أخبار اليوم - "متى سأسافر؟ متى سأمشي مجددًا وألعب مع إخوتي؟" سؤالان لا يفارقان ذهن الطفل محمد أبو لولولي (8 أعوام)، الذي أصبح طريح الفراش بعد أن اخترقت رصاصة إسرائيلية غادرة خيمة ذويه واستقرت في عموده الفقري.
كان محمد نشيطًا ويعشق لعب كرة القدم في مدينته رفح، التي نزح منها قسرًا كبقية أهلها، ليستقر في نزوحه الخامس عشر على التوالي في منطقة "المسلخ" غرب خانيونس، بعد أوامر الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء أغلب المحافظة.
وفي الثامن عشر من يونيو، ودون أي سابق إنذار أو أوامر إخلاء، اقتحمت دبابات الاحتلال الإسرائيلي منطقة المسلخ وشرعت في إطلاق النار العشوائي على خيام النازحين، حيث أصابت رصاصة ظهر محمد.
يقول والده، سمير أبو لولولي: "كان الوضع مرعبًا، لم أجد سوى عربة يجرها حمار لأنقله على مستشفى ناصر، وتركت بقية أشقائه يهربون مع أمه وحدهم."
في المستشفى، أخبر الأطباء والده بأن شظية الرصاصة استقرت بين الفقرتين السادسة والسابعة في عموده الفقري، وأثرت على النخاع الشوكي، ما أدى إلى إصابته بشلل رباعي. وأضاف: "أخبروني بأن التدخل الجراحي هنا غير مفضل لقلة الإمكانيات الطبية ولصعوبة العملية، وأرادوا منحه فرصة أفضل للعلاج من خلال تحويلة طبية للعلاج في الخارج."
لكن استمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر وغياب إجلاء المرضى أجبر محمد على مواجهة إصابته صراعًا مريرًا دون أي دعم طبي، بينما يكرر سؤالَه الدائم عن السفر ومتى سيتحسن، استنادًا إلى ما يسمعه من الأطباء الذين يبثون الأمل لوالده بإمكانية علاج جذري في الخارج.
ويشير والده إلى أن الأطباء أقروا خروجه من المستشفى، لكنه بقي هناك بسبب فقدان خيمته التي دمرتها دبابات الاحتلال، وأصبح ينام على فراش على الأرض. وأضاف: "لاحقًا، عندما اقترب الاحتلال من مستشفى ناصر، خشينا محاصرتها وعدم القدرة على الهرب وإجلاء محمد، فاضطررت لإخراجه ليعيش في ظروف صعبة، بلا كهرباء أو وسائل تسلية، وهو غير قادر على اللعب أو ممارسة أي نشاط."
وقد أقر الأطباء لمحمد برنامجًا تأهيليًا في مستشفى "الأمل" بخان يونس، الواقع في منطقة أمنية حمراء، لكن الأطباء أبلغوا الأسرة بعدم وجود أي سرير فارغ لاستقباله، ما اضطره للانتظار حتى توفر مكان.
حتى اللحظة، يعاني محمد وأسرته أوضاعًا نفسية ومعيشية صعبة في ظل تأخر سفره، الذي ينعكس سلبًا على حالته الصحية، وعدم قدرة الأسرة على توفير متطلباته من حفاضات وطعام صحي.
يقول والده بأسى: "أصعب شيء أن ترى طفلك يموت أمامك ولا تستطيع أن تفعل شيئًا." مشيرًا إلى أن الطفل المصاب بدلاً من أن يتلقى أفضل الرعاية الطبية، يقيم في خيمة في أجواء حارة دون أي مقومات حياة أو طعام أو شراب أو علاج.
ويتابع: "يطلب مني أن أخرجه من الخيمة، لكن لا يوجد لدينا كرسي متحرك. ذهبت لكل المؤسسات الطبية، فأخبروني بأنه لا يوجد وأن علينا الانتظار حتى يسمح الاحتلال بإدخال دفعة منها."
ويختتم بالقول: "نعيش وضعًا مأساويًا فقد عانينا بمعنى الكلمة خلال إصابة محمد. أناشد المؤسسات الصحية الدولية بالإسراع في إجلائه قبل فوات الأوان."
فلسطين أون لاين