في المعلومات أن خدمة العلم ستعود لكن بشكل جديد كليا يختلف عما كان معمول به سابقا .
إلى أن تتضح معالم البرنامج الجديد وهو معد من المهم جدا أن نلفت الانتباه إلى انه اصبح ضروة اقتصادية واجتماعية في غاية الأهمية .
كاتب هذا العمود سبق وان طالب في مقالة سابقة اعادة خدمة العلم على أسس جديدة مقرونة برؤية وطنية واقتصادية واجتماعية متكاملة لتحقيق الأهداف المرجوة منها .
خدمة العلم ألغيت في عهد حكومة المرحوم الأمير زيد بن شاكر والقرار ارتكز على أن الجيش الأردني يجب أن يكون محترفا، وأن الخدمة لم تشكل إضافة نوعية وهو ما ثبت خطأه لاحقا.
دعاة إلغاء خدمة العلم محقون في ناحية واحدة وهي أن المكلفين استنزفوا طاقات الجيش التدريبية والإدارية والمالية ودعاة عودتها محقون في نواح عديدة منها علاج البطالة وتخفيف الضغط عن سوق العمل بخلق فجوة تباعد بين التدفقات المتلاحقة للخريجين الى السوق ولا شك أنها ساهمت في تخفيض البطالة ولو مؤقتاً وبعد الغائها ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير ، فالسوق لم تستطع أن تستوعب الخريجين في سنة واحدة، وقدرة الاقتصاد على توليد فرص عمل لم تكن مكافئة لأعداد الخريجين مع التوسع في بناء الجامعات للقطاعين العام والخاص.
هذه أهداف مهمة لخدمة العلم لكن الهدف الأهم بظني هو توثيق ارتباط النشىء بوطنة ورفده بثقافة وطنية وتعزيز مبادئه الاجتماعية التي ترتكز إلى الثقافة العربية والإسلامية مؤطرة بالحداثة والتطورات العلمية والتكنولوجية الجديدة .
الحديث عن اعادة خدمة العلم سابق على الاحداث والتطورات التي شهدها الإقليم لمن كان لا بد من تعزيز المباديء الوطنية في مواجهة التحديات المتشعبة بما فيها الاقتصادية .
خدمة العلم نجحت في تحقيق نواح عديدة مثل ضبط توريد الأيدي العاملة الى السوق وصقل الشباب بالانضباط وتنمية الروح المعنوية والوطنية وغيرها من الصفات المطلوبة فقط لأنها إلزامية بالمقابل لم تحقق كل النسخ المماثلة مثل مراكز التدريب والتأهيل والشركة الوطنية للتشغيل والتدريب النجاح المأمول، لأنها لم تكن إلزامية ، فالهدر في الطاقات والنفقات الذي كان ينتقده دعاة إلغاء خدمة العلم تحقق وبصورة أسوأ في النسخ المماثلة غير الإلزامية.
كان يمكن تطوير النسخ القائمة بدلا من استبدالها بعناوين جديدة تخدم ذات الأغراض ، وعدم إلزاميتها سيفرغها من أهدافها حتى لو كانت مدفوعة الأجر ، وقد شكا مدراء البرامج السابقة من عدم إلتزام المتدربين بالبرامج بمجرد حصولهم على الراتب الأول.
مؤسسة الجيش هي التي لا تزال ترفد السوق بخبرات وكفاءات كبيرة ومنضبطة،
بانتظار الشكل الجديد لخدمة العلم لا شك أن عودتها تحظى باجماع وطني كبير .