سمير الحباشنة: الخيار الوحيد أمام العرب هو الدفاع المشترك أو الاستسلام

mainThumb
سمير الحباشنة: الخيار الوحيد أمام العرب هو الدفاع المشترك أو الاستسلام

05-09-2025 04:53 PM

printIcon


أخبار اليوم - رصد - قال المهندس سمير الحباشنة في برنامج حواري على احدى الفضائيات العربية ، رصدته أخبار اليوم، أنه منذ عقود، ظلّت فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية، بوصفها قلب الصراع ومفتاح الاستقرار. لكن دعونا نطرح فرضية قاسية، جدلية، تستفز العقول: ماذا لو افترضنا – ولو على سبيل الجدل – أن العرب قد سلّموا فلسطين كاملة، بحجرها وبجرّتها، للاحتلال الصهيوني؟ هل كانت إسرائيل ستكتفي؟

الجواب واضح، بل مؤلم. إسرائيل لن تكتفي بفلسطين، ولن تُشبعها حدود البحر والنهر. مشروعها لا يعرف الشبع ولا يقف عند خط أخضر أو أحمر. هي اليوم تهدد العراق وسوريا والأردن، تنظر بعين الطمع إلى مصر والسعودية، وتعيد صياغة خرائط الهيمنة على المنطقة بما يتجاوز فلسطين نفسها.

وهنا، لا يبقى أمام العرب إلا خيار واحد: إحياء مجلس الدفاع العربي المشترك. هذا ليس ترفًا سياسيًا ولا حنينًا إلى الماضي، بل ضرورة وجودية. فالجماهير العربية، التي أنهكتها الإحباطات والخيبات، بحاجة إلى فعل جماعي يردّ لها الثقة، ويمنحها اليقين أن هذه الأمة ليست سائبة في مهب الريح.

لقد جُرّبت التكتلات الاقتصادية، وجُرّبت الشعارات الإعلامية، لكن الحقيقة المرّة أن لا شيء يردع المشروع الصهيوني سوى قوة ردع عربية موحدة، تُدار بعقل استراتيجي ورؤية قومية، تضع حدًا لمخطط يريد لهذه المنطقة أن تعود إلى عصور الهيمنة، كما كان في العصور الأموية والعباسية والعثمانية، ولكن هذه المرة بوجه صهيوني جديد، وبأساليب ناعمة وخشنة معًا.

إن استسلمت الحكومات العربية، فلتترك الأمر لإسرائيل لتقرر مستقبلنا. أما إذا أرادت أن تحيا بكرامة، وأن تحافظ على ما تبقى من إرادة وسيادة، فلا بد من بعث الروح في مجلس الدفاع العربي المشترك. قد يبدو هذا الطرح مثاليًا للبعض، لكنه في حسابات التاريخ والجغرافيا والسياسة، لم يعد خيارًا، بل صار قدرًا.

فالأمة التي لا تمتلك قرارها الدفاعي المشترك، لن تملك مستقبلها.

وجاءت تصريحات الحباشنة هذه خلال لقاء في برنامج حواري على إحدى الفضائيات العربية، حيث أكد أن "الخيار الوحيد أمام العرب هو الدفاع المشترك أو الاستسلام".