مدينة غزة تُباد .. فلسطينيون يؤكدون تمكسهم ببيوتهم رغم سعي إسرائيل لتهجيرهم

mainThumb
مدينة غزة تُباد.. فلسطينيون يؤكدون تمكسهم ببيوتهم رغم سعي إسرائيل لتهجيرهم

08-09-2025 10:02 AM

printIcon

أخبار اليوم - قال فلسطينيون من مدينة غزة، ممن دمرت منازلهم أو تضررت بفعل الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت نحو 50 بناية منذ فجر الأحد، إن إسرائيل تسعى إلى تهجيرهم قسرا، مؤكدين أن ما تعبوا في بنائه طوال أعوام طويلة تبخر في لحظات وتحول إلى ركام.

هذا الواقع جاء نتيجة تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في الساعات الماضية، تمثل في استهداف مباشر للمباني السكنية والأبراج العالية، لا سيما في أحياء الدرج والشيخ رضوان والرمال بمدينة غزة، التي تسعى إسرائيل إلى احتلالها.

وأثار تكثيف استهداف الأبراج السكنية مخاوف من تداعيات كارثية على أوضاع نحو مليون فلسطيني في المدينة، ضمن الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

**شهادات من الميدان

ففي حي الدرج شرقي مدينة غزة، وقفت الفلسطينية أم محمد الحمارنة (50 عاما) أمام منزلها المتضرر بفعل الضربات الإسرائيلية، رافعة يديها بالدعاء متحسرة على ما أصابها وأصاب جيرانها.

وقالت أم محمد، لمراسل الأناضول، إن القصف الإسرائيلي يأتي في سياق محاولات لدفعهم إلى النزوح من المناطق السكنية المكتظة نحو جنوب القطاع. مضيفة أن تعب أعوام طويلة من بناء المنازل تبخر في لحظة واحدة.

ووصفت القصف على مدينة غزة اليوم بأنه كان الأعنف منذ أسابيع، إذ ترددت أصداء الانفجارات في مختلف الأحياء.

وذكرت أن الفلسطينيين في غزة، رغم القصف والدمار وتشريد الآلاف، يؤكدون أنهم لن يهجروا أرضهم، ومتمسكون بالبقاء في بيوتهم ووسط مدينتهم.

وفي ذات الحي دمرت المقاتلات الإسرائيلية عدة بنايات سكنية بعد إنذار معظمها بوقت قصير.

إحداها تقع قرب سوق الصحابة الشعبي وبجوار مدرسة فهمي الجرجاوي، التي تأوي عشرات العائلات النازحة، وخلف مركز الأطراف الصناعية والشلل، الوجهة الرئيسة لذوي البتر والإعاقة.

ورغم الإنذار المسبق، كان المشهد قاسيا؛ إذ اضطرت العائلات القاطنة في الجوار إلى مغادرة منازلها بسرعة، وغادر المرضى والعاملون في المركز على عجل خوفا على حياتهم.

ووقف عشرات المواطنين على بعد مئات الأمتار يترقبون سقوط الصواريخ، لتتحول دقائق الانتظار إلى نصف ساعة من الصمت والخوف، قبل أن تسقط الطائرات الإسرائيلية عدة صواريخ دمرت الطوابق الثلاثة العلوية بالكامل وأشعلت النيران في المبنى.

وبعد انقشاع الدخان، هرع المواطنون إلى المكان لمعاينة حجم الدمار، ليتبين أن الضرر لم يقتصر على البناية المستهدفة، بل امتد إلى منازل عائلات مسعود والعف وراشد، فضلا عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بمركز الأطراف الصناعية.

**خوف

وفي مشهد آخر غرب المدينة، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية "عمارة الرؤيا" المكونة من 7 طوابق وتضم نحو 30 شقة، بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين داخلها والنازحين حولها بضرورة الإخلاء والتوجه جنوب قطاع غزة.

الفلسطيني أحمد زمو، القاطن مقابل العمارة، قال إن "الخوف والهلع سيطرا على الأهالي منذ اللحظة الأولى للإنذار، خصوصا بين الأطفال والنساء".

وأضاف: "الاحتلال يسعى من خلال تدمير المنازل والمباني المرتفعة التي بنيناها على مدار سنوات إلى تهجيرنا، وهذا لن نقبله".

أما النازح أسعد البورنو، القادم من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة بعد تدمير منزله، فأعرب عن صدمته قائلا: "نزحنا إلى هذه المنطقة اعتقادا أنها أكثر أمانا، لكن لم نتوقع أن تدمر عمارة الرؤيا التي تضم عشرات العائلات".

وأضاف البورنو: "كانت من أجمل بنايات المنطقة وتقع في موقع حيوي، لكن كل ذلك لم يشفع لها".

وقال: "سنظل متمسكين بأرضنا وبيوتنا حتى لو أصبحت ركاما، مهما اشتد القصف".

**أرقام صادمة

فيما قال الدفاع المدني بقطاع غزة إن إسرائيل دمرت، منذ فجر الأحد، أكثر من 50 بناية سكنية بشكل كلي في مدينة غزة، وألحقت أضرارا جزئية بـ100 بناية أخرى تضم آلاف الفلسطينيين، كما دمرت أكثر من 200 خيمة جراء قصف المباني المجاورة لها.

ووصف الدفاع المدني، هذا اليوم بأنه "من أصعب أيام الحرب منذ تجددها في 18 مارس/آذار الماضي".

ولفت إلى أن "الاحتلال يتعمد القصف بهذه الطريقة لتعزيز سياسة التهجير القسري".

وفي 7 أغسطس/ آب الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إن إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دمرت 88 بالمئة من البنى التحتية في قطاع غزة بما يشمل المنازل، وأنه لم يعد لمعظم النازحين الفلسطينيين أماكن يعيشون فيها إلا المدارس وبعض مباني الجامعات.

وبعد أكثر من 3 أسابيع من القصف المكثف، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا، في 3 سبتمبر/ أيلول الجاري، إطلاق عملية "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة بالكامل، ما أثار انتقادات واحتجاجات في إسرائيل، خوفا على حياة الأسرى والجنود.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 64 ألفا و455 قتيلا، و162 ألفا و776 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 387 فلسطينيا، بينهم 138 طفلا.