أخبار اليوم - شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة دهم واعتقال في مختلف مدن الضفة الغربية، في حين بلغ عدد الذين اعتقلتهم في طولكرم وحدها خلال يومين نحو 1300 فلسطيني، وذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها الاحتلال.
ففي قلقيلية اقتحمت قوات الاحتلال المدينة مرات عدة خلال ساعات الليل واعتقلت عددا من العمال الفلسطينيين أثناء محاولتهم الدخول إلى إسرائيل للعمل، في حين اعتقلت فلسطينيا خلال اقتحام منزله في البلدة القديمة.
وفي نابلس دهمت قوات الاحتلال قرى عدة منها صرة والناقورة واعتقلت فلسطينيين. كما اقتحمت مخيم قلنديا وكفر عَقَب في القدس، وشنت حملة اعتقالات في مدينة الخليل وقراها جنوبي الضفة الغربية.
واقتحمت قوات الاحتلال كذلك قريتي بيت ريما وكفر نعمة في رام الله ودهمت منازل ومزارع فيهما. وتتواصل المداهمات في تلك المنطقة بعدما تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي قبل أيام عن العثور على صاروخين بدائيين في محيط كفر نعمة، في حادثة وصفتها بالاستثنائية.
طولكرم والعقاب الجماعي
وفي مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة دهمت قوات الاحتلال بلدة دير الغصون شمالي المدينة.
وضمن سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها تل أبيب، اعتقل جيش الاحتلال نحو 1300 فلسطيني خلال يومين فقط في طولكرم، وذلك خلال حملة شنها عقب إصابة اثنين من جنوده بانفجار عبوة ناسفة قبل أسبوع.
وجرت حملة الاعتقالات الواسعة الأسبوع الماضي وطالت جميع أحياء المدينة، وفيها اقتاد الجيش الإسرائيلي المعتقلين إلى ساحة عامة واحتجزهم لساعات طويلة، وأظهرت مقاطع فيديو طوابير طويلة من المعتقلين الفلسطينيين يحيط بهم جنود إسرائيليون ومركبات عسكرية.
وحدث ذلك عقب إصابة جنديين إسرائيليين بجروح طفيفة، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبة عسكرية في محيط المدينة في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وفي هذا الإطار يقول فيصل سلامة نائب محافظ طولكرم إن الجيش الإسرائيلي ينفذ سياسة عقاب جماعي هدفها إذلال وإهانة المواطنين عبر تسييرهم في طوابير لمسافات طويلة ووضعهم في أماكن عامة، وإجراء تحقيقات سريعة مع بعضهم قبل الإفراج عنهم.
وأشار سلامة إلى أن هذا الإجراء ترافق مع حملة تفتيش وتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين استمرت على مدار يومين كاملين، لافتا إلى أن الاحتلال اعتقل نحو 1300 فلسطيني خلال 48 ساعة.
وبين أن حملة الاعتقالات هذه عشوائية تهدف إلى فرض واقع مرير وإرغام المواطنين على دفع الثمن، مشيرا إلى أن طولكرم تعيش منذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حالة صراع وانعدام استقرار في ظل الاقتحامات الأسبوعية للمدينة ومخيمها تستمر ساعات وأياما متواصلة.
من جهته يرى مدير مركز يبوس للدراسات الإستراتيجية سليمان بشارات أن هذه الحملة الإسرائيلية تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي، بحيث يرغب الاحتلال في أن يكون الثمن الذي يدفعه الفلسطيني كبيرًا جراء أي عمل مقاوم أو رفض لسياساته.
وقال إن الاحتلال يسعى أيضا إلى خلق حالة من الردع المسبق حتى لا يتكرر عمل مشابه، وفي الوقت ذاته يعزز من قدرات جنوده في العمل الميداني ويطور من أدائهم للتعامل مع مثل هذه الحالات.
عدوان متواصل
ومنذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي، شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عملية عسكرية واسعة داخل مخيمي طولكرم ونور شمس.
وبحسب معطيات اللجنة الإعلامية في طولكرم (غير حكومية)، دمّر الاحتلال خلال عدوانه الأخير على المخيمين أكثر من 600 منزل تدميرا كليا، في حين لحقت أضرار جزئية بنحو 2573 منزلا.
ويأتي ذلك ضمن مخطط أقرته إسرائيل في مايو/أيار الماضي، يقضي بهدم 106 مبانٍ بذريعة فتح طرق وتغيير معالم المنطقة.
وبالتوازي مع الإبادة الجارية في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1042 فلسطينيا، وإصابة نحو 10 آلاف و160 آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 19 ألفا، بحسب مكتب الاتصال الحكومي الفلسطيني.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و62 شهيدا، و165 ألفا و697 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.
الجزيرة + الأناضول