"المهندسين" و"الحسين التقنية" تصدران تقريرًا خوا مستقبل التخصصات الهندسية

mainThumb
"المهندسين" و"الحسين التقنية" تصدران تقريرًا خوا مستقبل التخصصات الهندسية

12-08-2025 02:04 PM

printIcon

أخبار اليوم - أصدرت نقابة المهندسين الأردنيين وجامعة الحسين التقنية تقريرًا وطنيًا مشتركًا يرسم ملامح الواقع الحالي للتعليم الهندسي في الأردن، بالتزامن مع فتح باب القبول الموحد للجامعات، في درجة البكالوريوس من جهة والدراسات العليا من جهة أخرى، للعام الدراسي ٢٠٢٥ / ٢٠٢٦، مستشرفاً التخصصات والمهارات المطلوبة في سوق العمل المحلي والإقليمي حتى منتصف العقد المقبل.

ويقدّم التقرير، الذي أُنجز خلال النصف الأول من عام 2025، قراءة تحليلية شاملة لمعادلة العرض والطلب في السوق الهندسي، مع تحديد التخصصات الواعدة والتخصصات المتشبّعة التي تحتاج لتدعيمها بالمهارات المتجددة ومواءمة سوق العمل، وصياغة توصيات عملية موجّهة لصانعي السياسات التعليمية، والجامعات، وطلبة الثانوية العامة المقبلين على اختيار تخصصاتهم، ويمثل بذلك دليلاً متكاملاً لتخصص هندسي يواكب المستقبل.

أظهرت نتائج التقرير أن عدد المهندسين المسجلين في النقابة تجاوز 200 ألف مهندس ومهندسة، فيما يدرس حاليًا نحو 39,300 طالب وطالبة في البرامج الهندسية بالجامعات الأردنية. كما كشف التقرير عن تشبّع واضح في بعض التخصصات التقليدية مثل الهندسة المدنية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الميكانيكية، والهندسة الكيميائية، في الوقت الذي تشهد فيه مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي نقصًا في الكفاءات المؤهلة، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة في هذه المجالات.

وأشار التقرير إلى أن الطلب الإقليمي والعالمي يتجه بشكل متزايد نحو تخصصات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، وأمن المعلومات، والهندسة الصناعية، وهندسة المدن والنقل الذكي، وهندسة الطاقة المتجددة. واعتبر معدّو التقرير أن هذه التخصصات تمثّل فرصًا واعدة للخريجين القادرين على اكتساب المهارات الرقمية والتقنية اللازمة.

وفي استشرافه للمستقبل، حدّد التقرير مجموعة من المهن الهندسية المستقبلية التي ستشهد نموًا متسارعًا خلال السنوات القادمة، من أبرزها: مهندس المدن الذكية، مهندس أنظمة الذكاء الاصطناعي، مهندس الروبوتات، مهندس الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، مهندس الأمن السيبراني الصناعي، مهندس البنى التحتية الخضراء، ومهندس الأنظمة المدمجة لإنترنت الأشياء (IoT). كما أشار إلى تزايد الحاجة إلى خبراء في إدارة البيانات الضخمة في المشاريع الهندسية، ومهندسي محاكاة النماذج الرقمية (Digital Twin) لمتابعة أداء المشاريع والمنشآت. هذه المسارات، بحسب التقرير، تمثل فرصًا استراتيجية للمهندسين الأردنيين للاندماج في الاقتصاد المعرفي العالمي.

كما بيّن التقرير وجود فجوة ملحوظة في المهارات التطبيقية والحياتية لدى الخريجين، سواء في إتقان البرمجيات الهندسية المتقدمة أو في مهارات التواصل والعمل الجماعي وحل المشكلات. وأكد على ضرورة تعزيز التعاون بين الجامعات وقطاعات العمل المختلفة لتوفير فرص تدريب ميداني حقيقية، وربط المخرجات الأكاديمية بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل.

وفي إطار التوصيات، دعا التقرير إلى إعادة مواءمة سياسات القبول الجامعي بما يتناسب مع مؤشرات سوق العمل، وتحديث المناهج لتشمل التدريب المدمج مع بيئة العمل (Work-Integrated Learning) وبرامج الشهادات المصغّرة المشتركة مع القطاع الخاص. كما شدّد على أهمية النهوض بالتعليم التقني والمهني وتغيير الصورة النمطية المرتبطة به، وربطه مباشرة بفرص تشغيلية واقعية.

وأكد التقرير على أهمية تشجيع الطلبة على اكتساب مهارات رقمية متقدمة، ولغات برمجة، وأدوات تحليل البيانات، وإجادة اللغة الإنجليزية، لضمان تنافسيتهم في سوق العمل الإقليمي والعالمي.

وأكدت النقابة، أن التقرير يمثّل خارطة طريق عملية لدعم الكوادر الهندسية الوطنية، وتعزيز جاهزيتها للمنافسة في السوق المحلي والإقليمي. بينما شددت من جانبها جامعة الحسين التقنية، على أهمية التعليم التطبيقي والتقني في تأهيل جيل قادر على مواكبة التحولات العالمية في التكنولوجيا والطاقة المستدامة.

وترى النقابة والجامعة اللتان تشاركتا في إعداد التقرير أن تنفيذ توصياته سيسهم في خفض معدلات البطالة بين المهندسين الشباب، وزيادة فرص العمل في المشاريع الإقليمية والعالمية، وتحسين جودة المشاريع الوطنية، والحد من هجرة الكفاءات الهندسية، عبر توفير بيئة عمل محفزة ومتكاملة.