الطحالب والنبتات الغازية والبكتيريا تفترش نهر الفرات بالعراق

mainThumb
الطحالب والنبتات الغازية والبكتيريا تفترش نهر الفرات بالعراق

10-09-2025 03:22 PM

printIcon

أخبار اليوم - تراجع مستوى نهر الفرات خلال الأسابيع الأخيرة إلى «أدنى مستوياته»، حسبما قالت السلطات العراقية وخبير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في وقت يعاني العراق جفافاً يلحق به أسوأ أزمة شح مياه في تاريخه الحديث.

وتباطأ تدفق الفرات بشكل كبير في جنوب العراق خصوصاً، ما قد يؤدي إلى تفاقم تلوث المياه، وتمدّد الطحالب ونبتات أخرى تُهدد بانسداد المجاري المائية.

ومنذ سنوات، يعاني العراق، البالغ عدد سكانه أكثر من 46 مليون شخص، جفافاً شديداً وارتفاعاً في درجات الحرارة، وتراجعاً في معدل المتساقطات.

وتُندد حكومة بغداد بانتظام بإقامة تركيا وإيران المجاورتين سدوداً على المسطحات المائية التي تتشاركها مع كلٍّ منهما، متّهمة إياهما بأنهما تقللان بشكل كبير من تدفق نهري دجلة والفرات، اللذين يرويان المنطقة منذ آلاف السنوات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية.

وقال الأستاذ في جامعة الكوفة، حسن الخطيب: «يُسجل نهر الفرات خلال الأسابيع الأخيرة أدنى مستوياته منذ عقود، وتراجع جريانه إلى حد كبير، خصوصاً في المنطقة الجنوبية». ورأى أن ذلك «يُفاقم أزمة التلوث، ويربك النظام الحيوي المائي في النهر من خلال اتساع انتشار الطحالب وكثافتها، التي من شأنها أن تؤثر على الحياة داخل النهر، فضلاً عن بروز تأثير أكبر لنبات زهرة النيل».

ونبّه المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، بأن العراق «لديه اليوم أقل خزين مائي في تاريخه، ويتلقّى أقل من 35 في المائة من الحصة المائية التي يُفترض أن يتسلمها» من دجلة والفرات. وتقول السلطات إن ذلك يُرغمها على إطلاق كميات مياه من السدود تكون أكبر من التي يتلقاها البلد.


وتراجع الاحتياطي المائي في السدود والخزانات، الذي يقلّ اليوم عن 8 في المائة من طاقة التخزين، من نحو 10 مليارات متر مكعّب في نهاية مايو (أيار) إلى 8 مليارات متر مكعّب مطلع سبتمبر (أيلول)، وفق السلطات.

وأشار الخطيب إلى أن إطلاق المياه من الاحتياطيات القديمة لتغذية النهر أدَّى إلى انتشار الطحالب التي تمتص الأكسجين من الماء، وتُعرض الحياة المائية للخطر.

وحذّرت وزارة البيئة العراقية، الأحد، من أن انخفاض منسوب الفرات في محافظة كربلاء قد يُفاقم التلوث البكتيري. وفي محافظة النجف المجاورة، أكَّد مدير دائرة البيئة جمال عبد زيد الأسبوع الماضي أن جودة «المياه الخام الموجودة في نهر الفرات (...) انخفضت جدّاً».

وفي بحر النجف، البحيرة التي كانت خصبة في السابق تحوَّلت إلى برك راكدة موزعة في أنحاء الحوض. وفي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، شوهدت أزهار أرجوانية معروفة باسم «زهرة النيل» تطفو على سطح المياه، وتتجذّر في نهر الفرات، وهي منتشرة في العراق منذ تسعينات القرن الماضي.

وتمتص كل واحدة من هذه الأزهار يومياً ما يصل إلى 5 لترات من المياه، وتُشكّل أوراقها طبقة معتمة على سطح الماء، ما يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى مختلف الأنواع التي تعيش في المياه حتى اختفائها بالكامل. وهذه النبتة مدرجة منذ عام 2016 في قائمة المفوضية الأوروبية للنبات الغازي.

وقالت وزارة البيئة العراقية أول من أمس (الاثنين)، إن «مديريات الماء في مدن الفرات الأوسط تعتمد معايير علمية دقيقة لتنقية المياه الصالحة للاستخدام البشري»، مؤكدة أن «نوعية المياه ضمن المواصفات القياسية المقبولة» وصالحة للاستخدام البشري.