أخبار اليوم - حذّر خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، من أن حرب الإبادة والحصار الإسرائيلي المشدد، دفعا بالمستشفيات الحكومية في قطاع غزة إلى حافة الانهيار التام، مناشدًا المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الإنسانية العاجلة لإنقاذ السكان من كارثة صحية شاملة.
وأوضح الدقران، أن المنظومة الصحية باتت عاجزة عن مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، التي دمرت غالبية المستشفيات والمراكز الصحية، وسط ارتفاع المجازر الوحشية اليومية بحق المدنيين.
وذكر أن ثلاثة مستشفيات حكومية فقط من أصل عشرة لا تزال تعمل في قطاع غزة، وهي: مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة (يعمل بقدرة تشغيلية لا تتجاوز 20%)، مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، ومجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس (يعمل جزئيًا).
وبحسب بيانات وزارة الصحة، فإن 16 مستشفى فقط تعمل جزئيًا من أصل 38 مستشفى كانت تقدم خدماتها قبل الحرب، بينها 5 مستشفيات حكومية و11 مستشفى خاصًا، في حين أُخرجت 22 مستشفى عن الخدمة بفعل القصف أو الحصار.
وأشار الدقران إلى أن المستشفيات، الحكومية والخاصة، تعاني من أزمات مركبة، تشمل: الدمار الشامل للبنى التحتية، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتناقص الطواقم الطبية نتيجة القتل أو الاعتقال، ونقص حاد في الوقود، وتعطل المولدات الكهربائية، ومنع إدخال قطع الغيار لصيانتها.
وأضاف أن الاحتلال يمنع إدخال الأدوية ووحدات الدم منذ عدة أشهر، مشيرًا إلى أن ما سُمح بإدخاله خلال الأسبوع الماضي كان كمية محدودة جدًا لا تكفي سوى لأيام قليلة، كما أن الوقود يتم إدخاله وفق سياسة "التقطير"، ما يفاقم الأزمة في تشغيل المولدات الضرورية للأقسام الحساسة.
وحذّر من أن جميع المستشفيات مهددة بالتوقف الكلي، خاصة الأقسام الحيوية مثل: غرف العمليات، والحضّانات، ووحدة القلب، والكلية الصناعية، والعناية المكثفة، ومركبات الإسعاف.
واعتبر توقف هذه الأقسام بمثابة "إعدام بطيء" لآلاف المرضى.
وأوضح أن تدمير المولدات الكهربائية عبر القصف، ومنع إدخال قطع الغيار لصيانتها، تسبب في تهالك ما تبقى من المولدات نتيجة تشغيلها المستمر على مدار الساعة، ما دفع وزارة الصحة إلى اتخاذ تدابير احترازية من خلال فصل التيار الكهربائي عن أقسام عديدة لساعات، لصالح الإبقاء على عمل الأقسام الحيوية.
ولفت الدقران إلى أن أعداد الجرحى والمرضى المتوافدين إلى المستشفيات يوميًا تفوق القدرة السريرية والاستيعابية، مؤكدًا أن وزارة الصحة سبق أن حذرت من اكتظاظ شديد في أقسام المبيت والعناية المكثفة، في ظل تزايد الإصابات الحرجة التي تتجاوز إمكانيات غرف الطوارئ والجراحة.
وعزا الدقران تفاقم أعداد المرضى إلى استمرار حرب الإبادة للشهر الحادي والعشرين، واستمرار الحصار الإسرائيلي المشدد، ومنع إدخال الغذاء والدواء، ما أدى إلى انتشار سوء التغذية بين الأطفال وكبار السن.
وقال: "الاحتلال يقتل الأطفال ليس فقط بالقذائف، بل أيضًا بالجوع والعطش، ما أدى إلى تفشي الأمراض في أجسادهم، إلى جانب استشهاد أكثر من 17 ألف طفل جراء القصف المباشر".
وأشار إلى أن آلاف الأمهات والأطفال الرضّع يعانون من سوء التغذية ونقص الحليب، ما أدى إلى انتشار أمراض هضمية وصدرية وجلدية على نطاق واسع.
وبحسب تقرير صدر مؤخرًا عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تم تشخيص أكثر من 5800 طفل بسوء التغذية في غزة خلال شهر يونيو الماضي، من بينهم أكثر من 1000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد وشديد، وهي زيادة تسجل للشهر الرابع على التوالي.
وأكد المتحدث أن الطواقم الطبية تعمل ليلًا ونهارًا في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد، رغم نزوح العديد منهم مع عائلاتهم، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة غير قادرة حتى على توفير وجبة طعام للأطباء أو المرضى، نتيجة سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال منذ إغلاق المعابر كافة في 2 مارس/آذار الماضي وحتى اليوم.
وفي ختام حديثه، أطلق الدقران مناشدة إنسانية عاجلة لوقف الحرب، وفتح المعابر على الفور لإدخال الغذاء والدواء والمستلزمات الصحية، لأكثر من 2.2 مليون إنسان في قطاع غزة، مهددين بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
فلسطين أون لاين