أخبار اليوم – عواد الفالح - قال الخبير العسكري أيمن الروسان إن المنطقة ما تزال تعيش أجواء توتر واضطراب بعيداً عن أي حالة استقرار تخدم إسرائيل، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتوهم أن حجم الدمار والقتل والإبادة في غزة يمثل عنواناً للنجاح والانتصار، بينما يرى العالم هذه الأفعال باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حولت إسرائيل إلى كيان معزول.
وأوضح الروسان أن الرأي العام العالمي بات يتظاهر أسبوعياً بعشرات الملايين تضامناً مع غزة ورفضاً للجرائم المروعة ضد الأطفال والنساء، فيما تحولت القضية الفلسطينية خلال العامين الماضيين إلى قلب الاهتمام الدولي شعبياً ورسمياً.
وأضاف أن عناد نتنياهو في استمرار الحرب ومغامراته العسكرية يورّط الولايات المتحدة في مواجهات لا تريدها، لافتاً إلى أن مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي يتحدث عنه ويشمل أجزاء من دول عربية أثار غضب المنطقة، وطرح تساؤلات جدية حول مستقبل أي علاقات طبيعية مع إسرائيل.
وأكد الروسان أن تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قوبلت برفض عربي واسع، واعتُبرت جريمة تطهير عرقي ومحاولة لإعادة إنتاج نكبة جديدة. وأشار إلى أن السعودية وقطر والكويت وفلسطين ومجلس التعاون الخليجي شددت على أن التهجير القسري خط أحمر يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي.
ولفت إلى أن الموقف الأردني كان لافتاً وحاسماً، حيث أكدت المملكة رفضها القاطع لأي محاولات لدفع الفلسطينيين خارج أرضهم، متمسكة بدورها التاريخي في حماية الهوية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومحذرة من أن المساس بهذه الحقوق يمثل تهديداً مباشراً للأمن الوطني الأردني.
كما ثمّنت الدول العربية الموقف المصري المتماهي مع الموقف الأردني، معتبرة أن القاهرة وعمان معاً يشكلان جدار صد أمام مخططات الاحتلال الرامية إلى تفريغ غزة من سكانها.
واختتم الروسان بالتأكيد على أن المواقف العربية الجماعية دعت إلى فرض عقوبات دولية فورية على إسرائيل بصفتها قوة احتلال تمارس سياسات ممنهجة تنتهك القانون الدولي الإنساني، محذراً من أن استمرار الصمت الدولي يشجعها على المضي في مخططاتها العدوانية، ومشدداً على ضرورة أن تواجه الدول العربية هذه السياسات بصف موحد وباستخدام أوراقها السياسية والاتفاقيات كأداة ضغط فاعلة.