كم أتمنى أنا وغيري من الشباب الأردني لو يعود بنا الزمن إلى الوراء، ليشملنا قرار "خدمة العلم".. تلك اللحظة التي نقف فيها بزي الميدان، متهيئين لـ"خدمة الوطن"جنبا إلى جنب مع نشامى الجيش العربي، ونحمل في قلوبنا شرف الانتماء في أسمى صوره، فهذه التجربة التي لا يعرف قيمتها إلا من خاضها، فمن ستشمل الخدمة؟
إعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن إعادة خدمة العلم قريبا، هي خطوة وطنية تعكس "الرؤية الثاقبة" والحرص العميق على مستقبل شباب الأردن، ورسالة واضحة بأن بناء الإنسان هو الخطوة الأولى لبناء الوطن، وخطوة مهمة لتعزيز ارتباط الشاب بأرضه وصقل شخصيته.
اليوم، مع عودة هذا البرنامج، سيمنح جيل جديد من شباب الوطن الفرصة التي يتمناها كثيرون ممن سبقوهم بالعمر، كما أنها فرصة ليعيشوا معنى التضحية والانتماء، وارتداء شرف الخدمة الذي لن يمحى من الذاكرة ولا من القلب.
هذه المبادرة تأتي بوقت نحن أحوج ما نكون فيه لتعزيز مفاهيم الالتزام والانتماء والانضباط، خاصة في ظل تحديات العصر ومتغيراته السريعة، فـ"خدمة العلم"ليست فقط فرصة لصقل الذات، بل منصة لترسيخ الروح الوطنية والانتماء الحقيقي للأردن.
أنا شخصياً كنت قد كتبت العديد من المقالات التي تدعوا الى إعادة "خدمة العلم" باسلوب ونمط جديدين يترافق معهما التدريب المهني والحرفي وتهيئه الشباب للدخول إلى سوق العمل وفق المتطلبات التي يحتاجها هذا السوق، لتكون سلاحا آخر في يد الشباب تساعده على تحصيل الدخل وإحلاله مكان العمالة الوافدة وخدمةالوطن واقتصاده.
لهذا أجدد الدعوة إلى جعل هذا البرنامج مفيداً بالاتجاهين، فهو فمن جهة يعزز الانتماء والولاء،ومن جانب آخر يساهم في تدريب وتأهيل الشباب على العمل في مهن حرة يتطلبها السوق المحلي والأوروبي والخليجي، ومن هنا تنخفض معدلات البطالة بعد الانتهاء من فتره الخدمة.
خلاصة القول، فليكن هذا القرار دافعا لنا لتجديد العهد مع الوطن، ولندعم أبناءنا وهم يخطون أولى خطواتهم في طريق الرجولة والانتماء الحقيقي، فالخدمة ليست عبئا، بل شرف عظيم يسعى إليه كل حر وغيور على الوطن.