن غياب الاهتمام الحكومي، ووزارة السياحة على وجه الخصوص، أدى إلى تفاقم معاناة أصحاب المنشآت السياحية والعاملين فيها.
وأشار النائب إلى أن جميع العاملين في القطاع السياحي يؤكدون أن وزارة السياحة تخلت بشكل كامل عن دعم المتضررين. وقد وجهت جمعيات تمثل القطاع السياحي، مثل جمعيات الأدلاء السياحيين، أصحاب الفنادق، الخزف، الرواحل، وأصحاب المطاعم، مناشدات متكررة لوزارة السياحة والجهات المعنية لرفع المعاناة وتقديم المساندة.
تفاقم المعاناة الاقتصادية والاجتماعية
وأوضح الرواضنة أن هذه القطاعات في لواء البتراء توفر فرص عمل لعدد كبير من أبناء المنطقة الذين يعتمدون كليًا على السياحة. وأصبح الكثير منهم الآن عاطلين عن العمل، ويواجهون ملاحقات من البنوك، سواء كانوا عاملين مغتربين أو أصحاب منشآت قاموا بتطويرها على أمل ازدهار الحركة السياحية. كما باتوا عاجزين عن دفع التزاماتهم للرواتب، ومؤسسة الضمان الاجتماعي (التي تفرض عليهم غرامات تأخير)، وضريبة الدخل، وشركات الكهرباء والمياه، حتى أنهم يعجزون عن تغطية مصاريفهم الشخصية.
وشدد الرواضنة على أن المطالبات المتكررة من أصحاب المنشآت المتضررة للحكومة ووزارة السياحة قوبلت "بآذان صماء" من قبل وزيرة السياحة والأمين العام للوزارة.
خطوات برلمانية لمواجهة الأزمة
وفي محاولة لإيجاد حلول لهذه الأزمة، كشف الرواضنة عن طلب عقد اجتماع عاجل مع رئيس سلطة إقليم البتراء واللجنة السياحية في مجلس النواب. وأضاف أن هناك اجتماعًا مقررًا يوم غد الثلاثاء مع وزير السياحة وأمين عام الوزارة وممثلين عن الجمعيات المتضررة، وسيعقد هذا الاجتماع في مجلس النواب لمناقشة الحلول الممكنة.
وأكد الرواضنة أنهم طلبوا مساعدة الدكتور فارس بريزات، الذي كان متعاونًا ورفع العديد من الكتب والمخاطبات لرئاسة الوزراء بهذا الخصوص. وأعرب عن أمله في التوصل إلى حل جذري يسهم في مساعدة أصحاب المنشآت السياحية والعاملين فيها.
تحذير من تداعيات اجتماعية خطيرة
وحذر النائب الرواضنة من أن استمرار تجاهل الحكومة ووزارة السياحة لمطالب أهل البتراء سيؤدي إلى مشاكل اجتماعية خطيرة، بما في ذلك الانحراف، الجريمة، التفكك الأسري، والمشاكل العائلية، نظرًا للضائقة المالية غير المسبوقة التي يمر بها السكان.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء كان قد قام بزيارة غير معلنة للبتراء قبل أيام للاطلاع على الواقع، وهي خطوة إيجابية. كما لفت إلى أن الدكتور فارس اطلع على حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت السياحية.
واختتم الرواضنة تصريحاته بالإشارة إلى أن نسب الإشغال في فنادق البتراء وصلت إلى مستويات متدنية للغاية، حيث بلغت 1% في الفنادق الأقل من خمس نجوم و6% في الفنادق الخمس نجوم، مما يعني تسريح عدد كبير من الموظفين. ودعا الوزارة إلى تقديم حلول جادة وصادقة لمعالجة مشكلة أبناء البتراء، مؤكدًا أن المشكلة تركزت بشكل خاص في البتراء مقارنة بمناطق سياحية أخرى في الأردن.