جوري بين الورم والانتظار .. ملفها الطبي تحت الركام

mainThumb
جوري بين الورم والانتظار.. ملفها الطبي تحت الركام

30-07-2025 11:57 AM

printIcon

أخبار اليوم - عجز الأطباء عن التعامل مع حالتها الصحية في ظل التدمير الممنهج الذي تعرض له القطاع الصحي في غزة، جعل حالة الطفلة جوري القدرة (٦ أعوام) تتفاقم دون أن يكون لها أي دواء او إجراء طبي سوى تحويلة للعلاج بالخارج طال انتظار حدوثها.

فمعاناة أسرة الطفلة جوري مع المرض بدأت منذ لحظة ولادتها حين لاحظت والدتها غدير القدرة انتفاخا غير طبيعي في رقبتها، وبعد رحلة مريرة تخللها عرضها على أطباء لم تحصل الأسرة على تشخيص واضح لحالتها حتى تم التعامل مع هذا الانتفاخ على أنه ورم سرطاني على الحنجرة.

تقول غدير لـ "فلسطين أون لاين": "أجرى الأطباء عملية إزالة لهذا الانتفاخ عندما كانت جوري في العام الأول من عمرها وخضعت لسلسلة من العلاجات والأدوية".

وتضيف: "لكن هذا الانتفاخ عاود الظهور فاجرينا عملية ثانية لإزالته في عمر الثلاث سنوات، وظلت حالتها مستقرة منذ إجراء تلك العملية حتى اندلاع حرب الإبادة الاسرائيلية على غزة".

فقد عاود الانتفاخ للظهور للمرة الثالثة في رقبة جوري لكن الظروف في هذه المرة كانت مختلفة تماما فوالدها الذي كان يتابع حالتها الصحية مفقود منذ بدء الحرب ولا تعرف الأسرة شيئا عنه أما الاوراق الطبية والروشتات وكل ما يتعلق بوضع جوري الصحي فقد دفن تحت أنقاض منزل الأسرة الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي بعد بدئه الحرب باسبوع واحد فقط.

ولم تكن مرارة النزوح بالنسبة لـ " غدير" وتنقلها مع اهلها من مكان لآخر خلال نزوحهم المتكرر في مدينتهم خانيونس حتى استقر بهم المقام حاليا في المواصي هو العائق الوحيد أمام التعامل مع حالتها الصحية.

تقول غدير: "عدم قدرتنا على معرفة مكان تواجد الأطباء الذين تابعوا حالة جوري الصحية منذ ولادتها وافتقادنا لكل تقاريرها الطبية جعل الأطباء غير قادرين على التعامل مع وضعها الصحي".

وتتابع: " الطبيب الذي عرضنا عليه حالة جوري أخبرنا بأن الإمكانيات الطبية حاليا في غزة لا تسمح بإجراء عملية دقيقة كالتي تتطلبها حالتها وان نسبة نجاحها ضئيلة ومن المحتمل أن تضر بالاحبال الصوتية للطفلة وغيرها من المضاعفات و حذر من إمكانية تدهور وضعها الصحي في حال عدم اجرائها العملية بشكل عاجل".

5785320879448771084.jpg

وقد حصلت جوري على تحويلة للعلاج بالخارج في شهر سبتمبر من العام الماضي وحتى اللحظة لم يتم تسفيرها في ظل اغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر وانتظار عشرات آلاف الحالات المرضية السفر.

وفي ظل هذا التأخير فإن حالة جوري تتفاقم ولم تعد قادرة حتى على بلع ريقها، وتغير صوتها، ولم تعد قادرة على إغلاق فمها البتة حتى أثناء النوم.

وتقف غدير عاجزة في ظل غياب زوجها عن توفير أدنى المستلزمات واهمها الطعام لـ" جوري" وشقيقيها، مطالبة المؤسسات الصحية الدولية بالاسراع في تسفير ابنتها حتى تحصل على العلاج المناسب قبل تدهور وضعها الصحي.

 فلسطين أون لاين