أخبار اليوم – تالا الفقيه - قال المحلل السياسي د. منذر الحوارات إن خطة ترامب الأخيرة تحمل أبعادًا سياسية معقدة، مشيرًا إلى أن انخراط الولايات المتحدة في حوار مباشر مع حركة حماس رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية في القانون الأميركي يعكس براغماتية سياسية تتجاوز الشعارات المعلنة. وأوضح أن واشنطن تدرك اليوم أن حماس طرف لا يمكن تجاوزه في أي تسوية تخص غزة، خصوصًا في ملف الأسرى وإعادة ترتيب القطاع بعد الحرب.
وبيّن الحوارات أن هذا الانخراط الأميركي لا يمثل تحولًا استراتيجيًا بل خطوة تكتيكية مشروطة، إذ تتعامل إدارة ترامب الثانية مع الملف الفلسطيني من زاويتي الأمن والصفقات وليس من زاوية الاعتراف بالحقوق السياسية. وأكد أن الهدف المباشر هو إنهاء ملف الأسرى لتخفيف الضغط الداخلي عن إسرائيل، ثم استغلال هذا الإنجاز لفرض ترتيبات أمنية وإدارية جديدة في غزة، ما يجعل الحوار مع حماس مجرد أداة وظيفية لا اعترافًا سياسيًا كاملاً.
وأضاف أن التحرك الأميركي يرتبط بالخوف من توسع نطاق الحرب أو انفجار الوضع في الضفة الغربية تحت ضغط الاستيطان واقتحامات المستوطنين، الأمر الذي يهدد مصالح واشنطن وحلفائها. وختم الحوارات بالتأكيد على أن انخراط الولايات المتحدة مع حماس يعكس اضطرارًا مرحليًا لا تحوّلًا استراتيجيًا، وأن أي تسوية قادمة في غزة أو فلسطين عمومًا لن تكون ممكنة من دون التعامل مع الحركة، وهو ما يمثل اعترافًا ضمنيًا بوزنها رغم التصنيف الأميركي.