أخبار اليوم - قالت الأمم المتحدة إن "294 شخصا قتلوا في نقاط عسكرية لتوزيع مساعدات بقطاع غزة منذ 30 يونيو/حزيران الماضي"، مؤكدة أن العمليات الإنسانية الأممية في غزة تتعرض حاليا لضغوط شديدة، كما يواجه موظفو الإغاثة مخاطر أمنية جسيمة.
وأكد خالد خياري مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي خلال مناقشة مفتوحة في مجلس الأمن عقدت مساء أمس الأربعاء على الأهمية الكبيرة لإنهاء الصراع في غزة بشكل دائم وإطلاق سراح جميع الأسرى.
وقال خياري "آن الأوان منذ زمن لإنهاء الحرب، ولعودة الأسرى إلى منازلهم، ولوصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع غزة، ولبدء عملية التعافي وإعادة الإعمار، كل هذا يجب أن يتم في إطار العودة إلى عملية سياسية تفضي إلى حل الدولتين".
ولفت إلى أن الوضع المزري في غزة مستمر في التدهور مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار.
وأضاف خياري أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية والاشتباكات تنتشر في جميع أنحاء القطاع، وتتزايد التكلفة البشرية ساعة بساعة، ويجب أن ينتهي هذا الكابوس التاريخي فورا".
مخاطر جسيمة
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "العمليات الإنسانية الأممية في غزة تتعرض حاليا لضغوط شديدة، ويواجه موظفو الإغاثة مخاطر أمنية جسيمة، ولا تزال المعابر غير موثوقة، ويتم تأخير الإمدادات الأساسية أو منعها بشكل روتيني".
وأوضح دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي أن الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لاغتنام فرصة وقف إطلاق النار بهدف توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في جميع أنحاء قطاع غزة "مثلما فعلنا خلال وقف إطلاق النار السابق".
وأضاف "خططنا جاهزة، ولكن لإحداث فرق حقيقي يجب على إسرائيل تمكين إيصال المساعدات بشكل آمن ودون عوائق، والسماح بدخول المعدات الأساسية والوقود".
وأكد دوجاريك على ضرورة أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من العمل بأمان، كما أكد على ضرورة السماح للناس بالتنقل بحرية وأن تصل الإمدادات -بما في ذلك من القطاع الخاص- إلى جميع أنحاء غزة.
وقال المتحدث الأممي إنه "إذا تم استيفاء هذه الشروط فسنعطي الأولوية بشكل عاجل لتوفير الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية والحماية للمدنيين في غزة الذين يواجهون صعوبات لا يمكن تصورها لفترة طويلة جدا".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن "السلطات الإسرائيلية تعد وحدها صاحبة القرار بشأن كيفية وكمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة، ونوع الإمدادات المسموح بها في ظل تحديات لوجستية هائلة".
يأتي هذا في وقت حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن أزمة الجوع في قطاع غزة لم تكن بهذا القدر من السوء قبل أي وقت مضى.
وأضاف المكتب أن 109 منظمات إغاثة حذرت اليوم من أن الجوع الجماعي يتفشى في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث يصاب الزملاء وأولئك الذين يقدمون لهم الخدمة بالهزال.
وقال المكتب إن عمال الإغاثة يفقدون الوعي من الجوع والإرهاق بسبب سوء التغذية اليومي، مضيفا أن سوء التغذية المميت بين الأطفال يصل إلى مستوى كارثي.
وحذرت منظمة اليونيسيف من أن الطفل الذي يعاني من سوء التغذية الحاد أكثر عرضة للوفاة بمعدل 10 مرات مقارنة بالطفل الذي يتمتع بتغذية جيدة.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.2 مليون في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 202 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
الجزيرة + وكالات